ثلاث سنوات على الإحتلال ... و درس من التاريخ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ما يزيد عن مائتى عام نزل نابليون إلى شواطئ الأسكندرية ليحتلها و يكمل مسيرته إلى باقى مدن مصر دون مقاومة كبيرة ... فقوة الجيش الفرنسى انذاك كانت أكبر من ان يصمد أمامها الجيش المصرى الذى لا يمتلك المدافع و البارود ...
و أصدر نابليون منشورا يحث فيه المصريين على عدم مقاومة الفرنسييين و انهم ما جاءوا إلا لتحرير مصر من الحكم الظالم !!!
و لو انك سألت طفلا مصريا اليوم عن الحملة الفرنسية لأخبرك فورا أن لهذه الحملة أهداف ظاهرية و هى تحرير مصر و أهداف حقيقية
و الأهداف الحقيقية معروفة و لا تحتاج لنباهة ... هى مصلحة الغازى
الكارثة أن نابليون إجتمع بعلماء مسلمين و خرجوا بفتواهم العجيبة ... و هى عدم مقاومة الغازى
لم يكن هذا هو موقف العلماء جميعا بل موقف الأرزقية منهم الذين ماهم إلا عملاء يرتدون عمامات
و خرج منشور من هؤلاء العلماء يفتى بأن مقاومة المحتل إفساد فى الأرض ... و كانت هذه الكلمة طعنة فى ظهر الثوار !
المهم ... من بين المصريين خرج شيوخ حقيقيون و أبطال بكل ما تحمله الكلمة من معانى شيوخ بقوا على رأيهم بضرورة مقاومة المحتل و أبطال ربما لم يمتلكوا من العلم مثل العلماء المنبطحين و لكنهم أدركوا بفطرتهم أن مقاومة المحتل لا تحتاج إلى فتوى من عالم ...
عرفوا هذا فقاوموا و ماتوا شهداء ... ربما لم يسمع عنهم أحد و ربما ترددت حكايات عنهم مثل أحمد القراد الذى لم يكن سوى قرداتى و لكنه كان صاحب دور عظيم فى الثورة و مات أحمد القراد شهيدا فى القلعة و كان أول من أعدم من الشهداء... و حتى قرده لم يسلم من رصاص الفرنسيين ...
و برز من بين الشيوخ شيخ إسمه سليمان الجوثقى ...
و قاد الشيخ الجوثقى الثورة ... و أخرج ما لديه من مال لشراء السلاح و ظل يقود الثورة حتى نهايتها و قتل بأيدى الفرنسيين
و من الحوادث المشهورة أنه ذات يوم حضر أحد الشيوخ المؤيدين للسلام ليحدث الناس عن الهدوء و مهادنة المحتل فما كان من الشيخ الجوثقى إلا أن قام و لطم الشيخ على وجهه و قال له "أخرس يا كلب ... تحفظ كلام الله و تنطق كلام الفرنسيس"
فهل يخرج من أرض العراق جوثقى أخر ليخبر الناس أن مقاومة المحتل أمر بديهى لا تبطله فتوى من أى شيخ مهما كانت مكانته ؟!