مقتدى والشيخ العاملي ونشر الغسيل
اخواني في شبكة العراق الثقافية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما يحز في النفس أن تصل درجة الخلاف الشيعي إلى هذا المستوى من التضاد في أول نسمة ديمقراطية
نسعى للخلاف سعيا ، ولذات الخلاف ، فلا نتيقن من مراد المتكلم وماهي مراميه النهاية ، وما هي آرائه السابقة.
نحن انفغاليون ، و خصوماتنا ، في مجملها ، ردات فعل لا أكثر ، وتنفيس عن كرب يومي ، وكأننا ننتقم لذاتنا بجلد ذاتنا .
الشيعي العراقي ناقم على وضعه العام ، سجين في منفاه أو وطنه ، يسحل اسمه كل حين لطاولات
المتاجرين باسمه ، يقدمونه هدية منهوبة لمالكي قرار توزيع السلطة.
من الطبيعي أن يفرح ، هذا المنهوب اسمه ، حين يقتل أحد " الناهبين " ، ومن الطبيعي أن يصفق للقاتل حتى لو كان مجرما،
ألم تصفق بعض الأيادي لبنادق المحتلين وهي تهشم أجساد الجنود العراقيين فرحا لتخليصهم من عرش صدام
ليبنوا عروشهم مكانه؟!
يقولون لماذا تفرحون لقتل االسيد مجيد ؟
أنا لا أعتقد أن الأمر يتعلق بفرح وغبطة ، بل أرتياح لغياب حالة " خطأ " من الأفق الشيعي .
البعض ينسى أن العراق في حالة حرب ، وبعض العراقيين أو ممن يعتبرون انفسهم عراقيون ، قد لبسوا زي العدو ، فصاروا هدفا مشروعا
للبعثيين وغيرهم من العراقيين الرافضين للغزو.
ما حصل في النجف ، واثار كل هذه الضجة ، مازال يكتنفه الكثير من الغموض .
فربما جماعة السيد مقتدى هم من قام بهذا العمل ، وربما نكتشف بعد ايام أنهم مجرد قتلة ومجرمين ،
وربما تثبت الأيام أنهم طلبة علم ، قاموا بما يمليه عليهم واجبهم االديني.
بكل بساطة ، نحن لا نعرف بالتحديد ، ربما يحاول البعض الإثبات أنه يملك كل الحقيقة ، وغيره على خطأ ، وأن " ثرياه " تنقل له الحقيقة
مفصلة ، بينما " ثريا " أخرى على أذن غيره تنقل صورة اخرى.
هناك خط أحمر بدأ البعض يتجاوزه ، هذا الخط هو " المرجعية " الشيعية ، وعندما نقول مرحعية لا نقصد بها مرحعية
شخص معين أو مجموعة حواشي ، بل نقصد هذا الكيان الذي يمثلنا جميعا من المحيط إلى الخليج .
" فالمرجعية " هي مجموع " المرجعيات " الشيعية في العالم .
أنا لا أقول أن المرجعية منزهة عن النقد ، فنحن ننقد مرجعية معينة لتسيبها أو لأن بعض العاملين فيها يسعون للكسب مثلا ،
فهذا النقد ( والحاد أحيانا ) هو كنقد وزير في حكومة ما ، ولكن واجبنا هو الحفاظ
على هذه الحكومة.
نقد تصرفات البعض جائزة ، ولكن نقد االكيان لتوهينه غير مسموح به في هذا الوقت ، وربما هي ليست مهمتنا .
استطرادا ، فإن الهجوم الذي يشنه بعض الإخوة على الشيخ العاملي والذي لا أعرف دواعي محفزاته وبهذه الحدة
من الجانبين ، هو كمن يطلق النار على قدميه.
لماذا لا نضع في أعتبارنا تاريخ الرجال ، وماقدموه للمذهب ؟
أنا على خلاف شبه دائم مع الشيخ العاملي في هجر ، منذ قضايا التطبير وانتهاءا بقتل مجيد الخوئي،
ولكن الأمر في النهاية قناعات شخصية ، و ابراء للذمة.
وأنا للآن لا أعرف أسباب تغير لغة الشيخ العاملي منذ شن الحرب على العراق وهو القادر على الحفاظ على لغته في كل الظروف.
ومع سعادتي لتواجدي هنا ، فإنني حزين لفراق هجر التي قررت عدم
زيارتها حتى يرحل عنها الغرباء ، ذوي الأمزجة المتقلبة ، والأسماء المزدوجة.
والسلام
عبدالله