عراب السقيفة يستنكر اسقاط الطائرة البرطانية
طالباني لبلير: إسقاط المروحية جريمة نكراء
GMT 7:00:00 2006 الأحد 7 مايو
د أسامة مهدي
--------------------------------------------------------------------------------
أسامة مهدي من لندن: إعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني اسقاط طائرة مروحية بريطانية ومقتل طاقمها المتكون من اربعة عسكريين جريمة نكراء واصفا الحادث بالمأساة في وقت يعقد فيه مسؤولون عراقيون وبريطانيون اجتماعا في المدينة اليوم لدراسة وسائل تهدئة الاوضاع في ثاني اكبر المدن العراقية اثر صدامات شهدتها امس بين الجنود البريطانيين
واكد طالباني في رسالة الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ارسلت الرئاسة العراقية نسخة منها الى "ايلاف" اليوم ادانته الشديدة لضرب الطائرة البريطانية في البصرة مما أسفر عن مقتل أفراد طاقمها وأدى سقوطها على منطقة سكنية الى مزيد من الضحايا و الأضرار .. كما قدم تعازيه لبلير وعائلات الضحايا مشددا على أن العراقيين يواصلون تقديرهم وامتنانهم للجهود والتضحيات التي قدمتها وتقدمها القوات البريطانية وما تزال تقدمها أولا لتحرير العراق من الدكتاتورية الصدامية البشعة ثم من أجل بناء أسس عراق مسالم وديموقراطي .
وفيما يلي نص الرسالة :
عزيزي رئيس الوزراء
باسمي وباسم الشعب العراقي أعبر لكم عن أسفي العميق لوفاة جنود بريطانيين في البصرة وندين يشدة هذه الجريمة النكراء ضدهم .ونود ان نقدم أعمق التعازي ومشاعر التضامن لعائلات وأصدقاء الضحايا وأصدقائهم ولشعب المملكة المتحدة على هذه المأساة.
إنني أؤكد لكم أن العراقيين يواصلون تقديرهم وامتنانهم للجهود والتضحيات التي قدمتها و تقدمها القوات البريطانية وما تزال تقدمها أولا لتحريرنا من الدكتاتورية الصدامية البشعة ثم من أجل بناء أسس عراق مسالم وديموقراطي.
جلال طالباني
رئيس جمهورية العراق
وابلغ مصدر عراقي "ايلاف" ان مسؤولين عراقيين في محافظة البصرة وضباط بريطانيين سيعقدون اليوم اجتماعا مشتركا لبحث وسائل تهدئة الاوضاع في المدينة وتجنب تكرار المصادمات التي شهدتها امس . وقالت ان القوات البريطانية تعكف حاليا على فحص بقايا المروحية وسط مخاوف ان يكون الصاروخ الذي اسقطها من النوع الذي تنتجه ايران وادخل الى العراق ضمن اسلحة كان البريطانيون اشتكوا من تفجيرها ضد جنودهم هناك وخاصة العبوات الناسفة . واوضح المصدر ان حادث اسقاط الطائرة يأتي في وقت بدات فيه العلاقات بين مجلس محافظة البصرة والقوات البريطانية تتحسن وتقترب من الغاء مقاطعة المجلس لهذه القوات اثر اتفاق بعدم ادخال دبابات بريطانية الى وسط المدينة وابلاغ السلطات المحلية عن أي خطط للمداهمات والاعتقالات التي يقوم بها البريطانيون قبل تنفيذها .
وقد سقط عشرات القتلى والجرحى في المواجهات التي اندلعت بين جنود بريطانيين ومتظاهرين عراقيين في البصرة في اعقاب اسقاط المروحية البريطانية . وأفاد شهود عيان أن السكان المحليين قذفوا بالحجارة الجنود البريطانيين الذين هرعوا لموقع سقوط المروحية في منطقة سكنية وسط المدينة.
وفي لندن أعلن وزير الدفاع البريطاني الجديد ديس براون أن عدة عسكريين بريطانيين قتلوا في تحطم المروحية. وكان شهود العيان أفادو أنهم شاهدوا أربع جثث داخل حطام المروحية التي قالت الشرطة العراقية انها اسقطت بقذيفة صاروخية. وقد فرضت الشرطة العراقية حظرا للتجول في المدينة من الشاعة العاشرة مساء وحتى السادسة صباحا .
وضرب جنود بريطانيون في عربات حربية مدرعة نطاقا حول المنطقة التي اسقطت فيها المروحية واحاط بهم جماعة من جيش المهدي الذين هتفوا "النصر لجيش المهدي" ورشقوها بالحجارة ثم قذفوها بقنابل البنزين. واستخدم بعض الجنود طفايات الحريق لاخماد النيران الصغيرة التي شبت في عرباتهم. ونفى الجيش البريطاني ان تكون قواته فتحت نيران اسلحتها او تعرضت لاطلاق النار. وقال المتحدث باسم الجيش البريطاني ال جرين ان القوات احصت نحو 60 طلقة اطلقت في الهواء من جانب الحشود وهو امر شائع في العراق وقال انه لم تطلق اي رصاصة بريطانية.
وقالت وكالة رويترز ان البصرة التي تهيمن عليها الأحزاب الشيعية وميليشات جيش المهدي وميليشات اخرى تمولها ايران تشهد أحداث عنف مستمرة هذه الآيام ووقوع العديد من الاغتيالات يوميا في المدينة بعدما كانت تتصف بالهدوء لكن زمام الامور يبدو منفلتا بسبب الحرية التي تتمتع بها الميليشات الدينية المسلحة التي تفرض نفوذها بقوة السلاح على المواطنين في ظل غياب السلطة المركزية في بغداد . وغالبا ماتندلع التوترات بين القوات البريطانية وميليشيات الأحزاب الدينية مثل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ويعزو المراقبون ذلك الى تزايد الدفع الأيراني نحو زعزعة الأمن في البصرة للضغط على بريطانيا وامريكا بسبب الصراع من اجل الملف النووي.
وفي ايلول (سبتمبر) من العام الماضي اشتبكت قوات بريطانية مع مسلحين من جيش المهدي بعد خطف جنديين من القوات السرية البريطانية في البصرة. وشكا ضباط بريطانيون بارزون من ان ميليشيات شيعية متنافسة سيطرت بالفعل على اجزاء مختلفة من ثاني اكبر المدن العراقية القريبة من الخليج وحدود ايران المجاورة وتبعد 550 كيلومترا جنوبي بغداد.
ووصل عدد افراد القوات البريطانية الذين قتلوا في العراق قبل اليوم الي 104 جنود بينهم 79 في اعمال حربية حيث تنشر بريطانيا حوالي ثمانية الاف جندي هناك مع 133 الف جندي اميركي.