رافسنجاني: هذه ليست أول مرة تتفاوض فيها إيران مع أميركا
[align=center]http://www.moq3.com/pics/up/b_01_05_06/387679dd44.jpg[/align]
الكويت: المشاهد السياسي
لا يمكن اعتبار رئيس مجمع تشخيص النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي أكبر هاشمي رافسنجاني، شخصية عادية، لا في إيران ولا في المنطقة، فهو رئيس سابق لمدة ثماني سنوات، ويتطلّع الآن الى دورة ثالثة، بعد أن أخفق في أحدث تظاهرة انتخابية في العودة الى الرئاسة في طهران، بسبب خسارته أمام الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. ويقال إن رافسنجاني حتى وهو خارج الرئاسة، فإنه الرجل الأول في إيران الذي تخضع له حتى الزعامات الدينية. الرئيس الإيراني الأسبق قام بزيارة الى سوريا والكويت، تركت العديد من علامات الاستفهام حول مغزاها وتوقيتها، وبخاصة أن رئيس مجمع تشخيص النظام، قد تعمّد إطلاق فقاعات مثيرة للجدل، حول حقيقة المشروع النووي الإيراني، والوضع في العراق، وتبعات التصعيد المقلق لدول الخليج مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد أن أعلن الرئيس أحمدي نجاد، قبل بدء الجولة بيوم واحد، أن بلاده امتلكت التقنية النووية بشكل كامل، وتعتبر ثامن دولة في العالم تحصل على تقنية تخصيب اليورانيوم، مما أثار حفيظة بريطانيا والولايات المتحدة، اللتين اعتبرتا ذلك التصريح غير مفيد ولن يساعد على تحسين موقف إيران الدولي. وأعلنت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة، أنها ستّتجه الى مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات أكبر حيال إيران، قد تشمل فرض عقوبات عليها، بعد مضيّها قدماً فى برنامجها لتخصيب اليورانيوم. فهل يسعى رافسنجاني لإطفاء فتيل حرب متوقّعة، أم لتهدئة مخاوف دول الجوار في الخليج من مخاطر الحرب، أو التسرّب النووي المحتمل، أم لإسكات دول المنطقة وتحييدها، في حال أن طلبت منها الولايات المتحدة تقديم تسهيلات لقواتها، لتوجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية؟! رافسنجاني في هذا اللقاء الخاص قال الكثير ولم يقل كل المفيد، تاركاً لبلاده أن تفسّر على هواها عند الحاجة تصوّراتها ومبرّراتها للأمور:
[align=center]http://www.almushahidassiyasi.com/pi...528%20N8_3.jpg[/align]
> موقفكم واضح من العراق الجديد، كل الشواهد تشير الى أن إيران غير راضية عن التغيير، أو عن تقاسم العراقيين السلطة، بعد أن ظلّت حكراً على شخص واحد، حكم باسم حزب واحد لأكثر من ثلاثين عاماً. ما هي حقيقة الموقف الإيراني من العراق؟
< نحن أصدقاء وأشقاء للعراقيين، لسنا أعداء. ليس من مصلحتنا أن نكون أعداء. إيران تتمنّى أن يكون العراق حرّاً ومستقلاً وبعيداً عن الصراعات الطائفية. نحن نعارض الصراعات الطائفية في العراق، ونسعى الى الحيلولة دون وقوع الحرب الطائفية، وسنقدّم كل الدعم المطلوب منّا لإعادة الاستقرار الى العراق. يهمّنا جداً التعاون مع الوضع العراقي الجديد، فلماذا نحاربه أو نبدو غير سعداء كما تقول، أو كما يقول سواك؟ تشخيصكم للموقف الإيراني غير صحيح وغير دقيق. لقد ساعدنا في إحداث التغيير، ونتمنى كما قلت للعراق كل الخير والاستقرار.
> أنتم موجودون على أرض العراق بأكثر من أسلوب وأكثر من صورة، ولكن ليس بالطريقة التي توحي بتقديم المساعدة؟
< لا وجود إيراني في العراق غير التمثيل الرسمي، ولا فعل لدينا منافٍ للقانون أو مضرّ بمصالح وأمن الشعب العراقي.
> إذا لم يكن لكم دور في العراق، فعلى ماذا ستتباحثون مع الأميركان؟
< قد تكون مقدّمة لمباحثات حول موضوعات أخرى في حال نجاحها.
> مثل ماذا، إذا كانت كل تصريحاتكم تشدّد على أن المباحثات لا تتعدى أمر العراق فقط؟
< المسائل العالقة بيننا وبين الولايات المتحدة كثيرة، ولا مجال لطرحها من خلال وسائل الاعلام، وهناك ترتيبات تجري استعداداً لبدء المحادثات. وعلى كل حال، بالامكان القول إنها مناسبة معقولة للبلدين للتعرّف وجهاً لوجه وبدون وسطاء، على وجهات نظر المسؤولين فيهما، حيال الكثير من الأمور المتعلّقة بالعراق والمنطقة. هذا ما أستطيع قوله الآن.
القنبلة الإيرانية
> تنتهجون موقفاً متشدّداً في شأن التمسّك بأبحاث تخصيب اليورانيوم، فهل معنى هذا أنكم تقتربون من مرحلة صناعة القنبلة النووية، أم أنها موجودة لديكم، وأن نشاطكم المعلن ليس إلا تغطية لما توصّلتم إليه؟
< لا علاقة لأنشطتنا النووية بالقنبلة أو السلاح النووي. نحن نسعى للاستفادة من الطاقة النووية في المجال السلمي لا أكثر. ليس لدينا سلاح نووي، ولا نعتزم بأي حال من الأحوال أن يكون هدفنا هو تصنيع القنبلة النووية. هناك فرص كثيرة أمام إيران، وأمام دول أخرى، للحصول على التقنية النووية من الدول الكبرى وبعدّة طرق، تماماً كما فعلت إسرائيل من قبل، وكما فعلت دول أخرى، لكن هذا ليس هدفاً بالنسبة لنا. هدفنا واضح ومعلن، وليس هناك ما نخفيه في هذا المجال.
> لماذا تغامرون بخوض حرب، أو التعرّض لضربة عسكرية وقائية خطرة، سواء أميركية أو إسرائيلية، لمجرّد أبحاث للحصول على الطاقة النووية وليس السلاح النووي؟ لماذا تجاهرون بكل هذا، وتتحدّون العالم على طريقة صدّام حسين؟ ألا تخشون من ملاقاة العواقب نفسها؟
< غير مقبول، بل من الظلم أن تقارن إيران أو تشبّه بصدّام حسين. صدّام حسين لا شبيه له في التاريخ. لذلك، لا نقبل بأن نُقرن به، ثم إن إيران ليس العراق، وأهداف إيران غير أهداف صدّام، ولو كان لدى صدّام قنبلة نووية لاستخدمها ضد إيران أولاً، فقد جرّب أسلحة كيمياوية وبيولوجية على شعبنا وعلى شعبه أيضاً من عرب وأكراد.
> لكنكم تعاونتم معه بعد الحرب، وهناك أحاديث عراقية عن تجارة عراقية ـ إيرانية مشتركة في مجالات عدّة، بعد حرب تحرير الكويت وفرض الحصار والعقوبات الدولية بعد عام ١٩٩١؟
< هذا هراء وكلام سخيف ولا أساس له من الصحة. لا يمكن أن نتعامل أو نتعاون مع صدّام، بعد أن شنّ حرباً علينا وغدر بنا، كما غدر بالكويت وكما غدر بشعبه. هذه المعلومات غير صحيحة على الاطلاق. لقد قدّمنا شكوى ضد صدّام وأعضاء نظامه البائد، لقيامهم باستخدام أسلحة محرّمة في الحروب مثل السلاح الكيمياوي.
تهريب النفط
> وماذا عن تجارة النفط العراقي الذي كان يهرّب عبر شط العرب؟ يقال أن أحد أبنائكم ارتبط بعلاقة شراكة مع عديّ صدّام حسين، النجل الأكبر للرئيس العراقي السابق، في وقت مبكّر من التسعينيات في مثل هذه التجارة؟
< هذا غير صحيح أيضاً، ولا يمكن السماح به، والذين يتقوّلون بمثل هذه الشائعات قصدهم الاساءة لسمعتنا شخصياً، والذم بإيران لا غير. إيران ليست محتاجة للنفط العراقي ولا الى المتاجرة به، ثم لا يوجد إيراني على الاطلاق يجرؤ على التعامل مع صدّام حسين أو أهله. هذه سخافات وشائعات سياسية دوافعها معروفة.
> صحيح صدّام حسين شنّ حرباً ظالمة على إيران، والتقارير تشير الى استخدامه أسلحة محرّمة في الحرب، لكنكم تبدون غير سعداء بزوال نظام حكمه، وتشنّون حرباً سياسية وإعلامية على الوضع الجديد في العراق، بل تساعدون من يحارب أميركا على أرض العراق ولو بقتل العراقيين، فهل هذه شائعات أيضاً؟
< نحن غير سعداء ولا مرتاحين للوجود الأميركي والأجنبي في العراق، ونعتبره احتلالاً، وهناك إشارات متصاعدة من أميركا باحتمال أن تستخدم واشنطن الأراضي العراقية لشنّ عدوان على إيران. أمّا سقوط صدّام، فنحن أكثر من فرح وارتاح لهذا الأمر، وقد ساعدنا المجتمع الدولي بشكل أو آخر على إطاحة النظام الديكتاتوري، لكننا لا نقبل أن يخضع العراق للاحتلال، ولا أن يزيد الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. لو كان الأميركيون تركوا العراق للعراقيين، لما حصل ما يحصل الآن من حرب أهلية دامية. الاحتلال الأميركي أفسد على العراقيين، وعلى دول المنطقة التي شكّل صدّام خطراً عليها طوال فترة حكمه، فرحة التغيير في العراق.
[align=center]المشاهد السياسي (القطرية)
Date of the publication: 2006-4-30 01:46[/align]