سلاماً...إلى من يريدون قتلي...
سلاماً...إلى من يريدون قتلي...
ثمة تداعيات في الفترة التي تلت سقوط النظام السابق، ذلك الشبح الذي كان جاثماً على صدر العراق، حرمان عشناه بكلّ أشكاله، وحربُ لم تعرف الهوادة، فالذي يحمل فكراً يحارب، والذي يقول كلمة حقٍ يحارب، وخلاصة القول أن كلّ من يعيش إنسانيته يحارب .
لست بصدد التعريض بشبح النظام السابق، فكفى بالمقابر الجماعيّة دليلاً على وحشيته، وحسبنا الكفاءات العلميّة التي جابت بلاد الغربة دليلاً على غبائه وتخلفه .
لكن أريد القول كان الشعار في السابق (أنا أفكر فأنا موجود) وأصبح فيما بعد (أنا أقاوم فأنا موجود)، فهل نقول الاثنين معاً أم لا، وبمن نكتفي؟! أنكتفي بالفكر أم بالمقاومة لنثبت وجودنا ؟! سؤال أطرحه لذوي الألباب والأحرار في العالم الإنسانيّ .
محمّد باقر الصدر، اسم عرفته الأوساط الفكريّة، ذلك الإنسان الذي عاش معنا بعقله وقلبه منفتحاً على الأفق الإنسانيّ ليشمل برعايته الفكريّة أولئك الذين يعيشون محنة الفكر الإنسانيّ، لأنّ الفكر الإنسانيّ الذي أعنيه هو ذلك الفكر الذي يخلص الإنسان من التيه في أتون الأفكار والفلسفات التي لم تزد الإنسان إلا تعاسة .
وهنا أقول: ما الذي خلد محمّد باقر الصدر؟! هل هي إنسانيته التي عاشها ؟! أم ماذا ؟! لك حق الإجابة وأنت حرّ فيما تقول .
فما هو برأيكم ذنبي لتقتلوني ؟! هل لأني لا أدين بسياستكم ؟! أم لأني لم أنتهج ما رسمتوه لأتباعكم ؟! فان اخترق رصاصكم قلبي، فقد رسمتم بذلك لوحة تمثل فنّكم الداميّ _ إن صح التعبير _ حيث اتخذتم من جثتي مادة للوحتكم وكان دمي جائزة نوبل للسلام، وإن قتلتموني بأقلامكم، فكفى بالقلم أن ينطق ما صنعت لأمثالكم، وإن قتلتموني بالسنتكم، فأقول هل يستطيع هذا اللسان أن يجعلني شبحاً أمشي على الأرض، ويمنعني من أن أعيش إنسانيتيّ ؟! بعد هذا أقول: بماذا تجيبون، وكلّ ما أقول: سلاماً... سلاماً...
عَليّ حُسَين الحسّانيّ