اعلنها ايها الاتلاف وقل كلمتك : لا نوافق على ترشيح
ايها الاتلاف العزيز
كما اتفقوا على اسقاط الجعفري فالعبوا بورقة اسقاط الطالباني وكفى ترددا
الطالباني يجدد رفضه فارفضوه
كتابات - ليث السلامي
المتابع للشأن العراقي هذه الايام يلاحظ بوضوح التصعيد الاعلامي الكبير ضد ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري من قبل المثلث الكردي , السني , البعثي , والذي يستغل كل مناسبة للطعن بهذا الرجل , وخلط الاوراق , والتهديد بعرقلة العملية السياسية , بل حتى التهديد بنسفها .
سنطرح سؤال , وهو لماذا يرفض هؤلاء ترشيح السيد الجعفري لهذا المنصب وهو المنصب الاهم والاكثر حساسية ؟
ومن خلال الاجابة عن هذا التساؤل ستتضح لنا حقيقة الموقف الذي يواجهه الائتلاف العراقي الموحد , والشيعة في العراق , من قبل شركائهم في العملية السياسية وشركائهم في البلد .
وللاجابة عن هذا التساؤل لابد من تثبيت نقطة مهمة جدا وهي , ان الدكتور الجعفري لايعمل لوحده , ولايمثل نفسه فقط , بل يمثل الامتداد الطبيعي لثلاث حلقات متشابكة , وقوية , ومتراصة , والحلقات هي :
ا – انه يمثل الائتلاف العراقي الموحد , فهو خيارهم ومرشحهم , وقد ترشح عنهم بعد التعهد منه بالالتزام التام ببرنامج الائتلاف , ليس هو وحده فقط بل كل اعضاء الائتلاف العراقي الموحد ملتزمين بالبرنامج السياسي لائتلافهم الذي يجمعهم .
ب – وهو يمثل ايضا المرجعية الدينية المباركة والتي تدعم العملية السياسية التي يديرها الائتلاف العراقي الموحد , وقد كان للمرجعية الدينية دور كبير في تشكيل الائتلاف وتوجيه الجماهير الشيعية لمنحه اصواتهم وثقتهم .
ج - انه يمثل الجماهير المليونية التي اعطت صوتها لصالح الائتلاف في الانتخابات والتي يستمد الجعفري والائتلاف قوتهم الحقيقية منها .
بعد تثبيت هذه النقاط , نأتي لدراسة الموضوع بصورة علمية , لغرض معرفة الاسباب التي تدفع بهذا المثلث ( الكردي , السني , البعثي ) لرفض ترشيح الدكتور الجعفري ولنأتي على كل ضلع من اضلاع هذا المثلث :
1 – الضلع الكردي , يرفض الاكراد تولي الجعفري لمنصب رئيس الوزراء لانه وبكل بساطة ووضوح , وكما يقولون ( بدون لف ودوران ) لانه لم يمنحهم كركوك وبمعنى آخر , رفض التنازل لهم عن كركوك ,, وهي المدينة الاكثر اهمية بالنسبة للاكراد في العراق , لانها تمثل شريان الحياة لدويلتهم المرتقبة التي يحلمون بها فبعد الحصول على كركوك سيكون من اليسير جدا عليهم اعلان انفصالهم عن العراق واقامة هذه الدويلة , ولانّ الجعفري( ومن خلفه الائتلاف العراقي الموحد ) وقف امام هذا المطلب الكردي بكل صلابة , والتزم بالدستور العراقي الذي يحدد آلية محددة لتقرير مصير كركوك, صار الاكراد يحاربونه بكل الاساليب والطرق . وما يصدر عنهم من تصريحات لاسباب اخرى ذات اليمين وذات الشمال فهي انما للاستهلاك الاعلامي فقط , وللتمويه على السبب الحقيقي .
وهناك سبب آخر وراء رفض الاكراد , وهو انهم يريدون رئيس وزراء ضعيف الشخصية , يكون اداة مطواعة بيد رئيس الجمهورية , ولايتصرف باي شيء بدون اذنه , اي انهم يريدون ضرب الدستور العراقي عرض الجدار بمنحهم رئيس الجمهورية صلاحيات اكبر مما حددها له الدستور .
2 – الضلع الثاني وهو السنة العرب , , , وهؤلاء يرفضون الجعفري بكل قوة لانه رجل صلب , وقد جربوه في تشكيل الحكومة الحالية , حيث انه رفض لهم ترشيح اربعة شخصيات لتولي وزارة الدفاع بسبب ماضيها الاجرامي , المليء بالظلم , وان ايادي من رشحوهم ملطخة بدماء الشيعة من ابناء الانتفاضة الشعبانية , وأصر على رفض كل من يرشحوه من الطائفيين ومن اذناب البعث .
والسبب الاخر هو انه وقف ومعه الائتلاف كله بكل قوة وصلابة , ولم يرضخ لضغوطات وتهديدات الملا زلماي خليلزاد السفير الامريكي ( الشارع العراقي الان يقول : انه ليس سفير الولايات المتحدة الامريكية بل انه سفيرامارة طالبان الافغانية )
السفير الامريكي الذي تبنى وجهة نظر السنة العرب , وصار برنامج عمله هو برنامج عمل جبهة التوافق السنية , فبسبب هذا الرفض الشيعي الائتلافي الجعفري لهذا الضغوطات , ضاعت جهودهم ولم ينفعهم تحالف ملا زلماي .
3 – الضلع الثالث وهم البعثيون الجدد , وزعيمهم البعثي المخضرم اياد علاوي
هؤلاء يرفضون الجعفري الذي من اساسيات برنامجه السياسي والذي هو برنامج الائتلاف , مبدأ اجتثاث البعث , ومنع البعثيين من استلام المراكز والمواقع الحساسة , فراح البعثيون يحاربون وصول هذا الرجل بكل قوة , وهم مستعدون لتقديم كافة التنازلات لمختلف الاطراف , ومهما كانت هذه التنازلات من اجل منع وصول الجعفري لمنصب رئيس الوزراء .
هذا المثلث سوف يستمر بالضغط والرفض لترشيح الدكتور الجعفري , وكل من يمثل نهج الجعفري , بمعنى آخر انه حتى لو رشحّ الائتلاف شخصا آخر مثل الدكتور عادل عبد المهدي , فسوف يتعامل هذا المثلث معه بنفس النهج , اي انه اذا كان الدكتور عادل عبد المهدي ملتزما ببرنامج الائتلاف العراقي الموحد واحترام ارادة المرجعية المباركة وارادة الجماهير المليوينة الشيعية ( وهو كذلك بالفعل ) فسوف يتعاملون معه بنفس النهج ونفس الطريقة وسوف يضعون امامه العراقيل لمنعه من تحقيق اي انجاز .
خلاصة القول ان هؤلاء ( الاكراد , السنة , البعثيون ) سوف يرفضون كل مرشح شيعي لاينفذ لهم ارادتهم ومطالبهم واجنداتهم , انهم يريدون بكل بساطة رئيس وزراء إمّعة , لايقدم رجلا ولا يؤخر أخرى, إلابتوجيه وموافقة مام جلال الطالباني , والدليمي باشا , وملا زلماي .
فلو كان الجعفري كذلك , ووقع على بياض على كل مطالبهم , كما فعل ( البعثي المخضرم اياد علاوي ) لاصبح الجعفري خيارهم , ولسوف يدعموه بكل قوة وأصروا على قبول ترشيحه , ولصار الجعفري ( رجل المرحلة ) ! ! ! ! ! ! !
لذلك فإن امام الشيعة في العراق احد خيارين , اما الاستمرار بالصمود , والعمل المنظم , والتنسيق وتبادل الادوار في ادارة العملية السياسية كما هم الان مستعينين على المصاعب والمخاطر بتوكلهم على الله جلّ وعلا , لانهم اصحاب حق ويطالبون بحقهم ولايسكتون عنه , ومستندين الى دعم وتأييد المرجعية المباركة لهم , ومعتمدين على مبدأ ان لهم عمق شعبي وجماهيري مليوني .
أما الخيار الثاني , فهو ان يتنازلوا , ويقدموا مرشح لرئاسة الوزراء على مقاسات المثلث الكردي , السني , البعثي .
فأي الخيارين سوف يختارون ؟
اوسلو - النرويج