-
حوارات من اجل العراق
مدينتي تحتضن دماء الفقراء !!
- أمجد حامد
لملم أمتعته .. وأعانته امرأته .. لتساعد في لبس خوذته ! ليشارك في حرب الفقر، أبتسم الابن وبادل والده ذات الابتسامة، الابن يريد مصروفاً ليذهب إلى مدرسته ، لكن الوالد خجل، جيبه فارغ، قال بني سآتيك عصراً ومعي لعبةً ترتدي ثياب (مرقوعة) وقليل من حلوى مرة، الحزن مخيم على وجه الولد الصغير وكأنه متنبئ بما يحصل، ودعهم معيل الأسرة وبكت أمه ، أبنها مسح الدموع من على خدها المتفطر، قال: لما البكاء ، قالت: دموع الفرح لأنك ستأتينا برغيف الخبز عصراً، هذا ليس ما في باطن الأم لأنها تعلم ما سيحصل له.
عاد الابن من المدرسة وهو متعب وضعيف ووجهه وقد أصفر لأن الطعام قليل لكنه فرح وعليه براءة الأطفال طاغية، جلس على دكة الباب لانتظار الفرحة وانتظار الحلوى، جاء العصر ويالهُ من عصر، عصرٌ اختلط بلون دم الفقراء والمساكين ... عجباً، الشمس التي كانت ساطعة، أرتبك الولد وراوده سؤال: لماذا أصبحت الدنيا حمراء؟، ولكن الأمل يملأه بأن والده المسكين سيعود، ليس من عادة الوالد التأخير في (العّمالة) فهو لا يستطيع تحمل رفع (الطابوق) ولا يصمد أمام (طاسة الشبينتو) فهو عادةً ما يأتي عصراً ، هذا اليوم تأخر ، تعجب الولد وبدأ الحزن يصبغ وجهه البرئ.
ما هذا؟ انفجار... أين....؟ كم قتلوا....؟ الناس مرتبكة .. والشوارع الكهلة خالية فارغة ، أخذت دقات قلب الولد ترتفع وأخذ يسأل عن والده، جاءوا بكيس من اللحم فصرخت والدته وصرخت جدته، الولد تعجب، أين أبي ؟ أين الحلوى؟ أين وعد والدي ؟ لم يعلم ما يحصل؟ قرر المكوث في مكانه بعد أن ملّ الصراخ!.
جاء (أبن الجيران) قال للولد: ماذا تنتظر ، أجابه: أنتظر أبي: اصفر وجه (أبن الجيران، قاله له : أباك نالت منه المفخخة وما بقي منه إلا الأشلاء، وقف مذهولاً مات والدي ، ماذا يعني مات؟ قال له: أي أنه لن يعود إلى البيت بعد الآن، الولد مبهور ولم يصدّق الأمر وكأنه في حلم ، لماذا لن يأتِ إلى البيت ، بدا له الأمر واضحاً حين شاهد أمه وجدته تبكيان على ما في الكيس.
لم يتأنَ الولد بإسقاط دمعته على خده الشاحب، وضع يديه على رأسه وراح يبكي.. ويبكي... ويبكي عسى أن يرجع والده وبيده الحلوى (المرة) التي وعد بها الولد، لكن (المفخخة) لم تترك في جسده لأنها كانت خبيثة كخبث معاوية ويزيد فطعناتهم عادةً ما تكون سامة.
أستسلم الولد للأمر الواقع فنام عند حلول الظلام لكن الصراخ مستمر من حوله، اخذ النوم مأخذه منه لشدة التعب لأن يومه كان شاقاً.
أستيقظ الولد من نومه وعادةً ما يذهب إلى الحمام (المرافق) ثم يغسل يديه ووجهه إن كان هنالك ماء، وإن لم يوجد فيكمل مسيرة الصباح من غير غسل ، ذهب إلى مكتبته القديمة البالية ليحضر كتبه وفي أحيان كثيرة تساعده أمه، بيد أن الولد لم يتذكر إن أباه غير موجود، فأخذ يلتفت يميناً ويسار نحو بيته البائس الصغير لم يرَ أمه وأيضاً والده أين ذهبت أمي وأين أبي، أخيراً شاهد أمه .
ولكن، شاهدها في وسط زحام نساء يلبسن السواد ودموعها تجري وتلطم الخدود ؛ وقف مذهولاً خرج من البيت فرأى (جادر) مستلقي أمام البيت بدا له الأمر حقيقة إن والده لن يعود، أستسلم لقدر الله ، وأصبح رقماً من أرقام العراقيين الفقراء الذي أخذ حصته من السيارات المفخخة التي تنهش بأجساد العراقيين بدعوى الإسلام.
amjedmms@yahoo.com
-
حوارات من اجل العراق
الى وجيه الزرقاوي مع كم هائل من الحب
كتابات - حامد سعيد
مالك غاضب يابن عباس؟ الم تر الى العراق اين وصل بفضل هؤلاء المحتمون بالمنطقة الخضراء والذين لايفقهون من ثقافة العراق الا المعنى الخفي للاغنية السريالية البرتقالة ذائعة الصيت والفرق بين الفِرق، بين علي وعمر والذين لا زالوا يجتمعون في سقيفة بني مطلك اقصد ساعدة الدليمي كي ينهبوا ما تبقى لهم من ارث سيدهم ابو سفيان التكريتي واولاده عدي وقصي ويزيد ومثنى حارث الضاري وغيرهم من ابناء العروبة والقومجية العربية التي انتهى فكرها العفلقي الى محلات بيع الكرزات عندما قام حشاش بتحويل اوراق في سبيل العبث لميشيل فلعق الى اكياس لتغليف الفستق والحب الاحمر والابيض ضاربا بعرض الحائط كل التضحيات الرهيبة في سبيل توطين هذا الحزب لقيادة العراق الى حافة الخراب ايام الحرب الباردة، اعود الى موضوعنا الاصلي فلقد قرأت مقالتك الأخيرة حول السيدة او الآنسة او كليهما ماركريت الدملوجي وحزت كثيرا على محلات بيع الكرزات اذا ان من المؤمل ان يعاد طبع التراث الفكري لمشعول الصفحة عفلق وتوزيعه من قبل وزارة الثقافة العراقية الجديدة مع الحصة التموينية لضمان عدم تفجير قوافل وزارة التجارة ونهبها عندما تمر عبر طريق المناضلين (سوريا – بغداد) يعني رشوة للمقاولة الشريفةـ اقصد المقاومة العراقية البطلة والويل كل الويل لمن استغل هذه الرشوة في تغليف الكرزات وليذهب انين سكان المقابر الجماعية الى الجحيم فهؤلاء ليس لهم رمزي كلارك او العرموطي او الدليمي او النعيمي موفد قناة الجزيرة القطرية ووزير العدل القطري السابق كي يدافع عنهم، اقول لك يا صاحبي انك لست وحدك في همك الكربلائي فكلنا رضعنا من امهاتنا الزينبيات حب الحسين، وانا وان كنت لا ازال اعيش دوامة نصف العرق المغشوش الذي شربته ليلة البارحة حزنا على صديقي المغدور امجد توفيق الذي اغتالته المقاولة العراقية البطلة الا اني اجد من واجبي كانسان ان احب الحسين، آمنت بالاسلام ام لم افعل لان الحسين كان المسلم الوحيد الذي رفض الانضمام الى تنظيمات حزب البعث السفياني رغم اغراءه بدرجة عضو قيادة بادية ضمن شعبة مكة المكرمة. يا اخي لا ادري لماذا يكرهون الحسين الى هذه الدرجة ورجل عاري مثل غاندي يعبد فرج بقرة يتعلم من الحسين اقوى درس في النضال "تعلمت من الحسين كيف تكون مظلوما وتنتصر" والادهى ان يأتي اليوم اقوام من وراء الاباعر والابائر (آبار نفط الخليج المحتلة) ومن مدن القات والتحشيش والخناجر ذات الرؤس النووية ومن بلاد الفول والطعمية ليعلمونا هنا كيف نقاوم الاحتلال، وكأننا نحن احفاد السومريون لا نفقه من العمل البطولي الا اللطم على الصدور وتطبير الرؤس كما يقولون ناسين او متناسين ان في داخلنا ثورة عمرها يمتد الى السقيفة البعثية نخشى على اعدائنا منها فلم نجد غير اجسادنا كي نفرغ غضبها بنا على وعد باننا يوما سنخرج هذا الفعل الداخلي الى الخارج عندها سنفضح تاجر دجاج (سجودة) الرفيق المناضل ابو مهيدي (والعراف يعرفه) وكذلك الدكتور الرفيق المناضل استاذ الشريعة الذي داس الامريكي على راسه لعشرين دقيقة باعترافه هو والذي اوكل اليه حاجب امير المؤمنين المخصي عبد حمود مهمة اعادة نشر وتشويه تراث لسان الشيعة الناطق الدكتور الوائلي الذي عقد على ما يبدو اتفاقا مع الموت على ان لايموت الا بعد تحرير العراق وعلى شرط ان يموت في الكاظمية فكان له ما اراد..
ياصاحبي يابن عباس، يا شريكي في الاحلام المؤجلة والرغبات التي صادرتها عورة ابن العاص وجمل ام المؤمنين اسألك بالله عليك، ما فضل الدملوجي على الثقافة العراقية كي تصبح وكيلة وزارة الثقافة في بلد الثقافة؟ وهل كنا نحنو مثقفوا الداخل نعرفها قبل سقوط صدام؟ واليست حليمة بياعة الخضرة في سوق فتح (الاولى) تلك التي مات اولادها الخمسة غدرا في منطقة الغزاليه بخناجر المقاولة العراقية الشريفة والتي عادت وفتحت بسطيتها بعد انتهاء الفاتحة (العزاء) بيوم واحد باحق منها في هذا المنصب؟ فهي على الاقل عراقية فاض بها الحزن حتى تسربلت به وصار جزءا من شخصيتها العراقية الاصيلة فتمارس الحياة رغم موتها المؤجل جالسة منكسرة وراء بسطيتها تبيع بشرف كي تأكل وتنادي باسماء ابنائها الخمسة على كل شاب يمر من امامها، المشكلة يابن عباس تكمن هنا: لا احد يرضى على هؤلاء القادمون من وراء الحدود والذين كانوا يخافون من صدام فاحتموا بالجندي الامريكي حتى اذا هرب امير المؤمنين جلسوا خلف المقاعد الوثيرة يعلمونا الديموقراطية نحن الذين عشنا جنبا الى جنب مع الدكتاتورية اكثر الناس معرفة بالديموقراطية، لا يعرف الصحة الا المريض ولكن... وسكتنا على مضض حتى رفع الزرقاوي والضاري والدليمي والعباسي والاموي (في الفلوجة جامع بعنوان جامع معاوية (رض) وكأن معاوية مخترع الدولمة..) حتى رفع هؤلاء راية الجهاد المقدس على رؤسنا التي اينعت وحان قطافها على حد قول عضو قيادة فرقة الحجاج قبل اكثر من الف عام.... .يابن عباس لا تتضايق من وكيلة ثقافتنا اذا انزعجت من ظهور نصراني يكسب الدنيا والاخرة كما يقال في لغة اهل الدين على يد الحسين، فانهم يعلموننا الديموقراطية، انظر كيف يعاملون صدام في المحكمة؟ انظر كيف يسمحون للمنسلين من سقيفة بني مطلك كيف يهينون كل تاريخنا ويوصمونا بعار الانتماء الى الفرس المجوس كما كان يفعل صدام ويتركونهم هكذا بلا محاسبة، انظر كيف يتركون ظرطان الجبوري يوسمنا بالصفويين ويسرق مالنا ويهرب دون ان يتابعه احد الا مدعي عام بح صوته؟ انظر الى حازم الشعلان الذي قالوا عنه انه حرامي واذا به يرشح في الانتخابات في اكبر عملية استخفاف بكل وجودك ووجودي ووجود الحسين الذي لا زال قاتله يرقص في مدن بغداد على جثث احبابه ومحبيه، اتعرف لماذا؟ انها الديموقراطية.. ولكن ليس من الديموقراطية عندما تكتب ضد الدملوجي او غيرها اذا كنت انت من المعروفين بسلامهم وعدم امتلاكك لغير القلم من سلاح، اذهب يابن عباس وبادل قلمك بـ (آر بي جي سفن آب) عندها سيمنحوك ثلاثة مقاعد وخمسة عشر ونجعلها اربعون كي نحفظ لمكة هيبتها كما قال الرفيق المناضل عضو قيادة قومية (ابو لهب) في مطلع فام المغدور به العقاد الموسوم بـ (الرسالة) والذي قامت عليه الدنيا ولم تقعد لانه قال في احد مشاهد الفلم ان "سيف علي اول سيف في الاسلام" فلقد كان من المفروض ان يقول ان سيف عدي هو اول سيف في الاسلام وليكتب تاريخك وتاريخي بحبر التزوير الخارج من وزارة الثقافة العراقية السابقة واللاحقة وعاش الصحاف وعاش حامد حمادي وليخسأ الجواهري والمتنبي وابو العلاء وابوتمام ودعبل العمايرجي والكميت وطرفه بن العبد وابو نؤاس وغيرهم من شعراء الشيعة لانهم لم يكونوا بمستوى تحمل المسؤلية التي حدثنا عنها ذات يوم القائد الضرورة... عاش البعث الديموقراطي وليسقط وجيه عباس ومن لف لفه من شرفاء العراق الجدد ومن نضمنهم كاتب هذا المقال السخيف.
Ido_org@yahoo.com
-
حوارات من اجل العراق
دورة الالعاب الدينية
د.سامي الربيعي
قديما كانت للحرب اخلاق فروسية عظيمة وشهامات نادرة غابت عن حروب اليوم.
فكثيرا ماكان اشراف القوم ونبلاءهم يحلّون نزاعاتهم بمبارزات فردية ويصونوا جندهم من الدمار والموت.
كان القائد في المعركة اول من ينازل واول من يقف في صفوف الجند وكم من قائد خسر حياته والمعركة لم تزل قائمة لانه كان يحارب ولا يتفرج او يراقب.
السنة والشيعة يتحاربون منذ قرون وقادة هؤلاء وهؤلاء يصرخون بعالي الصوت ان انجدونا يااحفاد فاطمة او فنصرتكم نسأل ياابناء معاوية.
ومع كل صرخة تبدأ حمامات الدم ويحتدم الصراع وترتفع رايات الحرب والثأر والانتقام وتنطلق الحناجر بالهتافات والترنيمات الحماسية.
وكما هو الحال دوما دماء الابرياء تسفك وارواحهم تضيع هدرا ويبقى القادة في اماكنهم يسكنون لحظات بعدما ارتووا بمنظر الدماء المسفوكة في انتظار يوم جديد وحرب جديدة تعلو بها عقيرتهم من جديد.
للخروج من هذه المأساة اقترح على ائمة الشيعة والسنة ان يلتقوا في دورة العاب دينية وان يتحاوروا مع بعض بالسيوف وان يقتل بعضهم بعضا لنتخلص منهم ومن قرفهم ونعيش من بعد ذلك بسلام.
رحماكم رحماكم بنا ياعلماءنا عالمكم وجاهلكم, من حوى بين جنبيه خافقا نقيا ومن ملئت سريرتة الامراض والاسقام وافقوا على هذا المقترح وصونوا شعوبكم لتموتوا وتدخلوا الجنة ولنعيش نحن بسلام.
عاشت دورة الالعاب الدينية , عاشت الحياة من دون تحريض وتأليب.
samialrubaiee@yahoo.com
-
حوارات من اجل العراق
كلمة النجف في الاحتلال هذا اوانها
طالب الشطري
عراق خال من القوات الأجنبية ستكون السيطرة فيه للاكثرية حقيقة عميت بمقولة زائفة تفيد بان انسحابا اميركيا سيكون في غير صالح الاكثرية مما افقد الاكثرية ثقتها بنفسها ومنعها من التقدم لوضع الخطوة الأخيرة ونقصد خطوة امساك الدولة.
النجف معنية ببلورة موقف يؤسس لعراق ليس فيه أي تواجد أجنبي ومن أي نوع ولابد من تمرير هكذا موقف إلى الشارع قبل أن يسبق الشارع نفسه النجف وكذلك القيادات السياسية وتكون حركته مرهونة بمواقف قوى أخرى .
نرى أن صداما بين الشيعة وقوات الاحتلال بات مسالة وقت والولايات المتحدة الأميركية تعمل على منع ظهور أي قوة حقيقية قادرة على ابقاء العراق ضمن تركيبته التقليدية وقد وضعت خطة التقسيم موضع التطبيق ومن غرائب الأمور أن الخطة على وضوحها لاتستدعي انتباه احد .
أن عمليات التهجير المتبادلة تبدو كأنها تجري بعلم الدولة وبموافقة قوات الاحتلال وبرضى السياسيين إنها أكثر المؤشرات وضوحا على أن حدودا ما ترسم حيث يتم الفصل السكاني وفق خطوط حدودية توضع لاحقا ويبدو أن تفجير الضريح كان يخاطب عملية اجلاء للشيعة من المناطق العليا إلى الاسفل بعد اشتعال حرب داخلية لكن مناطق أخرى أخذت فيها الأمور تزداد جلاء ومما يلفت الانتباه هنا وهو رقم تفصيلي لاتبدو له أي قيمة سوقية إنما له دلالة بينة حيث طالب محافظ النجف العوائل المهجرة من بغداد إلى النجف على أساس طائفي بالسكوت والتحلي بالصبر وعدم اثارة الموضوع والكوت بدورها تنضم للنجف في طمطمة عمليات التهجير.
العراق تفرزه الولايات المتحدة الأميركية إلى ثلاث كيانات وتوجد قوة خفية تمارس عمليات رسم الحدود السكانية والجغرافية والفرز النهائي يتم عبر حرب حارات وشوارع تسمى حربا طائفية حيث اكدنا مرارا وتكرارا على ضرورة اخراج حقيقة الحرب التي يتعرض لها المدنيين إلى العلن وفهمت دعواتنا على إنها دعوات للحرب وان كانت لنا دعوة نصرح بها على رؤوس الاشهاد فهي مسالة تبني الاكثرية لدورها التاريخي في احكام القبضة على العراق واعادة المنطقة الشمالية إلى سيادة العراق حيث عملت القيادات الكردية الحالية على ثلم الأرض العراقية .
يخوض الأكراد معركة كركوك ويخوض البعض معركة بغداد والاكثرية تخوض معارك لاتعرف هدفها ومانراه قتلا عشوائيا اهدافه مرسومة بدقة وبعناية وأي تحليل مضمون لوسائل الإعلام الغربية وخاصة الأميركية والبريطانية يسفر عن سياسة إعلامية هدفها غاية في الوضوح هو تهيئة الارضية لثلاث كيانات منفصلة على طريقة كيانات يوغسلافيا السابقة.
للنجف دائما كلمة كبيرة وكل ماقيل حتى ألان صغير لايناسب الأحداث الضخمة التي يمر بها العراق وإذا كان السياسيون المغامرون قد زيفوا توكيلات التمثيل وتعاقدوا مع الولايات المتحدة الأميركية لاحتلال العراق وتقسيمه فانهم أيضا يقدمون رؤى مضللة للنجف حول مستقبل الشيعة ونعتقد أن الشيعة في العراق سيكونون اسيادا في عراق موحد وعبيدا في عراق مقسم والفرق بين الاستقلال الذاتي والتقسيم لايخفى والفدرالية في بلد محتل غير الفدرالية في بلد مستقل وذا سيادة.
أن دوائها مر...ولكن ليس لكل دواء مرارة فهل تتقحم النجف عباب المواقف التاريخية أم ستظل جحرا لمزوري التوكيلات وتظل مصغية إلى الذين لطخوا سمعة الشيعة حينما تحالفوا مع قوة اجنبية تحت ذريعة الخلاص من نظام تبين أنهم افسد منه ألف مرة.
العراق يقسم ...فهل سيكون لسيستان كما كان لشيراز ...اطيحوا بمقولة خطرالانسحاب على الشيعة...الخطر يأتي من فقدان الإرادة ...الحرب طاحنة والولايات المتحدة الأميركية تحرض على الحرب الأهلية وقد انتفى وجودها كضابط للوضع الداخلي حينما اعلنت إنها لن تتدخل في حرب أهلية أن نشبت ...تحركوا نحو هدفكم ...العراق كل العراق ...اربيل والسليمانية ستلفظهما كما يلفظ البحر الزبد ...أرى إنها بالافق ...رايات المهدي ...أرى أن الروم قد ذعروا...أرى أن باعة الوطن تخونهم أرجلهم ...سنكون للعراق اخلص مما كنا للجنوب وسيكون العراق أولا والجنوب ثانيا ...إنها مسؤولية النجف فهل تتحملها؟
كلمة النجف في الاحتلال هذا اوانها ...لن يكون لها اوان أخر...ستفرض عليكم المواجهة شئتم أم ابيتم فبادروا قبل أن تدهموا وليس المبادر مثل من يؤخذ على حين غرة ...أنهم الحفاة إما أن يكونوا أحرارا فوق تراب وطنهم أو امواتا تحت ثراه وانتم ترون الموت يحصدكم حصدا...لتكن معركتم معركة الكبار لتكن كلمتكم كلمة الكبار لتكن حياتكم حياة الكبار أو موتكم موت الكبار ...اخرجوا من شرنقة البعث وصدام حسين وشرنقة الاعداء الصغار اختاروا هدفا كبيرا... العراق ...ليكن لكم جائزة ...فهل هناك حق يمكنكم من أن تكونوا اسياده وهو محتل...حرروه وخذوه قبل أن يقاتل غيركم باسمه ويفاوض باسمه ويحكم باسمه تبا لكم من قوم صغائر انه العراق
-
حوارات من اجل العراق
الإسلاميون في السلطة ... ماذا وراء القبول الأمريكي ؟
محمد الحمدي
الإسلام، لَهُ سحرٌ وجاذبيّةٌ، خصوصاً في المجتمعات المحافظة، وتجدُ الشعاراتُ الإسلامية تعاطفاً كبيراً في هذهِ الأوساط. فالإسلامُ شعارٌ برّاقٌ وجذّابٌ جدّاً، لما يحمله من قيم العدل والمساواة والأمل في الحياة، ما يثير عاطفة الطبقات المسحوقة من المجتمع، والتي تعتبر مذخر الثورات على أيِّ وضعٍ فاسد، وتحت شعاراتٍ مختلفة. ويستمدُّ الإسلامُ جاذبيتَهُ من رموزهِ التأريخيّة الفذّةِ أيضاً، التي صنعت تأريخاً مجيداً.. يوماً ما.
ففي فترة (التحريك) يُعتبر الإسلام محرّكاً هائلاً للجماهير، سيما المحرومة. فهو مثالٌ.. وفكرةٌ جذّابةٌ.. وشعارٌ برّاق.. ولكنَّ التحدّي يبدأ فور وصول الإسلاميين للسلطة، حيث يتحوّل المثالُ الجميل.. والفكرةُ الجذّابة.. والشعارُ البرّاق.. إلى واقع.. أو هكذا ينبغي..
وثمَّ.. للواقعِ أحكامٌ.. وحسابات، فرُجلُ الثورة.. غيرُ رجل السلطة، في زمن الثورة، يُدافعُ عن المثل والمبادئ، وفي زمن السلطة.. تتحقق المكاسب، فتتشكّلُ الـ (أنا) لتدافعَ عن نفسها، عن مكاسبها... وفي ذلك تحدٍّ خطير للمُثُل والمبادئ.. وقد يحدث الانفصام على الأرض، بين مثال زمن الثورة، وواقع زمن السلطة. هذا لا يعني أنْ تتحوّل كل المُثُل والمبادئ، إلى (أنا) ومكاسب في زمن السلطة، ولكن هذهِ ظاهرةٌ تعبّرُ عن نفسها دائماً على أرض الواقع هنا وهناك، فتتشيّأ الأفكار، وتوضّف لخدمة المصالح غالباً، لا أنْ تُنزَل الأفكار، لتتجسّد واقعاً يحيا فيه الجميع.
وعندما يستمرُّ الإسلام ـ حتّى بعد وجود الإسلاميين في السلطة ـ كشعار، دون أن يصنع واقعاً جديداً، فمعنى ذلك ـ عند البسطاء ـ أنّ الواقع هزمَ الإسلام.. أو أنّ الإسلام ليس بواقعي. وهذه المعادلة التي يمكن أن تعمل عليها أمريكا، عند قبولها أو عدم اعتراضها على فوز الإسلاميين هنا أو هناك في الانتخابات البرلمانيّة، فهذا الفوز يؤشّر إلى شعبية الإسلام والإسلاميين، وهذا ما يدلّ عليه فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية في الجزائر أيام جبهة الإنقاذ، في تركيا، وفي العراق ومصر وأخيراً، حماس في فلسطين.
فما الذي يدعو أمريكا لمهادنة الإسلاميين الآن، وقد كانت عدوةً لهم سابقاً؟ نعم دعمت السلفيين والمقاتلين في أفغانستان، وكانت تعتبرهم مجاهدين ـ قبل أن تصنّفهم إرهابيين ـ لأنهم كانوا يقاتلون الاتحاد السوفيتي آنذاك، وفي ذلك مصلحتها، وهذا هو حجر الأساس في العلاقة. فما هي مصلحة أمريكا من (الهدنة)؟
بعد مرحلة تجنيد الحكّام ضدَّ شعوبهم، ومرحلة (الثورات) والانقلابات القوميّة، وفشلها المزمن في تحقيق أيِّ هدفٍ، بل وفي حفظ الكرامة العربية، أمام الإذلال الغربي، كان هناك الإسلام الذي يحتفظ بالصورة الوحيدة من العِزّ القومي العربي، وكذلك لما يحمله من مبادئ سامية، فكان المدّ الإسلامي، والعودة للجذور، أمام استهتار الحضارة الغربية ومادّيتها المتطرّفة.
فانتهى عصر القادة القوميين، وخطاباتهم الرنّانة، وأخذ مَنْ بقيَ منهم يُضمِّن خطابَهُ إشاراتٍ إسلامية، ويقترب (شعاراتيّاً) معَ الدين، لمحاولةٍ للتكيّف معَ الواقع الجديد. ولكن بقي الإسلاميون هم المستقطب للساحة، والمحرّك لها. فكان من مصلحة أمريكا استقطاب هؤلاء، أو على الأقل احتواؤهم، وتنفيس الاحتقان الشعبي، بدعم الإصلاحات الديمقراطية، فيصل الإسلاميون بذلك إلى سلطةٍ محدودة، وفق هذه الآلية المدعومة أمريكياً، وبالتالي يكون لأمريكا جزءٌ من الفضل في ذلك، بعد أن كانت ترتبط ـ في أذهان الناس ـ بدعم الأنظمة الاستبدادية الفاسة. وهذا مكسب كبير، مقارنة بما يمكن أن يحدث في حال قيام ثورات إسلامية تقتلع تلك الأنظمة الموالية للغرب، على غرار ما حدث في إيران.
بالإضافة إلى ذلك، عملت أمريكا والغرب عموماً على عدّة مستويات لإفشال الخيار الإسلامي، مراهنة على الوقت في ذلك:
1ـ خلق الصعوبات أمام المتصدّين الإسلاميين للسلطة، وافتعال المشكلات الاقتصادية والأمنية، والاجتماعية، ودعم التيارات والشخصيات المرتبط بالغرب بالمقابل، لتحسين أدائهم السياسي والاقتصادي...الخ، ليبدو الإسلام مهزوماً وغير قادر على الخلق أمام الاتجاه الآخر، الذي يحقّق بعض المكاسب على الأرض.
2ـ وقد يحدث أن يتحالف بعض الإسلاميين مَعَ أمريكا ـ ولو تكتيكيّاً ـ ويقعون في الفخ، فيخسروا أنفسهم والشارع، وتربح أمريكا.
3ـ دعم خط (التجديد) الإسلامي الذي يتبنّى تمييع قيم ومفاهيم الإسلام، واعتبار قراءة الإسلام وفهمه، ليس من اختصاص الفقهاء وحدهم، بل بإمكان (النخبة المثقفة) قراءَتهُ قراءةً عصرية، لما تمتلكُهُ من سعة أفقٍ ونظرة حديثة، تمكّنهم من فهم الإسلام وتقديمه بشكلٍ (عصري) لا يتقاطع مَعَ (روح العصر)، وهكذا يصبح الشرع الإسلامي متعدّداً حسب الأفهام والأذواق والأهواء!!
4ـ دعم الحركات والشخصيات والأفكار والقيم الغربية عن الإسلام، والمناهضة له، باسم الحرّية والديمقراطية.
5ـ العمل من خلال بعض منظمات المجتمع المدني، لتفكيك ثقافة المجتمع، وتركيبها من جديد، وفق المفاهيم الغربية، وشعاراتها البرّاقة، مثل الحرّية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومساواة المرأة بالرجل، وذلك لتحويل تصويت الشارع للإسلاميين، عبر تحويل هذا الشارع إلى واجهةٍ أخرى ثقافياً، تدعم الاتجاه نحو الغرب. وقد تدعم أيضاً التطرّف الديني، لما يثيرَه من ردود أفعال اجتماعية سلبية ضد الدين عموماً.
فهل يساعد الإسلاميون أمريكا في مساعيها، بتحوّلهم من مُثُل زمن الثورة، إلى شيئيّة زمن السلطة، وتحوّلهم للدفاع عن الـ (أنا) المتجسّدة مصالح ومكاسب تقاربهم من أمريكا وأجندتها وتقطعهم عن جذورهم؟
أم سيترفّعون عن الـ (أنا) ليجسّدوا مُثُل ومبادئ الإسلام بنكران ذات؟
-
حوارات من اجل العراق
هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة ؟
إيه أرض السواد : أ سواد الخير هذا الذي يحتويك أم سواد الحزن؟
حسني أبو المعالي
إن المؤامرة الطائفية في العراق تدور عجلتها نحو الهدف الذي رسمه الاحتلال الأمريكي، والواقع المر في الوطن يعلن عن تباشير حرب أهلية تلوح في الأفق بين طائفتين من الإخوة المسلمين، هما السنة والشيعة، وقد ساهم في تنفيذ هذا المخطط الطائفي الخطير، بقصد أو بدون قصد قادة الأحزاب الإسلامية وبعض الشخصيات السياسية من الطرفين، ومن يتأمل أسماء وعناوين القوائم العراقية المتنافسة على السلطة وعلى رأسها قائمتي الائتلاف الوطني وجبهة التوافق العراقية اللتين تضم كل منهما أحزابا وجماعات متعددة، يعتقد بأن العراق يخطو باتجاه طريق الخير والنماء والسعادة، طريق الحرية والديمقراطية والاستقرار، بفضل أحزابه الحريصة على وحدة العراق وسلامة أبنائه، إلا أن الرياح كانت وما تزال تجري بما لا تشتهي سفينة الشعب العراقي، فأصحاب تلك القوائم أوهموا العراقيين بعناوين فضفاضة كالائتلاف الوطني والتوافق العراقي بدون أن يكون لها برنامج وطني مبني على أساس استراتيجي تنموي يهدف إلى معالجة أخطاء الماضي وبناء الحاضر ويخطط لإنشاء مستقبل أفضل، علما بأن بعض الأحزاب ولدت من رحم اللحظات الراهنة بعد السقوط، وأسست لنفسها على عجالة برنامجا صوريا ووضعت اسما ء مستعارة ليتسنى لها الإنضمام إلى القوائم الكبيرة، فما أجملها من أسماء وعبارات مشرقة وما أحلاها من كلمات مضيئة نستبشر بها خيرا ونعلق عليها آمالا كبيرة، لكنها أصبحت على يد معظم قادتها من المتطرفين والمتعصبين، كلمات جوفاء، خرقاء ومزيفة، بعيدة عن جوهرها ولا تمت لمعانيها بصلة و لا ترقى إلى مستوى أهدافها. فأي معنى" للتوافق العراقي" للاخوة العرب السنة من غير العرب الشيعة؟ وأي معنى" للائتلاف الوطني" للاخوة العرب الشيعة من غير العرب السنة وجميعهم من المسلمين؟ والمأساة القائمة الآن هي وجود أزمة ثقة بين قادة الطائفتين زرعتها وهيأت لها قوات الاحتلال من جهة والتصريحات المسمومة المتتالية لصناع القرار في الولايات المتحدة من جهة أخرى، وأخيرها وليس أخرها تصريح رامسفيلد الذي أعلن عن وجود حرس إيراني يعمل في العراق الشيء الذي قد يثير حفيظة الأخوة العرب السنة، والغريب أن تنطلي مثل تلك التصريحات وغيرها على الساسة العراقيين شيعة وسنة وهم يعون كل الوعي بأن أساليب الاحتلال لا تخرج عن إطارها المشبوه المتمثل في سياسة فرق تسد. ومن إحدى مآسينا المتعددة أيضا أن نجد مثقفينا وأدبائنا وشعرائنا من الشيعة والسنة، منشغلين لصالح هذه الطائفة أو تلك على حساب الأخرى، أكثر مما يشغلهم هم الاحتلال، وكأن العراق قد انتهى به الأمر إلى ما يعرف ببلد الطوائف، علما بأن الوعي الجمعي لدى الجماهير لا يتحرك، سلبا أو إيجابا، إلا بتوجيه من القادة السياسيين والمثقفين ورجال الدين، فعليهم تقع جميع المسؤوليات الجسام في تصحيح مسار ما آل إليه وضعنا العراقي المتردي.
إن الوطن يمر بمحنة كبيرة، في ظل ظروف استثنائية صعبة، لا ينجو منها سوى بصيغة استثنائية تجتمع فيها القائمتين المتصارعتين على عهد تنبذ فيه خلافاتهما وتنسيان تماما انتمائهما الطائفي لصالح الانتماء للوطن وتتفقان على مشروع اتحادي مع بقية القوائم الأخرى ما ينتج عنها جبهة توافق وائتلاف عراقية قوية، شريطة توفر حسن النوايا والعمل الجاد من أجل مصلحة العراق وأبنائه أولا وأخيرا، وإلا فان الشعب العراقي سوف يكتشف آجلا أم عاجلا حقيقة نوايا كما الطائفية البغيضة، وأهدافكما البعيدة عن طموحاته والغريبة عن متمنياته وآماله والغائبة عن تحقيق رغباته في الاستقرار والأمن، يا من ساهمتما – قادة وأحزابا - باختلافكما وخلافاتكما في دعم الإرهاب وشجعتماه على التمادي في قتل الآلاف من خيرة الأبناء من جهة، وفي بقاء قوات الاحتلال فترة أطول من جهة ثانية، وبعبارة أخرى أكثر وضوحا ومكاشفة، فإن بعضكما استقبل جنود الاحتلال الإنكلو- أمريكي ليطعن بكرامة الأمة ويدنس أرض الوطن، وبعضكما الآخر احتضن هؤلاء القتلة القادمين من وراء الحدود فآواهم وأطعمهم ليفتكوا بأبناء جلدتكم يا من تدعون بأنكم عراقيون وتنتمون إلى هذا الوطن، فهل حكم على العراق بأن يعيش مع الطغاة قصة لا تنتهي فيودع طاغية ليستقبل مجموعة من الطغاة ؟ . آه لغضب الشعب إذا تبين له بأنكما تعملان من أجل مصالحكما الشخصية وصولا إلى السلطة ! وإيه يا أرض السواد، أرض التاريخ والعروبة والأديان والحضارات، أرض الأساطير والحدائق المعلقة والبساتين، أرض بابل وأشور وسومر والعصور الذهبية وبغداد الرشيد، أ سواد الخير هذا الذي يحتويك أم سواد الحزن؟ فقد اجتمع في أحضانك الخير والشر، الفرح والحزن، وامتزجت الدماء بالدموع، والتقى القتل والقهر والحصار والجوع على امتداد الوطن وفي كل شبر من مساحته الجغرافية، ولم يلتق أبناؤك على كلمة حب واحدة تفتح لهم آفاق مستقبل يمطرهم بالسعادة والخير الحقيقي والاستقرار.
أتساءل:
ماذا حل بنا ولماذا الحب يجافينا؟
وكأن الدهر يدق بنا
في كل زمان
إسفينا
نار ودمار وحصار تمعن
فتكا بأهالينا
ووجدنا أنفسنا شيعا
متفرقة مختلفينا
نتآكل جوعا في وطن
ينعم خيرا
وبساتينا
وكرامة أمتنا انتهكت
من قبل الأعداء سنينا
فعدو يحتل ربانا
وعدو منا يضنينا
يا سادة قومي هل أمست
أنفاس الذل رياحينا؟
قوموا وتواصوا بالحب صونوا
أوطانا وبنينا
لا نسلم من ذل حتى
نغدو قوما
مؤتلفينا
-
حوارات من اجل العراق
ثلاثية الحقوق الشرعية والزهد والمؤتمن
الدكتور طالب الرمَّاحي
في حديث للمرحوم العلامة السيد عبد الزهرة الخطيب - رحمه الله – نقل له أحد الفضلاء أنه في النصف الأول من القرن الماضي وفي إحدى الليالي ، زار أحد المراجع الكبار في النجف الأشرف، فوجده دون عشاء في تلك الليلة ، ولمَّا سأله عن السبب قال له ذلك العالم الجليل : لا أملك ما أشتري به طعام الليلة .. ثم بادر: ألا تعلم محسنا يهدي للعلويات ثمن طعام الليلة فقد يبيتن بلا عشاء .... واضاف المتحدث أنه كان الى جنب ذلك العالم الجليل ( قاصة ) مليئة بالحقوق الشرعية لكنه ما كان ليجرء على أخذ شيء منها خشية وخوفا من الله حتى وإن كان المبلغ شيئا يسيرا يسد به رمقه ورمق بناته العلويات .. وكان العلامة الكبير والفيلسوف الإمام الشهير السيد محمد حسين الطباطبائي ، يرفض وحتى آخر يوم من حياته أن يأكل من سهم الإمام أو الحقوق الشرعية ، فكان يعيش على ما كان يكسبه من أرضه الزراعية في تبريز ومن عوائد مؤلفاته وريع ما يطبعه ، يقول ولده : كنت أتمنى أن يقبل أبي مني شيئا من المال ، فأضع أحيانا بين يديه قبضة من الأوراق النقدية وأصر عليه أن يقبلها أو شيئا يسيرا منها ، فكان يرفض رفضا باتا .. لقد عاش رحمه الله كريما عزيز النفس لم يذله المال حتى كان يقول : لو أعمل بيدي وأحصل على ثلاثة (تومانات) في اليوم أحب ألي من أن اطرق بيوت الآخرين مادَّاً إليهم يدي لحاجة ، بحيث أكون رهينا لأحد ... فعاش رحمه الله رفيع الهمة صادق المروءة أنفا غيور - وقدر المرء على قدر همته وصدقه .. وقدر مروءته وشجاعته على قدر أنفته - وعفته على قدر غيرته ... أما الشهيد الصدر (رض) فقد أبى أن يشتري دارا ، وحين يُعرض عليه ذلك من قبل أحد التجار المؤمنين ، كان يرفض دائما ثم يقول : إذا وهبتموني دارا فسوف أجعلها مدرسة للطلبة .. وكان رحمه الله يدرِّس طلبته في ( مقبرة آل ياسين ) في حرِّ الصيف ولم يكن هناك ( مبردة ) في المقبرة .. ولم يكن يملك مثلها في بيته ، وكان يتحرج من صرف الحقوق الشرعية على نفسه فيعاني الحرمان وشضف العيش ولا يمد يديه الى ما لايملك .. وما كان الشهيد الصدر يعيش حالة الزهد إلا لأنه يؤمن أن من أولويات وواجبات (عالم الدين) أن يعيش بالشكل الذي يكون معه انموذجا يُحتذى به في الوسط الإجتماعي الذي يعيش أغلب أبنائه العوز والحرمان ... وثمة مثل للزهد والأمانة والإعراض عن الدنيا .. إنه الإمام الخميني ( رحمه الله ) فقد كان في وسعه أن يمتلك القصور الفارهة وأمثالها من مغريات هذه الدنيا الفانية ، وقد أصبح قائدا لأكبر ثورة في تاريخنا المعاصر ، لكن نظرته الثاقبة للدنيا وعمق تفكيره في الحياة جعله من الزاهدين ، حتى أنه رفض أن يسكن في قصر شامخ من قصور الشاه وفضل أن يبق في حسينية متواضعة ، يأكل ما يأكل الناس ويتصرف كأنه أحد منهم ، حتى وافته المنية ، وبوصية منه ، طلب ولده المرحوم السيد ( أحمد ) من الشعب الإيراني أن لآ يودع أحد في حسابات الإمام شيئا من الحقوق بعد موته.
أما إمام الزاهدين الإمام علي عليه السلام فقد رسم لنا لوحة رائعة للزهد والزاهدين ، رسمها لعلماء أمته وأولى بهم أن يتحلوا ولو ببعض زهده ويتقمصوا بعض أخلاقه ، فيقول سلام الله عليه : ( ألا وأن إمامكم قد اكتفى من الدنيا بطمريه ، ومن طمعها بقرصيه ... ثم يقول : فو الله ما كنزت من دنياكم تبراً ، ولا أدخرت من غنائمها وفرا ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا ، ولا حزت من ارضها شبرا ) .. هكذا يكون إمام المسلمين أو بعض هكذا إذا أراد أن يدَّعى الإمامة أو يتصدى مسؤولية الأمة ، فهل اعتبرنا بقول سيدنا ، وهل أخذنا من حياته ما يفيدنا في آخرتنا أم أنا في زمن ( المعروف فيه ما عرفناه والمنكر ما أنكرناه ) فاعتبرنا مايصل إلينا من أموال الله ملكاً لنا وغنيمة اغتنمناها على حق ابتدعناه وفصلناه على مقاس اطماعنا وشهواتنا ، وذريعة تسلحنا بها لصد الناس عن طلب حقها .. فكثرت الشقق الفاخرة والسيارات الفارهة ، .. وهذا أمير المؤمنين نعود إليه لنرى ماذا قال لقاضيه حينما بلغه أنه اشترى دارا بثمانين ديناراً: ( انظر يا شريح لاتكن ابتعت هذه الدار من غير مالك ، أو نقدَّت الثمن من غير حلالك ، فإذا أنت قد خسرت دار الدنيا ودار الآخرة) .. وأي خسارة تلك التي أشار إليها أمير المؤمنين ، إنها والله خسارة كبيرة لا تعادلها أموال قارون أو ملك الرشيد هارون ...
الإسلام دين الرحمة والكرم ، وقد أقر جوانب الترف المقنن ، والمعقول وهو الى ذلك لم ينه الناس عن التمتع بالحياة ( قل من حرَّم زينة الله ) ، وعلماء الأمة ومتصديها هم أفراد من هذه الأمة لم يميزهم عن باقي المسلمين ، ولم يمنحهم امتيزات إضافية ، وإذا ما توفرت فرصة في أن يكون خازنا على أموالهم ، فلايعني ذلك أن له حرية البذخ والتصرف غير المشروع على نفسه والأقربين ولا حتى إقامة المشاريع التي تستنزف أموال الأمة بلا مشورة من أصحاب الرأي ، حيث يكون مقياس إقامة المشروع الإجتهاد الشخصي أو المصلحة الذاتية ، كما فعل البعض في إقامة مشاريع عملاقة لم تنفع الإسلام ولا المسلمين ، بل لتكون ( ممالك صغيرة ) يشبعون فيها غرائزهم في الظهور بمظاهر دنيوية مقيتة أو يجعلون منها مصائد للتجَّار والمتبرعين وأصحاب الخير، لتزداد أموالهم وماهي في الواقع بإموالهم..
الإسلام لم يترك العالم أو المتصدي بلا حقٍ يقيم فيها أوده فهو من العاملين عليها ، وقد بين ذلك الحق ، ورسم لنا حدوده الإمام علي عليه السلام حين قال لبعض عماله : ( إن لك في هذه الصدقة نصيبا مفرضا ، وحقا معلوما ، وشركاء أهل مسكنة ، وضعفاء ذوي فاقة ، وإنا موفوك حقك ، فوفهم حقوقهم ، وإلا تفعل فإنك من أكثر الناس خصوما يوم القيامة ) ... إذن هذه الأموال هي أموال ذوي الفاقة وأهل المسكنة والضعفاء وهي باختصار شديد أموال الناس ، وليس للوصي عليها ومن أتيحت له فرصة الحيازة ، أن يتصرف بها وبشكل تمليه عليه غرائزه ونوازعه النفسية ، بل ليس له أكثر من ( نصيب مفروض ) لا يحدده هو وإنما يفرضه الإمام في وجوده أو الأمة في غيابه ، من خلال لجان تعمل الأمة على اختيارها من الفضلاء والمؤتمنين وأصحاب الدين والضمير ، .. وقد عمل بذلك الشهيد الصدر الأول( رض ) ، عندما منع وكلائه من قبول أي هدية من أحد ، أو التصرف بالأموال العامة دون مشورة منه ، فكان وكلاؤه على قصر المدة التي عملوا فيها في العراق لهم أثرهم الواضح في المحيط الذي عملوا فيه ، وكان أحدهم انموذجا لعالم الدين الحريص على مصلحة العقيدة والأموال العامة ، والحريص على عاقبته وحسن سمعته ، وكان نتيجة لذلك أن أصبحت لوكلاء الصدر شعبية ومحبة وموقعا متميزا بين الناس.
إن التصرف بأموال الله وهي حق الفقراء والمحرومين ذنب لا يعادله ذنب بل هي ظلم صريح وتجاوز على حقوق الآخرين، وأي جريرة تعادل أكل السحت والحرام .. وقد حذر امير المؤمنين من هذه الجريمة عندما خاطب أحد أولئك الذين يقضمون أموال الله قضما دون حق مشروع : (كيف تسيغ شرابا وطعاما ، وأنت تعلم أنك تأكل حراما وتشرب حراما وتبتاع الإماء وتنكح النساء ، من أموال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين؟؟) ... وهكذا ينهى الإمام سلام الله عليه عن التصرف بأموال العامة فهو من مظاهر الكسب غير المشروع من قبل رجال الدين ، وخاصة أولئك الذين يتطاولون على أموال الله وحقوق الفقراء والمساكين .. بل أن الإمام عليه السلام من خلال مقولته التي تعكس مظاهر الزهد والعرض عن الدنيا ومغرياتها ، يريد أن يدلنا على الطبيعة التي يجب أن تكون عليها الشخصية العلمائية ، فهذه الشخصية ترتكز على أسس دينية ، فارتداء جبة الإسلام واعتبار المرء نفسه من أهل العلم والخوض في غمار العقيدة وطرح النفس في عالم الوعظ والنصيحة ، كل ذلك يعني أن المرء قد اختار طريق الآخرة والزهد في الدنيا ، كما أن ذلك لا يعني ( التصوف ) بمعناها المتعارف وأنما أن يرجح العالم جلَّ اهتمامه وعنايته في الآخرة ويميل إليها عن الدنيا ، فأما أن يسلك هذا الدرب ، أما أن يتعامل مع العقيدة تعاملأ تجاريا ويجعلها وسيلة من وسائل الكسب وجسراً يعبر من خلاله للدنيا ، ويرتدي العباءة الإسلامية طمعا فيها ، فإن ذلك شكل من أشكال النفاق والجشع ، وأولى بمثل هؤلاء أن يرأفوا بحالهم وحال الأمة ، وأن يفتشوا عن طريق أخرى للثراء من خلال التجارة والأعمال المربحة التي اجازها الله لعباده ... فعالم الدين من جنود الله يحارب به الشرك والطمع والجشع وسفينته في كل ذلك (الدين) ، والدين لا يهتم بكثرة العقارات وبناء ( الممالك الصغيرة ) أو الترف وملاحقة التجار في مواسم الحج والعمرة ، وأنما يدعو أهله للزهد والاكتفاء بلقمة الحلال ... إذن هنالك فرق كبير بين أن يكون المرء داعية ومصلحا إسلاميا وبين أن يكون إنسانا من العامة ، فثمة مسؤلية خاصة وواجبات محدودة وأسس معينة يستوجب على الأول أن يعمل بها وأن لا يتجاوز حدودها ويتسلح بكفاءة مرضية ، تؤهله لأن يكون رمزا إسلاميا ، وعالما ربانيا دون غيره من الناس ، وبخلاف ذلك لايكون ثمة فرق بينه وبين تجار المكاتب ، وموظفي الدوائر الرسمية ، بل يصبح عالة على الأمة الإسلامية وظاهرة سلبية تهد من أركانها ، وتخلف نتائج خطيرة من خلال ارتباك علاقة الإنسان بالشريعة ، واتخاذها وسيلة لتحقيق أهدافه المادية أو الإجتماعية أو الدنيوية ....
إن أمر التحكم بأموال العامة من قبل البعض ، لهو ظاهرة خطيرة تعاني منها الأمة وقد انتبه لهذه الظاهرة الكثير من العلماء والمفكرين المخلصين ، فحاول البعض أن يجد لها حلولا ناجعة تصلح أمرها وتقلل من معاناتها ، وخاصة بعد التمادي الكبير والتجاوزات المستمرة الخطيرة من قبل البعض ، فعمدوا الى وضع أطروحات مختلفة لمعاجة هذا الأمر الذي يشكل عمودا فقريا في تطور الأمة أو تخلفها ، وانتشال الأموال العظيمة التي يستحوذ عليها نفر قليل وتسليمها الى اياد امينة من خلال تشكيل هياكل ولجان اقتصادية شرعية ، وكان من أبرز تلك الطروحات مشروع ( المرجعية الرشيدة ) التي كتب عنها الشهيد الأول محمد باقر الصدر رضوان الله عليه ومشروع ( المرجعية الشاملة ) للعلامة السيد فضل اللة ، وكلا المشروعين يعالجان الجانب الإقتصادي وما يتعلق بالأموال العامة معالجة موضوعية يخرجها من التصرف والإجتهاد الشخصي الى تصرف الأمة ، من خلال تشكيل لجان مسؤولة تؤمِّن صرف الحقوق والأموال العامة في مواضعها الشرعية الصحيحة ، وثمة اقتراحات اختصت بالجوانب المالية ، كتشكيل مجلس من بعض العلماء يشرف على الأموال العامة ، من العلماء الذين تحمسوا لمثل هذا لمشروع العلامة السيد عبد الله الغريفي إلا أن هذا المشروع لاقى معارضة شديدة من قبل الوكلاء الذين كانت أو ما زالت لهم وصاية على أموال المسلمين من الحقوق والصدقات وغيرها .
إن العبث في الحقوق الشرعية من قبل البعض ، واعتبار تلك الأموال وكأنها أموال خاصة ، وصرفها في مخارج أغلبها شخصي وذاتي لا يمت الى المصلحة الإسلامية فلا تصل الى مستحقيها الشرعيين من المحرومين والفقراء أو المشروعات التي تفيد الأمة حاضرا ومستقبلاً، أو رميها في مشاريع تنبع الرغبة في إنشائها من المصالح الذاتية والمنافع الشخصية ، لهي أمور في غاية الأهمية والخطورة في هذه المرحلة التي تواجهها أمتنا الإسلامية وشعبنا العراقي المظلوم الذي يدَّعي الإنتساب إليه أغلب المتحكمين بتلك ألأموال الله ، والذي يعيش حالة مزرية الفقر والعوز ...
وأنا أدعوا مثقفي الأمة وعلمائها الأعلام الذين يدركون أكثر من غيرهم خطورة هذا الأمر أن يتحركوا بكل قوة ، لإيجاد صيغة عصرية تنسجم والتحول الكبير الذي حصل في العراق ، فمن غير المعقول أن يكون التحكم بأموال الطائفة وهي أموال كبيرة بوحي من اجتهاد شخصي أو نزعات فردية تحكمها في الغالب أهواء ورغبات ، لابد من نقل هذه المسؤولية الخطيرة الى الأمة ومحاولة الضغط على أصحاب العلاقة من أجل تشكيل لجان وهيئات يكون فيها الرأي الجماعي هو الحاكم ، وخاصة أن الحاجة أصبحت ملحة للتفكير في مستقبل الطائفة بشكل جدي ومعاصر للإرتقاء بها الى المستوى الذي بلغته الأمم والطوائف الأخرى ، والأهم في الأمر أن أغلب الذين يمتلكون قرار التصرف في أموال الطائفة لديهم صلاحيات مفتوحة لا حدود لها في الصرف والتحكم بأموال الفقراء والمساكين وبالصدقات والخيرات ، وليس ثمة ضوابط معينة أو تعليمات ما تدعوهم عند الصرف الرجوع إلى المرجعية الدينية أو أي طرف شرعي آخر في الأمة ، وهذا أمر في غاية الغرابة ، إذ أن الطوائف في كل العالم لها مجالس اقتصادية ولجان حسابات وهيئات مراقبة تشرف على الصرف في المشاريع الإنسانية والثقافية وغيرها وتمنع أي تجاوز أو اختلاس من الجماعات أو الأفراد ، لكن ذلك وللأسف غير موجود لدى المرجعية ، بل أن الكثير من الوكلاء لايمتلكون عقولا متنورة وليس لديهم أي تصور لما يحصل حولهم ، ومازالت تحكمهم أطر عقلية متخلفة ومتحجرة ، حتى أن أحدهم ( وهو من وكلاء المرجعية في أوربا ) قدمت له رسالة لدعم ( إقامة مؤتمر ومعرض للمقابر الجماعية في لندن ) يهدف الى إيصال مظلومية الطائفة للعالم وإخراجها من قمقم العراق ، وفضح جرائم النظام البعثي السابق بحق الطائفة أمام المجتمع البريطاني ، فتعامل هذا الوكيل مع الفكرة بازدراء ، ودفعا للإحراج كتب صكا بمبلغ تافه ودفعه لمن يتصدى للمشروع قائلا ً : ياحبذا لو تصرف هذا المبلغ على الجياع في العراق !!! طبعا ، رفض الساعي في المشروع المبلغ ، وحاول أن يفهمه أهمية ذلك العمل ، فوجده جاهلا تماما بما يحيط بمثل هذه الأعمال وأهميتها في هذا العصر ففضل الإنسحاب وعدم ضياع الوقت ..........* للحديث بقية
-
حوارات من اجل العراق
هكذا يُبنى العراق..!
د.مراد الصوادقي
كلما تساءلت كيف يُبنى العراق تتقافز على السطور طوابير تساؤلات وحشود أفكار فأتأملها وأمسك عن الكتابة. وفي هذا الصباح نهض ذات السؤال أمامي وكأنه يطاردني فقررت أن أكتب لكي أتخلص منه وأحقق رغبته. وقد كنت مترددا طويلا في الكتابة لأن السؤال يثير أسئلة أكثر من أجوبة ومن الأسئلة التي تكومت على السطور.
لماذا لا يبني العراقي العراق؟
لماذا يتم الاستعانة بالشركات الأجنبية؟
لماذا يتم عزل الكوادر العراقية والخبرات المتنوعة عن القيام بدورها؟
لماذا يستهان بالخبرات العراقية؟
ولماذا يتم تهميشها وتحويلها إلى توابع معطلة؟
لماذا لا تقود الكوادر العراقية حملة الإعمال؟
لماذا لا يتم تأسيس الشركات العراقية التي تأخذ على عاتقها رسم المشاريع وتنفيذها؟
لماذا لا يتم بناء معامل للطابوق والجص والإسمنت؟
لماذا ننكر دور ابن العراق في بناء العراق؟
لماذا لا نفهم شخصية العراقي ونتعامل معه وفقا لحاجاتها ومقتضيات التعبير عنها؟
لماذا نتهم العراقي بما ليس فيه؟
لماذا أزمة البناء قائمة في العراق منذ أن وعينا وخطونا على أرضه وما من حل لها؟
لماذا أزمة سكن دائمة في كل أرجاء العراق؟
ولماذا نساهم في تعطيل العراقي وتحويله إلى وجود معوق يعاني من البطالة وأوجاع العوز والحرمان ونخرجه من طوره ونبدد طاقاته في ما لا يفيد أحد؟
لماذا ولماذا..؟؟!
ويمكنك أخي القارئ أن تضيف مئات الأسئلة التي حاولت أن أستوقف سيلها المتواتر وأن أطرح سؤالي وأحاول الإجابة عليه. وسؤالي كيف نبني العراق؟
على كل منا أن يطرح هذا السؤال على نفسه وأن يجد ويجتهد في اصطياد فكرة يمكنها أن تساهم في توفير صيغة عملية مناسبة وممكنة للبناء وتحقيق الحياة بدلا من السعي في دروب الموت والدمار والضياع.
كيف نبني العراق؟
سؤال مشروع ومن واجب العراقي ومن حقه أن يطرحه ويجتهد في الجواب.
نعم انه سؤال حار وجاد ويطرح نفسه علينا. ولندلي بأفكارنا ومن خلال تفاعل الأفكار سنكتشف الطريق الأمثل لتحقيق البناء والتقدم برغم كل المحن والمعضلات والمعوقات...
ترى هل هكذا يُبنى العراق؟
إن في كل مدينة عراقية هناك من الكوادر الهندسية ما يكفي لبنائها وتطويرها وتنفيذ مشاريعها المفيدة والمهمة. وفيها من الخبرات الأخرى ما يشكل فريق عمل متكامل ومبدع في البناء والإعمار. أي أن في المدينة العراقية خبرات علمية وميدانية تحقق أحلام المدينة وطموحات أهلها. هذه الكوادر العلمية والهندسية والمهنية يمكنها أن تشكل مؤسسة لبناء وإعمار المدينة بعقول أبنائها وخططهم وأذرعهم وجهودهم المختلفة. هذه المؤسسات المولودة في مدنها يمكنها أن تصنع تشكيلاتها وتبني هياكلها لكي تحقق عملية البناء. وتستطيع أن تنشئ دائرة لتخطيط مشاريع المدينة وتنفيذها وأن تؤسس فرق عمل ودوائر تعني بالتوظيف وجلب المواد الأولية وما إلى غير ذلك. وتكون مرتبطة بمجالس ممثلي تلك المدينة وتلبي حاجات المدينة في تحقيق مشاريعها العمرانية والخدمية والسكنية وكل مرافق الحياة الحرة الكريمة في المدينة.وأن تتوفر الموارد المالية لتغطية مشاريعها من قبل الدولة.
هذا التوجه الذي عنوانه "ابن المدينة يبني مدينته" بإبداعه وجهده ويرسم خصوصية مدينته ويجعلها واضحة ومعبرة عن تأريخها ودورها في الحياة العراقية, هو وسيلة حضارية لتفجير الطاقات واستثمارها بما يحقق الفائدة العامة ويرضي حاجات الزهو والافتخار العراقي.
نعم ابن المدينة يبني مدينته!
ترى لماذا يكون ذلك مفيدا؟
أولا: أن العراقي لا يهدم ما يبنيه بيديه, لكنه يهدم ما تبنيه الحكومة وغيرها وهو في خصام دفين مع الحكومة منذ تأسيس دولة العراق. فعندما يبني هو مدينته يشعر بالفخر والقوة والاعتزاز بما قام به وشيده وسيحرص عليه أشد الحرص
ثانيا: هذا الدور في البناء والإعمار يعطي شعورا بالسيطرة والأمان والقدرة على الفعل وتحقيق ما يريد, وسيطلق الطاقات العراقية الهائلة ويستثمرها لما هو خير للجميع.
ثالثا: بهذا الأسلوب سيتم القضاء على نسبة عالية من البطالة وسيتحقق الانتعاش الاقتصادي والشعور بالزهو والبهاء.
رابعا: سيتحقق التفاعل الجمعي لأبناء المدينة الواحدة وستكون كالنسيج المتماسك الذي يحرس جمالها وعمرانها وكل ما تم بناءه فيها.
خامسا: عندما ينشغل أبناء المدينة بالبناء والجد والاجتهاد, ستنحسر الاضطرابات ويتحقق الأمن والأمان لأنه من أجل مصلحة المدينة.
سادسا: ستتحول المدينة إلى خلية نحل وسيتحقق فيها النشاط الاقتصادي على مختلف المستويات وسيشعر أبناؤها بالسعادة والقدرة على التعبير الأمثل عن طاقاتهم ويتلاحموا من أجل إظهار مدينتهم بصورتها الثقافية والتراثية والسياحية والدينية وغيرها من الخصائص التي تمتاز بها كل مدينة عراقية.
سابعا: ستتحقق خطوة مهمة في القضاء على الفقر وتوفير مشاريع سكنية لا ئقة لأبناء المدينة المحتاجين وسيكون هناك تكافلا اجتماعيا واقتصاديا رائعا
ثامنا: سيتولد لدى أبناء المدينة رغبة في التبرع من أجل بناء مدينتهم وتخليد دورهم في صيرورتها ونمائها وسترى العديد يتبرع لبناء ما هو مفيد لأبناء المدينة كالمكتبة والمستوصف وغير ذلك من حاجات المدينة.
تاسعا: ستبتعد الحكومة عن دورها المتعارف عليه منذ تأسيس دولة العراق, وستحقق المدينة خصوصيتها ودورها في الحياة العراقية العامة وعلى مختلف المستويات مثلما يحصل في كل مدن الأرض.
عاشرا: سيتولد الحب الصادق الجاد للمدينة من قبل أبنائها وسيعبر كل منهم عن وطنيته بالجد والاجتهاد من أجل خير المدينة وأجيالها اللاحقة. أي أن ابن المدينة سيمارس وطنيته ويتحسس حرارتها وطعمها.
حادي عشر: بالبناء يتم التخلص من الأفكار السلبية واليأس الذي يسببه التخريب المتواصل والتهديد الدائم لما هو قائم من عمران.
ثاني عشر: إن البناء يعني القوة والاقتدار مما يدفع إلى طرد كل ما لا يرغب به أهل المدينة وما لا يتفق وإرادتها ومعاييرها الاجتماعية والأخلاقية.
والواقع أن مدن الأرض يتم تشيدها بجهد أبنائها وعرقهم وإبداعهم وكل مدينة فيها من أهلها وقاطنيها من يحقق حاجاتها من مدارس ونوادي رياضية ومكتبات وأسواق وعمران. والحكومات تستجيب لطلب أبناء المدينة وتساند مشاريعهم وفقا لما هو مخصص في الميزانية.
بهذا الأسلوب يمكن للعراقي أن يبني بلدا حضاريا متطورا ومنتعشا اقتصاديا وثقافيا. وهذا الأسلوب يتناسب مع الشخصية العراقية ويحقق كل حاجاتها ويطلق طاقاتها. فليتم الاجتهاد بالبناء وتحقيق ما هو مفيد للجميع بعيدا عن كل ما هو قائم وما هو متحرك فالظروف تتغير ولا يمكن للأشياء أن تبقى على حالها.
الذي يبقى هو العراق
الذي يبقى هو المدينة العراقية التي يتوارثها الأجيال.
وليعتز أبناء المدن بمدنهم أيما اعتزاز. فهذا وربي هو التقدم والتطور الحضاري.
فحي على البناء...
وليشمر أبناء المدن العراقية عن سواعدهم ويهموا بالبناء والعمران وأن يمنحوا مدنهم طاقاتهم وخصائصهم الإبداعية. وبقوة المدن يقوى العراق وبتطورها يتطور ويزدهر. وهذه هي أبجديات التطور والتحقق الحضاري التي جهلناها على مدى قرن من الزمان الصعب. فهيا إلى البناء وتوفير مواده الأولية وكل مستلزماته بهذه الأموال النفطية ومن غير تبريرات وأعذار وتفسيرات وتحليلات. ودعونا من نظريات الجهل والخراب التي أكلت الأخضر واليابس.
مدينة بأهلها تتعمر
هيا إلى سواعد تتآزر
شيدوا بها ما ترغبوا وتبتغوا
إعلوا بها بجهودكم وتفكروا
لا تيأسوا, لا تندموا وتكاتفوا
بعطائكم وبديعكم تتناصروا
مدينة العراق يبني عزّها
أبناؤها وبعزمهم يتفاخروا
إمضوا بها ياإخوتي نحو المدى
لا تركعوا لخرابها وتجابروا
إن الخراب داؤها المتفاقم
دواؤه أن تنهضوا وتكابروا
يؤذي الخراب نفوس أمة
يردي الجميع إن مضى فيتأخروا
إبنوا العراق مدينة بمدينة
مجد العراق عن قريب تظفروا
-
حوارات من اجل العراق
العلماء والسياسيون فى مصر يؤكدون فى استطلاع جديد للرأى : حكومة الجعفرى للعراق كانت وبالاً على الشعب العراقى
(أمنياً ، اقتصادياً ، سياسياً ، اجتماعياً)
كتابات - وحدة قياس الرأى العام بمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة
الشيخ جمال قطب : حكومة الجعفرى نفسها عنوان الأزمة فى الملف العراقى فهى مدفوعة من الأطراف الشيعية الموالية لإيران 0
د. محمد عبد المنعم البرى : هناك رفض عام لحكومة الجعفرى ، حتى الأكراد رفضوه طيلة أشهر لقاءات ومفاوضات متعددة إعادة الجعفرى إلى الحكومة لتلكؤهم فى تحقيق مطالبهم فى كركوك والاستقلال .
د. عبد الرحمن العدوى : حكومة الجعفرى كانت ضربة لاستقرار العراق ووحدته وتأكيد بأن العملية السياسية لا معنى لها مادامت لم تؤد إلى مصالحة وطنية .
د. عبد الصبور شاهين : فى ظل حكومة الجعفرى هناك تعطيل تام لأحكام قانون الأحوال الشخصية ، واستبداد وتحيز فى تعذيب المعتقلين .
د. عبد العظيم المطعنى : لقد قصرت حكومة الجعفرى المناصب الوزارية وحصرت تعيين الوكلاء والسفراء وكافة المناصب الهامة على الأقارب والأصدقاء والرفاق خاصة من أصحاب الولاء للحرس الثورى الإيرانى .
لواء فؤاد علام : لقد ساهمت حكومة الجعفرى بشكل شبه كلى فى نشوب بوادر حرب أهلية فى العراق لا يدفع ثمنها سوى المواطن العراقى .
لواء طلعت مسلم : حكومة الجعفرى هى المسئولة عن القتل والتدمير والانفلات الأمنى ، وسوء استخدام السلطة ، حتى الاسماء المطروحة خلاف الجعفرى لا نثق بها 0
لواء صلاح الدين سليم : من أشد خطايا هذه الحكومة العمل على سقوط العراق فى مستنقع البنك الإيرانى .
أحمد بهاء شعبان : المحصلة النهائية لحكومة الجعفرى تساوى صفر .
بدر الدين أدهم : يتعرض الأطباء والمثقفون والأكاديميون فى عهد حكومة الجعفرى إلى حملة من الاغتيالات المدروسة لتصفية العراق وتدميرها ، ولا يعمل بها الآن سوى ألفى طبيب .
تحقيق واستطلاع رأى أعدته
وحدة قياس الرأى العام فى مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة بإشراف :
أميرة حمدى
*******
يعترف الكثيرون أن إبراهيم الجعفرى كان بارعاً فى التنظير للاستراتيجيات السياسية لكنه لم يثبت مهارة مميزة فى الواقع وهذا ما احتاجه العراق فى الوقت الراهن ، كما أنه خلق خصوماً كثيرين مما أدى إلى فشله سواء لأسباب شخصية أو لما يمثله لذا فقد فشل الرجل فى مهمته على كافة الأصعدة ولم يحظ بأى إجماع من أحد سوى كتلتين فقط .
حكومة الجعفرى 00 عنوان الأزمة
فى البداية يقول الشيخ جمال قطب وكيل الأزهر الشريف : لقد كانت ومازالت الطائفية هى السمة الغالبة على حكومة الجعفرى وبذلك أصبحت هذه الحكومة عنوان الأزمة فى الملف العراقى فهى مدفوعة من الأطراف الشيعية الموالية للجانب الإيرانى ، وقد فتحت البلاد للمخابرات الإيرانية التى أصبحت عنصراً مؤثراً فى عمل وزارات الداخلية والدفاع والنفط والعدل أى الوزارات الأربع المؤثرة فى البلاد .
لقد أعادت الأطراف الشيعية ترشح الجعفرى لرئاسة الحكومة الجديدة وبهذه الخطوة يعود الملف العراقى الى نقطة الصفر ، حيث اشتعال الملف الأمنى بوجهيه من حملات الاحتلال وقوات الحكومة الشيعية الأصل ضد المدن والأقضية السنية من جانب ، وعمليات التفجير والاغتيالات والتصفية التى لا يُعرف منفذوها فى أحيان كثيرة إضافة إلى تردى الوضع الاقتصادى والاجتماعى الذى يثقل كاهن المواطن العراقى ، بالإضافة إلى أن هذه الأوضاع جعلت السنة يتحركون الآن من منطق الطائفية المستهدفة خاصة بعد الاعتقالات الممنهجة التى تخفت وراء اعتقالات رموزهم وعلمائهم وقياداتهم وأئمة مساجدهم وهذا الذى جعل المقاومة المناهضة للاحتلال بل والمناهضة لحكومة الجعفرى من السنة .
ويضيف د. محمد عبد المنعم البرى رئيس جبهة علماء الأزهر الأسبق أن الجميع قد لاحظ فى الفترات الأخيرة أن أمريكا قد حملت حكومة الجعفرى مؤخراً مسئولية الإنفلات الأمنى والمقاومة ، وأصبحت الفجوة كبيرة بين أجندة أمريكا ومطالبهما والتزامات الجعفرى للجانب الإيرانى وأصبح التوتر بين الجانب الأمريكى والجعفرى لتفضيل الثانى للجانب الإيرانى .
ويضيف : كما أن الأكراد رفضوا طيلة أشهر ولقاءات ومفاوضات متعددة إعادة الجعفرى إلى الحكومة ، وظهر غضبهم بشدة نظراً لتلكؤ حكومة الجعفرى فى الاستجابة لمطالبهم فى "كركوك" والاستقلال ، لذا هددوا بالإنضمام الى التحالف المقابل ، وقد أكد جلال طالبانى عقب إقرار الإئتلاف الشيعى إعادة ترشيح الجعفرى ان استبعاد قائمة علاوى من الحكومة القادمة خط أحمر وكل هذه التطورات تؤكد أن حكومة الجعفرى كانت سيئة وأن البديل هو حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطياف السياسية .
انهيار الخدمات
ويؤكد د. عبد الرحمن العدوى الأستاذ بجامعة الأزهر ان حكومة الجعفرى على مدار فترة توليها الماضية كانت حكومة أزمة واستمرارها لأربع سنوات جديدة بذات الميكانيزم يمثل ضربة لاستقرار العراق ووحدته وتأكيداً بأن العملية السياسية لا معنى لها مادامت لم تؤد إلى مصالحة وطنية ووفاق يرجح مصلحة العراق وشعبه على مصلحة الطوائف وأجندتها المتناقضة وارتهانها لجهات خارجية .
وعلى المستوى الاجتماعى فقد عانى الشعب العراقى من السياسات المتخبطة التى أدت إلى سوء أحواله ، وكان المحرك لهذه السياسات عامل الطائفية المقيت ولعل أبرز هذه السياسات الضالة والرامية إلى الأهداف والمصالح الشخصية والطائفية .
لقد عانى الشعب العراقى فى كل نواحى الحياة اليومية والخدمات وفى المقابل رفع أسعار البترول وزيادة تضخمه والمساعدة على نهب أمواله وتوزيع الرشاوى على علية القوم ، وعاش المواطن فى ظل حكومة الجعفرى حياة متقشفة غير آمنة كما كانت قبل سنوات قليلة ومع المعاناة فى الحصول على أقل المنتجات الغذائية ، وعدم وجود مواصلات ، انهيار البنية التحتية تسريح الجيش والموظفين ، وعدم وجود مرتبات وإدعاء الحكومة حمايتها لثروة البلاد من المياه من تقليل حصص المواطنين فيها ودعوة البيع على إقتصار استخدامها على مياه الشرب دون الطهى أو الاستحمام أو غيره .
أيضاً قد نُقلت مسئولية الخدمات التى تقدمها الحكومة إلى المواطن العراقى حيث أصبح لزاماً عليه نظافة الشوارع ، ونقل القمامة ، والمجارى ، وتوفير مولدات الكهرباء كلها خدمات معهودة إلى المواطنين أنفسهم بدلاً من الحكومة لتعويد الجماهير على خدمة أنفسهم ، كذلك هناك تعطيل شبه كامل لخدمة التليفونات الأرضية وإتلاف الكابلات الخاصة بها لتشجيع المواطنين على استخدام التليفونات المحمولة لأن بعض أطراف حكومة الجعفرى هى التى وقعت عقود شركات المحمول هناك وحصلت بالطبع على عمولات مجزية لذا فمن الواجب عليهم مجاملة أصحاب هذه الشركات .
تعطيل القانون وتعذيب المعتقلين
أما المفكر الإسلامى د. عبد الصبور شاهين فيقول : فى ظل الحكومة الجعفرى أصبح هناك تعطيل كامل لأحكام قانون الأحوال الشخصية ، وتأسيس محاكم شخصية مذهبية فى الوقت الذى يوجد فيه 4 مليون عائلة عراقية مختلطة ناتجة عن زواج أطراف سنية من شيعية ونتج عنهم جيل كامل مختلط لا يمكن تحديد مذهب أى منهم .
ويضيف : كما برزت حكومة الجعفرى وأكدت إنفرادها وتميزها فى تعذيب المعتقلين فى السجون العراقية ، وزيادة هذه السجون دون اعتبار لعلماء أو نساء أو شيوخ أو أطفال ، الشىء الهام هو الإدلاء بالمعلومات والحصول عليها من المعذبين وضمان الولاء والخضوع والسكوت فقط ، وقد رأينا مدى الصمت على التعذيب والاعتقال ولعل " سجن أبو غريب " ليس بعيد عنا .
ويضيف : لقد استولت الحكومة الجعفرية على نحو 60 قصراً من قصور صدام ، وقد اتخذ مثلاً أحد الوزراء من طابقاً كاملاً مكتباً له.
ووزير آخر اتخذ من قصر "الجادرية" والذى كانت تسكنه حلا بنت الرئيس صدام حسين سكناً له ،كذلك أستولى وزراء حكومة الجعفرى على مقرات المنشآت الحكومية و المطابع والمعامل وغيرها من الممتلكات العامة وإستخدموها فى الأغراض الشخصية والحزبيةِ، ِِِبالإضافة الى بذل جهود مكثفة للتعاون مع المحتل من أجل القضاء على كل ما هو عربى وإسلامى فى العراق ومحاولة أمركتها ، كما عمل الجعفرى على القضاء على الموروث الثقافى العربى وتعميق الخلاف والتقسيم الطائفى وتفكيك النسيج الاجتماعى العراقى بكل الوسائل الممكنة .
أما د. عبد العظيم المطعنى الأستاذ بجامعة الأزهر فأكد أن من مساوىء حكومة الجعفرى "قصر المناصب الوزارية وقصر تعيين الوكلاء والسفراء والمستشارين وكافة المناصب الهامة من الأقارب والأصدقاء والرفاق خاصة من أصحاب الولاء والمدربين على يد الحرس الثورى الإيرانى .
أيضاً إملاء القرارات والقوانين طبقاً لمبدأ الموالاة مثلما حدث فى سن قانون الانتخابات حيث يُصوت بأغلبية صوت واحد فى الجمعية الوطنية للانتخابات التى تضم 275 نائب لمجلس النواب حيث يتم بموجب القانون الجديد اعتبار كل محافظة دائرة مغلقة ويخصص لجميع المحافظات مجتمعة 230 مقعد ويجرى توزيع 40 مقعداً وهى المقاعد المتبقية لأن المفوضية العليا للانتخابات عجزت عن تفسير كيفية توزيعها .
حرب أهلية
ويقول الخبير الاستراتيجى اللواء فؤاد علام : أن حكومة الجعفرى قد ساهمت بشكل أساسى فى نشوب واستمرار ما يحدث فى العراق الآن من بوادر حرب أهلية لا يدفع ثمنها سوى المواطن العراقى ، ولعلنا ندرك مدى أهمية استقرار الوضع فى العراق بالنسبة لإيران التى طلبت بعد تفجير مسجد الإمامين الهادى والعسكرى على الفور من مقتدى الصدر الذى كان قد وصل إلى لبنان فى زيارة ليبقى فيها عشرة أيام العودة إلى العراق من أجل التشديد فى الحفاظ على وحدة المسلمين العراقيين ، فإيران لها هدف عسكرى واحد هو الحصول على السلاح النووى ، ونظرتها للعراق نظرة ابتزاز استراتيجى ضد أمريكا فالميليشيات الشيعية تستطيع أن تدمر الهدف الأمريكى أما إذا انفجر الوضع الطائفى فى وجه الأمريكيين فقدت إيران قدرتها على تهديد واشنطن بالورقة الشيعية .
ويرى الخبير الاستراتيجى طلعت مسلم أنه لا يمكن على الاطلاق ان تتمتع أى حكومة جديدة فى العراق بشعبية ، ويصعب استمرار الحكومة الحالية لأربع سنوات أخرى لأن الرافضين الآن لها مثلاً يرون ما أحدثته هذه الحكومة من قتل وتدمير وإنفلات أمنى وسوء استخدام للسلطة ، والحقيقة أن التقصير ليس حكراً على الجعفرى فقط ولكنه متكرر مع أسماء أخرى مطروحة أهمها أحمد الجلبى مرشح مقتدى الصدر الجديد ، وعادل عبد المهدى وغيرهم .
ويضيف : ومع الاعتراض الكامل على حكومة الجعفرى لما وصلت إليه البلاد بسببها من تردى وسوء وإنحطاط بفعل المصالح الوحصص والخطوط الحمراء الا ان إيجاد بديل للجعفرى مشكلة أيضاً ، ولا نعرف كيف ستتصرف أى حكومة أخرى فى مشكلات ومعضلات وضعتها حكومة الجعفرى مثل إبقاء وزارة الداخلية فى يد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهى الوزارة المتهمة على مدى الفترة الماضية بإرتكاب المجازر بحق السنة العرب وكانت نتيجة ان وضع عدنان الدليمى زعيم جبهة التوافق العراقى خطوط حمراء وأصر على منح حقيبتى الداخلية والدفاع إلى شخصيات لا ترتبط بالمؤسسة الشيعية الدينية وفى صرح المجلس الأعلى للثورة الإسلامية أنه لن يتخلى عن الحقائب الأمنية .
وفى هذا الشأن كان " جون بايس " رئيس مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى العراق أكد أنه قد قتل فى الأشهر الأخيرة 7 آلاف عراقى ، وقد حملت هذه الجثث علامات التعذيب حين أن يدها مربوطة خلف ظهرها وأطرافها مثقوبة بأسلاك كهربائية ، وان عمليات القتل قام بها أطراف شيعية لوزارة الداخلية التى يديرها " بيان جبر صولاج " وأكد أن الأمم المتحدة تملك وثائق وصور لجثث القتلى وأن مبنى استلام الجثث يصله شهرياً ما بين 700 و1000 شخص .
ويقول الخبير الاستراتيجى اللواء صلاح الدين سليم انه من أشد خطايا حكومة الجعفرى الأثمة هى العمل على سقوط العراق فى مستنقع الفلك الإيرانى ، وترك المعاناة للسنة فقط ، والحقيقة أن السنة قد أظهروا براعة فى مواجهة التحديات وفى هذا الوقت قام الأكراد بالاستفادة من الانقسام دون أن يتحملوا مسئولية لذا بعد عنهم غضب الأتراك وقام الأمريكيون بإعادة انتشار قواتهم خارج المدن لتخفيض أعداد ضحاياهم ، وحتى يمكن إعطاء الحرية للسنة والميليشيات الشيعية بتجميع قواتهم ومواجهة بعضهم بعضاً فى معارك ليلية وعمليات انتحارية ، ونتيجة لهذه المخططات ستكون هناك حرب أهلية من الدرجة الثانية مخطط لها بعناية ، أما السكان الذين يدفعون بالطبع ثمن هذه الحرب سيضطرون فى النهاية إلى الهجرة الى المناطق التى توفر لهم الحماية ولن يكون تقسيم العراق علينا لأن العراق سيقسمون أنفسهم تلقائياً .
ويقول مهندس أحمد بهاء شعبان عضو لجنة المقاطعة وحركة كفاية ان الكثيرين قد ادعوا حب العراق والحرص على مصلحته وهذا ما فعلته بقوة حكومة الجعفرى ، ولكن المحصلة النهائية لهذه الحكومة هى صفر ، فالوضع الاقتصادى منهار تماماً رغم امكانيات الدولة الكبرى ولكنه المصالح الشخصية والحصص والتقسيمات ، حيث من الخط الأحمر ان تحصل طائفة على امتياز دون أخرى ، فوزعت الامتيازات على النطاق الفردى دون أى اعتبار للدولة ، ولقد رأينا الارتفاع الكبير فى حجم البطالة عندما سرح الموظفون والجيش دون صرف مرتبات ، ووقعت العراق فى براثن الفقر والاحتياج – على مستوى الشعب فقط ، أما الكبار فيتقاسمون خيراتها .
أما على المستوى الاجتماعى فقد انهار هيكل الدولة وبنائها ، وأصبحت السرقة والنهب والانفلات الأمنى والقتل كل يوم فى الشوارع وتنذر هذه الأوضاع بالتأكيد إلى حرب أهلية شرسة قد تؤدى إلى خسائر فادحة فى النهاية .
ولا ننكر ما وصلت إليه العراق سياسياً حيث قادت إلى العصر الجاهلى وقت أن كان يحكمها النظام القبلى وليس نظام الدولة ومؤسساتها ، فالشيعة يحكمون ، والسنة تقاوم ، والأكراد يريدون الاستقلال ، وهكذا يدور الصراع ، وهنا تأتى فكرة انعقاد مؤتمر قومى لكل هذه الفصائل ولكنى لا أعتقد أنه سيفعل شيئاً لأن العراق قد انهارت بفعل حكومته الموالية للخارج، وكان بإمكان هذه الحكومة أن تجمع الفرقاء وتعمل على لم الشمل ولكنها المصالح التى تغلب كل شىء .
ويقول بدر الدين أدهم رئيس قسم الشئون السياسية بصحيفة الأخبار إن أسوأ ما فعلته حكومة الجعفرى كان على المستوى الثقافى حيث انهارت الهوية العربية تماماً ، وضاع الموروث الثقافى والحضارى لها ، وانهارت العملية التعليمية عندما استهدف روادها من قتل وتعذيب واعتقال ولقد رأينا أكبر الأسماء فى هذا المجال على قائمة المطلوبين للاعتقال والى الآن يتعرض الأطباء والمثقفون والأكاديميون لحملة من الاغتيالات المدروسة ، وقد ذكر أن ألفى طبيب فقط يعملون فى العراق ، وقد قتل الاحتلال منذ بدايته 300 طبيب وهاجر الكثيرون ، كما تجرى اغتيالات أساتذة الجامعات وبلغ عدد القتلى من بينهم 182 أستاذ ، ولعل أكثر استهداف للعلماء كان هؤلاء العاملون فى المنشآت العسكرية ، وبالفعل ظهرت الخطة المدروسة لتنفيذ عملية قتل العقول العراقية جسدياً ويتم التركيز الآن على الأطباء والأكاديميين لتفريغ العراق من كفاءاته أكثر وأكثر فالهدف الأساس هو تدمير البلد والسيطرة على الثروات فيها فقط من بترول ومصادر للطاقة وأنهار وأراض لبناء قواعد عسكرية عليها فقط لقد كانت حكومة الجعفرى وبالاً على الشعب العراقى والمطلوب إزاحتها فوراً .
-
حوارات من اجل العراق
البرفسور هاوارد زين اشهر مؤرخ امريكي : دروس حرب العراق تبدأ مع التأريخ الأمريكي
ترجمة / كهلان القيسي
في الذكرى الثالثة لكارثة الرّئيس بوش في العراق ، من المهم التفكير مليا في: ،لماذا خدعت هذه الإدارة الامريكية العديد من الناس بسهولة جدا في دعم الحرب؟ أعتقد ان هناك سببين، متعمّقين في ثقافتنا الوطنية. الاول هو غياب المنظور التأريخي. والآخر هو عدم قابلية التفكير خارج حدود القومية.
إذا كنا لا نعرف شيئا عن التأريخ، فاننا نصبح لحما جاهزا لآكلي لحومنا من السياسيين والمثقّفين والصحفيين الذين يجهّزون سكاكينهم الحادة لنا. ولكن إذا كنا على معرفة بسيطة بالتأريخ، وإذا عرفنا كم كذب علينا العديد من الرؤساء الامريكيين فلن نخدع مرة ثانية.
كذب الرّئيس بولك على الأمّة حول سبب شنه الحرب مع المكسيك في عام 1846. لم تكن المكسيك كما هي " لقد أراق الدمّ الأمريكي على التربة الأمريكية" لكن الذي اراده بولك،ومالكي العبيد من الأرستقراطين هو الاستيلاء على نصف المكسيك.
الرّئيس مكينلي كذب في عام 1898 حول سبب غزوه لكوبا، حيث قال " أردنا تحرير الكوبيين من السيطرة الإسبانية، لكنه في الحقيقة أراد إخراج إسبانيا من كوبا لكي تكون الجزيرة مفتوحة إلى الفاكهة والشركات الأمريكية الأخرى. وكذب بشأن اسباب حربنا في الفلبين ايضا حيث ادّعى" أردنا تحضير" الفلبينيين فقط،" بينما السبب الحقيقي، كان يريد أن يمتلك قطعة ثمينة من العقارات في المحيط الهادي البعيد، حتى إذا كان لا بدّ من أن نقتل مئات آلالااف من الفلبينيين لإنجاز ذلك.
كذب الرّئيس ويلسون بشأن اسباب دخوله الحرب العالمية الأولى، حيث قال بأنّها كانت حرب لـ"جعل العالم آمننا للديمقراطية، " بينما كانت حربا حقيقية لجعل العالم آمنا للهيمنة الأمريكية المتصاعدة.
كذب الرّئيس ترومان عندما قال ان القنبلة الذرّية أسقط على هيروشيما لأنها كانت "هدفاً عسكرياً."
وكلّ شخص كذب بشأن فيتنام -- الرّئيس كيندي حول مدى تدخّلنا، والرّئيس جونسن حول خليج تونكين والرّئيس نيكسون حول القصف السرّي لكمبوديا. جميعم إدّعوا بان الحرب كانت لابقاء جنوب فيتنام خالية من الشيوعية، لكنهم في الحقيقة أرادوا إبقاء جنوب فيتنام كمخفر أمامي أمريكي في حافة القارة الآسيوية.
كذب الرّئيس ريغان بشأن غزو غرينناد، وادّعي باطلا بأنّها كانت تمثل تهديدا للولايات المتحدة.
كذب بوش الاب بشأن غزو بنما، الذي ادى إلى موت آلاف المواطنين في تلك البلاد. و كذب ثانية حول سبب مهاجمة العراق في 1991 -- من غير المحتمل للدفاع عن سلامة الكويت، لكن بالأحرى كانت لترسيخ الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط الغني بالنفط. وهنا الأكذوبة الأكبر وهي: الفكرة المتغطرسة بأنّ هذه البلاد ( امريكا) هي مركز الكون، وهي جدير بالإعجاب وممتازة جدا، ومتعالية.
إذا كانت نقطة بدايتنا لتقييم العالم من حولنا هو اعتقادنا الراسخ بأنّ هذه الأمّة وهبت بطريقة ما العناية الاهية وبالخصائص الفريدة التي تجعلها أخلاقيا أرفع من كلّ أمّة على الأرض، اذن من غير المحتمل أن نستجوب الرئيس عندما يقول بأنّنا نرسل قوّاتنا هنا أو هناك، أو نقصف هذه أو تلك، لكي ننشر قيمنا -- الديمقراطية، الحريّة، ودعنا ان لا ننسي الإقتصاد الحرّ -- إلى بعض الذين تخلوا عن الرب (حرفيا) في كل مكان في العالم.
لكنّنا يجب أن نواجه بعض الحقائق التي تزعج فكرة الأمّة الطاهرة بشكل فريد. يجب أن نواجه تأريخنا الطويل في التطهير الإثني، الذي هجرت فيه حكومة الولايات المتحدة ملايين الهنود من أرضهم بواسطة المذابح و عمليات الإخلاء. يجب أن نواجه تأريخنا الطويل، وهو ما زال حاضرا ، من العبودية والتفرقة والتمييز العنصري. و يجب أن نواجه الذاكرة الطويلة الأمد لهيروشيما وناجاساكي. وهو ليس تأريخا يمكن أن نكون فخورين به.
لقد إعتبر قادتنا ان الأمر مفروغ منه، وزرعوا الإعتقاد في عقول العديد من الناس بإنّنا قد أهّلنا، بسبب تفوقنا الأخلاقي، للسيطرة على العالم. وإعتنق هذه الفكرة كلا الحزبين الجمهوري و الديمقراطي . لكن فكرة تفوقنا الأخلاقي مستند على ماذا؟
التخمين الأكثر صدقا لأنفسنا كأمّة يجب ان نعد انفسنا لكلّ الوابل القادم من الأكاذيب التي سترافق الإقتراح القادم لفرض سيطرتنا على الجزء الآخر.من العالم
هو لربّما أيضا يلهمنا لخلق تأريخ مختلف لأنفسنا، بأخذ بلادنا بعيدا عن الكذابين الذين يحكمونه، وبرفض التكبّر القومي، لكي نستطيع الإنضمام إلى الناس حول العالم في القضية المشتركة من السلام والعدالة.
الكاتب: هاوارد زين: مؤرخ وعالم وسياسي امريكي الف اكثر من 20 كتابا اشهرها ( تاريخ الشعب الامريكي )، ولد في عائلة مهاجرة يهودية في بروكلن. أبّاه، إدي زين، ولد في النمسا - هنغاريا، وهاجر إلى الولايات المتحدة مع أخّيه فل قبل الحرب العالمية الأولى.وكذلك شارك كمدفعي في القوة الجوية في الحرب العالمية الثانية. يمكن التصال به pmproj@progressive.org
المصدر: http://progressive.org/media_mpzinn030806
-
حوارات من اجل العراق
لاتظلموا صولاغ .. اقرؤا التاريخ
كامل دلول الحسناوي
اكاد اجزم ان السياسة في العراق دائما وابدآ تتركب بالمقلوب ، بحيث ان قارئآ عاديا للتاريخ العراقي سيكتشف وببساطة ان االتضحيات الكبيرة التي يقدمها هذا البلد غالبآ ما تأتي بنتائج عكسية . ولأن قراءة التاريخ المحايدة تعد كفرا لدى السياسيين العراقيين ، فأن تزوير هذا التاريخ هي الشرط الاول لبلوغ السياسة ولهذا لاتجد سياسيا عراقيا واحدا يمتلك مذكرات حقيقية مئة بالمائة.
انا لاارى ان الاصول غير العراقية لاغلب ساسة العراق عيبا مادام اغلبنا – معشر المغتربين- صار يحمل جنسية اضافية . لكن العيب كل العيب هو ان تكون السياسة مؤامرة خطيرة ضد مصلحة الوطن العليا .
مناسبة هذا القول هو ان وزير داخليتنا السيد بيان صولاغ الذي يتحدث القوم عن(لوريته) لم يشذ عن قاعدة السياسي العراقي الوافد حينما يتصف بأستعلائيته التي تكاد ان تكون منهجا سياسيا حزبيا استراتيجيا ،فنفي المحلي وتحقيره مقابل قبول الوافد وتفضيله هي السياسة التي يعتمدها صولاغ في محاربة الارهابيين فيما تبدو المعلومات الامنية هذه الايام رعبا حقيقيا خصوصا عندما تتحدث المصادر الاميركية عن ايرانية المتفجرات المستخدمة في العراق.
فعندما يرفض وزير داخليتنا نصيحة اقرب اصدقائه اليه الذي طلب منه تغيير مدير مكتبه( محمد الحريري) الذي يحمل الجنسية الايرانية وكان يدير مكتب صولاغ في دمشق ، ويصر على تطبيق السياسة بالمقلوب فكأنه يضحك على التاريخ .. او بالاجرى يضحك على قدسية الانتماء التي اطاحت بها قدسية الوافدين.وكأن قدر العراق ان يتعذب دائما بسبب أنفة ابنائه الاصليين الذين يتقنون المثل ويجهلون السياسة.
اصرار سياسي بدرجة وزير داخلية على تنفيذ هذا الخرق الامني الخطير عبر تعيينه لمواطن ايراني في اخطر وزارة لايمكن تفسيرة الا باحترام السيد بيان صولاغ لاصوله(اللورية) وتهاونه الصارخ بالمصلحة الوطنية العليا،ولهذا نجد انفسنا مضطرين لكشف المزيد من المعلومات عسى ان يكون ذلك مساهمة منا في وقف التدهور الامني الخطير في العراق.
محمد الحريري (او ابو جاسم الحريري) سابقا كان يسكن حي الامين في العاصمة السورية وهو مدير مكتب بيان صولاغ انذاك.. محمد هذا كان مسؤول امن المكتب ومسؤول المالية والعلاقات العامة ، ومسؤوله المباشر في السفارة الايرانيةهو (سيد هاشم) وهو من مخابرات حرس الثورة الايرانية .يذهب ابو جاسم كل اسبوع الى لبنان ليشرف على طبع الجريدة لكنه في الحقيقة ينفذ مهام اخرى توكل اليه من قبل الحرس، حتى اصبح اخيرا ممثل المجلس الاعلى في لبنان.
مقابل محمد الحريري كان هناك شابا عربيا عراقيا شيعيا عبيديا(عبيدي) ماهرا في ادارة الصحيفة (نداء الرافدين) وامينا على اسرار المجلس الاعلى وكفوءا .. لكن بيان صولاغ كان يعذبه نفسيا كل يوم تقريبا وهو اب لستة اطفال ، حتى اذا سقط صدام ذهب صاحبنا العبيدي الى بغداد ثم الى الرميثة ليجد نفسة بلا مال ولا بيت ولا حمص ولا دخن.. فيما يملك الحريري بالاضافة الى المنصب الرصيد المالي الضخم في لبنان والبيت والسيارة .
.. اذا كان هذا يحدث عكس معيار الكفاءة والامانه الوطنية ، ترى لماذا يتمسك صولاغ بالاجنبي العميل ويسحق الوطني الاصيل الامين؟.. سؤال ليس موجها الى المجلس ولا الى الائتلاف، انما موجه الى السومريين والاكديين(المعدان).
-
حوارات من اجل العراق
الفرقاءُ السياسيون في العراق .. وستراتيجيّة الكسب الهدّام
محمد الحمدي
التعدّد الإثني والطائفي والسياسي ـ الأيديولوجي في العراق، أمرٌ واقع وطبيعي، وليس العراق البلد الوحيد في العالم من هذه الناحية، ولكنَّ عقوداً طويلةً من الاستبداد المزدوج (الإثني ـ الطائفي) بالسلطة، وصلَ إلى درجة القومية الحاكمة، وداخل القوميّة الحاكمة، الطائفة الحاكمة، وداخل الطائفة الحاكمة المدنية ـ القرية ـ العشيرة ـ العائلة ـ الفرد الحاكم والمتحكّم بالبلاد والعباد دون منازع! فالأقلية الحاكمة عند مواجهتها الأكراد، يستحضر الشعار القومي العربي، الذي يجمع الشيعة بالسنّة، وعندما تواجه الشيعة، تستحضر الشعار الطائفي السّنّي، الذي يجمع الأكراد بالعرب السنّة، وهكذا في فترات الأزمات، ولكنَّ الخط العام للأقليّة الحاكمة، هو تجربة العرب الشيعة، والأكراد من حق المواطنة، برفع شعار مزدوج (قومي، طائفي ـ سياسي) أي يرفع الشعار من أجل مكسب سياسي: السلطة وامتيازاتها. فالشيعة يجرّدون من حق المواطنة بإخراجهم من العروبة وإلحاقهم بفارس، والأكراد لقوميتهم. وهكذا استمرّت الحال لعقود من الزمن، من ساطع الحُصري وحتى حارث الضاري ومن دعى دعوته ونعقَ نعيقه..
هكذا صُنعت أرضية الفتنة الفئوية، وبعد سقوط النظام البائد، شكَّل مجلس الحكم، ليمثّلَ جميع أطياف المجتمع العراقي، لينتهيَ عصر الاستبداد والأقلية الحاكمة، وينطلق الجميع في صنع الواقع العراقي الجديد مشاركةً.. أو هكذا هو المفترض.. فتعالت أصوات الطائفية السياسية وأغلبها من الخارج ومن دولٍ عربيّةٍ بالذات، لتدعم سعي الأقلية الخاسرة لاستعادة السلطة من جديد. واتهم المجلس بأنه دعوة إلى الطائفية، وأنه يهمّش دور العرب السنّة، رغم أنهم مُمَثّلون فيه!! وسكتوا عن عقودٍ طويلة من الاستبداد الطائفي بالسلطة وكل امتيازاتها، وعمّا فعلتُهُ السلطة من جرائم وتخريب طالَ العراق وغيره من دول الجوار.
وهكذا أتهم العهد الجديد بالطائفية، وأتخذ ذلك ذريعةً لأعمال العنف والقتل على الهوية والتخريب لكل ما يمكن أن يدعم بناء الدولة، وتركزت هذهِ الدعوة ـ المدعومة عربياً ـ في المناطق الجغرافية التي كان ينحدر منها رموز السلطة الطائفية السابقة، رافعةً شعارات إسلامية وقومية عربية ووطنية، دون أن تنسى هذهِ المرة وتركز على الشيعة واتهامهم بالصفوية والمجوسية و...، وكذلك رفعت شعار أخراج المحتل ـ التي ما زالت على تواصل وحوار معه ـ كل ذلك بهدف استعادة الملك الزائل، أو تحقيق مكاسب سياسية على طريقة (الخاوة) في نهجٍ سياسي يُظهر العمق الثقافي لأصحابه.
من جهةٍ أخرى فإن الأكراد، استطاعوا بناء إقليم مستقل، بعد فرض الحضر الجوّي والأرضي وإعلان المناطق الكردية مناطق آمنه من قبل أمريكا، وبعد فترة تناحر ودماء بين الحزبين الرئيسيين في كردستان،اصطلحوا بعد ضغوط خارجية وداخلية، وحققوا الاستقرار النسبي وبناء مؤسسات الدولة والمجتمع، فكانوا الطرف الأكثر استقراراً بعد انهيار النظام السابق، خصوصاً إن باقي مدن العراق عانت محنةٍ كبيرة منذُ 1991 ، ساهمت إلى حدٍ كبير في إخفاء معلم الدولة والمجتمع فيها.استطاع الأكراد أن يلعبوا على أوراق الاختلاف الطائفي العربي، ويستفيدوا منه لانتزاع كل ما يمكن انتزاعه من مكاسب سياسية وغير سياسية، تعوّضهم عن عصور القهر والإذلال والتهميش السابقة. فقدموا أنفسهم بشكل اللاأبالي إلاّ بالقضايا الكردية الخاصة.
وبقي الشيعة في المنتصف، وكأنهم هم المعنيون وحدهم بوحدة وبناء العراق، وتقديم التنازلات أيضاً. والتنافس على السلطة، فحتى الائتلاف وجد صعوبة في الاتفاق على ترشيح مرشحٍ واحد لرئاسة الوزراء، وبعد مناورات وتحالفات داخلية، بقي مرشحان من أصل أربعة، ولم يحسم الترشيح إلاّ على أساس التصويت الذي حسم بتحالفات وتنازلات داخلية أخرى، لا بقناعة مشتركة.
وما يمرُّ به البلد الآن، من رفض القوائم الأخرى لمرشح قائمة الائتلاف، وإصرار القائمة على مرشحها، إلاّ دليلٌ على سوء الأداء السياسي لأطراف المشهد السياسي العراقي، المبني على أساس الكسب الفئوي، حتى ولو أدّى إلى هدم الوحدة الوطنية العراقية، ولا بناء قادراً على الوقوف خارجها، وربما هذهِ قناعتي أنا، وعند البعض قناعة أخرى..
ولكن الكسب في سوق غنيّة نابضة بالحياة، أكبر وأفضل من الكسب في سوق فقيرة وفوضوية، إلاّ إذا استُغلّت الفوضى وغياب الأمن في هذهِ السوق، من أجل السرقة والنهب المسلّح!!
إنّ أكبر ما هدمهُ النظام البائد، هو الوحدة الوطنية والهوية العراقية، وإنّ أكبر ما يمكن بناؤه الآن، هو ذات الوطنية والهوية، هذا هو الأساس الأقوى لتحمّل أكبر أحلامنا وأمانينا وطموحاتنا جميعاً على الأرض.
-
حوارات من اجل العراق
الى العرب وشرفاء العالم
هكذا يُقتل أتباعُ أهلِ البيتِ في العراق مِن قَِِبلِ سنة أحفادِ
أبي سفيان ومروان بن الحكم
إن ما يحصل من جرائم بشعة بحق الأبرياء من الشيعة في العراق يعزز الرأي القائل أن الصراع القائم في العراق هو ليس صراعا سياسيا كما يدعي البعض ، أنما هو صراع عقائدي بين من يمثل الإسلام المسالم الحضاري والوجه المشرق للعقيدة السمحاء التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وآله وبين أحفاد المدرسة السفيانية والمروانية التي مافتئت تتآمر على الإسلام والمسلمين من أجل أن تسوقه للعالم على أنه إسلام ثقافته القتل وقطع الرؤوس واختطاف الأبرياء ... ولذا فإن المشاهد المرفقة هي لإتباع أهل البيت تم اختطافهم وتعذيبهم وترويعهم قبل قتلهم وحرقهم وهي ليست الأولى والأخيرة إنما هي حلقة من سلسلة الجرائم البشعة التي ارتكبتها العصابات البعثية السنية ... إن مثل هذه الجرائم لا يمكن أن يقدم عليها إنسان سوي يحمل بين جنبيه ذرة إيمان بالله أو الرسول ، إنما هم من أولئك الذين لا يفهمون في هذه الحياة إلا السلطة والمناصب واستعباد البلاد والعباد ، أولئك الذين حملوا في أجسادهم ( جينات ) أبي سفيان ويزيد والوليد والحجاج وما شاكلهم من المجرمين . إن هذه الأعمال الدنيئة لهي تثبت من جديد خطورة حزب البعث ومن يدافع عنه من بعض الرموز السنية التي دخلت العملية ليس من أجل بناء عراق جديد وإنما من أجل أن تتوفر لهم الفرصة للعبث بأمن العراق عن قرب ومن أجل أن يوفروا للقتلة الأمويين غطاءا سياسيا ودينيا ، لكن ذلك لم ولن ينطلي على شعبنا العراقي الأبي وهو على أتم استعداد لأن يقدم على صولة حيدرية تقتلع الإرهاب وأهله ويقطع دابر رموزه السياسين ومنافقيه المعممين ... إن شعبنا العراقي وهو يكظم غيضة ويمسك أعصابه ليس ضعفا منه إنما ليثبت للعالم طبيعته الإلهية المسالمة وتمسكه بالخلق الإسلامي الرفيع الذي نهله من شرعة الإسلام الصافية شرعة أهل البيت عليهم السلام ،.. نحن أهل العراق ونحن من بناه ونحن من يحرص على وجوده وكرامته ، أما أولئك المجرمون فإنهم وبعد أن سقط (نظامهم) نظام حزب البعث الذي سلمهم العراق بأكمله ، يشعرون أن كل شيء قد ضاع منهم وهو ليس براجع إليهم ولذا فإنهم جادون على تخريبه وحرقه وتفجيره قبل أن يستتب الأمر لأهله وتتوفر الفرصة للأكثرية في العراق الى تشكيل دولة العدل والقانون دولة الديمقراطية والحرية ومنظمات المجتمع المدني .. نحن ندعوا العالم أجمع الى الإشارة بأصبع الشجاعة بالشجب والإستنكار العمليين لتلك الزمر البعثية السفيانية الحاقدة واتخاذ موقف شجاع إزاء كل جرائمهم .. كما ندعوا أبناء شعبنا الأبي الى الإستعداد الكامل لمعركة استئصال منتسبي المدرسة السفيانية من جذورها ، كما نهيب بعلمائنا الأعلام الى معالجة الأمر بغيير الأسلوب الحالي الذي يغلب عليه الإفراط في التسامح وغض الطرف ، لأن قطرة دم من أتباع أهل البيت لهي أشرف وأكرم عند الله من ملايين القتلة وسفاكي دماء الأبرياء وهي لا تقل في قدسيتها لدينا عن ذلك ... إن عدم وجود مواقف صارمة من قبل القادة السياسيين وعلمائنا الدينيين لهو مدعاة للطمع بنا من قبل البعثيين وقادتهم السياسيين والدينيين ، وهذا ما يحصل ، علما أن استمرار الحال على ما هو عليه فإنه سوف يدفع بالطائفة الى البحث عن قادة محليين سياسيين وعسكريين سوف يأخذون على عاتقهم معالجة أوكار الإرهاب أينما وجدت داخل العراق مع علمنا أن ماتمتلكه أمتنا الظافرة من الإمكانات ما يؤهلها الى القيام بالدفاع عن نفسها وبالطرق المشروعة التي تضع حداً لسفك دمائنا والإستهتار بوجودنا .. والله ناصرنا وهو يخزي المنافقين ...*
الدكتور طالب الرمَّاحي
-
حوارات من اجل العراق
من هم جحوش الشيعة؟ - جعفر نقدي
جحوش ( و مفردها جحش في العربية وهو ابن البغل و تلفض باللغة الكردية جاش) اما جحوش الشيعة( وهو مصطلح من صنع الدكتور طالب الرماحي) فتعني مطايا البعث من الشيعة الذين تمُرر افكار السنة و البعث على ظهورهم ، واصبحوا واجهة جديدة لاقناع الشارع الشيعي بأفكارالنظام السابق الفاشية، و بصيغ متعددة و مسمياة كثيرة، لكنها لا تختلف كثير عن البعث القومي تفكيرا و مسمى، افكار معاد انتاجها و تصنيعها و تصديرها بمساعدة دول طائفية قومية مثل السعودية و الاردن.
لم يكن يدور في خلد ايا منا ان للشيعة جحوشا، لان النظام لم يرئف بهم و لم يقدم لهم اي من الامتيازات كما قدم لجحوش الاكراد ودللهم وسهر على راحتهم مقابل ضرب فصائل الحركة الكردية الوطنية في العراق، او على الاقل تحيدهم بعد عن ان عرف ان البعض منهم من يتعاون مع البيشمركة و معا فصائل المعارضة الاخرى مثل الحزب الشيوعي .
اما جحوش الشيعة فقد كان النظام يقنعهم بأنهم جزء من القومية العربية بل ان البعث و الفكري القومي انتمائهم الاعمق لهم، و كان بعض من جحوش الشيعة رغم معرفته بكذب هذا لادعاء الفارغ يحاول ان يردد هكذا قول لكي يقنع نفسه و يبرر للاخرين انتماءه للفكر البعثي الاجرامي من اجل مصالحة الدنيئة الوقتية ، لان البعث للسنة فقط و كل ما يقوم به من اجل السنة و كل من يخرج عن الاهداف التي تخدم السنة سوف يكون مصيره الموت و الاحتقار، وهنالك الكثير من جحوش الشيعة في زمن النظام منهم نعيم حداد و أخرهم محمد سعيد الصحاف.
و لكن ما يثير الضحك و السخرية معا، ان جحوش الشيعة الصغار الذين ظهرو اليوم يقدموا خدامتهم للبعث مقابل لا شي بل مقابل الازدراء والاحتقار من البعث اولا( لانه لا يثق بأي شيعي ويستخدمهم كمطايا ليتاجر ببضاعته الفاسدة بعد ان ادرك انهم ممكن ان يحاكون الشارع الشيعي ، الاغلبية في العراق ) .اما من قبل الشعية و الكرد يلقون الأحتقار و الشفقة ايضا على هكذا بشر يعملون مع نظام فاشي وفي زمن افلاسه . و جحوش الشيعة الجدد الذي يظهر البعض منهم على قناة المستقلة واصفين انفسهم بعدد من الألقاب الاكاديمية، لكن تبقى الدرجة الحزبية هي الصفة الاهم للتخاطبهم و لطريقة تفكيرهم و نواياهم. و منهم (البروفسور) هيثم الناهي( قاطعه ابو زوجته، الشيخ سلمان، منذ سنين بسبب انتماءه للبعث و عمله مع السفارة العراقية) و الدكتور عبد الامير علوان الشيوعي القومي الماركسي الشيعي الصدري (حيث ادعى تمثيله للتيار الصدري لمدة شهر و طرده التيار بعد ان عرف انه يعمل لصالح بقايا النظام ومندس) وهنالك اسماء كثير اخرى. مثل هذه النوع من الاسماء كانت تهمش و تطرد من دوائر الحزب القومية بمجرد ذكرها حتى ومن دون معرفة صاحبها لانها تدل على شيعية صاحبها وذلك ماجاء في كتاب هاني الفكيكي القيادي البعثي. اما اليوم فنجد هذه الاسماء تتصدر واجهة احزاب و دوائر النظام السابق و فلوله في الخارج ... فالى متى ياجحوش الشيعة والى اين؟
--------------------------------------
-
حوارات من اجل العراق
الماء مقابل النفط ... بداية اعلان دولة شيعة العراق
كتابات - محمد حسن الموسوي
الماء هو سر الحياة الابدي (وجعلنا من الماء كل شئ حي) هكذا يحدثنا القرآن الكريم. ولأاهمية الماء شُرعت القوانين والاتفاقيات الدولية للاستفادة من مياه الانهار والبحار المشتركة بين بني البشر على ان جميع العقلاء والاسوياء يتفقون على حرمة منع الماء عن الاحياء. ويكاد يجمع الكثير من المحللين على ان هذا القرن سيكون قرن حروب المياه اي الحرب من اجل الحصول على الماء وربما سيشهد العراق اول تلك الحروب فأعلان هيئة علماء السنة باستخدام الماء كوسيلة حرب يعني فيما يعني اعلان الحرب. وقد جاء في البيان الذي وزعته تلك الهيئة بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير العراق من الاحتلال الانكشاري الصدامي مايلي:
(...اما الارض التي يعيش عليها العراقيون فهي الاخرى لا تقبل التجزئة فالثروات موزعة في كل انحاء العراق فاذا كان النفط في الجنوب مثلا فالماء في الوسط والشمال ويمكن حبسه حتى يُبادل برميل من النفط ببرميل من الماء ويمكن ان ينفرط عقده فيغرق الجنوب كله واذا كان الشمال يملك الطبيعة الخلابة فلا قيمة لهذه الطبيعة مالم تحظ بأمن جيرانها وتنفتح لها المسالك لحركة السياحة والتجارة وهكذا).
ان دعاة مقايضة الماء بالنفط بطرحهم هذا انما يجبرون الشيعة على العمل بخيار الاستقلال الذي طالما طالبنا العمل به واقامة دولتهم العتيدة على اراضيهم التاريخية التي بات من اللازم التثقيف عليها واعلانها شاء من شاء أوأبى من أبى.
ان التهديد بقطع الماء والتلويح باستخدامه كسلاح هو منهج متأصل لدى القوم. فقد فعلوها مرات ومرات والتاريخ يشهد على ذلك فقد قطع اسلافهم الماء عن اجداد اهل الجنوب مرات عديدة اشهرها في معركة الطف يوم مات الحسين ابن بنت رسول الله واهل بيته وشيعته بما فيهم الاطفال الرضع عطاشا. واما التهديد بأغراق مدن الشيعة فقد عانى منه اهل الوسط والجنوب على مر العصور وهو ديدن القوم ومازالت كتب التأريخ تحدثنا كيف ان المتوكل العباسي ومن قبله الرشيد فتحوا الماء على قبر الحسين ليغرقوه فحار عنه الماء ومن هنا راحت ارض الحسين توصف بالحائر.
والسؤال هو كيف يستطيع الشيعة تلافي وقوع هذا السيناريو الخبيث؟
الحل هو في تحديد جغرافية الدولة الشيعية بكلمة أخرى باعلان الشيعة صراحة سيادتهم على اراضيهم التأريخية دون حياء او مواربة وهذا ما دعونا اليه قبل ثلاث اعوام وأشهرنا حينها الخرائط التي تبين الحدود الجغرافية لدولة شيعة العراق ومن ثم كتبنا عن معالم تلك الدولة وفي شكل نظامها السياسي ومازلنا نردد اذا لم ينجز الشيعة عاجلا تحديد جغرافية اراضيهم فانهم مأخوذون لاريب , ووقتها حددنا تلك الجغرافية من سامراء الى الفاو وهذا ما يعرف بالعراق التأريخي او العراق الشيعي على حد تعبير عالم الاجتماع الكبير حنا بطاطو(انظر كتاب العراق الجزء الاول) اعتمادا على ماجاء في كتاب الخوارزمي الذي كان اول من رسم تلك الخارطة ومن شاء فليراجع.
ومن اجل ان تتضح الصورة اكثر نقول ان الخارطة الادارية للعراق الحالي مرت بعدة مراحل :
المرحلة الاولى وهي مرحلة العهد الملكي او العهد الانكشاري الاول حيث تتجسد المساحة الجعرافية الطبيعية لكل اقليم او ولاية من ولايات العراق آنذاك حيث تمتد جغرافية شيعة العراق من سامراء الى الفاو واستمر اعتماد هذه الحدود حتى في العهد القاسمي (انظر الخارطة اعلاه والتي تتضح فيها جليا ما كان يعرف بمنطفة الحياد مع الكويت والسعودية) اذ لم تتلاعب حكومة الزعيم قاسم بتلك الحدود الى ان بدأت المرحلة الثانية وهي مرحلة الحكم العارفي او العهد الانكشاري الثاني حيث بدء التلاعب بتلك الحدود لدوافع طائفية محضة وهو مايمكن تسميته بالطائفية الجغرافية اذ عمد عبد السلام عارف الى توسيع رقعة الجغرافية السنية على حساب الارض الشيعية حيث بدأت الخارطة العراقية تشهد توسع اراضي السنة يومها ظهرت الرمادي بمساحة ضعف مساحتها الاصلية في العهد الملكي والرمادي هي عاصمة محافظة الانبار حيث ولد عبد السلام عارف الجميلي في احد قراها النائية والغائرة في عمق الصحراء المنسية. (الخارطة الادارية للعراق في العهد العارفي او العهد الانكشاري الثاني حيث تلدور مساحة الرمادي اكبر من مساحتها في العهد الملكي).
بعد ذلك بدأت المرحلة الثالثة حيث حكم البكراو العهد الانكشاري الثالث الذي لم يتردد في الاستمرار بمنهج الطائفية الجغرافية الذي وضعه سلفه عارف حيث شهدت هذه المرحلة ولادة مايسمى بمحافظة صلاح الدين والتي عاصمتها تكريت فأبتعلت هذه سامراء وقضمت جزء من بغداد وسبب ظهور هذه المحافظة على الخريطة يعود لكون البكر من مواليد تكريت وفي نفس الوقت تمددت الانبار أكثر لتقضم هي الاخرى اجزاء من بغداد ومن مدينة كربلاء ولتبتلع ثلثي مساحة بحيرة الرزازة في محاولة مكشوفة للسيطرة على مصادر المياة وحرمان الشيعة منها ايضا. ( انظر الخارطة ادناه التي تمثل الخارطة الادارية للعراق في العهد البكري او العهد الانكشاري الثالث).
غير ان الطامة الكبرى وقعت في المرحلة الرابعة والتي أبتدات رسميا في العهد الصدامي حينها تمددت الانبار جنوبا في عمق الاراضي الشيعية لتقضم ماتبقى من الصحراء الشمالية والجنوبية التي تمتد من النجف الاشرف وحتى السماوة ولتصبح مساحتها لوحدها ثلث مساحة العراق تقريبا وتوسعت صلاح الدين حتى وصلت حدودها الى تخوم كركوك حيث أ ُلحقت بعض الاراضي للشيعية التركمان كقضاء طوزخورماتو بصلاح الدين.( انظر الخارطة اعلاه وهي تمثل الخريطة الادارية للعراق في العهد الصدامي او العهد الانكشاري الرابع ).
ان الانظمة السنية المحتلة التي تعاقبت على حكم العراق امعنت في تطبيق منهج الطائفية الجغرافية بحق الشيعة الى حد التطرف وقد قرنت هذه السياسة بطائفية اقتصادية وبذلك نجحت الى حد كبير في تقويض كل مقومات الدولة الشيعية ووضعت الشيعة بين فكي كماشة هما الطائفية الجغرافية والطائفية الاقتصادية والتي تمثلت بسياسة التاميم التي طبقت في العهد العرافي الاول تحت يافطة الاستعداد للاتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة وضربت هذه السياسة اقتصاد الشيعة بالصميم.كل ذلك من اجل افراغ الشيعة من مصادر القوة المالية والاقتصادية والجغرافية.
لايمكن تفسير الطائفية الجغرافية التي اتبعت ضد الجغرافية الشيعية الا من منطلق عقدة الاقلية التي يعاني منها السنة في العراق فهم ولاجل التخلص من هذه العقدة راحوا يحتلون اراضي الشيعة والاكراد من اجل مقايضة المساحة الجغرافية بالكثرة السكانية لكل من الشيعة والاكراد وكأنهم كانوا يحسبون حساب اليوم الذي يزول فيه ملكهم الذي بنوه على حساب الاخرين وهذا ماصرح به زعيم هيئة علماء السنة مرارا وتكرار وقال اذا كنا نحن اقلية عديدة فاننا اكثرية جغرافية وراح يقايض المساحة الجغرافية بالكثرة العديدة كما يريد الان مقايضة الماء بالنفط .
(انظر الخارطة ادناه التي اعدها معهد سميشن الامريكي للدراسات الاستراتيجية والتي يظهر فيها بوضوح النسب السكانية حيث السنة العرب كأقلية لاتتجاوز نسبتهم الـ 12 بالمائة كما هو مبين)
واذا كان هناك مايبرر للسني التمسك بوضع خارطة العراق بجغرافيتها الادارية الحالية على جدار مكتبه او منزله فما لايمكن فهمه هو قيام بعض الشيعة بنفس الفعل على العكس من الاكراد الذين يتحلون بوعي قومي يغبطون عليه فهم يرفضون وضع اي خارطة على جدران منازلهم سوى خارطة كردستان والى جنبها علم كردستان فهل سيزين الشيعة جدران منازلهم بخارطتهم وبعلم دولتهم ؟ امنية اتمنى ان تتحقق قريبا.
كيف الخروج من هذا المأزق الذي يواجه الشيعة؟
اعتقد انه يتحتم على شيعة العراق بأعتبارهم الاكثرية البرلمانية تشريع قانون يلغي التغيرات التي حصلت في الخارطة الادارية للعراق ايام الاحتلال السني الانكشاري ويلزم الجميع باعتماد خارطة الزعيم قاسم هذا اولا ًَ.( انظر الخارطة ادناه التي تبين الجغرافية الشيعية في العهد القاسمي الوطني ويرى فيها مناطق حماية_ اي بوفر زون _ للشيعة التركمان حيث شتكون هذه المناطق تابعة سياسيا للدولة الشيعية)
وضع الحجر الاساس لدولة شيعة العراق المرتقبة وذلك بالاسراع في تشكيل فيدرالية الوسط والجنوب بالاضافة الى فيدرالية بغداد والتي سوف تبقى للابد عاصمة الدولة الشيعية هذا ثانيا. ازالة الجيوب والمستوطنات السنية التي تحاصر بغداد والتي جيء بها ضمن سياسة الاستيطان التي اتبعتها الانظمة السنية المحتلة لتطويق بغداد بحزام سني وللفصل بين الاراضي الشيعية وبغداد وتقطيع الجسد الشيعي الواحد كما فعلت اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة هذا ثالثا. ( انظر الخارطة ادناه والتي تبين الحدود الجغرافية التقريبة لدولة شيعة العراق المرتقبة)
وبهذه الطريقة يكون الشيعة ابعدوا عن انفسهم شبح حرب المياه حيث سيكون القسم الاكبر من نهري دجلة والفرات يمر عبر اراضيهم وفي اراضي حلفائهم الاستراتيجيين الاكراد وبذلك يكونوا اسقطوا ورقة المياه من ايدي متطرفي السنة التي ارادوا اللعب بها ضد الشيعة. فالماء ماءنا والنفط نفطنا وللآخرين رمل الصحراء انها قسمة السماء .
almossawy@hotmail.com