-
التركمان والتيار الصدري
التركمان والتيار الصدري
بدر الحاج كمال
بعد مرور ثلاث سنوات على سقوط الصنم أدرك الكثيرون ممن كانوا يعادون التيار الصدري بأنهم على خطأ وقد قام البعض بمراجعة حساباته مرة أخرى وخرج بقناعة بان التيار الصدري وبرئاسة سماحة السيد مقتدى الصدر هو تيار أصيل وقوي وتحتاجه الساحة العراقية ( المعقدة) وان سماحة السيد لم يكن ظاهرة وقتية وإنما كان يمثل قيادة شعبية متحركة متغلغلة في أوساط الجماهير ورثها عن أبيه سماحة أية الله العظمى الشهيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه ومن سماحة اية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر عليه الرحمة والذي يعتبر بحق وحقيقة أبا للحركة الإسلامية المعاصرة في العراق، وان مكانة السيد مقتدى الصدر بين أوساط الشعب العراقي مازالت تتعزز يوما بعد يوم لصلابة مواقفه من قضايا الأمة ، وقد أدركت الدول المجاورة وغير المجاورة أهمية هذا الزعيم الشاب فأولته اهتماما يستحقه وتجلى ذلك في استقبال الملك عبدالله بن عبد العزيز له وزياراته إلى إيران وسوريا والاستقبال الرسمي الحافل الذي حظي به هناك ، كما ان الدول المعنية بالشأن العراقي وعلى رأسها أمريكا تعرف مكانة السيد ومدى تأثيره على الشارع العراقي وتعلم بأنها لا تختلف عن المكانة اللائقة التي كان يتحلى بها الامام الشهيد محمد محمد صادق الصدر بين أوساط الجماهير مما حدا بالنظام الصدامي الى تصفيته عليه الرحمة ، والذي جعل مكانة السيد مقتدى تتعزز أكثر محليا ودوليا هو عزوفه عن المناصب الزائلة مع قدرته على تسنم أي منصب يختاره وان المناصب تأتي إليه طائعة دون الجري وراءها .
إن شعبية السيد الصدر تعدت المناطق الشيعية في الوسط والجنوب ووصلت الى الشمال العراقي وله في قلوب التركمان خاصة مكانة عظمى اكتسبها من اهتمامه الشخصي بقضايا المقهورين ولاسيما قضايا الشعب التركماني ، والسعي الجاد لتحقيق مطامحهم المشروعة ، ويشهد التركمان بان دعم السيد مقتدى لهم لم يقتصر على الصعيد الشعبي فقط وإنما على الصعيد الرسمي أيضا وانه قد أمر بترشيح احد الشخصيات التركمانية ضمن قائمة التيار الصدري وهو السيد فوزي أكرم ، وهذه العلاقة الحميمة بين الصدر والتركمان ليست وليدة اللحظة وانما تعود الى أيام الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر وامتد الى عهد الشهيد السعيد السيد محمد صادق الصدر ، حيث اُشتهر عن الصدر الأول قوله بأنه يحب التركمان حبين احدهما لأنه يحبهم والأخر لحب وكيله السيد عبد الغني الموسوي لهم حيث أرسله وهو احد اقرب المقربين إليه لينوب عنه في المناطق التركمانية وحثه على القيام بأمرهم وتصريف شئونهم الحياتية ، ويُروى عنه انه كان كثير الاهتمام بالطلبة التركمان في الحوزة العلمية وكان يؤكد على منحهم جميع أنواع الاهتمام سواء من الناحية العلمية أو المالية ، وفيما يتعلق بعلاقة التركمان بالسيد محمد صادق الصدر فان الوفود التركمانية كانت تحرص على تجشم عناء السفر الى الكوفة أسبوعيا لحضور مراسيم صلاة الجمعة العبادية بإمامة السيد الشهيد ، وحرصهم هذا ينبع من تمسكهم بقيادته الحكيمة رغم الصعوبات التي كان يمر بها الشعب العراقي في عهد النظام السابق ولا سيما الشيعة الذين كانوا يعانون الأمرين من النظام في ذلك العهد . ومن دلائل اهتمامات السيد صادق الصدر ان بعث وكلاءه الى المناطق التركمانية المختلفة يقومون بمسئولياتهم الشرعية والوطنية في تلك المناطق .ومازال السيد مقتدى الصدر حريصا على مقاومة تهميش التركمان في الحياة السياسية العراقية كونهم القومية الرئيسية الثالثة في البلاد وهذا التهميش واضح من حرمانهم من المناصب السيادية في البلاد ، مع ان الإنصاف يدعو الى منح التركمان منصبا سياديا واحدا بالإضافة الى وزارتين ليتناسب مع حجمهم السكاني فضلا عن إنصافهم في الوظائف الكبرى في الدولة و في السلك الدبلوماسي أيضا .