لقد أسمعت أيها الجعفري لو ناديت حيا ولكن..........
لقد أسمعت أيها الجعفري لو ناديت حيا ولكن..........
بدر الحاج كمال
ان الجعفري لم يفاجئ أحدا بتخليه عن رئاسة الوزارة لان الأمور كانت مرسومة بشكل تصب في هذه النتيجة الحتمية ولكن يوم تخليه عن المنصب له دلالة كبرى وهي ان الديمقراطية انتهت في العراق أو إنها بادرة لبدء ديمقراطية من نوع جديد قائم على التوافق والمحاصصة وهذا يفتح الطريق أمام الفرقاء الكبار على الساحة السياسية العراقية عدم الدخول في انتخابات مستقبلية وصرف الملايين من أموال الشعب بالإضافة إلى إهدار الجهد والوقت والاكتفاء باجتماع في قصر احدهم ويستحسن ان يكون الأكبر سنا وتوزيع المناصب على بعضهم البعض ، فالأحجام معروفة والأوزان موصوفة.
لقد أسمعت أيها السيد الجعفري لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
لقد أقمت الحجة على الأصدقاء قبل الأعداء
لقد قمت بواجبك أتم قيام أمام الله والضمير والشعب والتاريخ .
لقد أعدت النداء مرارا وتكرارا: هل من ناصر ؟ ولكن لا ناصر ولا مجيب.
لقد فزت أيها الجعفري وخسرت الديمقراطية وخسر الوطن، وما ضر موسى عندما اجتمع الناس على فرعون وما استفاد الناس عندما اجمعوا أمرهم على يزيد.
لقد دخلت التاريخ وسجلت رقما صعبا لا يبلغه احد كرئيس وزراء منتخب ، يُعزل قبل ان يتقلد المنصب ، وقبل ان يمنح الثقة في البرلمان ، وقبل ان يُعطى الفرصة له لإثبات نفسه ، نعم لقد تم حرمان الأكثرية من حقهم ، واعلم أيها السيد الجعفري بأنك قد ارتحت من مسئولية كبرى ، وإنهم لن يحولون البلاد إلى جنة ونعيم خلال الأربع سنوات القادمة .
أيها الجعفري لقد أراد الله بك خيرا.
واليوم فليندب النادبون وليشمت الشامتون من العملية الديمقراطية وليس من شخص الجعفري وما آل إليه فانه إنما آل إلى خير ، وقد نزلت من على كاهله مسئولية كبرى لا تهد الرجال فحسب وإنما تهد الجبال الرواسي .
اليوم ضاع الحق، اليوم كان انقلاب 14 تموز و8 شباط و17 تموز، اليوم سقط بغداد، اليوم انتهكت الحرية، اليوم سلبت الديمقراطية، اليوم تم تزوير الانتخابات، اليوم ضاعت التضحيات.
أيها الساسة ، لقد ذهب الجعفري بعزها وفخرها وهاكم العراق فأعيدوا إليه الأمن والاستقرار والرفاه ، ان استطعتم ..