أين عباس البياتي وأين الابوذية والمقام
أين عباس البياتي وأين الابوذية والمقام
حسين ابو سعود
لقد جرت العادة (السيئة) أن توجه سهام الحسد والحقد للعظماء والناجحين من البشر من قبل ضعاف النفوس والفاشلين ، والحسد داء ليس له دواء وهو كالنار تلتهم صاحبها إن لم تجد شيئا تلتهمه وتحرقه ، كما جرت العادة ( السيئة) أن يتم البحث عن ثغرات ونقاط ضعف يمكن استغلالها في الشخص المراد انتقاده إذا تكامل إلى درجة انعدام العيوب ، ولم أجد في التاريخ بعد شخصية الرسول صلى الله عليه واله وسلم شخصية أقوى من شخصية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهذه الشخصية الكاملة المتكاملة لم تسلم من حقد الحاقدين وسهام المغرضين ، ولكن أنى لهم التناوش من بعيد أو من قريب ، وبعد أن يئس هؤلاء من العثور على أي ثغرة يمكن الدخول عبرها للنيل منه فلجئوا إلى أخيه عقيل والى أبي طالب والده ، فنسجوا حولهما الحكايات والأقاويل والمزاعم لتحويل نظر الأجيال عن شخصية الإمام المتكاملة ، وسبوه وشتموه على المنابر لعقود طوال ولكن الله تعالى أتم نوره في النهاية وتم إبطال تلك العادة السيئة.
والقارئ اللبيب يفهم المغزى من هذه المقدمة المختصرة إذ لا احتاج لكثير عناء بربطها بموضوع مقالنا عن الأستاذ عباس البياتي الأمين العام لتركمان العراق وعضو الائتلاف العراقي الموحد والشخصية الأكثر ظهورا في وسائل الإعلام حتى ظن البعض انه الناطق الرسمي باسم الائتلاف العراقي الموحد ، وقد استطاع سحر هذه الشخصية وهو بالمناسبة احد جنود تلك الشخصية المتكاملة التي تحدثنا عنها اعني الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، واستطاع سحره أن يجتذب إليه معظم وسائل الإعلام سواء كانت فضائيات أو إذاعات أو صحف ومجلات وصاروا يتهافتون عليه للحصول على حديث أو تصريح أو مقابلة وغيرها ، وهذه الجهات الإعلامية ليست ساذجة الى الدرجة التي يتصورها بعض النكرات ، فهي تعلم أين تجد المعلومة الصحيحة والموثوقة ، وتعلم من يستطيع أن يعطيها التحليل الصادق والتوقع الأقرب الى الواقع، نعم إن هذه الجهات تعلم من هو عباس البياتي ومكانة عباس البياتي وقربه من دائرة الأحداث والتأثير على الأحداث ، فهو عضو بارز في الائتلاف العراقي الموحد الذي يعتبر اكبر كيان سياسي في البلاد وهو الائتلاف الحاكم قبل وبعد الانتخابات ، ولكن هذا الظهور المستمر للأستاذ عباس البياتي لم يرق للبعض ولن يروق باعتبار ان الناجحين لن يسلموا من حسد الفاشلين وحقدهم ، وقد أراد احدهم أن ينال من هذه الشخصية واجزم بأنه قد بحث في كل حدب وصوب عن مثلبة اومنقصة اوعيب في الرجل وسيرته فلم يجد شيئا من ذلك فلجأ الى النيل من صورة البياتي وتقاسيم وجهه وصار يصفها وصف متخبط به مس في مقال اسماه ( الى عباس البياتي – الابوذية شيعية والمقام سني يا كاردينال) وطالبه في هلوسته باعادة الاعتبار للمقام والابوذية لأنها تعرضت الى تهميش .... الخ وأما سبب اختياره للبياتي لذلك فهو قوله لأنه أصبح نجما في التلفزيون ولان المطرب سعدي البياتي من أقاربه ، ووصف الابوذية بأنها شيعية والمقام سني ، وليكن معلوما باني هنا لست بصدد الرد على المذكور ولكن مقاله يحتوي على أمرين باطلين لا يمتان لعباس البياتي بصلة البته أولهما شيعية الابوذية وسنية المقام فالبياتي برئ من الطائفية والتعصب وكونه شيعيا لا يعني بالضرورة انه ضد الآخرين وضد معتقداتهم وليعلم الكاتب وغيره بان التركمان آخر من يدعون الى طائفية وقد عاش سنة التركمان وشيعتهم أخوة متحابين ومتفاهمين يتصاهرون فيما بينهم ويتعاملون ويتجاورون في علاقات مثالية قائمة على الحب والاحترام المتبادل.
والأمر الآخر الابوذية والمقام فالبياتي ابعد ما يكون عن سفاسف القول واللغو في الكلام فهو اكبر من أن يقرن بقضايا الغناء والترهات ، فالرجل لمن لا يعرفه اضطر الى مغادرة العراق في زمن الطاغية وجاور السيدة زينب في الشام حيث نهل من ريحها العبق وروحها الطاهرة ومن العلم المنتشر في المراكز المحيطة بها ، ثم تصدى مع ثلة من المؤمنين للعمل السياسي واصدر جريدة الدليل التي يُرجى لها أن تكون واحدة من الصحف الرئيسية في البلاد في المستقبل القريب وأسس معهم الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق ليحمل هموم العراق بشكل عام وهموم التركمان خاصة ، ولم تر الساحة التركمانية منذ أفول دولهم قائدا ميدانيا شجاعا يتكلم بصدق وصفاء مثله وهاهو باعتراف الجميع يتقدم بهموم شعبه نحو الامام ويحقق نجاحات متواصلة يوما بعد يوم وبيده شعلة الحرية والديمقراطية، فالمقام والابوذية لها أهلها وهي ليست من أولويات البياتي وهذا ليس نقصا في شخصيته، وقد ورد في الحديث: من لا إيمان له لا أمان له ) ومن لا إيمان له يتجرأ في الإساءة للشخصيات الشجاعة المقدامة بهذا الأسلوب الرخيص ولكنه لن يُفلح أبدا ، ومن الضروري القول بان سنة التركمان يحبون عباس البياتي بنفس القدر الذي يحبه شيعة التركمان ، والأكثر من ذلك فان البياتي خرج إلى العالم الأرحب وصار شخصية وطنية يحبه من في الجنوب ويحترمه من في الشمال لأنه صار يمثل الوطن الأكبر .
والحسود لا يسود
aabbcde@msn.com