-
تصريحات سنية بعثية
السني مطلك
صالح المطلك: هناك خطوط حمراء حول فيدرالية الوسط والجنوب واجتثاث البعث
رئيس جبهة الحوار الوطني لـ«الشرق الأوسط»: سنتحاور مع الكتل الأخرى كجبهة برلمانية
لندن: معد فياض
أكد الدكتور صالح المطلك، رئيس جبهة الحوار العراقية، انضمامهم الى تكتل برلماني يضم جبهة التوافق العراقية برئاسة عدنان الدليمي والقائمة العراقية الوطنية برئاسة الدكتور أياد علاوي، وانهم سيخوضون الحوارات مع الكتل السياسية الاخرى بشأن تشكيل الحكومة ككتلة واحدة، مشيرا الى ان هناك حوارات مع بعض الكتل والشخصيات السياسية داخل الائتلاف العراقي الموحد قد تنضم الى تكتلهم.
وقال المطلك في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من عمان التي وصلها، أمس، اثر تعرضه لإطلاق نار من نقطة أمنية عراقية الاسبوع الماضي «دخلنا في حديث مع حزب الفضيلة الذي يترأسه الدكتور نديم الجابري لتقارب وجهات نظره معنا فيما يتعلق بموضوع فيدرالية الوسط والجنوب، التي يصر عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ورئيس الائتلاف العراقي الموحد على قيامها في تسع محافظات تبدأ من واسط وتنتهي في البصرة»، ولمح الى ان «حزب الفضيلة ليس مع موضوع الفيدرالية ولا اجتثاث البعث، كما ان التيار الصدري يرى ضرورة تأجيل الحديث عن فيدرالية الوسط والجنوب».
واعتبر المطلك ان «هناك خطوطا حمراء بارزة حول موضوعي فيدرالية الوسط والجنوب واجتثاث البعث»، وقال «لا يمكن تقسيم البلد بهذه الطريقة، هذا مستحيل، كيف سيتم تقسيم بغداد والبصرة وديالى وهناك غالبية سنية في هذه المحافظات».
وأوضح رئيس جبهة الحوار الوطني العراقية، ان هذه الفيدرالية (الوسط والجنوب) من «حيث المفهوم تعني التقسيم الطائفي في العراق، ومن الناحية العملية سيقع ظلم وطغيان طائفة على طائفة أخرى (الشيعة على السنة)، ونحن نمر في وقت عصيب وفي مرحلة تشكيل حكومة سيكون لها قوة تغيير الامور على الارض والقوة لن تنحصر في مجلس النواب (البرلمان) العراقي فقط».
وحذر المطلك من «اقتتال داخلي سيشتعل في العراق فيما اذا تم الاصرار على موضوعي الفيدرالية واجتثاث البعث، خاصة مع تصاعد سوء الوضع الأمني. وستكون الاحزاب السياسية الموالية لمخططات واجندة اجنبية هي السبب في اشتعال هذا الاقتتال».
وأكد المطلك ان «أي حوار مع بقية الكيانات حول تشكيل الحكومة الجديدة تسبقه شروط لن نشارك فيه، يجب ان ندخل الحوارات بلا شروط مسبقة، كما اننا لن نشارك في حكومة تقوم على اسس طائفية او تعمل على تقسيم العراق الى اقاليم». وربط بين موضوعي تأزم الوضع الأمني والاستمرار بالعمل بقانون اجتثاث البعث، وقال «ان استمرار العمل بقانون اجتثاث البعث يعني استمرار تأزم الاوضاع الأمنية».
وحول اصرار الائتلاف العراقي الموحد على الاحتفاظ بوزارة الداخلية قال المطلك «نحن لدينا مقترحاتنا في شأن حقيبتي الداخلية والدفاع، وهو ألا تكون هاتان الوزارتان بأيدي طائفيين من كلا الطرفين السنة والشيعة، وليس لكيانات لها ميليشيات مسلحة على الأرض». وأضاف قائلا «لقد ذبح الائتلاف عن طريق وزارة الداخلية عشرة اضعاف ما ذبح صدام حسين من العراقيين، ومارسوا الظلم والقتل من خلال منصب وزارة الداخلية، وان على الذي تعرض للظلم ان لا يظلم الآخرين بصورة مضاعفة. والتعرض للظلم في السابق لا يعني ان ينتقم من الناس، ويجب تعويض من تعرض للظلم بطريقة ما وليس تسليمه وزارة الداخلية». واقترح المطلك ان «ينظر وزيرا الدفاع والداخلية القادمان الى العراقيين بعين الحرص لا بعين التمييز، وان يتم اختيار وزيري المالية والنفط من العراقيين المعروفين بنزاهتهم، وإبعاد الحزبيين والطائفيين عنهما».
وأضاف المطلك قائلا «نحبذ ان يكون رئيس الوزراء من خارج جميع القوائم الفائزة، بحيث يستطيع ان يجمع كل هذه الكتل ويعمل معها لتشكيل حكومة وحدة وطنية كفوءة وقادرة على انقاذ العراق والعراقيين من معاناتهم»، مشيرا الى ان «الوضع العراقي لا يتحمل إقصاء او تهميش اية جهة، واذا ما تمت عملية اقصاء فسوف يسير البلد باتجاه لا يخدم العراقيين ولا المشروع الاميركي».
وحول تأييدهم لترشيح الرئيس جلال طالباني لمنصب رئيس الجمهورية مرة ثانية، قال المطلك ان «المنطق المقبول يقول اما ان تكون رئاسة الجمهورية او وزارة الخارجية بيد شخص عربي، خاصة فيما يتعلق بمنصب رئيس الجمهورية. فالعراق بلد عربي والعرب يشكلون ما نسبته أكثر من 80%، وهذا موضوع يتعلق بهويته. والمسألة عندما تتكرر؛ ان يكون الرئيس طالباني رئيسا للعراق للمرة الثانية، فهذا يعد تكريسا لهذا النهج، ونحن قد نتجاوز هذا الموضوع حاليا، وما هو مهم بالنسبة لنا هو الاطلاع على البرنامج الحكومي وتعديل الفقرات الحرجة في الدستور».
http://www.asharqalawsat.com/details...article=347750
-
اعتبر ان تشكيل الحكومة لن يكون سهلاً ويحتاج الى «بوصلة» ... علاوي لـ «الحياة»: علينا التركيز على الوحدة قبل الفيديرالية
بغداد – خلود العامري الحياة - 11/02/06//
حض رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي العراقيين الى التركيز على الوحدة الوطنية وبناء بلادهم «قبل الخوض في مشروع الفيديرالية». ووصف الدستور العراقي الدائم بانه «لا يلبي طموحات الشعب ولا يمثل جميع مكوناته» مشدداً على ان التمسك بفيديرالية الجنوب سيعني «صب الزيت على النار» وسيؤدي الى تقسيم البلاد. وتمنى نجاح الحوار مع الجماعات المسلحة «لانه مخرج مهم من الازمة لا سيما انه احد الوسائل المهمة للتعامل مع تلك الجماعات».
واكد ان استعجال اعلان الحكومة من دون مشاورات مكثفة بين الكتل السياسية ومن دون بوصلة تحدد ماهيتها «قفز في المجهول» لا سيما ان المستقبل السياسي للعراق يتوقف على طبيعة حكومته المقبلة.
قال علاوي لـ «الحياة» انه يأمل «ان تكون الحكومة الدائمة طويلة الامد وان تنجح في انجاز المشاريع المستقبلية وبناء مؤسسات الدولة». واشار الى ضرورة درس مسألة اشراك جميع القوى السياسية في الحكومة بما فيها الاحزاب السياسية التي لم تحصل على مقاعد برلمانية في الانتخابات النيابية العامة. وقال ان «من حق جميع الاطراف في المجلس النيابي الاشتراك في تشكيلة الحكومة وفقاً للاستحقاق الوطني لتلك القوى». مشدداً على ضرورة الانطلاق من المصلحة العامة والاخذ بالاستحقاق الانتخابي والوطني في الحكومة الدائمة. واكد ان التعجيل في اعلان الحكومة من دون مشاورات مكثفة بين الكتل السياسية ومن دون بوصلة تحدد ماهيتها «قفز في المجهول» لا سيما ان المستقبل السياسي للعراق يتوقف على طبيعة حكومته المقبلة.
وعن التصريحات التي اطلقتها اطراف سياسية في «الائتلاف» الشيعي عن استبعاده من مفاوضات تشكيل الحكومة قال ان «الائتلاف لم يُبلغنا رسميا بهذا الامر وان المفاوضات لا تزال في بداية الطريق وان ولادة الحكومة لن تكون سهلة كما يتوقع البعض لا سيما ان الكتل السياسية الفائزة تضم مجموعة من الاحزاب التي تختلف في الرؤية السياسية حول الكثير من القضايا».
ووصف الجهات التي تحاول استبعاد كتلته او اية كتلة برلمانية اخرى من المفاوضات بانها «قوى غير ناضجة» مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على تعزيز اواصر المواطنة وبناء مؤسسات يقودها القانون. وقال ان «وضع فيتو على جهة سياسية ناتج عن قصور في الرؤيا... وان المطالبة بابتعاد بعض الجهات نذير بعودة الديكتاتورية الى البلاد».
واعتبر علاوي ان استقرار العراق سياسياً وامنياً مفتاح لاستقرار المنطقة. وقال ان «الدول العربية ابدت تعاوناً كبيراً وموثقاً ابان حكومته للحفاظ على استقرار البلاد». واشار الى ضرورة الحفاظ على الانتماء العربي والاسلامي للعراق معتبراً ان اية محاولات لخلع الرداء القومي والديني عن البلد سيؤول الى نكبة كبيرة في المنطقة.
وعن الاسباب التي ادت الى الانكفاء الجبهوي والطائفي في البلاد قال ان «قضية التخريب الجبهوي والطائفي انبثقت عن انحلال مؤسسات الدولة وتراجعها ما دفع المواطن الى العودة لروابط اخرى مثل العشيرة والدين والطائفة».
وذكر ان استمرار هذا النهج سيؤول الى تقسيم العراق وان المد الطائفي والجبهوية ستمتد الى دول المنطقة اذا لم تسارع القيادات السياسية الى نزعها من نفوس العراقيين واحلال رابطة المواطنة محل النزعة المذهبية والعرقية، لكنه قال ان «الاحتقان الطائفي والعرقي هو نزعة مرحلية تنتهي بعدما تأخذ الدولة ابعادها الحقيقية في المجتمع وستذوب جميع الانتماءات الاخرى بعدما يسترجع التوجه الوطني عافيته».
واقترح حلولاً لتحقيق هذا الهدف «تتمثل في بناء مؤسسات الدولة ومشاركة جميع مكونات الشعب في حكومة وحدة وطنية تساهم في ازالة الفوارق بين العراقيين واحلال سلطة القانون محل العناصر التي تقود الى تفرقة المجتمع». واكد ان هذه الحلول «تحتاج الى بناء موقف وطني عراقي من قبل جميع الاطراف السياسية والابتعاد عن المواقف الجبهوية التي قد تؤول الى تكرار اخطاء صدام». لافتاً الى ان «استمرار المنزلق الطائفي سيؤدي الى تدمير البلاد».
وعن رأيه في الحوار بين الجانب الاميركي والجماعات المسلحة ومدى تأثيره في الاستقرار السياسي والامن قال علاوي «نتمنى نجاح الحوار مع الجماعات المسلحة لانه مخرج مهم للازمة لا سيما ان الحوار احد الوسائل المهمة للتعامل مع تلك الجماعات» مؤكداً ان «ايجاد صيغ مشتركة مع المسلحين الى جانب اشراك جميع العراقيين في العملية السياسية ستكون الخطوة الاولى للاستقرار السياسي والامني في البلاد».
ولفت الى وجود خطوات لاحقة لضمان الاستقرار تتمثل في اعادة النظر في الدستور العراقي الدائم معتبراً انه «لا يمثل طموحات جميع مكونات البلاد»، واكد على ضرورة التمسك بالاتفاق الذي توصلت اليه القوى السياسية وقال ان «الدستور بصيغته الحالية سيؤدي الى تقسيم البلاد... وان تمسك بعض القيادات السياسية بتطبيق مبدأ الفيديرالية في الجنوب على غرار كردستان بمثابة صب الزيت على النار» لا سيما ان الوضع السياسي للاكراد جاء نتيجة تطورات مرحلية بدأت منذ بيان 11 اذار (مارس) العام 1973 واستمرت لتنتهي بالوضع القائم حالياً وان امكانية خلق اوضاع مشابهة في جنوب العراق ستقود الى الفشل». وقال انه غير مقتنع بقضية الترويج لتطبيق فيديرالية الجنوب وان «على العراقيين ان يركزوا على الوحدة الوطنية وبناء بلادهم قبل الخوض في مشروع الفيديرالية».
http://www.daralhayat.com/arab_news/...058/story.html
-
كعود: يتوعد الشيعة باحتضان زرقاوي ويصفه بأنه مقاوم ضد الأميركان !
ابرز زعماء السنة في العراق الشيخ سطام الكعود يكشف لـ القدس العربي اسرارا ومفاجئات ويحلل نتائج اللعبة الانتخابية
عمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين:
بعد ساعات من بدء الحرب الامريكية علي بلاده تلقي الدكتور سطام الكعود رجل المهمات الصعبة دوما في المعادلة العراقية اتصالا هاتفيا من صديقه الشخصي وزير خارجية العراق آنذاك ناجي صبري تمني عليه خلاله تجنب (التهور) والامتناع عن الحضور (للوطن) بسبب الحرب وحفاظا علي الذات، في تلك اللحظات الصعبة كان صبري قد غادر بغداد الي سورية لكنه بطريق العودة لبلاده التي تترقب هجوما لأعتي قوة عسكرية في العالم، وبدون تردد اتخذ الدكتور الشيخ سطام الكعود قراره بالسفر الي بغداد وتجاهل نصيحة صديقه الوزير فهو كما يقول عن نفسه وخلافا لعراقيين كثر (لا يملك اصلا ترف الاختباء) او حتي الانتظار فيما يهجم جيش اجنبي علي عاصمته بغداد.
وخلال ساعات قليلة وتحديدا في اليوم الرابع لبدء العمليات العسكرية كان الشيخ الكعود يستعد للمغادرة تاركا عمان حيث يقيم ومصطحبا معه (ما يلزم) لكي يقوم رجل بثقله بواجبه في الدفاع عن بلاده، فسافر برفقة بعض الخيرين العراقيين والعرب الذين قرروا الالتحاق بالقتال دفاعا عن العراق.
وهناك برزت واحدة من مفارقات الحرب الامريكية علي العراق التي يتجنب الكعود نفسه الخوض فيها والتي تحدث عنها لـ القدس العربي بعض القادة العراقيين، فالسلطات الاردنية ولاسباب غير مفهومة سمحت وفي الايام الأولي للحرب بمغادرة ما لا يقل عن (1500) مقاتل عربي الي العراق عبر حدودها وهو ما كانت تفعله ايضا سورية حيث كان الوطنيون الاثرياء من العراقيين ينفقون من مالهم (الحلال) علي رحلات المساندة القتالية.
والكعود نفسه لا يجد ما هو غريب في اندفاع (الاشقاء العرب الاسلاميين) للقتال دفاعا عن العراق ومن مختلف الجنسيات فهذه الامة العظيمة كما يقول موحدة تحت راية (لا اله الا الله) والعراقيون لم يقصروا في اي حرب ضد اعداء الامة العربية ومقبرة شهداء الجيش العراقي في مدينة المفرق شمالي الاردن تشهد علي ذلك كما يشهد تراب فلسطين وتراب الجولان وكل تراب عربي شاركت في تطهيره دماء الشهداء العراقيين.
وهنا حصريا يقف الكعود عند مفارقة غريبة برأيه فالمرجع الشيعي العراقي مقتدي الصدر يعلن بانه مستعد لارسال جيش المهدي للقتال مع ايران في حالة تعرضها لهجوم عسكري وهو موقف جميل ونبيل يمثل جوهر المسلم لانه واجب شرعي لا غبار عليه مهما كانت طائفته فأنا سطام الكعود مستعد للمغادرة مع الصدر للقتال دفاعا عن الشعب المسلم في ايران وفي اي مكان آخر لكن ليكون ذلك منطقيا وحقيقيا ينبغي ان يكون وطني (حرا) اولا فعقلي كمواطن عراقي لا يفهم كيف اذهب للقتال مع الايرانيين فيما تتاح لي الفرصة للقتال في بلادي دفاعا عن وطني من عدو هو نفسه العدو الذي سيستهدف ايران مهما طال الوقت. وهو نفسه الذي ينتهك حرمات العراقيين والعراق كل يوم فلماذا لا يبدأ الصدر بتحرير ارض اهله واجداده والعراق ارض الانبياء ومراقد آل البيت (ع)؟ .
الصدر تنقصه الخبرة
ويؤكد الكعود بانفعال: انقلوا عني، انا سطام الكعود سأفعل ما استطيع من واجب شرعي للدفاع عن ايران المسلمة بعد ان احرر بلدي من نفس المحتل المعتدي، ويضيف: هذا سؤال برسم الاجابة للسيد الصدر الذي يمثل عائلة لها تراثها النضالي والمهم والكبير في وجدان العراقيين.
وبالنسبة للكعود فالصدر طرف اساسي مهم في المعادلة العراقية ولا يمكن تجاهله وهو يمثل فعلا عائلة لها حصة كبيرة في وجدان كل عراقي لكن الكلام عن القتال في ايران فيما العراق محتل يجرح مشاعر العراقيين ويسيء لجيش المهدي في الواقع حتي وان قيل للاستهلاك السياسي والدعائي فمهمة اي عراقي هي القتال ضد من يحتل بلاده اولا ثم الدفاع عن كل بلد مسلم يرفع راية لا اله الا الله.
الصدر عندما تصقل تجربته السياسية فستكون له رؤية سياسية جديدة لانه الزعيم الاصغر سناً مع عمق كبير ومؤثر في العراق اكثر من معظم السياسيين وخاصة سياسيي الجنوب.
ومشكل الخلاف الطائفي في العراق يرتبط وجوده بحقيقة اعتناق المسلمين لمختلف المذاهب، ونحن نعلم ان الناس تتفاعل مع عشيرتها وطائفتها وتدافع عنها وهذا امر طبيعي، فالتداخل الطائفي في العراق بين الشيعة والسنة يبدا من العائلة وينتهي الي القبيلة والي اكبر واقوي القبائل العراقية، وما يدور الآن من طائفية مقيتة هو عبارة عن مرض طارئ سينتهي عند اول نسمة وطنية طاهرة سوف تهب عندما يري العراقيون ظهور المحتلين والخونة والجواسيس وهي ترحل من ارض السواد.
نبدأ من رحلتك في العودة لبغداد متجاوزا نصيحة ناجي صبري فقد علمنا ان السلطات الاردنية كانت تسمح للمتطوعين من الاردنيين والعرب بالذهاب وهي تعلم بانهم سيهبون للقتال فيما تقول كل الانباء بان الحدود الاردنية استخدمت ايضا في الحرب احيانا لصالح الطرف الاخر؟
قد ينطوي ذلك علي مفارقات لا تكون مفهومة في كل الاحوال لكن عموما الحكومة الاردنية لها اسبابها وحساباتها بالضرورة ولا اجد نفسي بصدد تحليل الموقف والخطاب السياسي الاردني فالاردن بلد نحترمه بشدة نحن العراقيين كنا كذلك وسنبقي في الواقع.
اتصالات بيعة مع الجنوب
اسمح لنا بالانتقال لما هو أهم، سمعنا انك علي اتصال بكل اطراف المعادلة في العراق وانك تستقبل رسائل تحديدا من شيعة العراق فهل تضعنا بصورة المضمون؟
اولا انا لا استخدم صيغة (الشيعة والسنة) في الخطاب فنحن اهل واسرة واحدة في العراق وما حصل ان اخوة عراقيين من الجنوب زاروني والتقيتهم وهم يمثلون الداخل والخارج كما تلقيت اتصالات احيانا من نسوة عراقيات وجاءني من اهلنا من يقول لي، بايعنا صدام حسين بالدم، وربما كنا نمثل آنذاك لكنا نبايعك بالدم ايضا ولا نمثل لانك عراقي شريف.
يبايعونك علي ماذا.. ما الذي يريدونه؟
عبروا عن املهم في ان اتصل بقيادات الجنوب الشريفة وطلبوا التوسط لاقامة اتصال وحوار بيني وبين مقتدي الصدر نحو املهم وانا اقول ان التجربة المتراكمة وتاريخ عائلته وموقعه في قلوب المواطنين وعروبته الصافية تجعله واحدا من اقوي رجال العراق القلائل جدا.
وبماذا اجبتهم؟
قلت لهم بين يدي الصدر كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبين يدي ايضا كتاب الله وسنة النبي فان اتبع كلانا ما بين ايدينا التقينا وان لم نتبع تفارقنا.
لكنك اعترضت علي اشارة الصدر بخصوص ارسال جيش المهدي للقتال في ايران؟
المسألة ليست مسألة اعتراض فانا اؤيده، نعم لا بد من الدفاع عن ايران وعن سورية وعن كل بلد مسلم يحتل او يعتدي عليه لكن ينبغي الدفاع عن العراق قبل ذلك وحتي يكتسب الخطاب مصداقية تناسب تضحيات العراقيين ورجولتهم وشهداءهم في كل مكان اقول بوضوح القتال ضد الاحتلال في العراق اولا ثم المشاركة في الدفاع عن بقية الدول والشعوب الاسلامية وهناك فرق بين هذا المبدأ الذي يعكس الصدق مع الله والوطن الذي يليق برجل كالصدر والذات وبين مد اليد لمصافحة الخونة والعملاء والجواسيس.
ايران الرقم المحرج
لدي الكعود نظرية متكاملة عن العلاقة بين احتلال بلاده وبين الرقم الايراني في المعادلة فهو يشكك عموما بذكاء الامريكيين ولا يعتبرهم لاعبين مميزين ولا يمكن هزيمتهم كما يري بعض المتخاذلين ويقول الكعود بعبارة واضحة... لا اشكك علي الاطلاق بصدق رئيس جمهورية ايران وصدق كل كلمة يقولها ضد الامبريالية وضد المشروع الصهيوني لكني اطلب منه قاعدة بسيطة وهي (الاتعاظ بما يجري) لان المؤامرة اكيدة علي ايران الاسلامية وسورية العربية المسلمة.
ونظرية الكعود تستند الي ان سيناريو الحرب والعمل العسكري علي ايران سيبدا تحديدا في اللحظة التي (ينسحب) فيها جيش الاحتلال من العراق فما يمنع العمل العسكري ضد ايران هو وجود كتلة كبيرة من الجنود الامريكيين بمرمي البندقية الايرانية وانصارها في العراق لو ارتكب الامريكيون حماقة الاعتداء علي ايران وعليه فالقاعدة بسيطة.. احتمالات الحرب علي ايران ضعيفة جدا وبائسة ما دام في العراق جنود امريكيون وعلي ايران تحسس راسها عندما ينسحب هؤلاء وسينسحبون بكل الاحوال.
ووفقا لهذا المنطق فالوجود الامريكي في العراق هو (الدرع) الذي يؤجل خيار العمل العسكري ضد ايران ومن الواضح ان المؤسسة الايرانية فيها رموز تفهم الامر تماما وتوظفه بطريقة ذكية في الواقع وان البعض في طهران شخص بقاء الاحتلال في العراق علي اساس انه يمثل مصلحة مباشرة لايران وهو تشخيص حقيقي للاسف ويعني بالنتيجة ان الشعب العراقي يدفع ثمن غياب (القيم) عندما يتعلق الامر بسياسة ادارة الحرب وتوظيفها.
التفريق بين الشيعة
حسبة الكعود بخصوص لعبة نتائج الانتخابات الاخيرة تبدو معقدة لكنها تعكس فهما تحليليا عميقا يربط الارقام بحقائق المجتمع العراقي علي الارض ، والرجل معنا يطرح اسئلة محددة وحرجة... نسبة الاكراد مثلا في المجتمع العراقي تتراوح ما بين 13 ـ 14% وهم 15% من العراقيين في اكثر الارقام تفاؤلا فهل تؤهلهم هذه النسبة للحصول علي (51) مقعدا؟ وكيف يمكن لعاقل ان يستوعب الارقام التي تقول بان تيار الحكيم الذي كان نشاطه اغلب وقته خارج العراق ان يحصل علي نفس النسبة التي يحصل عليها التيار الصدري (30 مقعدا)؟ فجميعنا نعرف حجم تيار الحكيم وحجم التيار الصدري الضارب في جذور المجتمع العراقي منذ مئات السنين والذي يمثل عائلة لها شرعيتها وحضورها في وجدان الشعب العراقي.. ويستمر الكعود في طرح الاسئلة، قولوا لي كيف افهم ان اكبر حزب شيعي علي ارض العراق وهو حزب الدعوة يحصل فقط علي (13) مقعدا فيما يحصل حزب الحكيم علي ضعفين ونصف لهذا العدد فهل هذا معقول؟ وهل هو منطقي او يدخل العقل؟ وكيف تصبح قائمة حسين الشهرستاني وهو رجل اكاديمي لم يعمل بالسياسة اصلا مساوية تقريبا لتيار الحكيم وتحصل علي 25 مقعدا وتفوق في عدد مقاعدها حصة حزب الدعوة العراقي؟
وبعد هذه السلسلة من التساؤلات الرقمية يشرح الكعود: لو تجولتم في شركتي وسالتم الموظفين من جنوب العراق لوجدتم بان مشاعرهم مع التيار الصدري فعواطف الشارع بالتاكيد مع الصدر ومع حزب الدعوة، هذه هي الحقيقة لكن الارقام تقول شيئا اخر. ولو دخلتم السجون الامريكية كما فعلت مضطرا طبعا لاكتشفتم بان بعض قيادات حزب الدعوة الشريفة مسجونة لديهم، ولو تذكرتم الوقائع قبل احتلال العراق لعلمتم ان القيادات الدعوية العراقية الوطنية رفضت الاحتلال ولم تشارك لا في مؤتمر لندن ولا في مؤتمر اربيل لكن حصتها كانت الاقل في الانتخابات رغم تاريخها وارثها. فكيف تتساوي الارقام علي هذا النحو الذي لا يعكس في كل الاحوال واقع الانحياز العاطفي السياسي للشعب العراقي؟
لكن الجعفري مثلا سجل تجربة فاشلة في الحكم ؟
اتفق معكم بان حكومة الجعفري سجلت اروع تاريخ بالفساد المالي والاداري ولم تؤمن لا الغذاء ولا الدواء وتسببت بفوضي تفوق الفوضي التي سادت ايام هولاكو، لكن الانحياز العاطفي في شارع الجنوب مختلف ولا يمكن ان افهم كيف يحصل حزب الدعوة علي 13 مقعدا فقط الا لانه يرفض احتلال العراق بالرغم من ان بعض قياداته ركبت الموجة الامريكية؟ واكاد اري انهم بين المطرقة والسندان.
ما الذي تريد ان تقوله تحديدا، هل زورت هذه الانتخابات؟
اما حصل تزوير فعلا او هناك (فتوي) من المرجعية حبذت مرشحين عن غيرهم وفضلت بين البعض والبعض الاخر.
هل هناك فتوي فعلا علي حد علمك؟
علي الاقل لا توجد بحد علمي فتوي علنية بهذا الاتجاه.
لكن عموما تعكس كل هذه النتائج ان الاحتلال يريد التيارات الشيعية في الحكم؟
الاحتلال لا يريد الشيعة انه يخدعهم لكنه لم يجد سنيا من عملائه يجتمع علي يديه اهل السنة، ولذلك يراوح في مكانه وتقديري ان كل هذه الالعاب هدفها جر ايران فقد درست المعادلة جيدا وجاءت كوضع طبيعي والاحتلال انتقم حتي من قيادات الجنوب التي تطالبه بالانسحاب.
باختصار وصراحة اذا انسحب الجيش الامريكي فهل ستحصل حرب اهلية كما يتوقع الجميع؟
نعم ستحصل حرب اهلية محدودة جدا ليس بين العراقيين انفسهم ولكن بين الشرفاء منهم وبين (غير المنتمين) وبالنتيجة سينتصر العراقيون الوطنيون والشرفاء بعربهم واكرادهم وبكل طوائفهم
.
من هم غير المنتمين؟
كل من لديه استعداد لخدمة مصالح دول خارجية علي حساب وطنه في هذه القائمة.
سيناريو الخروج من العراق
ما الذي سيحصل بالعراق وكيف تقترح السيناريو النهائي؟
ما يحدث الآن ان الاحتلال يفشل واليد العليا للمقاومة واول دليل لفشل الاحتلال تصاعد حملات المعارضة له داخل امريكا نفسها سواء عبر قصة التجسس علي الاتصالات او عبر غيرها من التداعيات والسيارات المفخخة بدات تطال بلاد غير المسلمين بسبب الاحتلال والقاعدة التي جاء للقضاء عليها اصبحت (قواعد).
ما هو السيناريو، كيف سيخرج الامريكيون من المآزق؟
استحداث ضجيج ضخم علي مستوي العالم والاقليم في بؤر سياسية اقليمية متأزمة مثل لبنان وسورية وكوريا وحتي فلسطين وشد انظار الناس لهذه البؤر والانشغال بها ثم بدء انسحاب امريكي هادئ وصامت وتدريجي، وتقديري ان الانسحاب النهائي سيحصل في عام 2010 فلا مجال للقول الآن بان الامريكيين باقون في العراق واذا حصل هذا الترتيب وهو يحصل في الواقع سيكون الامر صعبا علي ايران تحديدا حيث سيقفز سيناريو الحرب عليها الي واجهة الاحداث عبر ضربات بعيدة عن التشابك الارضي وستكون ضربات حيوية من حيث النتائج، لان الجندي الامريكي وقتها لن يكون في العراق والبنية التحتية الايرانية تحتاج لجهود جبارة لهضم الموقف وبطبيعة الحال ضربات قوية بدون تضحيات ودماء امريكية.
لماذا سيضرب الامريكيون ايران؟
لان هدفهم الاستراتيجي الابعد منع اي بلد مسلم من امتلاك سلاح نووي يمكن ان يهدد اسرائيل وهو هدف اهم من البقاء في العراق المشتعل والمكلف.
اذا في المحصلة سيخرج الامريكيون بعد اربع سنوات حسب قراءتك؟
سينسحبون رغم انوفهم وهو انسحاب سيحصل لان الجمهوريين فشلوا في كل شيء لقد تسببوا بمقتل الامريكيين وافرغوا الخزانة وجمعوا من الحقد علي الامريكيين من كل العالم ما يفيض عن حاجتهم لقرون وصعدوا اسعار النفط واثقلوا كاهل الفقراء في العالم وقتلوا ودمروا في كل مكان وقد بدات تظهر فعلا تناقضات الامريكيين السياسية.
الحماية للزرقاوي
اسمح لنا بالعودة لقصة ابو مصعب الزرقاوي، هل حصل الرجل علي حماية في مناطقكم السنية؟
نعم توفر له مناطق السنة الحماية وترحب به ولا يقف الامر عند هذا الحد بل ينضم اليه السنة من الوطنيين الشرفاء وسينضمون لغيره من الذين يرفعون راية الجهاد ضد المحتل.
لكنه متهم بقـتل الابرياء وتفجير المعابد؟
اذا كان الزرقاوي يقتل الابرياء ويفجر المعابد فلن يكون مرحبا به بالتاكيد ولماذا نتبرع بتبرئة جهات اجنبية تعبث بالوحدة الوطنية بين العراقيين، اما اذا كان الزرقاوي موجود في العراق لانه يقاتل المحتل فهذا حقه الشرعي كمسلم وكعربي ولا احد فينا من العراقيين يحق له ان يقول له في هذه الحالة شكرا لجهودك اخرج من العراق والا ما هو مضمون فكرة الصدر عن ارسال جيش المهدي للدفاع عن ايران، وما هي رمزية مقبرة شهدائنا العراقيين في مدينة المفرق ولماذا توجهت الدبابات العراقية للدفاع عن سورية؟ اننا جميعا مسلمون وينبغي ان ندافع عن بلاد المسلمين فاذا كانت هذه راية الزرقاوي فمن الطبيعي ان يرحب به العراقيون.
متي يمكن ان يقول العراقيون للزرقاوي، يكفي اخرج من العراق؟
ما دام يقاوم المحتل لن يجرؤ احد علي ان يقول له ذلك واذا كان مجرما وليس مجاهدا ساكون اول من يطالبه بالرحيل.
سمعنا مؤخرا عن خلافات في وجهات النظر داخل مجموعات المقاومة كان عنوانها السلفيين والزرقاوي؟
نعم سمعت مثلكم هذا الكلام ويوجد خلاف في وجهات النظر تجاه بعض التفصيلات لكنها ليست خلافات مسلحة كما اشاعت بعض الاخبار وكما يرغب المحتل وان كنت لا استطيع الجزم بماهية هذه الخلافات فانا اعرف منهجية السلفيين والمعتدلين في المقاومة فهناك اجتهادات وهناك انحرافات تحصل احيانا لكن لا يوجد صدام مسلح او خلاف مسلح اذا جاز التعبير.
ما هي تحديدا نقطة الخلاف المركزية؟
حول طريقة الحوار مع الاجنبي المحتل، السلفيون يرفضون هذا الحوار وبعض الاخوة من الاخوان المسلمين يعتبرون الحوار السياسي احد طرق الانسحاب الامريكي وانا اقول ان الاثنين علي صواب فالبعض يقول بان الجهاد فقط هو الحل والبعض يقول ان الحوار فقط هو الحل لكني اميل لجمعهما معا واعتقد ان الوطن العراقي هو الكسبان من حوارات داخلية من هذا الطراز.
يعتقد الكعود بان التنظيمات الجهادية المتشددة تقف ضد اي شخص يمد يده للامريكيين بل وتكفره احيانا وهؤلاء لا يؤمنون بالحلول السياسية المائعة علي حساب العقيدة الاسلامية وهدفهم احدي الحسنيين النصر او الشهادة وبالتالي لا مجال عندهم للتحاور او المهادنة وهناك من يفرق بين الحوار السياسي وبين حوار البيعة فمن يحاور الامريكيين علي انسحابهم ويدخل معهم بحوار الند بالند يختلف عن من يحاورهم بقصد المبايعة علي استعمار العراق.
ولدي الكعود قناعة بان المقاومة لا تقتل من يحاور الامريكيين وهو مخلص لكن في المقاومة ايضا هناك بشر وليسوا انبياء يصيبون ويخطئون وهو مقتنع ايضا بأن الارهاب الامريكي لا يقارن بالارهاب المفترض للزرقاوي ويصر الكعود علي ان اطيافا متعددة تقاوم الامريكيين فالقاعدة وانصار الاسلام واهل السنة وجماعة التوحيد والجهاد وحتي بعض عناصر الحزب الاسلامي الذي انحرفت بعض قياداته تقاوم وتقاتل والاخوان المسلمون قاموا بدور في القتال والجهاد. فهو يعرف الكثير منهم وقد استشهدوا مع المقاومة ويعرف آخرين في سجون المحتلين.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...م%202010%20fff