ما علاقة قناة الجزيرة بفشل علاوي؟
http://www.almoharrer.net/news.asp?m=2755&n=2
تداعيات وأسباب خسارة القوائم العلمانية في الانتخابات العراقية؟
ما علاقة قناة الجزيرة بفشل علاوي؟
بغداد - تحليل إخباري بقلم د. أحمد الدليمي:
انتهت الانتخابات العراقية لكن لم تنته حرب التخوين والقذف والاتهامات والتكفير بين القوائم الانتخابية، حرب قد تتحول رحاها إلى الشارع العراقي المترقب نتائج فرز الاصوات التي ادلى بها العراقيون في الداخل والخارج. كان امل العراقيين من هذه الانتخابات ان تغلق ملفاتهم الحزينة المؤلمة، غير أنها فتحت الازمات الواحدة تلو الاخرى، فبدلاً من ان يجلس اصدقاء الأمس ليخرجوا بحلول مستقبلية تنهض بالملف الامني والخدماتي إلى الأمام، تحول اولئك الاصدقاء إلى متخاصمين يتهم أحدهم الآخر ويخون أحدهم الآخر. بالامس كانت المقابر الجماعية تحت الارض، اما اليوم فقد اصبحت فوق وتحت الارض وضحاياها في ازدياد وبالجملة، نار تلك المقابر طالت مرشحي القوائم الانتخابية حتى اصبحت نيران خصومهم تطالهم في عملية ضرب تحت الاحزمة. قناة الجزيرة وفشل علاوي؟ بالامس القريب اغلق رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ووزير داخليته فلاح النقيب مكتب قناة الجزيرة في بغداد تحت ذريعة انها تحرض وتدعم الارهاب في العراق، وبقي امر اغلاق المكتب نافذاً حتى في زمن حكومة الجعفري، بل تم تفعيله في هذه الفترة الانتقالية. غير أن فضائية الجزيرة نجحت في أن ترد الصاع صاعين لرئيس القائمة العراقية الوطنية (731) الدكتور علاوي مستغلةً فترة علاوي الانتخابية الحرجة، حين قامت بتنسيق سري ومن خلف الكواليس مع رئيس الوزراء الجعفري، بعد ان وعد بإعادة فتح مكاتبها في العراق من قبل حكومة يقودها الائتلاف الشيعي لاربعة اعوام في حال فوزه في انتخابات 15/12، شريطة ان تطيح الجزيرة عبر برنامجها «الاتجاه المعاكس» بهيبة قائمة علاوي ضمن الشارع الديني في الجنوب العراقي خصوصاً. وفعلاً تمت العملية قبل يومين من بدء التصويت بظهور القيادي في الحزب الشيوعي العراقي فاضل الربيعي الشيعي الاصل على شاشة الجزيرة في البرنامج المذكور وهو يتهجم على شخص المرجع الديني السيد علي السيستاني، ما اثار سخط الشارع العراقي الشيعي، وأعطى مبرراً لقائمة الائتلاف والقوائم الإسلامية الاخرى في ان تحجب اصواتها عن قائمة الدكتور علاوي لاسباب عدة منها: > سبق لقائمة الائتلاف ان نعتت علاوي بالزنديق قبل بث برنامج الجزيرة. > زيارة علاوي للنجف والتي لم تأت في الإطار الزمني المحسوب بدقة، والتي انتهت بنجاته والوفد المرافق له من موت محقق. > انتماء فاضل الربيعي الذي تهجم على السيد السيستاني عبر قناة الجزيرة إلى الحزب الشيوعي اعطى مبرراً للشارع الشيعي الديني في عدم التصويت لقائمة علاوي، لان الحزب الشيوعي هو ثاني الكيانات السياسية ضمن قائمة علاوي، وهذا ما اعطى المبرر لاتهامات الائتلاف الشيعي حول نية القائمة 731 ورموزها على محاربة حالة التدين التي سادت الشارع الشيعي في الجنوب خصوصاً. > وجود الحزب الشيوعي ضمن قائمة علاوي حجب تصويت سكان كركوك من العرب والتركمان والآشوريين والمسيحيين لعلاوي، كون الحزب الشيوعي عُرِفَ منذ تأسيسه بانه يحارب الامبريالية العالمية، وهو اليوم يميل لها في حماية مصالحها في العراق، بل يتسلم دعمه اللوجستي منها، وهذا ما شهده العراقيون من التخبطات السياسية التي قام بها سكرتير الحزب الشيوعي حميد مجيد موسى الرئيس الحالي لهيئة تطبيع الاوضاع في كركوك، حيث كانت معظم قراراته تصب في خانة الاكراد على حساب أهالي كركوك. إذاً فكل تلك الاسباب والتي ختمتها قناة الجزيرة باتفاقها مع الجعفري وراء فشل قائمة علاوي في الفوز بأصوات اغلبية العراقيين، ولهذا السبب نجد ان الجعفري لم يكن قاسي الرد على وفد قناة الجزيرة الذي زار بغداد سراً والتقى به لغرض اتمام صفقة فتح مكتب الجزيرة، حيث رد الجعفري على رئيس وفد الجزيرة (وضاح خنفر) قائلاً: (على قناة الجزيرة ان تعتذر من المرجع السيستاني، ومن الشعب العراقي، لان المشكلة تخصهما، ولا علاقة لنا بالأمر) في دلالة واضحة على ان الجعفري ممتن جداً من موقف الجزيرة المعادي لقائمة علاوي التي لم تحصد ذلك القدر الكبير من اصوات الشارع العراقي، بعد ان توالت عليها وعلى قوائم ليبرالية اخرى المؤامرات الانتخابية من خلال حالات الانتهاكات التي سجلتها مفوضية الانتخابات، ناهيك عن الخروقات الواضحة وعمليات التزوير التي قامت بها اكثر من قائمة إسلامية وغير إسلامية مستخدمةً كافة ادواتها الانتخابية الجارحة في الحد من شعبية علاوي وقائمته العراقية الوطنية التي لم تحظ بذلك القدر من الاصوات. لكن تبقى التحالفات التي ستعقدها قائمة علاوي مع بقية القوائم هي سبيل النجاة الوحيد لإنقاذ ما يمكن انقاذه لايصال الدكتور علاوي إلى كرسي رئاسة حكومة العراق لاربعة اعوام مقبلة.