جواد المالكي: رجل صاحب قرار متحدث جرئ - بقلم سابرينا تافيرنيس
مقالات مختارة // جواد المالكي: خبرته قليلة لكنه متحدث جرئ - بقلم سابرينا تافيرنيس
25-04-2006 / 08:58:07
جواد المالكي: السياسي الشيعي الذي تم اختياره ليكون أول رئيس وزراء عراقي دائم، رجل صاحب قرار ومباشر ويعرف عنه أنه جرئ في طرح وجهة نظره، لكن خبرته في الحكم قليلة، كما يقول زعماء سياسيون عراقيون.
بدا المالكي، 55، متوترا وعصبيا أمام عدسات التلفزة وهو يتحدث للمرة الأولى بعد ترشيحه من قبل الأحزاب الشيعية السياسية صباح يوم السبت، وعلى الرغم من تمتعه بحماية عبد العزيز الحكيم، أكثر الشيعة العراقيين نفوذا، إضافة إلى إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إلا أن المالكي اختار ألفاظه بعناية وهو يحاول إبعاد المخاوف بأنه سيكون شيعيا متزمتا في عمله.
«أولئك الذين سيتسلمون المسؤولية في الحكومة الجديدة سيكونون ممثلين للشعب، وليس لأحزابهم»، قال المالكي، وكان يرتدي بدلة بنية اللون وربطة عنق محلاة بالنقوش. «هذه هي الأوضاع العامة التي يجب أن يأخذها رئيس الوزراء وحكومته بعين الاعتبار».
لم يشغل المالكي منصبا رسميا في الحكومة العراقية منذ الاحتلال الأميركي، لكن عدم خبرته في الفرع التنفيذي قد يكون من نقاط القوة المؤثرة لديه كما قال بعض الزملاء. الجعفري الذي قبل التنحي هذا الأسبوع لم يرق للاحزاب الكردية أو السنية بسبب سجله السياسي الذي لم يلق استحسانهما.
«إنه رجل قوي وسمعته نظيفة»، قال موفق الربيع، مستشار الأمن الوطني العراقي وصديق السيد المالكي. «وهو لا يجر خلفه حقائب كثيرة». اسم جواد المالكي الأول هو نوري، لكن أطلق عليه أسم جواد عندما أصبح زعيما للمعارضة إبان حكم صدام حسين.
هو من أسرة شيعية من الطبقة الوسطى تعيش في جنوب العراق.
ولد المالكي عام 1950، ونشأ في الهندية، بين كربلاء والحلة. وهو يحمل ماجستير في اللغة العربية وآدابها من شمال العراق.
عمل في وزارة التربية والتعليم في الحلة حسبما أوردت الصحف العراقية وذلك قبل أن يفر من العراق عام 1979 وقد قضى 23 عاما في المنفى هربا من حكم صدام حسين قضى معظمها في سوريا. يعتبر المالكي واحدا من السياسيين الشيعة المتشددين وهو رأي شكله إبان سنوات منفاه عندما كان يدير فرع دمشق لحزب الدعوة، وهو حزب ديني شيعي.
منذ عودته للعراق سرا في أواخر 2002، قبل الاحتلال الأمريكي بفترة قصيرة، لعب المالكي دورا بارزا في لجنة نزع البعث المستقلة، وبرز نصيرا مؤازرا دون أي مهادنة للسياسات التي نزعت البعثيين من الوظائف الحكومية وأبعدت الكثير من السنة العرب عن الحكم. المالكي لا يتقن أي لغات أجنبية لكنه قادر على الإدلاء بدلوه في العديد من المواضيع، كما قال زهير حمادي، الأمين العام السابق لمجلس الوزراء، وقد كان يتجاذب الأحاديث السياسية والشعر معه أثناء الفترات الطويلة التي كانا يقضيانها في تناول وجبات الطعام العراقي. يمكن قياس مدى كون المالكي مغمورا في العراق، فهو يوصف بأنه متشدد ورجل مستعد لقبول الحلول الوسط. وقد كان واحدا من الذين كتبوا الدستور العراقي في العام الماضي، حيث تواصل في تلك الأثناء مع الأكراد .
«يمكن للناس أن يتوصلوا إلى أسلوب عمل معه في المسائل التي فشلوا فيها مع الجعفري»، قال أحد المستشارين السياسيين القريب من الكتلة الشيعية. «إنه أكثر عقلانية».
ومع ذلك، عبر بعض العراقيين عن تحفظهم على سمعته المتشددة وأسلوبه المباشر الذي قد يبعد الآخرين عن طاولة المفاوضات السياسية.
سياسي عراقي كان يعمل بصورة وثيقة مع المالكي قال أنه «غير مرن، ويتشبث بآرائه، وأنه جرئ جدا في التعبير عن تلك الآراء»، ستوقع صفاته الشخصية هذه به في المشاكل يوما ما مع الأحزاب الكردية والسنية.
شغل المالكي منصب رئيس لجنة الأمن في الجمعية الوطنية وكان المتحدث بإسم الكتلة الشيعية، التي تعرف بتحالف العراق المتحد.
سيدة شيعية سياسية مستقلة قالت أنها واجهت صعابا مع السيد المالكي لأنها امرأة. وأضافت شعثة الموسوي أن السيد المالكي رفض ضمها وثلاثة نساء شيعيات أخر إلى لجنة تفاوض حول منصب رئيس الوزراء.
«هذا الحادث إضافة إلى تاريخ عملي معه في الجمعية الوطنية شكلا عندي الانطباع بأنه ينظر للمرأة على أنها غير مؤهلة بما فيه الكفاية لتولي مثل هذا المنصب»، كما قالت.
نيويورك تايمز