مكتبات سعودية تبيع كتباً تدعو إلى القتال والتفجير بالأحزمة ناسفة
مكتبات سعودية تبيع كتباً تدعو إلى القتال والتفجير بالأحزمة ناسفة
دبي: كشفت صحيفة سعودية عن كتب تباع في المكتبات العامة في بريدة, شمال الرياض, تحث الشباب السعودي على الجهاد والخروج لقتال "الكفار" والتفجير بأحزمة ناسفة لنيل الشهادة ودخول الجنة.في الوقت نفسه قالت مصادر رقابية في وزراة الثقافة والاعلام السعودية إن هذه الكتب ممنوعة، مشيرة انه سيتم سحب ترخيص أي مكتبة يثبت عرضها لكتب محظورة.
وقالت صحيفة "الوطن" السعودية الصادرة اليوم الثلاثاء 2-5-2006 إن الكتب المعروضة فيها فتاوي بأسلوب يستثير عواطف الشباب, وتطالبهم بأن ينالوا المكارم والفضائل التي لا يحول بينهم وبينها سوى الموت, وأخرى تشجع العمليات "الاستشهادية" وتحللها مع شرح طرقها وأسبابها, وفتاوى تجيز ارتداء المسلم حزاماً ناسفاً والدخول بين "الكفار " وتفجير نفسه واعتبار ذلك من ضروب الجهاد المشروع والشهادة.
واضافت الصحيفة إنها تمكنت خلال جولة في تلك المكتبات من العثور على كتاب بعنوان "مستند الأجناد في آلات الجهاد, ومختصر في فضل الجهاد", وهو كتاب صادر عن وزارة الثقافة والإعلام العراقية عام 1983 وطبع في دار الحرية ببغداد, ويتناول حروب التحرير والفتوحات وتشكيلات الجيوش والتخطيط العسكري والأسلحة والمعدات والتجهيزات وأنواعها وأقسامها وصناعتها وتأمين كل ما يحتاجه الأجناد من أجل تعبئتهم للقتال ووجوب الجهاد وفضله.
وجمع الكتاب مخطوطين فريدين هما "مستند الأجناد في آلات الجهاد " و"مختصر في فضل الجهاد" يمتلكهما قسم المخطوطات في المؤسسة العامة للآثار والتراث العراقية.
وينتهج المؤلف أسلوباً علمياً خاصاً في تقسيم هذين الكتابين بعد أن استقصى المعلومات وجمعها ورتبها في أبواب وفصول وأنواع وأصناف وجهات, وذلك بحسب ارتباط المعلومات ببعضها كأصول وفروع, ونسقها وعرضها بأسلوب سهل واضح المعنى مع احتفاظه بالعمق والشمول والإحاطة الكافية بكل جوانب المادة التي تناولها.
ووضع المؤلف الكتاب الأول (مستند الأجناد في آلات الجهاد) في 30 باباً بدأها بذكر السلاطين وأمراء الجيوش ومكانتهم وما عليه في تهيئة الأجناد وآلات الجهاد, ثم ذكر النفقة وتجهيز المجاهدين وفضلهم وخدمتهم والبذل لهم ومنزلة الشهداء, كما ذكر كيفية الخروج للجهاد ونزول الجند وتقسيم الجيوش وتنظيمها والتعبئة للقتال والطلائع المقاتلة والبيات والغارات وغيرها.
أما في الكتاب الثاني (مختصر في فضل الجهاد) ، فجعله المؤلف في 5 أبواب, أكد في الأول والثاني منها ما تناوله في مستند الأجناد, ولكن بتركيز أكثر حين تكلم عن السلطان وما عليه من أمور تجاه الأمة وما على الأمة تجاه السلطان وكيفية اتخاذ الأجناد وإعدادهم للقتال وآلات الحرب.
أما الأبواب الثلاثة الأخيرة فتناول فيها مواضيع لم يتطرق إليها في مستند الأجناد وهي الأحكام الشرعية المتعلقة بنتائج الجهاد والتي يمكن أن تسمى بأحكام الحرب, كالغنائم التي يحصل عليها الأجناد وتقسيمها في ما بينهم وبين عامة الناس وما يوضع على الأراضي سواء المفتوحة منها عنوة أو صلحاً أو التي أسلم عليها أهلها من الفيء والخراج وكيفية توزيعها وصرفها وبيت المال وحقوقه وجهاته وأوجه الصرف منه وكيفية إستقطاع الأراضي واستغلالها واسترجاع ما لم يستغل منها.
الرقابة تؤكد حظر هذه الكتب
في الوقت نفسه، قال مدير إدارة الرقابة العربية بقسم الإعلام الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام السعودية يوسف بن عبدالرحمن اليوسف, إن " مستند الأجناد في آلات الجهاد ومختصر في فضل الجهاد" يدخل في حكم الكتب الممنوعة التي يحظر بيعها في المكتبات.
وقال " في حال إبلاغنا بوجود مكتبات تبيع كتباً ممنوعة وثبوت ذلك يتم تطبيق الإجراءات النظامية بحقها وتوقيع العقوبات الصارمة على المخالف ومنها الغرامات المالية وأخذ التعهد على صاحب المكتبة في حال كانت تلك هي المرة الأولى".
من جانبه أكد مدير المطبوعات بوزارة الثقافة والإعلام بمنطقة القصيم في بريدة محمد دخيل الله المطيري، أن هناك رقابة دائمة على المكتبات وجولات تفتيشية مفاجئة لمصادرة كل ما يسيء للقارئ من الكتب ويساهم في إفساد أفكار المجتمع وجلب الضرر العظيم.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بإدارة المطبوعات تسحب الترخيص فوراً من أي مكتبه تبيع كتباً ممنوعة أو تدعم أفكارا غير مناسبة للمجتمع، ولا يمكن طبع كتاب دون الرجوع إلى إدارة المطبوعات.
العربية 2/5/2006