خمسة وخمسون عاما وما تزال النكبة تتجدد
خمسة وخمسون عاما وما زلنا أصحاب قضية وعشاق وطن يحيى في قلوبنا وان كنا لانستطيع أن نحيى فوق تربه :(
ترى هل سيكتب لنا أن نرى نهاية عداد السنين وينتهي هذا الكابوس ؟؟
أم سنبقى ارقاما تسجل في رزنامة التاريخ ؟؟
===
منقول
خمسة وخمسون عاما ولم تزل فلسطين
خمسة وخمسون عاما ومراكبنا تبحر في يم السنين , خمسة وخمسون عاما نضرب صفحات الموج المتلاطم من حولنا بمجاديف الأمل ونبحر باتجاه مستقبل موعود لنا .
خمسة وخمسون عاما وأشرعتنا يملؤها الشوق للوطن ونعاند كل الريح ونمضي إليها لعلنا نضم ترابها أو يضمنا ترابها , الشوق تعب من الترحال معنا ولكنا لم نتعب , وكلما ابتعدنا عنها اقتربنا منها أكثر .
خمسة وخمسون ميلاد اوخمسة وخمسون هجرة وخمسة وخمسون مذبحة بحقنا أو جريمة لعلنا نتوب عن حبها ولكنا أبدا لم نتوب , ولكنا أبدا لن نتوب .
خمسة وخمسون ميلاد أو خمسة وخمسون هجرة وخمسة وخمسون هزيمة ولكنا أبدا وحدنا لم ننهزم , كلما تعفر بالتراب وجهنا زادت رؤوسنا شموخا وقاماتنا طولا .
خمسة وخمسون عاما ومفاتيح الدار قلائد وتمائم نعلقها فوق رؤوسنا عند النوم
خمسة وخمسون عاما نحمل أوراق الأرض تعاويذ تقينا شر النسيان
خمسة وخمسون عاما ويافا لم تزل في العينين ندية , وحيفا لم تزل كأنها تولد الآن
خمسة وخمسون عاما وما زال الدخان يتصاعد في طابون أهلي في قرية هناك حول الخليل , وما توقف جدي عن حراثة أرضنا بالفدان , ولم يزل أبي يحصد القمح صيفا وشتاءً هناك.
خمسة وخمسون عاما ولم تزل أمي تردد التراويد مع صبايا القرية وتمشط شعرها على ذلك البير.
دلال القهوة هناك لم تزل دافئة في مضافة القرية , وخيول الضيوف لم تستهلك بعد علائقها , فماذا تعني خمسة وخمسون رمشة عين ؟!.
هل حقا مضى خمسة وخمسون عاما فلماذا لا زلت أتحسس دفء حضن جدي الذي قضى هناك عصر يوم الجمعة في المذبحة عام 1949 ….