وانقلب السحر عل الساحر.... الحزب الإسلامي يتبرأ من هجوم الصحافية كارول ضد المسلحين
الإسلامي يتبرأ من هجوم الصحافية كارول ضد المسلحين
GMT 15:00:00 2006 الإثنين 3 أبريل
د أسامة مهدي
--------------------------------------------------------------------------------
أسامة مهدي من لندن: قال الحزب الاسلامي العراقي الذي اشرف على عملية اطلاق الصحافية الاميركية جيل كارول الخميس الماضي انه غير معني بالموقف الجديد الذي تبنته الصحافية عندما تحدثت عن الخاطفين أو ظروف احتجازها ووجهت لهم هجوما لسوء معاملتهم لها فيما اكدت وزارة الدفاع العراقية انها افشلت اليوم اختطاف مجموعة ارهابية لاحد الاطباء في بغداد وصادرت منشورات تحرض على الفتنة الطائفية اضافة الى اعتقال 12 مسلحا بينهم احد اعضاء القاعدة في العراق .
واشار الحزب الاسلامي احد مكونات جبهة الحوار السنية الثلاثة في بيان له اليوم ردا على تصريحات كارول بان الحزب نقض اتفاقا معها بعدم بث مشاهد لوجودها وتصريحاتها في مقر الحزب وانه تكتم ما نستطيع على خبر اطلاق سراحها رغم الاتصالات المتكررة من الصحافة وذلك حرصاً منه على سلامتها موضحا انه ارغم على بث بعض المشاهد بعد أن تسربت تفاصيل اللقاء إلى الصحافة من خلال زملاء الصحفية الذين شهدوا تسليمها للسلطات الأمريكية المعنية.
واكد ان الصحفية كارول قد ثمنت موقف الحزب برسالة مكتوبة كتبتها بحرية وبدون ضغوط وهي تعبر عن امتنانها لموقف الحزب مشددا على ان الحزب غير معني بالموقف الجديد الذي تبنته الصحفية عندما تحدثت عن الخاطفين أو ظروف احتجازهاولا يريد أن يعلق حول الموضوع واشار الى انه كان الأحرى بالإعلام أن يشكر الحزب الإسلامي العراقي "وهو الحزب المعروف بمواقفه الإنسانية المؤيدة لحرية الصحافة ولضرورة حماية الصحفيين ولا ننسى أنّ حزبنا قد قدّم خمسة شهداء من الإعلاميين من بينهم امرأة وأكثر من عشرة إعلاميين معتقلين ومخطوفين" كما قال.
وكانت الصحافية الاميركية المحررة قالت في رسالة اعلامية بعد وصولها الى بلدها (انالأشخاص الذي إختطفوني وقتلوا ألن هم مجرمون في أحسن الأحوال. إنهم سلبوا حياة ألن ودمروا أسرته. لقد وضعوني وعائلتي وأصدقائي والجميع حول العالم والذين صلوا بحماسة من أجل حريتي في تجربة مرعبة. وقد أعطيت مقابلة تلفزيونية الى الحزب الإسلامي العراقي بعد وقت قصير من إطلاق سراحي. لقد وعدني الحزب بأن المقابلة سوف لن تذاع أو تبث تلفزيونياً ولكنهم كسروا كلمتهم. وبأية درجة كانت تلك المقابلة فأن الخوف من إنتقام مختطفيي فأنا لم أتكلم بحرية).
واضافت انه ( بسبب الخوف قلت لم أهدد ولكن في الحقيقة فقد هددت مرات عديدة. وكذلك هناك تصريحين إثنين كاذبين بخصوصي قد تم بثهما بشكل واسع. الأول بأني رفضت السفر والتعاون مع القوات المسلحة الأمريكية والثاني بأني رفضت النقاش حول موضوع إختطافي مع المسؤولين الأمريكان. ومرة أخرى أقول: فان كلا التصريحين غير حقيقيين. أنا اريد أن يحكم علي بصفتي كصحفية وليس كرهينة وسأبقى ملتزمة والى الأبد بالعدل والدقة وبإسكتشاف الحقيقة وبذلك سوف لن أكون طرفاً في أي جدال. ولكن دعوني أكون واضحة : أنا أكره كل من يختطف ويقتل المدنيين وأن مختطفيي هم وبكل وضوح مذنبون في كلتا الجريمتين).
.. وفيما يلي نص بيان الحزب الاسلامي العراقي :
تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبراً نسبته إلى الصحفية الأمريكية جيل كارول والتي تم إطلاق سراحهــا في بغــداد يوم الخميس 30 / 3 / 2006 ما نصّه :( ان الحزب الإسلامي وعدني بأن لا تُبثّ هذه المقابلة على الهواء على الإطلاق وقد نقضوا تعهّدهم ، على كلّ حال لم أتحدّث بصراحة بسبب الخوف من إنتقام الخاطفين ... ) .
وهنا لا بدّ من أن نوضّح بعض الحقائق :
لم يرغب المكتب الإعلامي فعلاً بنشر المقابلة التلفزيونية للصحفية جيل كارول وتكتمنا غاية ما نستطيع على خبر اطلاق سراحها رغم الاتصالات المتكررة من الصحافة وذلك حرصاً منا على سلامتها . إلا اننا أجبرنا على بث بعض المشاهد خصوصاً بعد أن تسربت تفاصيل اللقاء إلى الصحافة ربما من خلال زملاء الصحفية الذين شهدوا تسليمها للسلطات الأمريكية المعنية.
ونذكر على سبيل المثال الوكالات والشبكات التي اتصلت بنا قبل الساعة 14:28 أي قبل موعد تسليمها للقوات الأمريكية وهم ( رويترز ، BBC ، NBC ، CBS ، نيويورك تايمز ، الصحافة الأسبانية وغيرها ) . وكنّا ننكر وجودها حفظاً على سلامتها كما أسلفنا . وعليه فإننا نؤكد للزميلة كارول اننا لم ننقض العهد .
كما كنّا نتمنى من الصحافة ان تسلط الضوء على موقف الحزب الإسلامي في طابعه الإنساني الواضح كونه استقبل الصحفية وتحمّل مسؤولية سلامتها في ظرف حرج للغاية وأفلح في ايصالها إلى جهات آمنة وعاملها بكل حفاوة ووفر لها فرصة الإتصال بذويها هاتفياً وبأسرع وقت وقد حققت عدّة اتصالات وبشهادة زملائها من صحيفة واشنطن بوست . كما ان إعلام الحزب قدّر وضعها النفسي وطلب منها ان تتحدث بحرية وتتصرف بشكل طبيعي بعد ان طمأنها بأنها أصبحت في أيادٍ أمينة . هذا بالإضافة إلى الهدايا الرمزية التي قدمت لها من قبل السيد الأمين العام .
لقد ثمنت الصحفية جيل كارول موقف الحزب برسالة مكتوبة كتبتها بحرية وبدون ضغوط وهي تعبر عن امتنانها لموقف الحزب . وعدا ذلك فالحزب غير معني بالموقف الجديد الذي تبنته الصحفية عندما تحدثت عن الخاطفين أو ظروف احتجازها . ولا يريد أن يعلق حول الموضوع . المهم بالنسبة لنا ان نرى نهاية سعيدة لمحنة الصحفية جيل كارول ، وان يكون للحزب الإسلامي العراقي دور في ذلك.
كان الأحرى بالإعلام أن يشكر الحزب الإسلامي العراقي ، وهو الحزب المعروف بمواقفه الإنسانية المؤيدة لحرية الصحافة ولضرورة حماية الصحفيين ولا ننسى أنّ حزبنا قد قدّم خمسة شهداء من الإعلاميين من بينهم امرأة وأكثر من عشرة إعلاميين معتقلين ومخطوفين .
لذا نرجو من وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها في نشر الحقائق وانصاف الآخرين . ونتمنى لكل أخواننا وأخواتنا الصحفيين السلامة والعمل بحرّية.
المكتب الإعلامي
5 ربيع الأول 1427 هـ
3 / 4 / 2006 م