أخبار تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
[align=center]رايس ورامسفيلد في العراق لدفع رئيس الوزراء الجديد لتشكيل حكومة[/align]
بغداد (رويترز):
وصل وزيرا الخارجية والدفاع الامريكيان كوندوليزا رايس ودونالد رامسفيلد الى بغداد يوم الاربعاء في مسعى لضمان أن يشكل رئيس الوزراء الشيعي الجديد بالعراق حكومة وحدة وطنية.
وشدد رامسفيلد ورايس اللذان أوفدهما الرئيس جورج بوش بعد أيام من ترشيح نوري المالكي الذي وضع نهاية لجمود دام أربعة أشهر بين التكتلات الطائفية والعرقية المتعارضة على ضرورة تشكيل ائتلاف موسع لوضع حد للعنف وتحقيق الرخاء في البلاد.
وجاء اجتماعهما مع المالكي الذي يقول انه في حاجة لاسبوعين لتشكيل حكومة بعد يوم من اذاعة شريط فيديو غير مسبوق لزعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي ندد فيه بالقيادة العراقية في بغداد ووصفها بأنها دمى للمحتلين الامريكيين وتوعد بقيادة المسلحين من الاقلية السنية للنصر في هجمات جديدة.
وعادت رايس التي تحدثت عن "نقطة تحول" في المشروع الامريكي بالعراق المستمر منذ ثلاث سنوات بعد ثلاثة أسابيع فقط من زيارتها السابقة التي ساهمت في الاسراع برحيل ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق الذي لاقى معارضة متزايدة.
وقالت رايس ان اجتماعاتها مع المسؤولين العراقيين تتركز على الحاجة لتشكيل حكومة خالية من الشخصيات الطائفية المثيرة للانقسامات. وقال رامسفيلد انه يتعين ان يتم اختيار الوزراء اعتمادا على ما يتمتعون به من كفاءة وأمانة فيما سيكون أول حكومة ذات ولاية كاملة منذ الغزو الامريكي.
ووضعت الخطوة التي اقدم عليها الائتلاف الشيعي الاسبوع الماضي بالتخلي عن الجعفري لصالح أقرب مساعديه نوري المالكي نهاية لشعور الولايات المتحدة بالاحباط بسبب استمرار الجمود رغم مرور أربعة أشهر على الانتخابات ومنحت تلك الخطوة المالكي شهرا لتشكيل الحكومة.
وأظهرت الحكومات السابقة التي شكلت تحت اشراف الولايات المتحدة الحاجة الى توزيع الوظائف بين الطوائف الرئيسية.
والتقت رايس ورامسفيلد اللذان وصلا بغداد كل على حدة أيضا مع الرئيس جلال الطالباني (كردي) ونائبيه السني والشيعي.
وقال زعماء من السنة والاكراد الذين انضموا الى الشيعة في التحذير من أن الفشل في تشكيل ائتلاف موسع يزيد من مخاطر تحول التوتر المتزايد وأعمال العنف الطائفية الى حرب أهلية شاملة انهم يرغبون في التعاون مع المالكي وليس الجعفري.
وتحدث المالكي نفسه وهو مدافع قوي عن موقف الاسلاميين الشيعة لمدة ساعة في مقابلة تلفزيونية يوم الثلاثاء مؤكدا الحاجة لضم جميع الطوائف الى الحكومة وحل الميليشيات الطائفية لمنع نشوب صراع.
وقال حسين الفلوجي المسؤول بجبهة التوافق العراقية وهي أكبر كتلة سنية في البرلمان ان حديث المالكي يعتبر بداية طيبة وخطوة جيدة على الطريق الصحيح.
واضاف ان حكومة لا تهمش الجماعات الاخرى ستمضي قدما على طريق ايجاد حلول حقيقية للازمة العراقية الحالية.
وقالت رايس قبل اجتماعاتها بالمسؤولين العراقيين "نقطة التحول هي أن العراق لديه الان أول حكومة وحدة وطنية دائمة وهذا يتيح له فرصة حقيقية جدا لمعالجة المشاكل المزعجة التي يواجهها."
وفي مؤشر على خيبة الامل في الولايات المتحدة تجاه التأخير في ترجمة الانتخابات التي جرت في ديسمبر كانون الاول الى حكومة تبنت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري يوم الثلاثاء مذكرة لجعل أي مساعدة أمريكية اضافية مشروطة بمدى وفاء الزعماء العراقيين بالجدول الزمني الذي حدده الدستور بشأن تشكيل حكومة.
ومع تدني شعبيته وتذمر أنصار حزبه الجمهوري قبل انتخابات الكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني القادم يبدو الرئيس الامريكي جورج بوش حريصا على بدء سحب القوات من العراق.
ولكن تصاعد حدة أعمال القتل الطائفي من جانب ميليشيات شيعية موالية للحكومة ومتمردين من السنة بعد تفجير مزار شيعي مهم في فبراير شباط عرض جهود سحب القوات للخطر.
ولم يخض رامسفيلد أو الجنرال جورج كيسي قائد القوات الامريكية بالعراق في تفاصيل بشأن ما يعنيه تعيين المالكي فيما يتعلق بخططهما لاعادة نحو 133 ألفا جندي أمريكي الى بلادهم هذا العام. ووصف كيسي تعيين المالكي بأنه "خطوة مهمة".
ورفض رامسفيلد الذي سخر من دعوات من جانب جنرالات متقاعدين تطالب باستقالته انتقادات بأن القوات العراقية الجديدة غير قادرة على تولي المسؤولية من الامريكيين أو الحيلولة دون نشوب حرب أهلية طائفية.
ولدى مشاهدته تدريبا للقوات العراقية قال رامسفيلد "هذه دولة ذات سيادة وهم يحققون تقدما جديرا بالاعجاب."
وقال رامسفيلد في المؤتمر الصحفي "الخطوة التالية" هي ان يشكل المالكي حكومة من "اناس اكفاء اناس يدركون اهمية ادارة الوزارات لا على اساس طائفي بل كوزارات لكل البلاد" وقادرين على محاربة الفساد في شتى انحاء البلاد.
وفي تصريحات أذيعت في الوقت الذي كانت فيه قنوات تلفزيونية أخرى تذيع أول شريط فيديو من الزرقاوي قال المالكي ان القوة وحدها لن تنهي العنف وأن حكومته ستسعى لتحقيق الرخاء لاخماد الاعمال العدائية.
وفي تسجيل مصور نادر وضع على موقع على الانترنت قال زعيم تنظيم القاعدة في العراق ان "المجاهدين" يقاتلون على الرغم من "الحملة الصليبية" المستمرة منذ ثلاث سنوات وان الولايات المتحدة تتدخل في تشكيل حكومة جديدة.
وأضاف في التسجيل ومدته 35 دقيقة "ان القادم سيكون أشد ايلاما."
من ستيورات جرادجينجز وويل دانام
(شارك في التغطية أليستر مكدونالد وأسيل كامي)