أحلام طفولة

[align=justify]ليتني أتذكر اليوم والشهر من عام 1970 يوم ركبت الباص لأول مره وهو يقلنا أنا وأمي من قضاء سوق الشيوخ إلى الناصرية كان عمري آنذاك أحدى عشر سنة كنت فيها في الخامس الابتدائي في المدرسة التي دخلتها مبكرا والتي أسست في قريتنا حاملة اسم علم من أعلام الشعر العربي ,إنها مدرسة أبي فراس الحمداني,كنت فطنا وذكيا ,هكذا قالها عني احد المعلمين للمرضة التي مَددتُ لها عَضدي وهي تزرق إبرة التطعيم ضد مرض الكوليرا,كان واقفا بقامته التي تشبه النخيل وأناقته الخجولة بين يشاميغ أبناء قريتنا الذين ينهضون وقوفا عندما يمر بقربهم ملوحا لهم بتحيته العصرية, كان يشدنا إلى التحدي لكي نكون رجالا يراقبنا بعينيه المتحركتين ليضرب بعصاه من يتراجع منا ونحن نتحرك في الطابور المؤدي لهذه الممرضه0عندما ركبنا الباص لاحظت النصف الأول من مقاعدها مريحا ومصنوع بطريقة مختلفة تماما عن مقاعد النصف الخلفي ,سلكت أمي ممر الباص واستقرت أخيرا في المقاعد الخلفية,سألتها لماذا لم نكن في الأمام فأجابتني (لايمه هاي مو النه) ثم توالت الركاب كان اغلبهم يفضل الجلوس في هذه المقاعد ,تساءلت بداخلي هل هو الفقر أم هو شعور بنقص ما, ولم استقر على جواب ثم جاءت امرأة عجوز وجلست في المقعد الموازي لمقعدنا لتستقر وركبتيها باتجاه الممر الرئيسي للباص,ناوبني شعور بالخجل فتشجعت هامسا في إذنها أن تستدير وتجلس بالوضع الصحيح وقبل أن تغير وضعها صاح احدهم بلا خجل(شوكت نتعلم حتى كعدة ما تعرفن تكعدن), وبعد أن تحرك الباص قاطعا منتصف المسافة توقف واستقبل شخصا يرتدي ملابسا , يعرف من خلالها باسم (الجابي )مر على الركاب واحدا واحدا وبدون أن يتكلم يأخذ البطاقة (التكت) ليمزقها ويرجعها لكل راكب ,وبعد مسافة قصيرة توقف الباص في مكان معين تلوح فيه قطعة حديدية مكتوب فيها (الوقوف اختياري), صعدت امرأة ذات ملامح داكنه وملابس ليتها كانت ملابس وصعد معها خمسة أطفال شبه عراة,طالبها الجابي باقتناء ست بطاقات فامتنعت تشكو حالها وقسوة زمنها المر,لم يوافق ذلك الجابي وأخيرا اضطرها للنزول ولم يتدخل احد 0 تَساءلتُ مرةً أخرى ولم تجيبني نفسي, أُعللُها بان ذلك الجابي كان حريصا وأمينا على الأموال العامة, والفقر حريصا على أن تدفع هذه المراة ثمنه ,والركاب حريصون على أن لا يتدخلوا فيما لا يعنيهم, ومع ذلك طمئنت نفسي وقلت لها لا يستمر الحال هكذا,كلها عشرة سنين أو اقل من ذلك تكفي لان نكون أفضل مما نحن عليه الآن ,ومضت ثلاثون سنة لأرى هذا المشهد تكرر من جديد ولكن بحجم اكبر وبطريقة مختلفة فلا ذلك الباص هو الباص ولا ذلك الجابي هو الجابي ولا اولاءك الطيبون هم الطيبون,نزلت من الباص الأخير في زمني الأخير و في الطريق المؤدي إلى شارع الحبوبي, تذكرت حلم الطفولة ,تثاقلت خطواتي ليسمرها صوتٌ بادرني من فتىً لا يتجاوز العشرين من عمره قائلا لي(من رخصتك ما تقرالي هذا المكتوب)[/align]


كريم خلف جبر
kareem812@yahoo.com

[align=center]============
من بريد شبكة العراق الثقافية
============[/align]

منازار اختيار جميل عزيزتي

ماذا نتذكر لنتذكر

عزيزتي نتمنى منك المزيد

مع التحية

الاخت منازار داأما مبدعه حتى في اختياركم للمواظيع الف شك لكم

اخوك

الحسيني

شكرا لهذا الاطراء اختي حفيدة اهل البيت واخي الحسيني

مشكورة اختي منازار على الاختيار الجميل الذي ياخذنا بعيدا الى حيث الايام التي لاتنسى
تحياتي لك
اختك ام عباس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الفاضله
منازار المحترمه
شكرا...لك اختي الكريمه ؟لقد وقفت على هذه الكلمات
لتعيدني مخيلتي الى نفس موضوعك ؟كيف ولا وانا ابن هذه
المدينه الرائعه بجمال طبيعتها واهلها...لكي مني كل التقدير
والاحترام....عسى ان نرى جديدكم
اخوكم
ابو علي السعيدي

تسلمون أختي ام عباس واخي ابو علي السعيدي

الحبيب كريم .............
كنت دوما متالقا .....
رغم اننا نلتقي دوما لنزداد وهجا على الطريق القويم ..........
كن هكذا دوما فلا زال طريقنا طزيلا
جوادالمنتفجي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمت مساءا 000000000000
جميله جدا هذه الكلمات000000
كتبت القليل وعانيت الكثير الكثير
ذكريات حفرها الزمن القاسي 00أحزنتني حقا وتذكرت طفولتي
وكيف لا نحزن والحزن ممثل فينا وفي العراق000

من خلالكم نطل على الحياة فنتذكر مانتذكر
فكم حلمنا في الطفوله ولازلنا نحلم الان
اما آن لليل ان ينتهي كي لانحلم مرة اخرى
فما بالكم باحلام النهار احلام اليقضة 00
شكرا لكم اخوتي جميعا
يامن ممرتم باحلامنا لتحلموا معنا
شكرا للمشرفين على الواحة00
شكرا للاستاذ المبدع جواد المنتفجي
انتظروا جديدنا فما زلنا نحلم000000

كريم خلف الغالبي