الشرقية , بين الإرهاب و الاستجداء
[align=center]http://www.alsharqiyatv.com/alsharqiyalogo.gif
بين الإرهاب و الاستجداء
أرض السواد : كريمة شامي[/align]
عندما انتهت الحرب الأمريكية البغيضة التي فرضت على العراق فرضا بقوة عنجهية صدام وتمسكه بالسلطة القبلية ودفعت بالشعب العراقي كي يكون وقود ومحرقة لهذه الحرب .فقد تنفسنا الصعداء على مضض رغم عمق الجراح و مرارة الهزيمة .
والهزيمة لم تأتي من انتصار اميريكا المزعوم في حربها ضد العراق ولكنها هزيمة العراقي إمام نفسه ( فليأتني عراقي واحد ويقول انه فرح بسقوط الصنم بفعل دبابات الجنود الأمريكان ) .
فلماذا كانت الفرحة ناقصة عند جميع العراقيين ولماذا كان الشعور بالمهانة قد وصل الى حد العظم و.انا اجزم ان هذا الشعور قد تولد عند كل عراقي شيعي كان ام سني فلماذا يزايد البعض على وطنية الشيعي و يصفه بالخائن والعميل وانه جاء مع المحتل ....ابدا لان هذا الشعور المر والقاسي كان نتيجة عدم قدرة الشعب العراقي بأطيافه جميعا على صدام ودحره دون اللجوء الى الدول الكبرى التي وجدت في فعلها هذا( إسقاط صدام ) سيفا مسلطا على رقاب العراقيين اجمع.
المهم ان نهاية هذه الحرب الخاسرة كانت بداية جديدة لعهد جديد في العراق الا وهو عهد الاتصالات والفضائيات التي سبقتنا إليها الكثير من الدول العربية قاطعة بذلك شوطا كبيرا يصعب الوصول اليه كمصر والكويت والامارات والسعودية ولبنان و كانت قناة ( الشرقية ) اول قناة عراقية غير حكومية افتتحت بعد الغزو الامريكي بحيث استبشرنا خيرا بافتتاحها وليتنا لم نفعل لأنها ا ابتدأت اول برامجها بعرضها سلسلة من الهزائم والانكسارات التي حطمت نفسية العراقي وأحطت من قدره واحترامه لنفسه, انها ببساطة تتعامل مع الأحداث الجسام والبلايا العظيمة التي مر بها الشعب العراقي باستخفاف وسخرية كمسلسل حب وحرب بجزئية المملين ناهيك عن المغازلة المكشوفة للنظام السابق بحيث باتت تترحم عليه وعلى ايامه العجاف ببرنامجها الأضحوكة في كل شيء 0في العرض وفي التمثيل والاخراج ( كاريكاتير ) كذالك علت جهدها على لصق صفة الإجرام والسرقة على جميع شرائحه الفقيرة والمعدمة كما في مسلسل ( الحوا سم ) بحيث صورت الفقير لا يتوانى عن بيع كليته من اجل ان يقتني السلاح لا ليقاتل به المحتل وإنما ليسرق الفقير و يقتل أخيه من اجل المتعة وقتل الملل والفراغ ولا غير فأي مفارقة تلك التي تصور العراقي غولا أجوفا خالي من الأحاسيس والمشاعر بحيث انه يبيع قطعة من جسده دون ان يرف له جفن بل من اجل ان يكون مجرما فقط فهل سمعتم عن عراقي يبيع كليته بهذا الشكل؟ انها باختصار جريمة بشعة لايقدم عليها العراقي رغم مصاعبه الكثير ة وقلة حاجته رغم الحصار الذي فرض عليه او التجويع ألقسري الذي مارسه صدام مع نظامه البائد ضد إنسانيته . نحن نسمع او نقرا عن مصري يبيع كليته او لبناني او أردني او سوري اما العراقي فلا.... لأنه يحترم جسده كما يحترم عقله فلماذا الشرقية تتاجر بآلامنا ولماذا تصور العراقي جرذا خائفا وليس بطلا شجاعا..؟
لماذا تسوق لنا ثقافة العنف والقتل وأنا اتسائل كلما أرى فواصلها وعلامتها التجارية الحمراء عن سر اللون الأحمر الذي تتمسك به وكأنه إصرار على مواصلة سفح الدم العراقي بحجة مقاومة المحتل فليس من الخافي على احد علاقة الشرقية بالمجاميع الإرهابية التي تصول وتجول في ليل العراق ونهاره و خير دليل على ذلك هو نشراتها الإخبارية التي هي نشرة مفصلة للقتل والإرهاب بالمفخخات والسيارات والعبوات الناسفة فنادرا ما تخلوا من لون الدم والانفجار وهو من الدقة بمكان ما يدعو إلى الشك بل اليقين عن علاقتها بالمجاميع الإرهابية لان إخبارها مفصلة على جرمهم فقط فكل شي محرف ومختلق والقاتل مقتول بنظر الشرقية والضحية هو الجلاد فهي لا تألوا جهدا في تحميل كل ما يحصل في العراق الى الحكومة او الى إيران او الى جيش المهدي فهولاء هم من يقتل ويرمي في الشوارع ومن يفخخ المساجد ويهدمها ولا شي غير ذلك ولا حول ولا قوة الا بالله كما انها لم تكتفي بدعم الإرهاب وحسب (وليته وصل الى ذلك ) بل انها تاجرت بمعاناة الشعب العراقي وايما تجارة فقد أظهرت عجزه وفقره على الملأ و عرته حتى من الثوب الذي يرتديه وأظهرت التمنن عليه ببنائها لبعض البيوت المهدمة كما في برنامج ( كرسته وعمل ) او برنامج ( فطوركم علينا ) حتى وان بدا البرنامجين معتدلين وذوا شعبية وحتى وان دفعت شركة الأثير جزئا من تكاليفهما أما مافعلته الشرقيه في برنامجها ( شمة هوا ) فهو الاستجداء بعينه والضحك على الذقون ذقون العراقيين ( المغفلين وغيرهم ) لأنها تجمع التبرعات في حسابها الخاص باسم الفقراء العراقيين وتصورهم وكأنهم أيتام في بلدهم الجديد وهي تعرف اننا جميعا نعيش في وطن قتل فيه الإباء منذ ايام الجرذ الفاتح صدام بحيث تتباكى وتدر الدموع على مآسي العراقيين وما أكثرها ولو كانت الشرقية فضائية للكرم الحاتمي ٍفلماذا تتاجر بالأم ومصائب المساكين ولماذا لا تعمل بشعار ( أعطي بيدك اليمنى دون ان تدري اليسرى ) لماذا ؟ ما دامت قد كرست نفسها قناة للكرم ومد يد العون ؟
اما برنامجها الأخير ( صاية و صرماية ) فحدث ولا حرج لأنه استكمال لحلقة التمنن وإدرار العواطف وفضح العراقي انه ( كلمة حق يراد بها باطل ) حيث يراد بها بالإضافة الى فضحه واستغفاله والمتاجرة به كما ونوعا فحتى الدموع لها ثمن وكلما كانت غزيرة كلما زادت عطية الاستجداء فمن اجل عدد محدود من المستفيدين أظهرت الشرقية الناس المتعبين في طوابير طويلة وطويلة جدا تتصارع من اجل الفوز بهذا القرض البخس.
الشرقية تعلم العراقي الامتهان وعلى الضعف وعلى الاستجداء والعراقي الغيور يجب ان لا ينخدع بشعاراتها الحمراء البراقة وان لا يذل نفسه من اجل الحاجة فنفس العراقي كانت ومازالت من ارفع ما يكون والمتاجرة بأوجاعها وضعفها حرام .؟
فمتى تعي الشرقية ان التقرب الى العراقي او إلى أي شخص اخر يجب ان يكون لوجه الله خالصا وليس (( لغاية في نفس يعقوب )) ؟
karimashami@yahoo.com
