من وصايا صيهود للصدريين ... كونوا ذراعا للجعفري
من وصايا صيهود للصدريين ... كونوا ذراعا للجعفري
أرض السواد : صيهود الخنياب
مع انتهاء ولاية جي غارنر للعراق وبدء ولاية بريمر في سنة 2003 كتبت وصايا للصدريين أرفقها في هذا المقال للاطلاع عليها . واليوم وبعد التغيرات الحاصلة واختلاف الظروف وتقلبها أكتب مجموعة من الوصايا للتيار الصدري مرة ثانية , وأنا على اطمئنان أنها ستأخذ طريقها عندهم ففيهم الكثير من العقلاء والعاقل يأخذ الحكمة من أفواه المجانين .
لاشك أن الجعفري لعب دورا بارزا في احتضان وتقبل التيار الصدري والأخذ بيدهم والوقوف الى جانبهم وليس غريبا على الجعفري هذا فالصدريين شريحة مضحية ومظلومة وواسعة وهي امتداد للمدرسة الصدرية في العراقية أو هي فرع من فروعها شاء من شاء وأبى من أبى على اختلاف التقييم في قابليات وكفاءات الصدريين الجدد بالمقارنة مع أوائل الصدريين , ولو رجعنا الى بداية ظهور المدرسة الصدرية الأولى لوجدنا تشابها كبيرا بينهما ليس هذا وقته .
المهم في الموضوع أن حكومة بعثلاوي المؤقتة حاربت الصدريين وبمساعدة أمريكا قتلت منهم الآلاف وسجنت آخرين وسادت العراق موجات من العنف والقتل , حتى قصف الامركيون وعلاويهم ضريح الامام علي بالنجف وضربوا بالطائرات اتباع الصدر وحاصروهم وجرحوا قائدهم والقصة أشهر من نار على علم . وآلت دولة علاوي المؤقتة الى الزوال حالها كحال أي باطل في هذا الكون فهو الى الزوال . وجاءت حكومة الجعفري المنتخبة وكانت مبادرات الجعفري المتكررة بزيارة مقتدى الصدر بالنجف كلما زار بقية المراجع اضافة الى التعامل اليومي بين الوزراء من الصدريين ورئيس الوزراء , وتكرست الثقة بين الطرفين بعدما نجحت جهود الجعفري في اطلاق سراح الكثير من الصدريين وشيوخهم . حتى صار البعض يهمس بإن الجعفري من التيار الصدري . النتيجة أن الجعفري نجح برفع بعض الحيف عن الصدريين وعاملهم على خلاف ما عاملتهم الحكومات التي سبقت حكومة الجعفري وكان لارتباط الجعفري بالصدر الأول الاثر الكبير في ذلك .
والحق يقال ان الصدريين عاشوا عصرهم الذهبي في ظل حكومة الجعفري وهو ما جعل من الصدريين أن يطمئنوا لحكومة الجعفري ويدخلوا ويشاركوا بالتصويت على الدستور وتم تتويج هذه العلاقة المتبادلة الثقة باشتراك التيار الصدري وانضمامه للائتلاف العراقي . ثم تصويت كتلة الصدريين لصالح الجعفري كرئيس للوزراء . ومثل هذه العلاقة لا يصح أن تكون علاقة عابرة أو مؤقتة أو علاقة مصالح سياسية . وهذه العلاقة واعطاء الصدريين اصواتهم للجعفري تعود عليهم بالفائدة ليغلقوا الباب على اعدائهم العلاويين . وحتى تكتمل هذه العلاقة بين الصدريين وبين الجعفري وحزبه بالدرجة الاولى ثم بينهم وبين الائتلاف كله بالدرجة الثانية , على الكتلة الصدرية أن تتبع ما يأتي :
1 - كونوا ذراعا للجعفري وقاعدة قوية يستند عليها في قراراته وتحركاته فالمرحلة المقبلة مرحلة حرجة واعلموا ان السهام ستتجه نحو الجعفري , واذا ما أصابت الجعفري لا سامح الله فهي ستصيبكم لأن مصيركم ارتبط بمصير الجعفري فافهموا وعوا .
2 - شكلوا لجنة سياسية عليا مشتركة بينكم وبين حزب الدعوة , هذه اللجنة تتكفل بمدارسة القرارات والعلاقات والسياسات العامة للتيار واستفيدوا من خبرة الجعفري وحزبه في هذا المجال .
3 - لا تعولوا على ايران أو سوريا أو أي طرف غير عراقي كثيرا , فأنتم لكم قضيتكم وهم لهم قضاياهم . وما كانت ايران أو سوريا مع الصدر يوما . العلاقات شيء والثقة بهم شيء آخر , لا تثقوا بهم ولا تسمحوا لهم أن يتاجروا باسمكم .
4 - لا تسلموا السلاح كما حصل قبل سنتين بل احفظوها في أماكن مخفية فإن السنوات القادمة لا تزال حبلى .
5 - دخلتم في العمل السياسي فانبذوا العنف وكونوا أقوياء التأثير على الساحة .
6 - لا تجعلوا من خلافات الماضي طوقا يتحكم بسلوككم تنفتح لكم آفاق المستقبل .
7 - اجتثوا البعثيين أيما حلوا
8 - ارفضوا حكومة يشترك فيها علاوي ولا تكونوا كنديم الجابري
9 - اندكوا أكثر داخل الائتلاف ولا تغردوا خارج سربه كثيرا .
10 - أنتم اليوم تشاركون بالحكم والقرار فتحملوا واصبروا , ولا تكونوا عرضة للاستفزاز , فالاستفزاز هو سلاح أعدائكم الوحيد .
11 - اكبحوا جماح بعضكم ولا تتركوا كل من كان يصرح باسمكم .
12 - كفوا عن مصطلحات الناطقة والشريفة والمولى وإن صح التعبير ولا ترددوها كثيرا فهي مثار سخرية لاعدائكم
14 - الحائري لا يضر ولا ينفع , وابحثوا عن المرجع النافع لمثل تياركم وسياسته ,
15 - قللوا من لبس السواد في غير عاشوراء لأنه شعار العباسيين .
16 - لا تثقوا بكل من لبس العمامة وإن ادعى الصدرية .
17 - احذروا الوحوش الضارية (نسبة الى الضاري) فقد تفتك بكم أولا
انتهت
khinyab@yahoo.com
وهذه الوصايا التي كتبتها لهم بعد فرار عبدالله المؤمن الى حفرته
1 - حافظوا على تماسككم وتمسكوا بمطالبكم فما ضاع حق وراءه مطالب
2 - احفظوا سمعة الصدر الشهيد الثاني وكونوا سماعين للرأي العراقي الآخر
3 - لا تكون معركتكم مع غير المحتلين
4 - لا تفكروا بالسيطرة على المحافظات والمدن فهذا يُسقطكم أمام عامة الناس ويُبرهن على أنكم طلاب سلطة بينما كان الصدر مشروع شهادة
5 - كونوا أكثر ثقلاً ولا تقتلوا جذوة الحماسة فيكم
6 - لا تستعجلوا الأمور ولا تنسوا نظم أمركم
7 - لا تخلقوا لكم اعداءً من العراقيين وركزوا على حقكم وحق العراق ولا تنظروا لغير اعداء العراق
8 - للمعممين منكم أن لا يمارسوا الدكتاتورية الدينية
9 - لا تُثبتوا تهمة التشدد عليكم
10 - ارفعوا الخرق التي فوق جباهكم فهي من فعل الاعاجم ولا تكثروا من اللطم فما أكثر منه قوم الا وأصبحوا في عداد الاغبياء والمخدرين
11 - إياكم والتطبير فإنه علامة السخف
12 - كونوا عراقيين ولا تلتفتوا الى الاعاجم لأنهم سيمصونكم ويذبونكم كشر
13 - نسقوا مع الاسلاميين من الشيعة العراقيين ممن هم منكم واليكم وبادروا أنتم مرة وثانية وثالثة
14 - كونوا الى الاعتدال أقرب ولا تكثروا من التصريحات
15 - لا تهاجموا العراقيين بقول أو فعل حتى ولو كان عميلا للمحتلين فغاية بريمر أن ينقل المعركة بينكم وبين المحتلين الى معركة مع العراقيين وهو خسران مبين
16 - ليكن مثالكم محمد صادق الصدر وليس الرنتيسي او نصر الله وحزب الله وعلى باب الله
في طريق المحاولات المستميته لاقصاء الجعفري عن رئاسة الوزراء
[align=center]
http://up3.w6w.net/upload/15-02-2006...280bf28731.jpg
صعود الصدر يثير تحديات أمام الديمقراطية العراقية الناشئة
مصدر سياسي: تهديده بحرب أهلية ضمن ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة[/align]
بغداد: روبرت وورث وسابرينا تافرنايس *
في وقت متأخر من مساء السبت الماضي، وعشية التصويت الحاسم لاختيار رئيس الوزراء العراقي المقبل، رن جرس الهاتف الجوال لسياسي عراقي كبير. كان على الخط رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يحمل تهديدا. واوضح السياسي انه قال «ستكون هناك حرب أهلية بين الشيعة، اذا لم يجر اختيار المرشح المفضل لدى الصدر».
وبعد اقل من 12 ساعة، وبعد الكثير من المكالمات الهاتفية، مع زعماء شيعة كبار، حقق الصدر أمنيته وخسر المرشح المفضل على نطاق واسع بفارق صوت واحد، وسمي ابراهيم الجعفري، رئيس الوزراء المؤقت، زعيما مقبلا للعراق. وقال السياسي، وهو عضو بارز في الائتلاف العراقي الموحد، ان «الجميع صعقوا. كان انقلابا».
كانت تلك لحظة تتويج بالنسبة الصدر، الذي يطرح صعوده المفاجئ في السلطة السياسية طائفة جديدة مذهلة من التحديات امام الديمقراطية الناشئة في العراق. ويمتلك الرجل الذي قاد عام 2004 انتفاضتين عنيفتين لجيش المهدي، 32 مقعدا في البرلمان العراقي، وهو ما يكفي لجعله صاحب نفوذ سياسي. ولديه رؤية اسلامية لمستقبل العراق، وهو معاد بشدة للعراقيين الأقرب الى الولايات المتحدة، أي الأكراد العلمانيين في معظمهم، واياد علاوي، رئيس الوزراء السابق. وكان مقاتلو ميليشيا الصدر أكثر هدوءا منذ الانتفاضتين، ولكنهم متهمون بارتكاب طائفة من الاغتيالات المستمرة وانتهاكات اخرى، تعهد المسؤولون الأميركيون بايقافها. وكان الصدر نفسه قد اتهم من جانب الأميركيين، بجريمة قتل، رغم أن مذكرة الاعتقال أهملت.
وقال مسؤول غربي في بغداد، اشترط عدم الاشارة الى اسمه، انه «من الصعب قبول جيش المهدي مع الجعفري كرئيس للوزراء. ولم يكن بوسع الجعفري ان ينتخب بدون دعم الصدر». وبمعنى معين تمثل مشاركته تحقيقا لهدف اميركي مركزي: ابعاد الشخصيات الشعبوية العنفية، سواء كانوا من السنة أو الشيعة، عن ميدان المعارك واجتذابهم الى القضايا السياسية الديمقراطية. وقد يساعد نفوذ الصدر الجديد وجذوره الشعبوية، على تحقيق الهدف الأميركي في اقامة حكومة واسعة القاعدة، تشتمل على كل الجماعات الطائفية والاثنية. وقد عمل المسؤولون الأميركيون بدأب كبير لاحتواء العرب السنة، الذين يهيمنون على التمرد، في الحكومة. والسنة أقرب الى الصدر في بعض القضايا السياسية الأساسية من خصومه الشيعة. وشأنه شأن السنة يقول الصدر، انه يعارض اقامة أقاليم تتمتع بحكم ذاتي في العراق، في الوقت الحالي على الأقل. كما يشارك السنة عداءهم للوجود الأميركي، بل انه أرسل بعضا من أتباعه للقتال الى جانب المتمردين السنة في الفلوجة عام 2004.
ومن الصحيح القول، ان بعض الزعماء العرب السنة، يفضلون خصم الجعفري، وهو عادل عبد المهدي، الشخصية الأكثر علمانية وبراغماتية، لمنصب رئيس الوزراء، لكن آخرين يقولون ان الجعفري ليس أسوأ من عبد المهدي الذي يتمتع حزبه، المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، بدعم قوي من ايران، ويشتبه في ارتكابه اعمال قتل بحق السنة.
وحتى بالنسبة لقضية النفوذ الايراني فان موقف الصدر ليس أسوأ، من وجهة نظر الأميركيين، بل ربما افضل، من موقف خصومه الشيعة الذين يديرون الحكومة منذ العام الماضي. وعلى الرغم من أن الصدر سافر الى طهران مؤخرا وطرح نفسه باعتباره مدافعا عن ايران، فان جزءا من شعبيته يأتي من كونه وطنيا عراقيا.
وقرر الصدر دعم الجعفري، بعد أن التقى أتباعه مع رئيس الوزراء وقدموا له برنامجا سياسيا يتضمن 14 نقطة، وفقا لما قاله بهاء الأعرجي، عضو البرلمان والمتحدث باسم حركة الصدر. ومن بين هذه النقاط موضوع تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق والغاء أي قرار بشأن اقامة الأقاليم الفيدرالية، وبذل مساع أكبر لاطلاق سراح السجناء الأبرياء من السجون العراقية والأميركية، واتخاذ موقف متشدد من مطالب الأكراد القاضية باعادة الأكراد الى كركوك الغنية بالنفط.
وتلقى بعض هذه المطالب دعما من زعماء عراقيين. ولكن عداء الصدريين لمطالب الأكراد بكركوك، يمكن ان يؤدي الى مواجهة سياسية ضارة. وتعتبر السيطرة على كركوك هدفا اساسيا من اهداف الأكراد، وقد اتهموا الجعفري العام الماضي بعرقلة القضية. وارتباطا بتحفيز الصدريين له على مقاومة الضغط الكردي، يمكن ان يواجه الجعفري تمردا كرديا. وهناك دلائل على وجود توتر مع الأكراد وتحالف علاوي العلماني، وقد حذر الرئيس العراقي جلال طالباني، الأحد الماضي، من محاولات استبعاد جماعة علاوي من المشاركة في الحكومة الجديدة.
* خدمة «نيويورك تايمز»