المشروع السياسي ـ الانتخابي لحزب الفضيلة الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ))
* صدق الله العلي العظيم *
مقدمة تعريفية
أن حزب الفضيلة الإسلامي هو حزب سياسي إسلامي تبلورت أفكاره الأولى بين مجموعة من الرجال المجاهدين في مرحلة الدكتاتورية ،حاملاً تطلعات العراقيين في الداخل ، و مستوعباً لهمومهم وامالهم رغم قساوة الظروف آنذاك والتي استدعت تأجيل بناء الهيكل التنظيمي للحزب وإعلانه على الملأ في تلك الاونه
أن حزبنا المجاهد يتعامل مع السياسة في بعدين أساسين هما :
1. البعد الشرعي ( النموذجي ) : إذ أن حزبنا يسعى لتشكيل حكومة وطنية عادلة تستند الى الشريعة الاسلامية في العراق تحمل الرؤى التي استنبطها فقهاء الإسلام من أدلتها الشرعية، عن طريق اكتمال القناعات لدى الشعب العراقي المسلم ، وذلك باعتماد الوسائل والأساليب الحضارية التي أسسها السيد الشهيد الصدر الأول وسار على نهجها السيد الشهيد الثاني ( قدس ) ويتبناها حالياً اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله
2. البعد العملي : وهو ما يتعامل به الحزب في مرحلة الأعداد او مرحلة الحوار او في حالة عدم اكتمال القناعات لدى شعبنا بأهداف الحزب الشرعية 0 وهذا البعد يهدف إلى التعامل بروح إيجابية مع أي حكومة ديمقراطية قائمة على الانتخابات وضمن جو تعددي حر تراعى فيه الحقوق والواجبات المدنية المتعارف عليها
ومن هنا فان حزبنا سيتعامل بإيجابية مع أي حكومة عراقية تحمل السمات آلاتية :
1. أن تكون حكومة ديمقراطية منتخبة وعادلة
2. أن تؤمن بالتعاقب السلمي على السلطة
3. أن تحترم وتهتم بتطلعات شعبنا بجميع أطيافه
4. أن تحترم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية بما يتلائم مع طبيعة المجتمع العراقي والشريعة الإسلامية
5. أن تحترم الدستور والقوانين المرعية بعد تشريعها وفقاً لرغبات الشعب الفعلية
6. أن تكون المحافظة على استقلال العراق ووحدة أراضيه من المسلمات لديها ومما تسعى له في عملها بعيداً عن أي تأثير من قوى خارجية
الأهداف السياسية للحزب
أن من اهداف حزبنا المجاهد الأساسية هو ضمان الحرية والرفاهية للمجتمع العراقي وبما يتلاءم مع الموازين الشرعية 000 يضاف الى هذا حرص الحزب على بث الوعي الفكري والسياسي بين أفراد الشعب وتعميق إحساسهم بدينهم ووطنهم ضمن برامج مناسبة مرحلياً بقصد قيادة الشعب نحو تكامل في الوعي والعقيدة وصيرورة افضل لغدٍ افضل من كافة النواحي المعنوية والمادية في ظل جو تسوده الحرية والعدالة والاستقلال
1. فحزبنا يؤمن بان الإسلام شريعة ومنهج متكامل للحياة
2. يؤمن بوحدة العراق أرضا وشعباً ويسعى للحفاظ على سيادته واستقلاله
3. وينبذ حزبنا الإرهاب ويحرمه 0 كما ينبذ كل ألوان التفرقة الطائفية والعنصرية
4. ويؤمن حزبنا بالتعددية والحرية الفكرية والسياسية ، ويحرم الدكتاتورية بأشكالها كافة
5. يحترم الحزب كافة المرجعيات الدينية ، ويثمن ما تؤديه من دور في خدمة المجتمع ورقيه
6. يؤمن الحزب بدولة المؤسسات وسيادة القانون
لذا فان لحزبنا برنامجه الخاص الذي يسعى في حالة وصوله الى مراكز القرار إلى تنفيذه بموافقة الشعب ورضاه ، دون أي شكل من أشكال القسر والإكراه والتسلط
الإدراك الموضوعي الشامل للاحتلال
أن الإدراك الموضوعي الشامل للاحتلال هو الفهم الذي تميز به المرجع الديني الأعلى لحزب الفضيلة الإسلامي أية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله
فسماحة الشيخ قد مارس وظيفة المرجع الشهيد في معالجة قضية الاحتلال الأجنبي للعراق والمرجع الشهيد كما وصفه الأمام محمد باقر الصدر (( مرجع فكري وتشريعي من الناحية الأيديولوجية ومشرف على سير الجماعة وانسجامه أيديولوجيا مع الرسالة الربانية التي يحملها ،ومسؤول عن التدخل لتعديل المسيرة أو أعادتها إلى طريقا الصحيح إذا واجه انحرافاً في مجال التطبيق ))
وضمن هذا الدور قد حلل سماحته النتاج الفكري البشري العراقي الذي عالج قضية الاحتلال ،ووقف على مكامن القوة والضعف فيه، بغية بلورة مشروع إسلامي قادر على اجتثاث الاحتلال من جذوره لا التعامل مع ظواهره وإفرازاته فحسب ووفق هذا المنهج الموضوعي حدد موقفه من الاتجاهات الثلاث التي حاولت أن تعالج قضية الاحتلال ، وذلك بالشكل الأتي :
1. رفض الاتجاه الأول الذي يحتسب الاحتلال ظاهرة إيجابية لتعارض هذا المنطق مع الأسس الشرعية والعقلية على حد سواء
2. تفهم منطق الاتجاه الثاني الداعي إلى المقاومة السلمية باحتسابه إحدى درجات الجهاد ، بيد انه اخذ على أصحابه ضيق الإدراك لماهية الاحتلال ، وإسقاطهم لوسائل متعددة يمكن توظيفها لاجتثاث الاحتلال
3. تفهم منطق الاتجاه الثالث الداعي إلى المقاومة المسلحة ، ألا انه اخذ عليهم عدم تفهم مداخلات الاحتلال والإدراك الضيق ، وعدم تحديد الأوليات بدقة وقد قسمهم الى نوعين أحدهما تعامل مع النص خارج سياقة التأريخي ، والأخر تعامل مع النص بعاطفة جياشة ، وكلا النوعين تبلورا بدون مرجع شهيد أن هذا التقييم لا يعني أن سماحة الشيخ يروج لمهادنة الاحتلال فالشيخ قد تفرد بإطلاق نعت (( الفريضة المظلومة )) على فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوله (( هذه الفريضة مظلومة من الطرفين ظلمها المفتي والمستفتي أما ظلمها إفتاءً فحين جعلوها من الواجبات الكفائية وجعلوا لها شروطاً قل ما تتوفر وتفتح الباب واسعاً لتركها والتقاعس عنها )) بل كان في مقدمة المصلحين الثائرين عندما قال: (( أن مصطلح الوجوب الكفائي مصطلح متأخر لم يكن على عهد المعصومين عليهم السلام لكي نتعبد فيه ، وانما هو عنوان انتزع من معناه ومفهومه فلا مانع من تغييره ))
وضمن هذا الإدراك الموضوعي ، لا يدرك سماحة الشيخ الاحتلال على انه استيلاء أجنبي على السلطة فحسب ، كما ذهب إلى ذلك دعاة المقاومة السلمية ، ولا يدرك سماحته ، الاحتلال على انه مجرد تواجد قوات أجنبية على الأراضي العراقية كما ذهب الى ذلك دعاة المقاومة المسلحة ، انما ادرك الاحتلال على انه مشروع حضاري غربي شامل يستهدف تغيير أنماط التفكير والثقافة السائدة في العراق خصوصاً ، والشرق الأوسط عموماً ، مستفيداً من العولمة وادواتها المتعددة ، وما المداخل العسكرية والسياسية للاحتلال الابوابات لهذا المشروع الشامل لهذا يدعو سماحة الشيخ الى (( فضح النموذج الغربي على مستوى النظرية والتطبيق أي بمناقشة اصل مرتكزات حضارته ))
والراجح أن الوجه الحضاري والثقافي للاحتلال سيطول أمده في العراق أما الوجه العسكري للاحتلال فمن المحتمل أن يكون أمده قصيراً ، وربما سينتهي طبقاً للخطوات التي رسمتها قرارات مجلس الأمن الدولي في موعد أقصاه 2006
وضمن هذا السياق ، عمل سماحة الشيخ على تهيئة المقدمات الأساسية التي ستسهم في التعجيل بإنهاء الاحتلال العسكري ومنها :
أ. التأكيد على إقامة الانتخابات في موعدها المحدد لذلك أطلق سماحة الشيخ أقوى فتوى دينية داعمة للانتخابات ، عندما احتسب المشاركة فيها واجباً دينياً كالصوم والصلاة
ب. التأكيد على ضرورة إقامة حكومة دائمة منتخبة ، قادرة على فرض الأمن والنظام في عموم الأراضي العراقية
ج. سن دستور دائم للبلاد مرضي عنه شعبياً
أما على المستوى السياسي ، فقد عمل سماحة الشيخ على تهيئة المستلزمات البديلة للاحتلال ونخبة السياسية ، وذلك بالشكل الآتي :
1. تهيئة النخب السياسية الواعية لتكون بديلاً عصرياً للنخب التغريبية التي يعدها الاحتلال0 وقد تجسدت تلك النخب في كوادر حزب الفضيلة الإسلامي الذي أسسه سماحة الشيخ
2. صياغة خطاب سياسي إسلامي عصري قادر على تفهم حاجات العصر ومتطلباته بغية اسلمة المجتمع والدولة بشكل متحضر بدون إرهاب أو تطرف وهذاما تجسد في خطابات المرحلة التي يكتبها سماحة الشيخ كلما اقتضت الحاجة
3. ميز سماحة الشيخ ما بين نقل السلطة ونقل السيادة
فنقل السلطة إلى العراقيين قد تحقق في الثلاثين من حزيران 2003 بينما نقل السيادة لم ينجز لحد ألان لان نقل السيادة متوقف على ما يأتي :
أ. سيطرة الحكومة العراقية المنتخبة على صندوق تنمية العراق وادارته بدون تدخل أجنبي
ب. سيطرة الحكومة العراقية المنتخبة على القوات المسلحة ، تدريباً ، وتجهيزاً ، وأوامر الحركة
ج. استقلال القضاء العراقي وعدم توظيفه لأغراض سياسية
4. عمل على تعديل التركيبة الطائفية والقومية المجحفة للدولة العراقية ، التي مالت الى تهميش الأغلبية الشيعية أو اضطهادها حيناً ، وتهميش الأقلية الكردية أو اضطهادها حيناً أخر أن هذا التعديل في تركيبة الدولة العراقية سيكون المدخل المناسب لترسيخ الوحدة الوطنية ، وبلورة مشروع وطني شامل قادر على اجتثاث الاحتلال
أما على المستوى الثقافي - الحضاري للاحتلال ، فقد عمل سماحة الشيخ على تهيئة البدائل والمستلزمات آلاتية :
1. تكوين ثقافة وطنية رافضة للاحتلال ، وعدم إعطائه المشروعية تحت أي مسوغ من المسوغات وهذا ما ثبته على ارض الواقع عندما دعا إلى أول تظاهرة رافضة للاحتلال في 28نيسان 2003 وقد كانت تلك التظاهرة اكبر تظاهرة عرفها العراق في تاريخه المعاصر
2. إنشاء المؤسسات الثقافية الإسلامية العصرية القادرة على مواجهة المؤسسات الثقافية الغربية أو التغريبية كجماعة الفضلاء ، وجامعات الصدر الدينية والروابط النسوية والطلابية ومراكز الأبحاث والدراسات ، والمؤسسات الثقافية الأخرى ، كمعهد التطوير الاجتماعي ودور النشر وغيرها
3. تكوين نخب إسلامية ثقافية واعية قادرة على دراسة أسس الحضارة الغربية وثقافتها ونتاجها الفكري بشكل علمي ، وبيان مكامن الخلل فيها بوصفها نتاجات بشرية ناقصة ، ونتاج لبيئة اجتماعية مغايرة 0 وهذا ما بدأه سماحة الشيخ في سلسلة ( نحن والغرب )
4. أن اجتثاث النموذج الغربي الذي يتبناه الاحتلال في العراق على حد قول سماحة الشيخ (( يمشي بخط مواز لخط عرض الإسلام الأصيل الناصع السليم على مستوى النظرية وعلى مستوى التطبيق ، بمعنى تجسيدها عملياً في حياتنا ))
5. ومن اجل تكوين ثقافة شعبية إسلامية موالية للإسلام ورافضة لثقافة المحتل يؤكد سماحة الشيخ على مسألتين أساسيتين هما :
أ. استخدام أدوات التوجيه والإصلاح كافة ، ويركز على وسيلة الخطابة الحوزوية بأحتسابها تزاوج ما بين الوعي والعاطفة من جهة، وما بين الولاء والإخلاص والأيمان من جهة أخرى
ب. ويؤكد على ضرورة بيان العقائد الإسلامية الحقة وترسيخها بالأدلة المبسطة خصوصاً الوجدانية منها ، تأسياً بالقرآن الكريم من دون أشغال الفكر بالبراهين العقلية الدقيقة ، فأنها خاصة بأهلها
وعلى هذه الأسس والادراكات ، فان المرحلة تقتضي بلورة مشروع وطني حضاري شامل يستهدف اجتثاث الاحتلال بأبعاده كافة 0 وان النهوض بهذا المشروع ليس واجباً كفائياً ، بل هو تكليف شرعي للعراقيين جميعاً لذلك يحذر سماحة الشيخ من الوقوع في المتزلقات آلاتية :
أ. النظر إلى الاحتلال نظرة تجزيئية محدودة تكتفي بمعالجة أحد جوانبه أو إحدى إفرازاته ومظاهره
ب. يحذر من احتساب المقاومة واجباً كفائياً إذا قامت به مجموعة سقط عن الآخرين ، لان تلك الجهة سوف لن تقوى على مهامها بدون الوعاء الوطني الشامل ، وتظافرجهود جميع أبناء الوطن
ولعل من أهم مستلزمات المشروع الوطني الذي يستهدف اجتثاث الاحتلال هي :
1. وجود المرجعية الحركية الصالحة التي تشكل امتداداً رشيداً للنبوة والإمامة المعصومة في خط الشهادة ، والتي يتمثل دورها في :
أ. استيعاب الرسالة الإسلامية والحفاظ عليها
ب. الأشراف على ممارسة الإنسان لدوره في الخلافة
ج. التدخل لمقاومة الانحراف واتخاذ كل التدابير الممكنة من اجل سلامة المسيرة
وهذا هو الدور الذي اطلع به الشيخ اليعقوبي في معالجته لقضية الاحتلال ، اذ كان قطب المشروع الوطني الاستقلالي الواعي
2. وجود الكوادر السياسية الوطنية الواعية التي تنفذ المشروع الوطني الاستقلالي في الميدان بكل أبعاده ومراحله
3. وضوح الهدف والقضية لدى المواطن العراقي بحيث لا يحدث لديه أي التباس في تحديد معالم المشروع الوطني الاستقلالي والمساهمة في بنائه
4. توفير الوسائل المعنوية والمادية المناسبة للاضطلاع بهذا المشروع
5. تهيئة بيئة إقليمية ودولية مساندة للمشروع الوطني الاستقلالي كحد أعلى ، او متفهمه لمشروعية هذا المشروع كحد ادنى
6. تهيئة المقدمات الضرورية لانجاح المشروع الوطني الاستقلالي