هل إنتهى شغل سنة العراق بتنظيم الزرقاوي !! ..
في الاخبار ان اشتباكات تشهدها المناطق السنية بين جماعة الزرقاوي وبقية العصابات الإرهابية .. وتتواتر الملعومات عن حالة من التوتر تشهدها المناطق السنية نتيجة لهذه الصراعات .. وتترى الأنباء عن إتصالات تجريها الجماعات الارهابية العراقية مع المحتلين لتحديد الحصة في التطورات السياسية القادمة .. وقد سربت الصحف الامريكية إسم طارق الهاشمي كوسيط لهذه الاتصالات .. ومن قبله اعلن أيهم السامرائي عن قيامه بجهود وساطة بين الامريكان وبعض الجماعات الإرهابية ..
وتتوارد الاخبار عن إرتداد الارهاب الذي رعته وغذته مناطق السنة في العراق على أهالي تلك المناطق .. وقد أعلن الحزب الاسلامي العراقي عن إغتيال عدد من قيادييه ومسؤوليه خاصة في الانبار ..
وفي جريدة الحياة 12 - 1 كشف مسؤول في احدى التنظيمات الارهابية عن تبرمه من إستحواذ تنظيم الزرقاوي على الاموال الخليجية التي تأتي لدعم ما سماه بالجهاد ..
الزرقاوي من ناحيته رد بتشكيل تحالف تحت اسم شورى المجاهدين لتوحيد الجهاد ضد الصليبيين والكفرة من عدد من التنظيمات الارهابية التي يبدو من أسمائها أنها تنظيمات إرهابية مستوردة خصيصا الى العراق من خارجه العربي ..
من الواضح ان سياسة القتل والابادة الجماعية التي لجأت اليها عصابات الارهاب البعثـ - وهابي وخاصة تلك المتعلقة بمهاجمة المدنيين الشيعة في كل أماكن تواجدهم قد أتت أكلها .. وهناك مؤشرات كثيرة عن حالة انفراج من بينها اطلاق سراح عدد كبير من المعتلقين .. وعقد مؤتمر القاهرة وما قيل عن مشاركة ممثلين عن عصابات الارهاب فيها .. والحديث عن ارسال قوات مصرية لتحل محل القوات الامريكية في مناطق السنة .. وكل هذا يجري وسط ما يشير الى انفراج على صعيد العلاقات بين امريكا وسوريا بعد الوساطة السعودية - المصرية .. ستنعكس حتما على نشاط العصابات الارهابية في العراق ..
لقد كان واضحا ان القوى والاطراف السنية تستخدم الزرقاوي واجهة لفرض شروطها واجندتها السياسية .. حيث يمكن ببساطة التخلص منه لاحقا والبراءة من أعماله الشريرة عند الضرورة .. رغم ان الزرقاوي من ناحيته لابد وان يكون قد بنى قاعدته الخاصة في العراق ..
هل سنشهد نهاية قريبة للزرقاوي وجرائمه بعد ان انتفت الحاجة اليه بإنخراط سنة العراق في العملية السياسية ومشاركتهم في الانتخابات وما سينالون من حصة في الحكومة القادمة .. ام ان الوقت مازال مبكرا .. ولن نسمع بنهاية قريبة لهذا المجرم وعصابته وجرائمه الا بعد ان يتأكد سنة العراق من حصيلة ما قادت اليه جرائم الزرقاوي من مكاسب لهم .. وقد يستخدمونه حتى يحصل مثل هذا التأكد في تنفيذ موجة جديدة من الاعمال الارهابية حسب تطورات المفاوضات المتعلقة بالحكومة القادمة وحصة السنة فيها ..
البحث عن مكان تحت شمس الحكومة والدستور والانتخابات غير الشرعية كما كانوا يقولون !! ..
سياسي سني: الانقلاب على فكرة حكومة الوحدة الوطنية نذير شؤم
بغداد ـ رويترز: وصف حسين الفلوجي، عضو مؤتمر اهل العراق ومرشح جبهة التوافق العراقية في الانتخابات البرلمانية، رفض بعض الاطراف السياسية فكرة انشاء حكومة توافق وطني بأنه «نذير شؤم»، سيزيد من صعوبة التوصل الى اتفاق بين جميع الاطراف المعنية. وكانت الاطراف العراقية الرئيسية التي فازت في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي، قد طرحت فكرة انشاء حكومة وحدة وطنية بعد مباحثات طويلة أجرتها في اقليم كردستان على ان تضم كل الاطراف الرئيسية الفائزة في الانتخابات، بغض النظر عن النتائج التي حققتها، لكن «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي سرعان ما تراجع عن الفكرة وأعلن رئيسه عبد العزيز الحكيم في مطلع الاسبوع الحالي ان الائتلاف يرفض هذا الامر ويؤيد تشكيل «حكومة مشاركة» تضم كل الاطراف بحسب نتائج الانتخابات التي طعنت بها معظم الأطراف. وقال الفلوجي لرويترز، ان الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني «كانا هما من طرح فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية في مباحثات كردستان. ونحن كجبهة توافق وافقنا من جانبنا من حيث المبدأ على هذه الفكرة على انها تصب بالاتجاه الصحيح». وأضاف ان جبهة التوافق العراقية «علقت حينها المباحثات بهذا الموضوع الى ما بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات».
ومضى يقول «لكن ان يتنصل الطرف الذي طرح الفكرة باتجاه فكرة اخرى، فهذا نذير شؤم، وهذا معناه ان مباحثات تشكيل حكومة وطنية ستطول وسيكون من العسير التوصل الى اتفاق في مثل هذه الظروف».
وقال الفلوجي ان «حرب المصطلحات» التي تدور الآن و«يطرحها طرف بعينه تعكس صراع إرادات». وأضاف «ان صراع الإرادات يدور الآن بين الطرف الذي اظهرت النتائج الاولية لمفوضية الانتخابات فوزه بالانتخابات»، وهو يدفع باتجاه قبول النتائج بغض النظر عما حدث وما قد يحدث وهو المتمثل بالائتلاف الشيعي والكردي وأطراف اخرى تطعن بشرعية النتائج، وهي التي لم تحصل على ما كانت تطمح اليه او على الاقل ما كان متوقعا». وأضاف «ان الائتلاف الشيعي الذي ضمن إعلان النتائج والفوز، بدأ يضغط في جميع الاتجاهات باتجاه تسوية جميع الأمور بأسرع ما يمكن، وحسب النتائج الاولية للانتخابات التي أعلن عنها».
الشرق الاوسط 18 - 1 -2006