بميلاد الرسول ولدت اُمة

بميلاد الرسول ولدت اُمة

ولد الرسول محمد (ص)يتيما وترا بعد ان فقد أباه وهو جنين في بطن اُمه ومع ان اليتم كثيرا مايؤثر على شخصية الطفل في الانعزال ويغيش حالة الحرمان والشعور بالحاجة الى حنان الابوة فكيف به وقد فقد بعد ذلك امه ؟
ولكن للرعاية الالهية والخصائص العظيمة التي اُودعت فيه جعلت من هذا الحرمان حالة ايجابية عاشها الرسول مع كل من أحاط به فقد غمر الاخرين بحنانه الابوي ورعايته لهم مما جعل الاخرين يشعرون باليتم عند فقدهم إياه
ولم يشر القران الكريم في سوره الى ولادة النبي محمد(ص)لانها لم تمثل حلقة من حلقات الرسالة مع إن كتب السير حفلت بالكثير من الوقائع التي قيل أنها رافقت ولادته الميمونة
الاأن القران ككتاب تبليغي لم يشر الى ولادته كما أشار الى ولادة عيسى (ع)لانها مثلت إعجازا انطلقت منه نبوة عيسى (ع)اما الرسول الخاتم فان رسالته انطلقت بصورة علنيةبعد أربعين عاما من ولادته ولكن القران الكريم سجل لنا بعض مفاصل حياة الرسول في سورة الضحى والانشراح بسبب ما أثاره المشركون من لغط بعد انقطاع الوحي في حالة اختبار وامتحان مربه النبي والمسلمون فجاءت ايات السورتين لتذكر بالرعاية الالهية له وان هذه الرعاية سوف لن تنقطع حتي يصل الرسول الى مرحلة الرضى وان القادم أفضل من اللاحق (وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى)1)
الاخلاق مفتاح الحركة
ونحاول أن نتأمل في بعض صفات الرسول التي أهلته لحمل أعظم وأكمل رسالة سماوية _تخرج الناس من الظلمات الى النور_ونستلهم العبر في طريق الحياة الطويل
لأننا اذا ما حاولنا أن نقود المجتمع ونشعره باسلامه فلتكن حركة الرسول منذ بداية دعوته أو قبلها مع إنني لا أفرق بين الحالتين الا من ناحية الاعلان عن دين جديد يبشر به الصادق الامين
وما دمت قد ذكرت الصادق الامين فسوف أتعرض سريعا لهاتين الصفتين العظيمتين في أي شخصية
فالصدق في الحديث هي نتيجة لانعكاسات نفسية تشير الى المرء السوي ،المرء الشجاع المطمئن الذي لايخاف من تبعات هذا الصدق كما وإن الامانة كذلك
لذلك عندما نبحث في مفهوم الشجاعة لابد لنا أن نوسع مفهوم الشجاعة ولانقصره بشجاعة السيف و مقارعة الفرسان فالشجاعة بدون صدق حقيقي ليست بشجاعة ،والشجاعة دونما أمانة ليست بشجاعة
لذلك قال علي (ع)عندما يتحدث عن شجاعة الرسول يقول:(كنا إذا اشتد الوطيس نلوذ برسول الله)مع ان المتعارف في كتب السيرة ان الرسول الرحيم لم يقتل أحدا بسيفه وانه لم يشهر سيفا بوجه خصومه ومع ذلك
شهد سيد الفرسان علي بن أبي طالب بهذه الشهادة له
ويكفي أن القران توج صفات واخلاق النبي عندما قال (وانك لعلى خلق عظيم)*وسجلت كتب السيرة الكثير من الشواهد على عظم خلق الرسول قبل وبعد الرسالة ولم يسجل التاريخ اي سلوك مخالف بين فترة الصبا الى آواخر حياته مرورا بفترة الشباب
لقد استطاع الرسول ان يقود المجتمع بسبب أخلاقه وعظمها ولم تكن اقواله تخالف أفعاله وكان البادئ بنفسه في اي طلب قبل الاخرين ،اراد الرسول ان يكون اماما قولا وفعلا
اما تواضعه ومحبته للاخرين فيعجز القلم عن ادراك ماتحلى به الرسول العظيم
دراسة السيرة وفق القران
وهنا لابد لنا من الاشارة انه توجد بعض الشطحات بين كتب السيرة التي تأثر كتابها بشكل او باخر بما عُبر عنه بالاسرائيليات
كما ان بعض المؤرخين بدأ يترجم ما كتبه المستشرقون واعتباره الاساس لما يخطه في حياة الرسول بدلا من التوجه الى الاصول الاسلامية في هذا المجال
وهنا لابد من التنويه الى ان كل ما يكتب عن حياة الرسول لايوافق الخلق القراني فهو باطل ما لم نجدله تأويلا شرعيا يثبت صحته مما لايتنافى والروح الاسلامية عامة 0
اننا بنشر الصحيح من السيرة قد نغلق الابواب على من يسيء الى شخصية الرسول وخصوصا في المجتمع الغربي
حيث ان من أساء الى شخصية الرسول اعتذر بانه لايعرف الكثير عن هذه الشخصية وان ما ينقل من كتب السيرة الغير منقحة قد يفتح المجال الى هذا القدح في من وصف على لسان إحدى زوجاته ام المؤمنين حينما سئلت عن الرسول فأجابت :(كان خلقه القران)*2لذلك فان تمحيص ما نقل عن الرسول يكون عن طريق القران الكريم
دعوة عامة
في ذكرى الولادة نستمد من عطاء الرسول وشخيته القيادة دروسا للحركة في مجتمعنا العراقي بعد خمس وثلاثين سنة عجاف حاول الطاغية تدمير الشخصية العراقية
وقد يعترض بعض الناس من ان السياسة وتداعياتها لاتسمح لنا بالعمل الاسلامي واسلمة المجتمع
لنفكر بحركة الرسول في هذا المجال ونتأمل في مدى الصعوبات والعراقيل التي وضعت في طريقه ولكنه كان يردد(ان الله معنا)*لذلك على الاسلاميين في هذه المرحلة التأسيسة في مراحل البناء الاولى في العراق الجديد ان يسيروا في ذات الاتجاه الذي سار فيه الرسول الكريم للوصول الى طريق الهداية وقد أخرج الناس من الظلمات الى النور بفعل ثباته أولا ومحبته للناس ثانيا
فمن غير المكن أن أسعى لهداية الناس دون أن أشعر بحبي لهم
ان العقبة الرئيسية التي تقف في طريق الرسالين هو انقطاع الجسور بينهم وبين الناس نتيجة عدم اقتناعهم ما يسبب الصدمة أو الفتور أو الاحباط لدى العاملين فتبدأ حالة الاعزال وتتوالى الشكاوى من العاملين
وليكن شعارنا (قل لا أسألكم عليه أجرا.ان اجري الا على الله..)13
وقد يشعر بعضنا بوحشة الطريق ووحدته فيما ينشد اليه وان التيار المعاكس أقوى بكثير
واجابتنا ان الرسول كان فردا واصبح امة (ولكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر)4صدق الله العظيم

وللحديث بقية

علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com
__________________________________________________ ____________
!-القران الكريم سورة والضحى
2السيرة النبوية
3- القران الكريم سورة