الشيعي يصوت لحسم خلاف على رئيس الوزراءالعراقي
د. أسامة مهدي
--------------------------------------------------------------------------------
التوافق السنية ترفض بحث تشكيل الحكومة في كردستان
"الشيعي" يصوت لحسم خلاف على رئيس الوزراء
أسامة مهدي من لندن : اكدت مصادر سياسية عراقية ان الائتلاف العراقي الشيعي قرر اللجوء الى التصويت لانهاء خلاف على اختيار مرشحه لرئاسة الحكومة بين اثنين احدهما ابراهيم الجعفري لحزب الدعوة الاسلامية رئيس الحكومة المنتهية ولايتها وعادل عبد المهدي للمجلس الاسلامي الاعلى نائب رئيس الجمهورية بينما اشترط قادة جبهة التوافق السنية لتلبية دعوة وجهها اليهم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لاجراء مياحثات ان لايكون موضوع تشكيل الحكومة المقبلة هدفها في وقت دعت القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي جميع الفرقاء الى التعاون الكامل والشفاف مع اللجان الدولية للتحقيق في نتائج الانتخابات من دون خوف بهدف تحقيق مناخ افضل لأنجاح التحولات السياسية في العراق .
وابلغت المصادر "ايلاف" التي تحدثت معها اليوم من بغداد ان قائمة الائتلاف العراقي الشيعي الفائزة في الانتخابات قررت الذهاب للتصويت على مرشحها لرئاسة الحكومة بعد تعذر الاتفاق على مرشح واحد فيما تجري قيادتا حزب الدعوة التي رشحت الجعفري والمجلس الاعلى الذي يرشح عبد المهدي اتصالات مع القوى السياسية الاخرى كل على حدة لكسب تأييدها الى جانب مرشحها لرئاسة الحكومة . ففي اربيل والسليمانية حصل زعيم الائتلاف رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم على موافقة الزعيمين الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني على ترشيح عبد المهدي نظرا لتحفظاتهما على تجربة التعاون مع الجعفري في الحكومة الحالية وعدم ارتياحهما لموقفه من تطبيع الاوضاع في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليم كردستان الذي يحكمونه منذ عام 1991 حيث كان طالباني وصف الاسبوع الماضي تجربة التعاون مع الجعفري بانها فاشلة . واضافت المصادر ان موافقة الاكراد على عبد المهدي تمت في صفقة سياسية تقضي بالمقابل على ترشيح الائتلاف للطالباني للبقاء بمنصبه الرئاسي وهو ما اكده الحكيم بشكل غير مباشر امس حين اشاد به قائلا انه زعيم وطني للعراق كله وليس للاكراد وحدهم .
وفي مقابل ذلك اعلن حزب الدعوة الاسلامية رديف المجلس الاعلى في الائتلاف اليوم ترشيح زعيمه الجعفري لتشكيل الحكومة الجديدة وقال عضو قيادة الحزب وليد الحلي انه استجابة لتوجهات المرجعية وتلبية لرغبة جماهيرية ولكفاءته ونزاهته قرر حزب الدعوة ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة مشيرا الى ان هذا الامر سيخضع للتصويت داخل قائمة الائتلاف الشيعي . وتقول المصادر ان أي تصويت من هذا القبيل فأن الفوز فيه محتم للجعفري نظرا لانه يحظى بتاييد التيار الصدري ومستقلين في القائمة التي تضم 35 عضوا من المجلس و30 من الدعوة و30 من التيار الصدري اضافة الى الرساليون المتعاطفين مع الصدري والمستقلين وبذلك فانه سيحصد مايقارب من ثلثي اصوات الائتلاف واوضحت ان التيار الصدري غير راض عن مواقف سابقة لعبد المهدي اثر المواجهات التي شهدتها الكوفة والنجف ومدينة الصدر في بغداد بين جيش المهدي التابع للصدر والقوات الاميركية والعراقية صيف العام الماضي .
وفي هذا الاطار ابلغت المصادر "ايلاف" ان الجعفري اجرى اتصالات من جانبه مع قيادة جبهة التوافق السنية الفائزة الثالثة في الانتخابات للاستعداد لترشيح شخصية منها لتولي منصب رئاسة الجمهورية بالضد من موقف الاكراد منه وكسب السنة لترشيحه لرئاسة الحكومة وحيث يبدو ان منصب رئاسة الجمهورية سيشهد خلافات حوله ستحسمها التحالفات التالية التي ستعقب اعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية الاخيرة .
وكان بهاء الاعرجي القيادي في التيار الصدري اشار في تصريح له امس الى ان رئاسة الجمهورية لن تجدد للطالباني هذه المرة وانما ستكون لشخصية من جبهة التوافق السنية مؤكدا ان أي مفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة لاتشارك فيها الجبهة والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي لن يتم الاعتراف بها .
وعلى الصعيد نفسه قال مصدر في جبهة التوافق السنية ان قيادتها تلقت دعوة من بارزاني لزيارة اقليم كردستان لاجراء محادثات سياسية على غرار تلك التي اجراها هناك الحكيم لكن قيادة الجبهة اشترطت ان لايكون هدف المباحثات البحث في تشكيل الحكومة الجديدة في تأكيد لموقفها من رفض أي نقاش في هذا الموضوع قبل اتخاذ اجراءات حول اعتراضاتها على النتائج الاولية للانتخابات لما تقول ان عمليات تزوير وخروقات قد شهدتها . واضاف المصدر ان وفدا من قادة المكونات الثلاثة للجبهة السنية سيغادر بغداد غدا الاحد متوجها الى بلدة صلاح الدين بالقرب من اربيل عاصمة الاقليم سيضم عدنان الدليمي رئيس مؤتمر اهل العراق وطارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي وخلف العليان رئيس مجلس الحوار اضافة الى ظافر العاني احد قياديي الجبهة لاجراء اتصالات سياسية تتعلق بالاوضاع السياسية والامنية في البلاد من دون التطرق الى تشكيل الحكومة وهو موضوع تؤكد رفض مناقشته قبل الحصول على اجوبة على اعتراضاتها حول عمليات التصويت في الانتخابات الاخيرة .
وابلغت قيادة الجبهة القيادة الكردية ان بحث تشكيل الحكومة اذا ماتم الاتفاق على مناقشته بعد الانتهاء من مشكلة نتائج الانتخابات فانه يجب ان يتم في العاصمة العراقية بغداد وليس في أي مكان آخر .
ومن جهتها دعت القائمة العراقية بقيادة علاوي جميع الفرقاء السياسيين الى التعاون الكامل والشفاف مع اللجان الدولية للتحقق من نتائج الانتخابات وكشف الحقائق من دون خوف بهدف تحقيق مناخ افضل جهد الامكان لأنجاح التحولات السياسية في العراق وجعلها تصب في مصلحة شعب العراق واستقراره وخلاصة من الأرهاب وفي استقرار المنطقة برمتها وازدهارها .
جاء ذلك في بيان صحافي للقائمة ارسل الى "ايلاف" اليوم وهنا نصه :
صرح سفير الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد زلماي خليلزاد في 29 كانون الأول من العام الجاري حول ترحيبه بتصريح المفوضية المستقلة للأنتخابات في العراق بتوجيه دعوة لمراقبين دوليين لزيارة العراق لملاحظة ومناقشة كافة جوانب انتخابات 15 كانون الأول وبضمنها التعامل مع الشكاوي .
أننا في القائمة العراقية الوطنية والقوائم والكيانات السياسية المتحالفة معها والمشاركة في الأنتخابات نعلن عن مباركتنا لهذه الخطوة وعن تأييدنا لتصريح سفير الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ولمبادرة المفوضية المستقلة للأنتخابات بدعوة مراقبين دوليين للنظر في الخروقات وفق المعايير الدولية والخبرات المتراكمة للأمم المتحدة في هذا المجال اذ أن القائمة العراقية الوطنية كانت قد كلفت الدكتور عدنان الباججي الطلب من سكرتير عام الأمم المتحدة (السيد كوفي عنان) ارسال مراقبين دوليين للنظر في الخروقات التي حصلت قبيل الأنتخابات كالاعتداءات المسلحة ضد مراكز وأعضاء في القائمة العراقية الوطنية والقوائم الأخرى ومنع المواطنين من الأدلاء بأصواتهم بحرية واحتمالات التلاعب في الصناديق الأقتراع .
اننا نهيب بكافة الفرقاء الى التعاون الكامل والشفاف مع اللجان الدولية والتي ستصل خلال ايام الى العراق وكشف الحقائق من دون خوف بهدف تحقيق مناخ افضل جهد الامكان لأنجاح التحولات السياسية في العراق وجعلها تصب في مصلحة شعب العراق واستقراره وخلاصة من الأرهاب وفي استقرار المنطقة برمتها وازدهارها .
ومن جهة اخرى قالت المصادر ان وصول فريق التحقيق الدولي في الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة الى بغداد سيؤجل اعلان نتائجها المقرر الثلاثاء المقبل وبالتالي اطالة امد الازمة السياسية التي تعيشها البلاد نتيجة رفض قوى عديدة لهذه النتائج لما تقول ان عمليات تزوير وخروقات اوصلت اليها وعبرت عن شكوكها في تغيير كبير في هذه النتائج .
واشارت المصادر الى ان الفريق الدولي الذي سيضم خبراء من الجامعة العربية والاتحاد الاوربي والامم المتحدة سيصل الى بغداد مطلع الاسبوع المقبل حيث سيقوم بالتدقيق في الشكاوى المقدمة ضد خروقات الانتخابات والتي وصل عددها الى الف و700 شكوى واضافت ان عمليات التدقيق والفحص هذه ستستغرق اياما عدة الامر الذي سيؤدي الى تأجيل الاعلان الرسمي للنتائج المصادق عليها وبالتالي تمديد امد الازمة السياسية التي يعيشها العراق حاليا والتي تشهد تراشق اتهامات بين الفرقاء السياسيين واستمرار التظاهرات الشعبية الرافضة للنتائج والاخرى المؤيدة لها وسط مخاوف من تطورها الى منحى عنيف خاصة فيما اذا استغلت المجموعات المسلحة هذه الفعاليات في عمليات مسلحة اما ضدها اوفيما بينها لاشعال فتنة اهلية .
وعن نتوقعاتها لنتائج مهمة فريق التحقيق الدولي اشارت المصادر الى ان عمل الفريق سينجز بالتعاون مع مفوضية الانتخابات العراقية وبما ان هذه تصر على نزاهتها وحياديتها ازاء جميع الفرقاء السياسيين فنها ستحاول اظهار شرعية ومصداقية النتائج كما لاحظت المصادر ان شكاوى الكيانات السياسية الموجهة ضد الائتلاف الشيعي بممارسة عمليات ارهاب ضد الناخبين وتخويفهم بشعارات تدعو الى عدم الخروج على مباديء الدين وتعليمات المرجعية من اجل التصويت له من دون القوائم المنافسة سوف لن يكون بالامكان تأكيدها باي حال من الاحوال في غياب شهادات يتخوف اصحابها من الادلاء بها .
وتشير اخر الارقام التي اعلنتها مفوضية الانتخابات لنتائج التصويت الاولية ان الائتلاف الشيعي قد حصل على 110 مقعدا يلي التحالف الكردستاني على 43 مقعدا ثم جبهة التوافق السنية على 35 مقعدا ثم قائمة العراقية للدكتور أياد علاوي على21 مقعدا تليهم قائمة الحوار الوطني برئاسة صالح المطلق بتسعة مقاعد وأربعة مقاعد للإتحاد الإسلامي الكردستاني ومقعدين لكتلة المصالحة والتحرير ومقعد واحد لكل من قائمة مثال الآلوسي وقائمة الرافدين والحركة اليزيدية للإصلاح والرساليون والجبهة التركمانية .
