موقف الاكراد غامض من الشيعة:الزرقاوي يعلن «إمارته الاسلامية» خلال 3 شهور!
الزرقاوي يعلن «إمارته الاسلامية» خلال 3 شهور!
بغداد، لندن الحياة - 06/05/06//
لم يكتف الجيش الاميركي بإعلان وجود زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» ابي مصعب الزرقاوي في بغداد أو في محيطها، بل نفذ عملية واسعة النطاق في حي الدورة في العاصمة العراقية، بعد عملية مشابهة في بلدة اليوسفية القريبة، وخاض اشتباكات مع مسلحين دامت أكثر من ثلاث ساعات. وشن حملة دهم اعتقل خلالها العشرات.
وتزامنت الحملة مع كشف وثائق جديدة للزرقاوي في احداها خطة لـ«تطهير المناطق السنية من الشيعة» و «نقل المعركة الى عمق مناطقهم وقطع السبل أمامهم بجميع الوسائل» (...) تمهيداً لإعلان «إمارة اسلامية في غضون ثلاثة اشهر».
في غضون ذلك، استمرت الهجمات على القوات الاميركية وتواصلت عمليات النزوح وخرج مصلون، بعد صلاة الجمعة أمس، في تظاهرة منددين بصمت الحكومة عن عمليات التهجير، فيما وصف زعيم ديني سني ما يجري في العراق بأنه «حمام دم» يومي. وقال ان «دم العراقي لم يعد يساوي قنينة وقود أو قنينة ماء».
وكان أعلن أمس مقتل 3 جنود اميركيين و15 عراقياً بينهم شرطيان وضابط في سلسلة هجمات. ويبدو ان القوات الأميركية مقتنعة فعلاً بأن الزرقاوي موجود في بغداد، لذلك شنت حملة في حي الدورة، حيث أكد شهود لـ «الحياة» انها خاضت اشتباكات مع مسلحين استمرت أكثر من ثلاث ساعات ثم انسحبت مصطحبة معها عشرات المعتقلين.
الى ذلك، توقع الزرقاوي في مقطع لم يبث سابقاً من شريط فيديو نُشر أخيراً على الانترنت، إعلان «امارة اسلامية» في العراق في غضون ثلاثة أشهر. وقال الزرقاوي: «نتوقع بإذن الله (...) ونرجو الله أن من هنا الى ثلاثة أشهر يكون الجو مهيئاً كي نعلن عن إمارة اسلامية».
وكانت القوات الأميركية كشفت أول من أمس شريط فيديو يظهر فيه زعيم «القاعدة» في العراق بصورة تتناقض مع صورة «القائد القوي» التي يروجها تنظيمه، إذ يظهر حائراً لعجزه عن تشغيل رشاش أميركي الصنع كان يحمله، ويسمع صوت أحد رفاقه وهو يطلب من آخر: «إذهب وساعد الشيخ».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن القوات الأميركية توصلت الى أن الزرقاوي في اليوسفية بعدما خلصت الى أن جماعته أسقطت مروحية من طراز «أباتشي» هناك الشهر الماضي. ودهمت منزلاً في البلدة وقتلت خمسة مسلحين واعتقلت خمسة آخرين أقروا لاحقاً بأن الزرقاوي كان قريباً جداً من موقع المنزل حيث عُثر على الشريط والوثائق. وقال الناطق باسم القوات الأميركية الميجور جنرال ريك لينش إن 32 مسلحاً أجنبياً قتلوا في البلدة، يشتبه في أنهم انتحاريون. وأضاف أن الوثائق تشرح خطة لخفض العمليات في المناطق السنية و «التفرغ لتطهيرها في هدوء من الشيعة والعملاء»، بحسب الترجمة الأميركية لاحدى الوثائق. كما تنص الوثيقة على أن الهدف يكمن في «نقل المعركة الى العمق الشيعي وقطع السبل بهم عبر جميع الوسائل المطلوبة، للضغط عليهم حتى يغادروا مناطقهم».
من جهة أخرى ندد الشيخ محمود العيساوي إمام وخطيب مسجد الحضرة الكيلانية في بغداد بأعمال القتل وقال ان «مستشفياتنا فاقت كل المستشفيات بالقتل العمد وقطع الرأس وقطع أجزاء الانسان»، مشيراً الى ان «دم الانسان العراقي لم يعد يساوي قنينة وقود او قنينة ماء».
وتابع: «في الاسبوع المنصرم عثر على عشر جثث وهي مقطوعة الرأس جثث مشوهة (...) وفي جريمة أخرى قتل أب مع ولده ووضع الولد في بطن أبيه مقطعا». وتساءل: «أين الرحمة؟ أين الاسلام؟ أين نحن من مقولة ان هدم الكعبة أهون عند الله من قتل مسلم؟ من أوصلنا الى هذه الحال؟». واكد ان «حمام الدم ينزف كل يوم ولم يعرف التوقف والجريمة اصبحت امراً عادياً فيما العالم يقف متفرجاً على مصيبتنا».
وقال: «العراقيون كل العراقيين يتباكون كل يوم على سفك الدماء. إذن من قتل الرجال ومن قتل الاطفال ومن قتل النساء؟». واضاف ان «بلادنا اصبحت تمتلئ بمصاصي الدماء ومهربي المخدرات والخمر باتت تباع على أرصفة الشوارع، والهجرة مستمرة وبات العراقيون يبحثون عن مأوى لهم وعمل لهم في البلدان المجاورة».
وقتل أمس 15 عراقيا بينهم ضابط من قوة حماية المنشآت الكهربائية، وثلاثة جنود اميركيين بانفجار عبوة استهدفت دوريتهم في محافظة بابل وثلاثة «متمردين» في هجوم شنته القوات الاميركية قرب سامراء (120 كلم شمال) التي فرض فيها حظر التجول.