يانخلة العراق الشامخة:أحببت شعبك فأحبك أيها الجعفري الكبير
أحببت شعبك فأحبك أيها الجعفري الكبير
أرض السواد : زهير الزبيدي
ولهذا لم يستطع أن يسقطك الماكرون!!! نعم أيها الجعفري الكبير، نعم أيها العلوي الأصيل فكرا ونسبا، وانسيابية في الكلام المهذب النبيل. نعم هنيئا لشعبك بك وهنيئا لك بشعبك.
نعم أحببتهم فاحبوك، وغار منك أعدائك وغرمائك السياسيون ، وغارعلى شرفك وسمعتك الشعب كله، فالتقت الأصالتين، أصالة الأشيقر، وأصالة الرحم العراقي ، لتجرى في نهر الشفافية، جريان حديثك الزلال على شفتيك الطاهرتين. وتجاوب معك الشرفاء من المظلومين بكل ألوانهم المذهبية، المثقفة والشعبية، والمعدمة التي رحبت بك عند قدومك أول يوم لسلطة مجلس الحكم وقلت يومها( أملي أن أرى العراق يحكمه عراقيون محض) فأرهبت المحتل وهو يناور في حديثه، وعندما سمع الشعب خطابك، امتلئت قلوبهم بالأمل فشبعت بطونهم الجائعة بانتظار اللقمة الطيبة القادمة عند تحقيق حلمك ذاك... وجاع المتخمون فخافوا وراحوا يهرجون عليك بما تعلموا من ثقافة التهريج.
فرح المعذبون المجروحون رغم جراحهم، لأنهم تلمسوا الأمل فيك، وتجهّم المخضرمون في نفاق السياسة، فحاكوا لك المؤامرات.
هتف الحالمون بصدق، عندما تلمسوا الأمل فيك بعد الله، وهو يخرج كلمات صادقة من بين شفتيك ، التي طالما سبحت لله في أن تنصرك من أجل نصرت شعبك الذي أحس بالحاجة الى مثلك، بعد فقدهم الصدرين العظيمين، وبعد أن قرأك صادقا، وفيا، متساميا بالمفردة والخطاب، وهتف الدجالون ضدك ليسقطوك، فسقطوا وخابوا، وسعيت أنت لحفظ ماء وجوههم عندما خيروك، بين وجودك على رأس سلطتهم، وبين أن يذبح الشعب مرتين، فآثرت الشعب على نفسك لأنك تصديت من أجله، لتنزل الى مقاعد البرلمان، ماسكا كل ملفات الفساد الأمني، والأداري، والمالي فالى أين يهربون منك.
وسموت بفعلتك عندما أعدت الأمانة لمن إئتمنوك، ليحتل صهوة المجد أخاك في الجهاد والمصداقية، والثبات على المبدأ، وراح المنافقون يمجدوك كاذبين، ويصفقوا لك ويحيوك لأنهم لم يجدوا فيك نقصا، فأسقطوا عليك عوراتهم في الحكم، ليحملوك مسؤولية وزارئهم الذين كانوا منقادين لهم وليس للوزارة، فخططوا معهم هذا الأسقاط المخزي. لم يكن نهاية أدائك الا حفظ ماء وجوههم، التي أهدرتها كلماتك الصادقة، ونزاهتك التي اعترف بها كل ما عمل معك، حفظا للوطن ومصالح شعبك، عندما قلت لهم مقولة الفراهيدي لابنه:
لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهل فعذرتك
طوبى لك ولقلبك الكبيروهو يحتوي حتى أعدائك، عندما قلت لهم وأنت تعيد الأمانة للأئتلاف، سأكنّ كل الحب والأحترام، وسأكون سندا للذي يرشحه الأئتلاف ولو كان يكرهني، وكنت صادقا بذلك، ولهذا خاب مسعاهم، وهُزمت خططهم، وتهاوت قلاع كذبهم ودجلهم، فعدت الى أحضان شعبك شامخا به، بكل صدق وأصالة. وتلاعب غرمائك وأعدائك، بالألفاض ليزايدوا عليك وطنيتك، فهزمتهم ليلوذوا بالمحتل، فحار المحتل ليعود خائبا هو الآخر، ليقبل بالجديد ـ أملا بلوي ذراع ظهيرك الذي كان مثلك لايهادن ولايساوم على حق شعبي ــ بمخطط جديد، لتآمر جديد، ونصب أفخاخ جديدة.
أنهم جهلوا حقيقة الشعب وجهلوا نقاط قوته، فضنوا أنه يضعف بحاجة الجوع والأرهاب، ونسو واجب الوعي وتوحد الكلمة. وضنوا أنه سيضعف بحاجة الأمن، ونسوا أو تناسوا حليفهم القديم صدام وحثالاته ومن يسيراليوم على خطه، كم مارسوا من الأرهاب، واليوم يمارسوه لاكمال مسيرة ياسين الهاشمي، ونوري السعيد ، فحول الفتنة الى عرس عراقي اصطف الجميع معه، ونسوا أن الصدر جدد في العراقي فكرا متهوجا لاينطفأ، وحركية أسرع من صواريخهم الذكية، التي ان استطاعت هدم البنى التحتية للبلد، لكنها لم تستطع التمكن من العقل الوطني الأصيل، لهذا لم تكن صواريخهم الا غذاء تتغذى عليه روح العراقي، التي اعتادت غذاء المحن، والتزود منها بالقوة المستمدة من كربلاء، التي ظلت ناقوسا يدق في ذاكرة النسيان كلما غفل الشعب أعادته لنبعه الجهادي المتفاني، وعقول محبي عقيدة الحسين، ودين الحسين، وطريقة الحسين بالشهادة، بعد الصمود والتصدي والأثار والتضحية.
أيهاالأشيقر الجعفري ، كنت طبيبا ناجحا عندما عالجت المشكلات بطب التشخيص السياسي، فشخصت النكرات وكشفتهم بأدائك دون التصريح لحفظ لحمة الشعب، وكنت سياسيا مرموقا، عندما أضفت لمفهوم السياسة الصدق في القول والعمل، بعد أن أرادوها نفاقا ودجل، فهرب المنافقون والدجالون، وتآمروا ليزيحوك عن طريقهم بالنهم من المراكز، فخاب سيعهم وخابت كلمتهم، وتشتت جمعهم.
كيف لاتكون هكذا وقد عاصرت فترة حكم البعث المقبور، واستلهمت عصارة فكر السيد الشهيد الصدر الأول ــ حاضنك ومربيك منذ نعومة أظفارك ــ فتبعته في خطابه، وحسه، وخلقه، وطريقة متابعته للشأن العراقي، واضعا اياه في قلب الحدث العالمي حتى صرت صداه، أحس الآخرون أم جهلوا ، سواء على طريقة البعض حيث يقول منهم: لم يستطع الآخرون فهم الجعفري ، وكأنه يتكلم لغة الآخرين وليس لغة الفصاحة والفكر العصريتين ، أو على طريقة الجهل أو التجاهل.
ومن أجل هذا كله، نقول لك أيها الجعفري الكبير، أنت لم تكن ملك نفسك، انما أنت ملك الوطن والشعب، وعليك تكليفا شرعيا في حفظ أمانة الشعب في أن تحمي نفسك من القتلة والمنافقين، ونعرف جيدا أنك تعرفهم عن قرب وقد أنقذت الكثيرين من الضحايا.
فالأحتياط واجب، والحذر من القتلة واجب، والحماية على نفسك واجب وطني وليس شخصي، بعد أن عرفت وأنت في قلب الحدث العراقي، وبين أفاعيه وحيتانه، أنك مستهدف، سمعت فحيح أفاعيه عن قرب، ووصلك زفير حيتانها تريد اغراقك أمام ناظريك .
شخصتهم بالممارسة، والهوية، والجهة، فما عليك الا حفظ أمانة الشعب، التي قدمتها فداء له عندما قلت: من يتصدى لمصالح الشعب عليه أن يقدم جمجمته وحياته، حتى صارت ملكا للشعب، فحافظ عليها لكي تواصل الدرب فهو طويل، وسيناريوهات المحتل كثيرة، وأهداف المرتزقة لاتنتهي عند هدف، فهم كلما قضموا من كعكة العراق قضمة ازدادوا نهمهم فيها، وأنت صرت المسؤول الأول بين المسؤولين الشرفاء، ولابد من الأستجابة لشعبك، والله حافظك ومعينك على الجميع فبديهية القرآن تقول : ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. فهو حسبنا ونعم الوكيل.
http://iraqsawad.net/april_2006/596.htm