الى الحلفاء الاستراتيجيين : موساد وربيبه بارستن في شمال العراق
موساد وربيبه بارستن في شمال العراق
كتابات - محسن ظافر غريب
إذا كان عضو التحالف الكردي العراقي د.محمود عثمان قد بادر مبكرا أواخر القرن الماضي بإفشاء عمالة والد إقليم شمال العراق بارزاني مؤسس الحزب الديمقراطي الكردي لوسائل الإعلام العربية ومنها مجلة الوسط اللبنانية وإذا كان عضو التحالف الكردي د.فؤاد معصوم ، الذي أشرف على رسالة الماجستير لرئيس حكومة العراق المنتخبة الدائمة الأولى(المالكي) الموسومة بعنوان"ديوان أبي المحاسن ودراسة عن حياته والإتجاهات السياسية في شعره "، بصفته أستاذا في جامعة صلاح الدين في أربيل قد شهد بلجوء رئيس إقليم الشمال مسعود بارزاني الى قصر منتجع"سره رش" الذي كاد أن يفر منه الى تركيا، لولا إستعانته بحليف الأمس صدام السجين على خصمه اللدود رئيس جمهورية العراق طالباني، ونجدة صدام المجرم سلف طالباني في رئاسة الجمهورية بكتيبة قبل عقد من الزمن(31 آب 1996م)، وتقبيل مسعود لعلم العراق الحالي بعد أداءه التحية بحضرة قائد الكتيبة تلك أمام عدسات التلفزة وبث تلك اللقطات مرارا من بغداد وإذا كان الباحث الإسرائيلي شلومو نكدي مون قد شهد في كتابه الموسوم"الموساد في العراق"ص219-226 عما حدث في وكر بارزاني الأب(كلالة) من ضيافة للرائد الإسرائيلي بجهاز الموساد إسحق أبديه ممثلآ عن رئيس ذلك الجهاز آنذاك زامير توطئة لعودة البعث، إذ حدثت تلك الضيافة البارزانية في كانون الأول إثرعودة البعث المشؤومة تلك صيف نفس السنة 1968م، لآخر مرة للتسلط، وفي ربيع العام التالي لبداية عودة البعث، منتصف آذار1969م، بقيادة سامي عبدالرحمن لهجوم بيشمركة بارزاني على آبار نفط مدينة التآخي العراقي كركوك بدعم إسرائيلي وزيارته إسرائيل ثم مصرعه في الذكرى السنوية الأولى لفرار صدام وحزبه في ذكرى مولدهما بنيسان 2003م إذا حدث كل ذلك فعلآ، فهل ما ننقله قولآ في هذا المقام المقال من حقائق يُعد شططا لدى كرد العراق وسائر مكوناته؟!؛
ولد جهاز مخابرات حزب بارزاني بارستن سنة 1965م في حضن جهازالمخابرات الإسرائيلي موساد، وتعهده بالرعاية جهاز مخابرات آخر ملوك فارس سافاك, بعد وصول ضباط وخبراء من جهاز الموساد إلى شمال العراق (منطقة حاج عمران) عن طريق إيران. حيث بدأ الموساد يدرس طبيعة المجتمع الكردي والظروف المحيطة به , فضلا عن محاولته دراسة تركيب الجيش العراقي وتنظيمه العسكري وعدد الألوية والوحدات العسكرية المرابطة في الجبال الكردية لمقاومة التمرد العشائري الكردي, حيث لم يكن للموساد مهمة مساعدة المتمردين الأكراد إلا بقدر استنفاذ قدرات الجيش العراقي في عدم تعزيز الجبهة الشرقية لفلسطين ودقّ إسفين بين مكونات الشعب العراقي تمهيدا لفصل الشمالالعراقي على أقل تقدير حتى يبقى العراق ضعيفا مكسور الجناح, لأن القيادة الإسرائيلية كانت على علم بما يشكله العراق من عمق استراتيجي لسورية والأردن, فلا مناص من دعم أي حركة تمرد للغرض المنوّه عنه آنفا.
وهكذا بدأ خبراء الموساد في تشكيل جهاز مخابرات كردي أطلق عليه اسم (باراستن) ومعناه الوقاية أي وقاية الحركة الكردية من محاولات الإختراق والتجسس التي كانت الأجهزة الأمنية العراقية بصدد القيام بها, ووكلت مسؤولية الإشراف على هذا الجهاز إلى النجل الخامس لملا مصطفى البارزاني من زوجته الثالثة (حمايل بنت محمود آغا زيباري أخت هوشيار الزيباري وزير الخارجية العراقي الحالي), المدعو مسعود البارزاني وهو من مواليد 1947م , قبل سنة أسس زعيم العصر السوفيتي يوسف ستالين وحتى سنة1947م جمهورية مهاباد على أطراف شمال أرض فارس، وجعل قاضي محمد رئيسا عليها ثم أعدم، وبارزاني الأب رئيسا لأركانها برتبة جنرال فرّ ليتسلط على عشائر كرد العراق، ويعمل بحمولتهم ولاسيما بالزيباريين منهم، على حدّ تعبيرهم"العمايل والهوايل" حتى تزوج منهم حمايل التي وضعت له مسعود الذي أنجب زوجة رئيس حكومة الإقليم الذي برئاسته نجرفان نجل أخيه الأكبرغير الشقيق الراحل إدريس، وهذه كل مؤهلاته الدراسية والتقنية ولكنه بسبب كونه نجل البارزاني استحق هذا المنصب, يساعده عدد من الأشخاص هم كل من : شكيب عقراوي أول مسؤول مباشر للجهاز (مات في ظروف غامضة), و(فرانسو حريري (معلم مسيحي من قصبة حرير التحق بصفوف حزب بارزاني عام 1963م ,قـُتل على يد تنظيم(أنصار الإسلام), وكريم سنجاري وآزاد محمد نجيب برواري من سكان قرية مايي الذين تبوءوا مناصب قيادية في حزب وحكومة بارزاني في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي, هذا الجهاز في الحقيقة استفاد من المعلومات والتقارير التي كان يقدمها أعضاء ومؤازري حزب بارزاني فضلا عن عدد كبير من الأكراد المنضوين تحت لواء الجيش العراقي وفي أجهزة الشرطة والأمن وغيرها من الأجهزة المهمة في الدولة العراقية, استطاع هذا الجهاز عن طريق التعاطف القومي والدعم المادي وشراء الذمم بطريقة وأخرى تجنيد العشرات من الأكراد إلى صفوفه حيث كانت المعلومات تأتيهم تباعا من العاصمة بغداد من وزارات الدفاع والداخلية وغيرها من الأجهزة الحكومية الحساسة فضلا عن قيادات الجيش في الحركات والاستخبارات ومقرات الفرق والألوية حيث كان هناك عدد لا باس به من الضباط الكرد يعملون في هذه الأماكن المهمة بجانب تواجد عدد كبير من نواب الضباط الكتاب والإداريين الذين كانوا يحررون التقارير والمواقف اليومية للجيش العراقي والخطط والأوامر التي كانت القيادة العسكرية العراقية ترسلها إلى الوحدات والقطعان العاملة في منطقة الحركات في شمال العراق. ويذكر مسعود البارزاني في كتابه (البارزاني والحركة التحررية الكردية) أن مدير أمن لواء أربيل كان من معتمديهم وكان يزودهم بالمعلومات السرية التي استفادوا منها استفادة عظيمة. في الوقت الذي كانت أجهزة الأمن والاستخبارات العراقية ضعيفة من جميع النواحي وكانت مخترقة من قبل جهاز سافاك آخر ملوك فارس .
أُُرسل مسعود البارزاني وعزيز عقراوي وسامي سنجاري وغيرهم في عدة دورات تدريبية الى إسرائيل وإيران بهلوي، حيث أوكل ملا مصطفى البارزاني الجانب العسكري والمالي إلى نجله الرابع إدريس, فيما أوكل مهمة الجانب الأمني إلى نجله مسعود كما ذكر, رغم أن أيوب بابو بارزاني ابن عم مسعود يتهم مسعود بأنه بعد ذهاب والده إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1947م فانه نشا في مرحلة طفولته ومراهقته في منزل جده لأمه محمود آغا زيباري حتى عودة ملا مصطفى من الإتحاد السوفيتي عام 1958م أي أنه لم يترب على القيم الوطنية بل تربى على القيم العشائرية الموالية للدولة العراقية حسب ما يقوله ابن عمه أيوب بابو بارزاني الساكن حاليا في سويسرا, وهذا ما تجلى واضحا في إسناد الكثير من المناصب الحساسة إلى خؤولته الذين كانوا مرتزقة (جحوش بالمصطلح البارزاني لكل كردي موال للحكومة المركزية) عند الحكومة العراقية.
في ظل هذه الظروف لم يكن لجهاز باراستن تلك الأهمية الكبيرة ولا الهيكلية التنظيمية الواسعة من سنة 1965م لغاية 1975م وإنما كان الجهاز عبارة عن أفراد ملتحقين بفروع الحزب في مكاتب صغيرة حيث لم يتجاوز عدد الفروع أصابع اليد الواحدة.
ومما تجدر الإشارة أن هناك مفهوما سائدا عند الأكراد وهو أن كل معارض لسلطة ملا مصطفى وإخوانه وأبناء عشيرته يعتبر خائنا للقضية الكردية , وهم يعتبرون أنفسهم قادة الحركة الكردية وأنهم معصومون من الأخطاء عصمة النبي والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم, وأن دمهم أزرق اللون بعكس دماء أبناء جلدتهم من الكرد الآخرين ويجب أن يقودوا الحركة إلى آخر بارزاني من هذه الأسرة حتى لو كان أميا ولا يجوز لأحد من الكرد أن ينافسهم على الزعامة لأن كردستان ضيعة لهم , وهذا ما تجلى الآن في سيطرتهم على كل مناحي الحياة في منطقة نفوذهم في محافظتي دهوك وأربيل , علما أن هؤلاء البارزانيين كانوا عبارة عن عصابات تبغي السلب والنهب وقتل رجال الشرطة وتدمير مخافر الحكومة والسطو على العشائر الأخرى, وبقدرة قادر تحولوا إلى ثوار ومناضلين , ولحد الآن لم يُكتب التاريخ الحقيقي لهذه الأسرة الغريبة عن هذه المنطقة والتي استطاعت أن تسيطر على مقاليد الأمور في هذه المنطقة الجبلية القصية والوعرة والبعيدة عن حواضر المدن وترويض هذه العشائر البربرية البعيدة عن قيم الحضارة والمدنية وأن وراء الأكمة ما ورائها , والدليل على ذلك أنهم استحوذا على كل شئ وان الحزب الديمقراطي الكردستاني عبارة عن جهاز وظيفي وعسكري وأمني ضمن شركتهم , وأن قرب الموظفين في هذه الشركة يقاس بمدى
تبعيتهم وتملقهم وخدمة أهوائهم وأهدافهم الشريرة, وأنهم يحاولون زرع بذور الفتنة بين منتسبي جهاز حزبهم وتسجيل نقاط ضعف هؤلاء من الناحية المادية والأخلاقية حتى تكون لهم اليد الطولى في رأب الصدع وحل المشاكل والتجاوز عن أخطاء هؤلاء التابعين إن لم تتجاوز مرحلة الخطوط الحمر التي تتجلى في كشف أسرارهم الباطنية والأمنية والمالية وعلاقاتهم المشبوهة.
فعلى سبيل المثال أن فاضل مطني الميراني عضو المكتب السياسي لحزبهم أَحب امرأة متزوجة من عشيرة كردية وعندما طلب من زوجها طلاقها إعترض شقيق زوجها , فما كان منه إلا أن طلب من جهاز باراستن تصفيته ولم يتناطح في هذه القضية عنزتان وفاز هو بالغنيمة . والمثال الثاني أن كريم جمعة وهو سكرتير مسعود البارزاني قتل زوجته عن طريق حرق منزله لأنه اتهمها في شرفها والقضية سجلت ضد مجهول, والمثال الثالث أن كريم سنجاري رئيس جهاز باراستن سابقا ووزير الداخلية حاليا طلق زوجته وهي من قريبات أزاد برواري عضو المكتب السياسي لحزب بارزاني وأخت رزكار مايي مسؤول مالية فرع زاخو لحزبهم لأسباب غامضة!, فضلا أن كريم سنجاري مشهور بسوء أخلاقه ودناءته . والمثال الرابع قتل عزالدين برواري عضو المكتب السياسي ومسؤول استثمارات حزب بارزاني امرأة مسيحية من عشيرة النيروي لأنها حملت منه, علما أن لهذه المرآة علاقات حميمية مع شخصيات أخرى بارزة مثل عبدالعزيز طيب وزير تربية حكومة بارزاني الذي يحتاج إلى تربية قبل أن يصبح وزيرا للتربية, والمثال الخامس قتل نيجيرفان احمد مسيري الزهيري (عربي الأصل) مدير جهاز باراستن في محافظة دهوك سابقا ومحافظ دهوك فيما بعد لأحد الشباب الصغار بتهمة الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني التركي , وفي الحقيقة أن البعض ذكر بان قتله يعود إلى أسباب أخلاقية ترجع إلى أن هذا الشخص كان على علاقة غرام أو حب عادية مع زوجته قبل أن يتزوجها, والمثال السادس قتل جعفر إبراهيم ئيمنكي نائب مسؤول فرع دهوك للحزب سابقا ومسؤول الانتخابات حاليا شابا صغيرا يدعى هيرش مرعان الدوسكي بسبب خلاف بسيط حول قضية مرورية وإطلاق سراحه من السجن رغم أن العديد رأوه رأي العين وهو يقتل الشاب بمسدسه، مع صوت المذياع
يا ابن الحمولة عليّ إش بدلك حسنك مرقيك لو عادة إلك
ونستطيع ذكر أمثلة أخرى تخص العشيرة البارزانية نفسها، لكن ذلك أحرى في مظانه. وبذلك يتجلى جهاز باراستن كونه لا يخدم القضية الكردية وإنما يخدم نزوات وشهوات أزلام الأسرة البارزانية, لذلك نلخص بأن مهمة الجهاز في هذه المرحلة حماية الأسرة البارزانية من خصومها وما أكثرهم، وحماية خدام وأزلام هذه الأسرة من أعضاء ما يسمى بالمكتب السياسي واللجنة المركزية وأعضاء المكاتب والفروع الحزبية ورفع التقارير عن هؤلاء إلى السدة البارزانية للنظر في الأمور وإصدار الأوامر الخاصة بذلك, وإن ثبت أن هناك معارضة ما من شخص أو حركة أو عشيرة ضد هذه الأسرة فان الويل والثبور سيكون مصيره حتى إن كان قد خدم القضية الكردية وقدم التضحيات في سبيلها, لذلك كانت هناك علاقة طردية تشرح هذا المفهوم حيث أن كل معادي أو معارض للعشيرة أو السلطة البارزانية يعتبر معاديا ومعارضا للحركة الكردية والكرد , وأصبح ولاء الأكراد يقاس من خلال الولاء للعائلة البارزانية, لذا أصبحت مهمة جهاز باراستن هي تصفية خصوم وأعداء الأسرة البارزانية (أسرة ملا مصطفى في الماضي , وأسرة شيوخ بارزان إخوان ملا مصطفى وأبنائهم وأحفادهم فيما بعد).
كما أن هذا الجهاز أصبح من الناحية العملية فوق (البارتي) يعمل في داخل خلاياه التنظيمية لمحاربة الأفكار التنويرية وتصفية معتنقيها وقمع أية حركة أو نشاط معارض لزعامة البارزاني الأب والإبن , لذلك أضحى العديد من أعضاء حزب بارزاني يشعرون بوطأة باراستن ويخشون العاملين فيه الموالين للأسرة البارزانية ولاء مطلقا مقابل دفع رواتب ضخمة لهم , بحيث أمسى العديد منهم لا يجرءون على طرح مطالبهم السياسية والتنظيمية بحرية, كما نص عليه النظام الداخلي للبارتي, إذ كانت عناصر باراستن ترصد حركاتهم وتقمع كل نقد أو معارضة مشروعة وتزج بكل ناقد ومعارض في سجون خاصة يتعرض السجناء فيها إلى أبشع أساليب التعذيب والتصفيات الجسدية. وكان من نتائج ذلك أن اختفى الكثيرون ومات آخرون في ظروف غامضة, وحتى البسطاء من الذين اضطرتهم الظروف المعاشية إلى السير في ركاب البارزاني , كانوا يستجدون حاجتهم إلى العيش ويقفون أمام مقره ومقرات أولاده وأحفاده حاليا كالأغنام أو كقوافل العبيد لساعات, وغالبا ما كان الانتظار الطويل من غير جدوى لا يستمع أحد إلى شكواهم ومطالبهم. وإذا ما شاء أحد أولاد بارزاني أو أحفاده وأتباعه المقربين إليه، مقابلة هؤلاء البسطاء المحتاجين فإنهم يخرجون عليهم بكل غطرسة واستعلاء فيطردونهم أو ينهرونهم أو يؤجلون مقابلتهم .
بعد تأسيس جهاز باراستن كفرع كردي للموساد الإسرائيلي وسافاك شاه إيران في خريف 1965م تم إرسال أول مجموعة من عناصر حزب بارزاني إلى إسرائيل للاتفاق على أسس التعاون الأمني بين الطرفين وكانت تلك المجموعة تتألف من ثلاثة أشخاص هم (شكيب عقراوي وعزيز عقراوي ومحمد هرسين). ولقد ظل شكيب عقراوي مسؤولا عن جهاز باراستن حتى مماته وكان حلقة الوصل بين إسرائيل وإيران وبارزاني . أما محمد هرسين فانه ظل يعمل في باراستن بإمرة مسعود بارزاني حتى انهيار التمرد الكردي المسلح في آذار 1975م , وقام أتباع مسعود بارزاني بتصفيته جسديا في شهر آذار 1979م عند حضوره مراسيم دفن ملا مصطفى في مدينة شنو بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقد شهد التعاون بين إسرائيل وحزب بارزاني تزايدا مضطرا في أعقاب حرب حزيران 1967م , حيث قام بارزاني الأب بأول زياراته إلى إسرائيل في سنة عودة البعث1968م والتقى مع القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية أثمرت عن زيادة الدعم العسكري والمخابراتي لحزب بارزاني, وكان من نتائج هذه الزيارة أن أرسل بارزاني وفدا عسكريا وأمنيا ضم كل من مسعود بارزاني وعزيز عقراوي وطاهر علي والي وشكيب عقراوي ومحمد هرسين وأشخاص آخرين إلى إسرائيل للتدرب على فنون المخابرات وأساليب تقصي المعلومات وإرسالها إلى أسيادهم في تل أبيب. واستمرت عملية تبادل الزيارات بين الطرفين حتى لحظة انهيار التمرد المسلح في 1975م , وكان بارزاني يحرص حرصا شديدا على أن تدور المناقشات والمفاوضات التي تجريها الوفود الإسرائيلية معه شخصيا في كثير من الأحيان أو مع ولديه إدريس ومسعود, وكانت هذه الزيارات تحاط بستار كثيف من الكتمان وكان يقوم بمهمات الترجمة كل من :
فاشي الأسرار محمود عثمان الذي كشف هذه العلاقة في كتاباته التي نشرها في أوروبا وفي مقابلاته لصحيفة الوسط السعودية كما أسلف، ولذلك غضب عليه مسعود بارزاني.
ومحمد محمود عبد الرحمن الملقب سامي السنجاري الذي إقتدى بالرئيس طالباني المنشق عن بارتي بارزاني، فأنشأ حزبا آخر بعد انشقاقه عن حزب بارزاني هو حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني, لكنه عاد فيما بعد إلى حضن بارزاني من جديد وادخل كوادره الماركسيين والملحدين إلى جسم حزب بارزاني تمهيدا لنخره من الداخل انتقاما من البارزانيين الذين أذلوه وحاولوا اغتياله رغم أنه كان بيدقا كبيرا في لعبة الشطرنج التي كانوا يجيدونها وكان له دور في عمليات تخريب المنشآت النفطية في كركوك بدعم وإسناد من الموساد الإسرائيلي, وقتل فيما بعد في شباط 2004 م على يد تنظيم أنصار الإسلام.
و دارا توفيق وهو رئيس تحرير صحيفة التآخي التي كانت تصدر في بغداد باللغة العربية, إبان عودة البعث الأخيرة وتم تصفيته على يد البعث الحليف أوخر عقد سبعينات القرن الماضي.
بعد هذه الدورة الإسرائيلية المكثفة لرواد جهاز باراستن, بدأت عملية فتح دورات استخبارية وعسكرية لعناصر حزب بارزاني حيث فتحت في الفترة 1965-1975م أربع دورات كبيرة من هذا النوع مع عدد لا يحصى من الدورات الصغيرة والقصيرة. وبدأ الموساد عمله في شمال العراق بفتح دورة أولى في مقر باراستن في قضاء جومان القريبة من الحدود العراقية الإيرانية, وبعد أن تخرج المشاركون فيها أطلق على كل منهم لقب عضو قاعدة تابعة لباراستن ووزعوا على مختلف الفروع الحزبية, وكان مدربو الموساد الإسرائيليون يتكلمون في هذه الدورات اللغة العربية باللهجتين السورية واللبنانية .
ومن الأشخاص الآخرين الذين شاركوا في هذه الدورات الإستخبارية والعسكرية كل من:
1. غازي الأتروشي, حاليا رئيس المحكمة العسكرية الكردية في مصيف صلاح الدين.
2. كريم سنجاري, استلم رئاسة جهاز باراستن بعد فرانسو حريري وحاليا هو وزير داخلية إقليم شمال العراق جنوبي كردستان الكبرى إدارة أربيل.
3. يونس روزبياني , عضو اللجنة المركزية لحزب بارزاني , بعد ذلك استلم وزارة الداخلية في إدارتهم , ثم أصبح مسؤولا للفرع الرابع عشر لحزبهم في مدينة الموصل باعتباره من العشائر السبع (الكوران).
4. جوهر نامق, كان مسؤولا للفرع الأول لحزب بارزاني في منطقة بهدينان , ثم أصبح عضو المكتب السياسي وفيما بعد رئيسا لبرلمان كردستان والآن هو معتزل الحياة السياسية بعد خلافه الشديد مع القيادة البارزانية.
5. آزاد محمد نجيب برواري, حاليا عضو المكتب السياسي ومن المقربين من مسعود بارزاني, حيث يعتبر من أزلامه المقربين ويعتمد عليه وهو من كوادر باراستن المخضرمين, ثقافته محدودة , أدخل عددا لا باس به من أبناء قريته (مايي) وأبناء عشيرته البرواري (التي
منها زوجة النائب الثاني لرئيس جمورية العراق الياور وهي وزيرة البلديات العراقية) في جهاز باراستن وفي غيرها من الأجهزة الهامة في حزب بارزاني.
6. بيروت أحمد, ممثل حزب بارزاني في فيينا عاصمة النمسا.
7. حسين السنجاري, خرج من حزب بارزاني , وكان وزيرا للبلديات في إدارة أربيل , لكنه استقال وحاليا هو عميل للـ CIA وأفكاره ليبرالية متشددة ويشرف على صحيفة الأهالي التي تصدر في مدينة دهوك بدعم أميريكا المحتلة للعراق.
8. عبد الرحمن إسماعيل عقراوي.
9. محمد أمين عقراوي.
10. كاميران مفتي, بعد الإنتفاضة الشعبية الشعبانية ربيع عام 1991م عمل مديرا لأمن دهوك ثم انتقل إلى جهاز باراستن الرئيسي في صلاح الدين وتحديدا في مصيف سره رش آنف الذكر، إذ توجد بناية فوق جبل بيرمام تتكون من ثلاثة طوابق مع ساحات ومرأب , واجهتها تقابل الجهة الجنوبية باتجاه أربيل، حيث لجأ مسعود - ينادي ويناجي- رئيسه السابق صدام السجين لاحقا, مجهزة بأحدث أجهزة المراقبة والتنصت ويبدو أنه المساعد الرئيس لمسرور ابن مسعود بارزاني.
11. مصطفى خوخة, كان من عشيرة الهسنان الواقعة ديارها غرب ناحية زمار , كان مسؤولا عن جهاز باراستن في دهوك والموصل عام 1974-1975م بعدها التحق بصفوف حزب رئيس جمهورية العراق مام جلال طالباني سفاح مجزرة قرية بشتاشان على سفح جبل قنديل، في 23 نيسان 1983م.
12. إبراهيم بيداوي.
13. حسين بيداوي.
14. نوري حيدر, راعي البقر الملقب بـ"هوش يار".
15. جمال رشيد, أستاذ التاريخ القديم في جامعتي بغداد وصلاح الدين وحاليا يعيش هنا في هولندا وهو إنسان نرجسي لا يحب إلا نفسه , وهو زوج الدكتورة كردستان موكرياني.
16. فرانسو حريري, ثاني مسؤول لباراستن بعد شكيب عقراوي.
17. تحسين أتروشي.
18. عبد الخالق رشيد معروف, من أهالي دهوك خريج كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية في جامعة الموصل, أصبح مترجما لإدريس بارزاني ويعيش الآن في النمسا.
19. محمد سعيد الدوسكي.
20. كمال أحمد برقي.
21. فلك الدين كاكائي, وهو من الكاكائية (شيعة أصولية غلاة) , مثقف يدين بالولاء للبارزانيين وكان وزيرا للثقافة في إدارة أربيل , بعد فرار صدام وحزبه في نيسان 2003م
أصبح رئيسا لتحرير صحيفة التآخي, رفض زواج ابنته من كردي سني نظرا لتعصبه الطائفي رغم أنه يساروي ماركسي العقيدة, الأمر الذي أدى إلى فرار ابنته وزواجها من الكردي السني.
22. وريا رؤوف الساعاتي.
23. طه عبد الله الخياط.
24. جير عبد الرحمن.
25. محمد معروف الملقب بإسم هافاك جوجلة.
وكثيرا ما يذكر مسعود بارزاني وغيره من قادة الأكراد بأن الأكراد لم يقوموا بأية أعمال إرهابية ضد الحكومات لعراقية المتعاقبة رغم استطاعتهم القيام بها, ورغم ذلك نذكر إحصائية بما إقترفه جهاز باراستن سيئ الصيت من أعمال إرهابية ابتداء من سنة 1965وانتهاء بسنة 1972 فقط. وهي 379 جريمة قتل , و219 حادث خطف راح ضحيتها 576 شخصا منهم 499 مواطنا مدنيا و47 عسكريا وموظفا حكوميا و30 مناضلا إيرانيا ضد آخر ملوك فارس بهلوي, وفضلا عن ذلك هناك حوادث اعتداء بلغ عددها 419 حادث وحوادث اغتصاب بلغ عددها 157 حادثة وحوادث سلب بلغ عددها 29 حادثة.
هذا فضلآ عن أعمال التخريب التي تتألف من 11 حادث تخريب في سكك الحديد والقاطرات وست حوادث تخريب في منشات الكهرباء وثلاث حوادث في تخريب القناطر والجسور والطرق و25 حوادث تخريب مختلفة. أخرى
أما بخصوص سجون باراستن القديمة فكان لديهم سجن رايات الواقع قرب الحدود العراقية الإيرانية أطلق عليه نزلائه سجن الموت, أما السجن الآخر فيقع قرب أحد الأنهرعلى مقربة من الحدود الإيرانية أطلق عليه إسم (شط الجماجم), فضلا عن سجون بامرنى وسناط (قرية مسيحية كلدانية تقع شمال غرب زاخو قرب الحدود التركية).
وقد زاد نشاط هذا الجهاز نتيجة تلقي الدعم من موساد بعد حرب الخليج الثانية عام1991م حيث دخلت العشرات من منظمات المجتمع المدني الأجنبية شمال العراق بقصد الإغاثة في ظاهرا للتجسس وتنصير الأكراد في الباطن. وكان عدد كبير من أفراد هذه المنظمات على صلة بالمخابرات الأمريكية وموساد الإسرائيلي لذلك زاد نشاط باراستن خصوصا بعد تولي كريم السنجاري مسؤليته بعد فرانسو حريري, وقيام فاضل مطني الميراني عضو المكتب السياسي لحزب بارزاني ووزير داخلية إقليم كردستان إدارة أربيل بالإشراف على نشاط الحزب في منطقة بهدينان (محافظة دهوك المستحدثة) حيث صفى بواسطة أزلامه الذين سيأتي ذكر أسمائهم لاحقا، العشرات من أعضاء الأحزاب والمنظمات الكردية الأخرى منهم :
1. رؤوف عقراوي, أحد الكوادر المثقفة من أهالي عقرة زعيم التنظيم الحزبي لكردستان العراق الموالي لحزب العمال الكردستاني.
2. ريناس , مسؤول حزب كادحي كردستان في منطقة بهدينان.
3. أبو عنتر, مسيحي من مانكيش وهو مسؤول لجنة محلية دهوك للحزب الشيوعي الكردستاني.
4. فرنسيس شابو, مهندس وعضو البرلمان الكردستاني عن القائمة الآشورية.
5. علي كوخي وعدد من أقربائه, هؤلاء كانوا قد شكلوا عصابات وانظموا إلى حزب رئيس جمهورية العراق المنتجب طالباني , لذلك تمت تصفيتهم.
6. غازي الأتروشي, كان نائب ضابط في مركز استخبارات دهوك وكان من النشطين جدا ويعلم أسرار كثيرة وخاصة حول الأكراد التابعين لحزب بارزاني والمتعاونين مع أجهزة أمن البعث الصدامي المنحل, لذلك تمت تصفيته حتى لا يكشف المستور.
أما الكوادر (القتلة) الذين شاركوا في هذه العمليات إشرافا وتخطيطا وتنفيذا فهم كل من :
1. نيجيرفان إدريس بارزاني.
2. فاضل مطني الميراني.
3. قادر قاجاغ.
4. نيجيرفان أحمد مسيري.
5. حميد علي سبينداري.
6. رجب نبي كرمافي.
7. آشتي كوجر.
8. كريم قاسم أيتوتي.
9. آزاد سعدي كرمافي (ابن اخت رجب كرمافي) , رئيس قسم حاليا في جهاز باراستن دهوك.
10. آزاد بوطي, رئيس شعبة في جهاز باراستن دهوك.
11. سكفان رشيد فلك , من قرية بروشكي.
12. تحسين كمكي.
ومما تجدر الإشارة إليه أن نيجيرفان إدريس بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان حاليا عندما كان مشرفا على الفرع الأول لحزبهم, كان تحسين كمكي يشرف على حمايته الشخصية وحدث بإحدى الليالي في الساعة الثامنة مساء جاءت فتاة حسناء من إحدى الأسر الأرستقراطية في دهوك لزيارة نيجيرفان في منزله الشخصي (دار محافظ دهوك الذي يقع على حافة بساتين دهوك), فمنعها تحسين كمكي من الدخول بحجة عدم معقولية دخول فتاة شابة غير متزوجة على نيجيرفان في الليل وعندما أصرت الفتاة على الدخول منعها تحسين لأنه غار عليها, وبعد رجوعها اتصلت بنيجيرفان وأعلمته بان مسؤول حراسه تحسين منعها من الدخول, فما كان من نيجيرفان إلا أن نقل تحسين إلى جهة عسكرية أخرى ولم ينتقم منه لأنه أحد القتلة التابعين لجهازهم السري.
هذا وأن لكل فرع من فروع حزب بارزاني جهاز باراستن خاص به, مسؤول الجهاز عادة عضو عامل أساس في فرع الحزب, وجميع رؤساء أقسام وشعب باراستن هم كوادر هامة ونشطة في فروع ولجان محلية لحزب بارزاني. ويتولى المسؤولية المباشرة على الجهاز شخص مقرب من الأسرة البارزانية، أما الإشراف فيكون لاحد أعضاء الأسرة البارزانية وتحديدا من نسل ملا مصطفى بارزاني. فقد تولى مسؤولية الجهاز الأعضاء التالية أسمائهم تحت إشراف مسعود بارزاني رغم صغر سنه وقلة تجربته في هذا المجال:
1. شكيب عقراوي , بعد ترؤسه الجهاز عدة سنوات, تمت تصفيته عن طريق دس السم له في أميركا خوفا من كشفه أسرار العائلة البارزانية .
2. فرانسو حريري.
3. كريم سنجاري.
أما الذين تولوا مسؤولية الجهاز، لكن تحت إشراف مسرور النجل البكر لمسعود بارزاني الذي دخل في عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي لحزب بارزاني لموازنة سطوة ونفوذ الجناح الآخر في أسرة ملا مصطفى بقيادة نيجيرفان بارزاني, قد دخل مسرور في إحدى الجامعات الأميركية قسم العلاقات الدولية وتم تدريبه أيضا في دورات في المخابرات كييكون مؤهلا لمسؤولية الإشراف على مخابرات حزب والده ومن هؤلاء الأشخاص
1. نزهت حالي بندروي بارزاني, والده قتل في الحرب الأهلية مع حزب طالباني, كان مسؤولا لباراستن دهوك , وكان يشرف على تعذيب وقتل السجناء لدى جهاز باراستن.
2. شهاب عبد الله مايي, حاليا عضو في برلمان كردستان , والده كان آمر هيز رزكاري في سنة 1974م , من أقرباء آزاد برواري, كان مسؤولا أيضا لباراستن دهوك.
3. كاميران مفتي, من أهالي عقرة , كان لاجئا في النمسا, تولى في البدء منصب مدير أمن دهوك (أسايش), يُعتقد حاليا بأنه معاون مسرور مسعود بارزاني وله نشاط كبير نظرا لتمرسه وخبرته الطويلة.
4. عصمت أركوشي, محسوب على العشيرة البارزانية , حاليا أحد الأعضاء الأساسيين في المقر الرئيس لجهاز باراستن.
5. مصطفى أركوشي
6. مام قاسم
7. علي تتر نيروي , من عشيرة نيروة المقربة من البارزانيين, كان علي من أنصار حزب العمال الكردستاني وكان معتقلا عند السلطات العراقية وبعد إطلاق سراحه, أراد جهاز باراستن قتله حيث كان قد سجن عندهم, بيد أنّ ذهاب وجهاء ونساء عشيرة نيروة إلى مسعود بارزاني, جعل الأخير يعفو عنه ويدخله في إتحاد الطلبة حيث كان له نشاط واسع في التلفزيون في الترويج للديانة المجوسية على أساس أن الأكراد كانوا مجوسيين وأن الإسلام قد غزا ديارهم, هذه اللقاءات وصداقته في مرحلة مراهقته لإبن مسعود البارزاني مسرور جعله بين عشية وضحاها مسؤولا في جهاز باراستن دهوك, وهو عديل لنائب رئيس جمهورية العراق النائب في البرلمان حاليا الباور، متزوج من فتاة من عشيرة برواري جدها كان طباخا لملا مصطفى بارزاني وأسماء بناته أسماء مجوسية وهو يجيد اللغة الفارسية بطلاقة مع أنه لا يجيد لغة القرآن العربية, لذلك يعتمد على حمزة كوجر (خريج كلية زراعة الموصل) معاون ناجي أحمد في رئاسة القسم الخاص لباراستن المتخصص في دراسة الحركات الإسلامية الكردية والعربية..
8. عادل علي يحيى كوراني, وهو شقيق الدكتورعبدالفتاح البوطاني,كان مسؤولا لباراستن عقرة, وكان يشرف على تعذيب وقتل العديد من المحتجزين والسجناء لدى سجن باراستن الذي كان يقع في مقر بناية الجيش الشعبي البعثي المنحل والمحل في عقرة.
وقد اعتمدت الأسرة البارزانية في بناء جهاز مخابراتها على العناصر القديمة التي ذكرنا أسمائها آنفا, كما اعتمد على العناصر الشابة من أولاد وأحفاد الرجال البارزانيين الذين قاتلوا مع شيوخ الأسرة البارزانية ابتداء من العهد العارفي الثاني وانتهاء بملا مصطفى وأولاده, على أساس أن هؤلاء مصدر ثقة تامة ولا يُشك في ولائهم للأسرة البارزانية ولية نعمتهم أو ان يبوحوا بأسرارها لأي كان.
بعد فرار صدام وحزبه تم إنشاء فرع لباراستن في مدينة الموصل أسندت مسؤليته إلى المدعو ناجي أحمد عبد الله وهو معلم بعين واحدة من سكان قرية بيدوهي التابعة لعشيرة برواري وكان قبل انتقاله إلى الموصل مسؤول القسم الخاص في باراستن حيث يأتي تسلسله بعد علي تتر نيروي مسؤول باراستن دهوك, ويقوم ناجي بنشاط كبير في مدينة الموصل ومقره الرئيس يقع في الحي العربي بالقرب من قصور حكومية عراقية, ويعاونه عدد من كوادر باراستن دهوك إذ يتبادلون الأدوار مع كوادر باراستن دهوك ذاتها باعتبار أن الموصل منطقة خطرة عليهم, وهم يغيرون سياراتهم وأرقامها من حين لآخر ويقومون بتجنيد عملاء لهم من بين الكرد الساكنين في الموصل, وكثيرا ما يقومون بالسطو على البيوت العربية في الليل بدعم أميركي واختطاف أشخاص متهمين بالإرهاب أو مؤيدين له وينقلونهم إلى دهوك فورا للتحقيق والسجن ومن ثم القتل, حتى أن لحزب بارزاني جهاز أمن (أسايش) في الموصل يرتبط بمديرية أسايش دهوك يقومون أيضا بنفس مهام باراستن, فضلا عن وجود جهاز لمخابرات حزب الرئيس جلال طالباني(زانياري وتعني الذي يعلم), ويبدو أن الجهازين مختلفان في كل شيء ما عدا اتفاقهما على محاربة العرب والإرهاب في الموصل وأطرافها, ومما يلفت الإنتباه أن اليزيديين والشبك والصارلية وغيرهم من الكرد هم عملاء مجانيين لجهازي مخابرات حزبي بارزاني وطالباني (باراستن وزانياري) في الموصل وأنحائها, كما أن لهم عملاء بين المسيحيين الكلدان الساكنين في سهل نينوى (تلكيف وتل السقف وباطنايا وبعشيقة والقوش). لذلك على رجال المقاومة الإنتباه لمخططات باراستن وزانياري وأسايش والمنظمات الحزبية الكردية التي تعشعش في مدينة الموصل وخاصة جانبها الشرقي (الساحل الأيسر) حيث يخطط الأكراد في المرحلة الأولى لطرد العرب من المنطقة الواقعة بين ناحية فايدة وناحية وانة وقضاء تلكيف شمالي الموصل وتكريدها, ومن ثمت إقناع المسيحيين الكلدان القاطنين شمال شرق الموصل لإدخال هذه المنطقة ضمن إقليم كردستان حتى يتسنى لهم التفرغ لإقتطاع الجانب الشرقي من الموصل بضمنها قضاء قره قوش وناحية بعشيقة وناحية برطلة وناحية السلامية وقرى الشبك كـ كوكجلي وغيرها لإلحاقها بإقليم جنوبي كردستان الكبرى أيضا, وإذا تم لهم السيطرة على منطقة سنجار وزمار زربيعة وكه سكي فستتم لهم محاصرة الموصل الجانب الغربي من الجهات الشمالية والشرقية والغربية وستنقطع اتصالات الموصل بالعشائرالعربية الساكنة على الحدود السورية وسيبقى الجانب الجنوبي للموصل الممر الوحيد الذي يربطها بالعراق عن طريق منطقة حمام العليل.
لذلك على رجال الفكر والثقافة في الموصل الإنتباه إلى المخططات الكردية لتكريد الموصل وتفريغها من سكانها العرب المسلمين واعتبارها جزء من إقليم كردستان في المرحلة الثانية بعد إلحاق العراق المصغّر مدينة التآخي كركوك وأطرافها بإقليميهم.
ويبدو أن ثمت تنسيقا بين المراكز البحثية الكردية في الجامعات والحكومة لعمل البحوث والدراسات التي من شأنها تسهيل مهام السياسيين وبالتالي الطلب من الأجهزة الأمنية والعسكرية تنفيذ ذلك على الطبيعة وأرض الواقع ومن هذه المراكز :
1. مركز كردستان للدراسات الإستراتيجية, مسؤوله فريد أسسرد وهو عضو في اللجنة القيادية لحزب رئيس الجمهورية الإتحاد الوطني الكردستاني, يقوم هذا المركز بإصدار مجلة سياسية فصلية وإصدار عدد من الكتب والمنشورات حول كيفية السيطرة على محافظة كركوك في المرحلة الأولى ونينوى في المرحلة الثانية وديالى في المرحلة الثالثة, ومن أبرز الباحثين المشاركين في هذا المركز الدكتور خليل إسماعيل وهو كردي فيلي من أهالي خانقين كان بعثيا وأستاذا للجغرافيا في جامعة صلاح الدين, ألف عدة كتب حول خانقين وتعريبها وحول كركوك وتعريبها وحول الموصل وتعريبها, زوجته شكرية رسول كانت بعثية والآن هي عضو في حزب بارزاني وعضو في برلمانه, أما الدكتور خليل فهو إنتهازي ألعبان على الحبال ينقل خدماته بمهنية حرفية بين الحزبين الكرديين.
2. مركز البحوث والدراسات التابع لحزب بارزاني, مسؤوله جعفر إبراهيم ئيمنكي كان مسؤول تنظيم حزب بارزاني في فرع دهوك, كان إسلاميا محسوبا على الأخوان المسلمين, بعد انتحار خطيبته ديان فقد اتزانه وعقله إلى حد ما والتحق بصفوف حزب الشعب الكردستاني بزعامة سامي السنجاري, أي انتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار, ثم خرج من حزب الشعب وألف كتابا انتقد فيه زعيمه السابق سامي, ثم انتقل إلى حزب بارزاني وهرب إلى السويد, بعد انتفاضة شعبان الشعبية في آذار1991م رجع إلى كردستان العراق بدعم"جوهر نامق" وعُين بمنصب مديرالبرلمان ثم قتل فتى في دهوك فنقله حزب بارزاني لأنه فوق القانون، إلى مصيف صلاح الدين ليتولى منصبه الجديد هذا المركز الضعيف الذي طبع عدة كتب حول أزمة المياه وحول النفط في كردستان وحول موقف الأحزاب العراقية وتحديدا الإخوان المسلمين من المسالة الكردية, وللمركز حوالي 15 باحث من أبرزهم الدكتور عبد الفتاح علي يحيي كوراني الذي يكتب كثيرا, وهو شيوعي مخضرم كان مسؤولا للطلبة الشيوعيين في كلية الآداب في جامعة الموصل مطلع عقد سبعينات القرن الماضي، وكان يتقرب للبعثيين وكتب أطروحته في الماجستير حول دور الاحزاب العراقية في الموصل وتحديدا حول نشاط حزب البعث، مثلما كان رئيس حكومة العراق نوري كامل المالكي يعد أطروحته للماجستير عن جدّه لأبيه محمد وزير المعارف المقاتل في ثورة 1920م العراقية الأم ضد الإحتلال البريطاني(حسن أبو المحاسن) عندما كان الرئيس المالكي الحفيد موظفا بسيطا حتى سنة 1980م في وزارة جده المعارف(التربية حاليا) , و ئيمنكي هذا ميكيافيلي وصولي لكنه اصطدم برئيس جامعة دهوك عصمت محمد خالد الذي كان أعلى منه شأنا لعلاقة أسرته المريبة بضباط حرس صدام الجمهوري (المنحل والمحل) عندما كانوا في مصيف سرسنك وهو حاليا قد نقل خدماته الى الأسرة البارزانية. الدكتور عبدالفتاح من العشيرة الكورانية التي كانت تدافع عن الحكومة المركزية في بغداد، وكان جُل أفرادها فرسانا (مرتزقة جحوش)، لكنه بعد ذهابه إلى دهوك غير لقبه إلى البوطاني وأصبح بوقا مثل أخيه عبد الغني علي يحى عضو فرع الموصل للبارتي يتملقون البارزانيين ويسبحون بحمدهم ملقا وزلفى ويشنون حملات شعواء في المساء والعشية مع عمهم سعيد يحى الخطاط على عصابة رئيس جمهورية العراق الجديد مام جلال حسام الدين طالباني ورفاق كردي جبل هضبة شبه جزيرة الأناضول المناضل عبدالله أوجلان فك الله أسره وحمى الحمى العراق الحبيب.
لاهاي
خاص بـ كتابات