الإعلام الشيعي وعقدة الاتهام
الإعلام الشيعي وعقدة الاتهام
أرض السواد : عدنان عزيز دفار - الناصرية
لقد اثبت الإعلام والفضائيات الشيعية جدارة في التخلف وقصر النظر وعدم الحرفية والافتقار إلى ابتكار الأساليب العلمية والفنية في فن إدارة الأزمات ، ولم يستطع ان يرتقي إلى مستوى الحدث الذي يلم بالطائفة وكأنها أمرأة مكسورة الجناح قد هربت من بيت أبيها لاتستطيع ان تتفاخر بنسبه
إن المتتبع للأحداث التي لحقت بالعراقيين عامه والشيعة خاصة يلاحظ أن الإرهاب قد كرس جهوده بمساعدة الأيتام والمنحرفين والخاسرين والحاقدين، وسائل النجاح والتغطية وقد بلغت الذروة بعد أن أعلن أمير الرافدين لتنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي إعلان الحرب على الشيعة .
وفي كل الحوادث الجسام نجد الأعلام الشيعي يضع يديه على خده يستجدي من الطرف الآخر الاستنكار او استدرار العطف في حالة شجب بارده وكأن الامور ستعاد الى نصابها بعد تلك التصريحات من قبل اعمدة ومساندي الارهاب .لم يرتقي الى فرض الموقف الوطني الواضح والصريح على الطرف الاخر لانه لايمتلك استراتيجية المتابعة والتاثير ؟.
سأتناول هنا عدد من الحوادث الكبيرة والعظيمة التي لحقت بالطائفة الشيعيه من قبل الإرهابيين تاركا عشرات الحوادث التي لاترتقي الى تلك الجرائم الصدمة . من تفجير المساجد والحسينيات وتفخيخ السيارات في الأسواق الشعبية إلى عمليات الإبادة الكاملة لعوائل شيعيه في منطقة اللطيفيه الى تهجير عشرات العوائل في مناطق ابو غريب ناهيك عن الاختطاف والذبح الجماعي في ناحية الوحدة واغتيال رجال الدين واستهداف العزل في الطرقات والعمال في ساحات التشغيل الى الطلاب والفقراء في باصات النقل واستهداف الاسواق الشعبيه المكتظه بالبسطاء الخ ؟!.
الحادثة الأولى أغتيال السيد الحكيم
الحادثة الثانية اغتيال 40 منتسب من الحرس الوطني
الحادثة الثالثة جسر ألائمه
الحادثة الرابعة تفجير مرقدي العسكريين
كيف تصرفت تلك الفضائيات ووسائل الإعلام الشيعية إزاء تلك الحوادث الجسيمة والخسائر الكبيرة في أرواح الأبرياء من العراقيين الذين لانريد أن نفرغهم من هويتهم الكبيره . كانت تلك الوسائل قد أخضعت نفسها الى عقدة الاتهام وكأنها هي التي تقوم بتلك الإعمال ولذا تمر عليها مرور الكرام ومر السحاب دون ان تستطيع أن توظفها لمصلحة أبناء الوطن وان تحارب بها الإرهاب،او تستطيع ان تحيد داعميه وراحت تخدر نفسها وتسقط العصا من بين أيديها بينما نجد إن الإعلام في الطرف الآخر قد استفاد استفادة بالغة وحصد من المكتسبات مايثنى عليه بعد استغلال حادثة الجادريه ونجح في استغلال الحادثة إلى أقصى حد ومرر كثير من الحوادث الداميه التي أعقبتها و التي حيدت تلك الوسائل الشيعيه وجعلتها تمر على ذكرها مرور العابر سبيل ؟خشية الاتهام مرة أخرى وكأنها وكوادرها ومسؤليها من يقوم بعمليات القتل والتفخيخ أي انها لم تتخلص من عقدة الماضي التي عانى منها الشيعة على مر العصور من أمر الاتهام وبالتالي ترسيخ ثقافة الدفاع والانشغال في ابتكار وسائل الدفاع والتبرير ودفع التهم وكل ذلك يدفع بها بعيدا عن ساحة إيضاح حقيقة الصراع وكشف الحقائق التي يراد لها أن تدفن ؟.
أن وسائل الإعلام الشيعية لم تتحرر من ثقافة الاتهام ولم تنجي فكرها من المحاصرة والحصار الذي نمى في ظل سنوات الاضطهاد والتعسف لذا بعد سقوط النظام نراها اندفعت بكل قوه لارواء عطشها في نشر الغنائيات والمرثيات الحسينيه ونقل مواكب العزاء والسنجيل والتطبير واللطم وتمثيل التشابيه لمعركه الطف بمناسبه او غير مناسبه ولم تستطع ان تتعصرن لتبرز فكر الحسين وتنشر علوم آل بيت النبي من وجهة نظر علمية هادئه مرغبة الاخرين في تلك الثلة التي اذهب الله عنها الرجس وطهرهم تطهيرا او تنشر فكر الإمام الصادق وعلومه ؟ وحولت الواقعه الى مهرجان ديني استعراضي سنوي شأنه شأن أي مهرجان يجري في احد المدن!
واذا تتبعنا ردود الافعال في حادثة اغتيال السيد الحكيم والتي كانت العملية النوعية الاولى والجريئه لتنظيم القاعدة في العراق لجس النبض والتحرش بالطائفة الشيعية في استهداف اكبر رمز ديني لها ينضوي خلفه تنظيمات عسكريه معروفة بخبرتها وممارستها القتال إبان الحكم السابق جاءت ردود الأفعال مخيبة للآمال واظهرت ان الشيعة لايمتلكون تنظيمات لها الجاهزيه للرد في الوقت المناسب بل اكتفت بأضافة لها رمزا جديدا تبكي وتلطم عليه ولم تتحرك لتؤثر على الرأي العام او سلطة الحكم لتفرض سلسة من الاجراءات الاحترازيه المبررة . ونبقى في اطار الصدمة وحولت الانظار في حينها الى المحتل فهل استطاعت تلك الوسائل ان تشكل حزام ضغط على الحكومة او الجهات التي تؤي تلك التنظيمات وتقدم لها الدعم والمسانده اقول انها لم تفعل لانها تفتقد الى استراتيجيات العمل والخطط الاستثماريه للحوادث لتدور في فلك فتح الخطوط الساخنه لنقل ردود الافعال من ابناء جنسها وتسارع الى بث ثقافة تكميم الافواه وتخدير المرجعيات للناس للمطالبة بالتمسك بالوحدة المزعومه ؟. ودأبت على نقل عبارات الشجب والاستنكار الخجول واكتفت في شهيد جديد يضاف الى قوائمها الضخمة التي تزداد يوما بعد آخر . اذ سرعان ماتبرز دعوات للوحدة الوطنيه ولم يسأل احد كيف تكون الوحدة الوطنيه والطرف الاخر يؤي الارهابيين وهناك من يثير العنف ويشجع التطرف ويحرض على الاساءه . في حين لم يجرؤ احد على قول ذلك وعجز الاعلام في فضح وكشف تلك الحقيقة ولم يتخذ منها مدخل لتحسين موقعه في حربة على الإرهاب وتطويقة بعدان تم تشخيصه ليعجز عن تحشيد الرأي العام العربي والدولي والمحلي .وتحسين موقع الطائفة بكل احتراف وعلمية من خلال فضح تلك الوسائل وإظهار من هو الضحية !؟.
اما في الحادثة الثانيه التي اخذت طابع القتل الجماعي لابناء الطائفة الذين وجدوا في الموت وسيلة كسب ارزاق عوائلهم ولذا فقد تطوعوا في الحرس الوطني والشرطه لان ابناء السنه حرم علمائهم الانخراط في تلك الجهزه÷ ففي هذة الحادثة لم يتقدم الاعلام الشيعي درجة واحدة في التعامل مع هكذا جرائم ليدس راسه ثانيه في الصمت والمرور الغار ائبي الذي يتناغم مع اهداف ومطالب الطرف الاخر الذي لايريد الوقوف على تلك الجرائم واعتبارها عابرة تمر دون التوصل الى خيوط حقيقيه في حلقات الانفلات الامني والغرق الفاضح الذي أباد 40 منتسب في لحظات واننا نعرف ان الجيش الامريكي لم يخسر مثل هذا العدد حتى وصوله مشارف بغداد لنعرف حجم الكارثة والخساره لماذا لان وزير الدفاع في حينه شيعي !فلم يكن فاعلا في التاثير على اظهار نتائج التحقيق او دفع المسؤولين عن الحادثة الى تقديم استقالتهم والتي من المفترض ان تتناغم مع مطلب العراق الديمقراطي الجديد ؟؟؟ ولمتستطع ان تقدم لنا من يتحمل مسؤولية الاحداث ومن وراء الخلل ؟. وهذة الحادثة تراكمت وتضخمت فيما بعدلتستغل من الطرف الاخر لانه شخص طريقة عمل تلك الوسائل وكيفية قراءتها للاحداث ؟.
أما في حادثة الجسر فقد شهد الجسر جريمتين الواحدة ارتكبها الإرهابيون والثانية وسائل الأعلام الشيعية التي حولت ردات الفعل وميعته في اتجاه صناديق التبرع ليفرغ شحنات الغضب في أوراق ماليه لاتتناسب وحجم الجريمه ولذا يستمر التلكؤ في العمل حتى تبرز حادثة عثمان الاعظمي الذي ضحى بنفسه من اجل ان ينقذ الزائرين وبهذا نجد ضعف وسائل الاعلام المتكرر ليسمح بحادثة غرق عثمان ان تطغي على موت اكثر من الف انسان بين امرأة وطفل وشيخ وشاب وينجر الى تسويف الحادثة برمتها على مقتل رجل واحد بيض وجه طائفته ويصبح مفخرة في حين من قتل الف اخفاه بمقتل رجل واحد ؟؟؟؟ وخضع الاعلام الشيعي مرة اخرى الى دعوات التشكيك من الحادث بسبب التدافع ويفرغه من فعل الإرهاب حتى تنامى تمجيد عثمان الذي اعتبر مثال للاخوة والتوحد بينما انشغل الراي العام بتبرعات لصوص الحكومه السخية ووجد المتطرفون مخرجا في مقتل عثمان الى بوابات قتل اكبر وأعظم ؟. .
ان وسائل الاعلام الشيعية شجعت المتطرفين والارهابيين في التمادي والاستمرار على وسائل القتل والابادة لانها لم تكن مؤثرة وفعاله في استثمار ردود الأفعال أو أنها لم تنجح في توظيفها لحالة ما او تنجح في تحشيد الرأي العام لانها تستند من خشيتها الى عقدة الماضي المرتبطة بعقدة الاتهام خشية ان تبرز المشكلة بما يتناسب وحجمها خشية ان تتهم بترويجها للطائفية بينما يقتل ابنائها ويفجرون بفعل تلك الدعوات المريضه . لقد حجم الاعلام الشيعي نفسه واغلق ابوابه على نفسه وكأنه اعلام طائفة وليس اعلام يهم ابناء الوطن الواحد قادر على نقل المعركه الى جميع العالم ويخلق المساندة الفعالة لابناء الطائفة ؟.
ورغم ان مسلسل الابادة مستمر يبقى الاعلام الشيعي اعرج مكسور الجناح يتخبط في رؤيا غير مفهومة وواضحة فنجدة يمتلك جاهزيه غريبة للنعي ومحاولة تركيز جهودة على الحصول على ردات فعل تبقى في اطار الشجب والاستنكار الخجول فاقدا للفاعليه والتاثير وتغيرر المسارات ولايتسطيع ان يلم باطراف المشكله دائما تجدة خاسرا في مواجهة الطرف الاخر الذي ينقض في تحويل الحادث لمصلحتة او يلجأ الى الاساليب المعروفة بالتشكيك والقاء التهم ومحاولة خلط الاوراق؟.
اما حادثة تفجير العسكريين تستحق وقفة في اتجاهات وسائل الأعلام الشيعيه المتشظيه والتي لاتلتقي في رافد استراتيجي يجمعها في مواجهة عدو واحد فهي لاتمتلك وسائل الاستقلال التام لأن اغلبها يخضع الى الحكومه او جهات مرتبطة بالحكم او بالاحزاب وكل يعمل لمصلحة جماعته ؟.لتبقى جبهة المواجهة فارغة ومشوشه بعد الحادث الاجرامي للتجاوز على المراقد المقدسه في سامراء نفاجىء في ردود الافعال التي لم ترتقي مرة اخرى الى مستوى الحدث فهي الوسائل الاعلام لم تدفع الى التأثير على الساحه في تحشيد الرأي العام وانكفأت مرة اخرى في غنائياتها ولطمياتها تاركة الاحداث تفلت من يدها بعد ظهور ردات الفعل على المساجد لينشط الجانب الاخر ويحاول ان يقلل من الحادث يشن هجومه المباغت ويهول من الاحداث ليدفع بالشيعة مرة اخرى الى زاوية الاتهام ويتم ابعاد الانظار عن الجريمة الا ولى الى الاعتداء على المساجد السنيه وهي كلمة حق يراد بها باطل وفجأة تحول الضحية الى متهم ولم يستطع ان يذكر ان المساجد الشيعية والحسينيات فجرت قبل ذلك ولم تثر حولها ضجة او استهجان أليست هي بيوت الله ام لانها شيعية فقد نزعت عنها صفة الانتساب الى الله ولم تعد بيوته ؟. ؟.
وخلاصة القول ان الفضائيات الشيعيه اذا جاز التعبير لم تستطع ان تستفاد من الاحداث لمكافحة الارهاب واعمدته وساسته انها لاتمتلك الحريه الابداعيه في مجارات الطرف المنافس لامور تتعلق في اداراتها والقائمين على رسم سياساتها مازالت تعاني من عقدة الاتهام والخشية في استغلال الأحداث لتعزيز المواقف الوطنيه بحجة الحفاظ على العملية السياسيه اثبتت عجزها في اظهار مظلومية الشيعه وانهم المسهدفين في عمليات إبادة حقيقية خاصة بعد ان اعلن الزرقاوي حربه على الشيعه ترتب على هذا الضعف في الاداء قلب موازين الحكم فتحول الضحية الى جلاد والمتهم الى ضحية لم تستطيع العمل الدقيق والمرسوم على تحديد اقطاب الطرف الاخر عبر زجه في اراء وتثبيتها لاستخدامها بما يتناسب مع المصلحة العامه لم تستطع ان تغلب عراقيتها على طائفيتها اذ حاصرت تلك الفضائيات في محور المجموعه وليس بمحور الوطن
وبينما اقارب على نهاية كتابة الموضوع افاجىء بكشف حقيقة فرق الموت والتي كثيرا ماأتهم بها وزير الداخلية وشكك بولاءه للوطن وغلب الطائفية على وطنيته . نرى حقيقة تجسيد كل مفاهيم المقال في التعامل مع هذة القضية والتي من الممكن ان يقيم الدنيا ولايقعدها في استغلالتلك الحقيقة ليفضح المؤامرة ويحشدالرأي العام ضد اناس اجتهدت في الترويج للطائفية وان يستثمرها بسشكل قانوني ويرفع دعوى علىالمتهمين له لكننا نفاجىء باستمرار باعلام اعمى لايعرف كيف يوظف الاحداث والواقع لمصلحته من اجل ان يتحول موقفه من المدافع الى اثبات الحق واشهار الحقيقة حتى يحد من فاعلية الاعلام الطرف الاخر ويحيده باستخدام كافةالوسائل التي تجعلة مؤثر محليا وعربيا ودوليا عبر المؤتمرات والندوات واللقاءات والاتصال بالشخصيات الانسانيه والخ من الفعاليات التي تجعله في دائرة تحريك الاهداف وفق رغباته ورغم كل ذلك فان وزير الداخليه من اكثر الناس الذين تعرضوا لهذا الاتهام لكنه لم يتعامل مع تلك الحقيقه بما يتناسب ورفع الحيف الذ1ي اصابه . هذة الحادثة تفسر بما لايقبل الشك ضعف الاعلام الشعي ورداءته في خلق راي عام والسعي لكشف الحقيقه وتحييد الاعداء ؟.