اثار التصعيد الامريكي وصبر الائتلاف
اثار التصعيد الامريكي وصبر الائتلاف
بعد ثلاث سنوات من الضغوط السياسية والابتزاز الواضح تخللتها عمليات عسكرية متفرقة تعود القوات الامريكية في عملية مفاجئة للهجوم على أح المساجد الشيعية في بغداد بعد تصريحات السفير الامريكي حول المليشيا المسلحة التي تهدد البلاد بحرب أهلية مع تسرب أنباء اُخرى حول أقتحام وشيك لمدينة الصدر في بغداد التي يسكنها الملايين من الطائفة الشيعية وذلك بعد الوشايات التي إعتادها السفير الامريكي وقبله السفيران السابقان وهي حالة عدوى أصابت المسؤوليين الامريكيين منذ أن دخلوا العراق ..!!0
وأهداف هذه العملية تتلخص في عدة نقاط :
أولا:ان المسلحين الشيعة هم هدف القوات الامريكية حتى وان كانت اسلحتهم شخصية للدفاع عن النفس
ثانيا :كانت العملية استفزازية لتحريك (جيش المهدي لرد فعل )يأتي بعده اخراج التيار الصدري (مقتدى )من العملية السياسية واحداث خلل في معادلة الائتلاف العراقي الموحد
ثالثا:إحراج حكومة الجعفري وإضهارها بالموقف الضعيف أمام حلفائها وهاتان النقطتان تأتي من إستعجال القوات الامريكية للحدث والهجوم بهذه الطريقة على المسجد دون التنسيق بين الحكومة العراقية من خلال رئيس الوزراء أو وزارتي الدفاع والداخلية
مع أن الاتفاقات بين الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات تقتضي إعلام الحكومة وموافقتها في مثل هذه العمليات
ثالثا:تأتي العملية بعد تصريحات السيد مقتدى الصدر حول مسؤولية الامريكان بالتفجيرات التي حصلت في مدينة الصدر وبعد الانفجار الذي استهدف منزل السيد مقتدى الصدر في التجف الاشرف
ليقوم السيد مقتدى أو أتباعه برد فعل لتكون مواجهة عسكرية بين جيش المهدي والقوات الامريكية معروفة النتائج عسكريا
،ويعول من يريد التصعيد العسكري على عدم الانضباط في صفوف جيش المهدي أو تندفع بعض العناصر لعمليات عسكرية كرد فعل وتكون المواجهة المطلوبة لتمرير الشروط السياسية التي يطالب بها السفير الامريكي حينما قال:(بان على الجانب الشيعي الرضا بالامر الواقع)حيث أن الضغط السياسي بحاجة الى ضغط عسكري للوصول الى مايريده السفير الامريكي
رابعا:تأتي العملية لخلق نوع من التصدع داخل الائتلاف العراقي معتدمين على تباين ردود الفعل تجاه الحدث ولكن برهن الائتلاف على غير ذلك حتى هذه اللحظة
خامسا:جاءت العملية كانذار أخير لقادة الائتلاف من ان القادم سيكون أكثر شراسة اذا لم تتم الموافقة على الشروط المطروحة
ماذا سيكون رد الفعل من قبل الائتلاف العراقي؟
بالرغم من مرور يومين على الحدث الا أن الائتلاف العراقي لم يواجه القضية الا بتصعيد اعلامي كخطوة اولى منتظرا رد الفعل من قبل الاخرين
وبعد ان تنصلت القوات الامريكية من الحادث ننتظر نتائج التحقيق التي أوكلها رئيس الائتلاف الى زعيم الكتلة الكردية جلال الطلباني ليرأس لجنة عراقية أمريكية للتحقيق في الحادث وهذه الخطوة هي ممتازة بالحساب السياسي لو كانت غير شخصية جلال الطلباني تقوم بالتحقيق الذي سيوكل الامر لمستشاره الامني (وفيق السامرائي )الذي سيرضى بما يقوله الامريكان دون مناقشتهم لمعرفتنا بتوجهات المستشار ومن عينه في هذا المنصب
وسنرى هل تتباين نتائج التحقيق بين اللجنة العراقية التي شكلها رئيس الوزراء وبين اللجنة التي يرئسها رئيس كتلة التحالف الكردي؟
وبانتظار النتائج هل ستتحمل الجماهير إختبارا آخر وضربة اخرى؟
وسنرى هل يبقى قادة الائتلاف قادرين على ضبط الشارع العراقي الى ان تصل العملية السياسية الى شوطها الاخر أم ستنفلت الامور !!؟
كل هذه الاسئلة لايمكن التكهن باجابتها حتى انتظار النتائج الطلبانية والجعفرية
علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com
