اختيار دولة الارهاب لمجلس حقوق الانسان!!
اختيار السعودية لمجلس حقوق الانسان
صحيفة القدس العربي - 15 / 5 / 2006م - 5:35 م
تبدو المعايير المتبعة لاختيار اعضاء مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان غريبة جداً، خاصة عندما تسمح لدول تتربع علي عرش انتهاكات هذه الحقوق بالحصول علي شرف العضوية.
هذا ما حصل يوم امس الاول عندما فازت المملكة العربية السعودية الي جانب كل من كوبا وباكستان وروسيا والصين، وهي دول تعتبرها منظمة هيومان رايتس ووتش اكثر دول العالم انتهاكاً لحقوق الانسان، وغير جديرة بعضوية المجلس الجديد.
ويبدو ان الاعتراضات علي عضوية السعودية كانت محقة، فبعد اقل من يوم واحد علي تمتع السعودية بالعضوية المذكورة اعلن السيد تركي السديري رئيس هيئة حقوق الانسان السعودية عن تشكيل مجلس ادارة الهيئة من 24 عضواً، ليس من بينهم امرأة واحدة.
تاريخ انتهاكات حقوق الانسان في المملكة العربية السعودية طويل وحافل بالقصص المرعبة، فاعتقال الاشخاص دون محاكمة، وتعريضهم لأبشع انواع التعذيب من الممارسات العادية، وما جري للشيخ الدكتور سعيد بن زعير والاصلاحيين الثلاثة متروك الفالح، وعبد الله الحامد، وعلي الدميني ما زال ماثلاً في الاذهان. فقد بقي الشيخ بن زعير في السجن سنوات، واعيد اعتقاله مرة اخري دون ان توجه اليه تهمة رسمية تستحق السجن، والشيء نفسه يقال عن الاصلاحيين الثلاثة الذين اعتقلوا لأنهم قدموا عريضة طالبوا فيها بالاصلاحات، وعلي رأسها احترام حقوق الانسان.
ومن المفارقة ان هؤلاء الاصلاحيين الثلاثة ما زالوا ممنوعين من السفر، وكذلك المحامي محمد سعيد طيب، وعشرات من السياسيين السعوديين الآخرين الذين انتقدوا غياب الديمقراطية والحريات الاساسية في البلاد.
ولعل الانتهاك الأبرز لحقوق الانسان هو ما يحدث للمتهمين بتهريب المخدرات. فهؤلاء لا يمثلون امام محاكم عادلة، وتؤخذ اعترافاتهم تحت التعذيب، وينفذ فيهم حكم الاعدام دون رأفة ودون ان يتوفر لهم طاقم من المحامين يتولون الدفاع عنهم.
واحكام الاعدام هذه التي تصل الي 150 حكماً في العام الواحد في المتوسط، تستهدف الفقراء والمسلمين ومواطني الدول الفقيرة المحكومة من حكومات فاسدة مرتشية، مثل الحكومة الباكستانية، ولا تطبق مطلقاً علي كبار المهربين، وهم غالباً من علية القوم في البلاد، وبعضهم امراء، ولا علي مواطني الدول الاوروبية، لأن الحكومة السعودية تخشي من غضب حكوماتها، وحملاتها الاعلامية الشرسة. فقد افرجت هذه الحكومة عن الممرضات البريطانيات رغم ادانتهن بقتل زميلتهن النيوزيلاندية، ولم تعدم مهرب مخدرات غربياً رغم ادانة بعض هؤلاء بالجريمة.
ووضعت منظمة صحافيون بلا حدود المملكة العربية السعودية في المرتبة الثامنة والستين بعد المئة من مجموع مئة وثمانين دولة، علي سجل انتهاك الحريات الصحافية في التقرير الذي اصدرته بمناسبة اليوم العالمي للصحافة.
اوضاع حقوق الانسان تتحسن ولكن ببطء شديد في المملكة، فقد سمحت للمرة الاولي بتأسيس لجنة لحقوق الانسان ولكنها لا تتمتع بالاستقلال المطلوب عن الدولة، ولم تتدخل بشكل فاعل في قضية اعتقال الاصلاحيين. كما انها وجهت دعوات لاعضاء في منظمة العفو الدولية لزيارتها ومناقشة قضايا حقوق الانسان.
المأمول ان يؤدي اختيار السعودية لعضوية المجلس الجديد لحقوق الانسان في التسريع باطلاق الحريات، ووقف اعمال التعذيب والاعتقال دون مسوغات قانونية للنشطاء الاصلاحيين. فالمملكة لا تعرف القضاء العادل المستقل، ولا تعترف بحق المتهمين بالدفاع عن انفسهم من خلال محامين محترفين.
http://64.246.58.199/artc.php?id=11173
http://www.kuwaite.ws/uploads/a671dd5910.jpg