هيئة علماء المسلمين .........ام هفوتهم؟؟ د.جمال زنكنة
اول مايلفت النظر في هيئة علماء المسلمين اسمها فهذه التسمية تبدوا غريبا......لاسباب... منها .. اولا ماذا عن علماء الدين من المسلمين الذين لاينظون تحت راية هذه الهيئة اليسوا هم بمسلمون ام ماذا... ولماذا نحتاج الى هكذا تسمية في بلد يدين 95% منهم بالاسلام ...؟؟ وثانيا ........ربما كان بالامكان فهم المغزى من هذه التسمية لو كانت هذه الهيئة مؤسسة في احدى الدول الغربية...مثلا هيئة علماء المسلمين في الصين او روسيا او امريكا.. ..
على اية حال يبدوا ان هذه الهيئة التي لم ينتخبها احد تصورت بان الفرصة مواتية للهجوم على الشعب الكوردي في العراق فاعتقدت الهيئة انها بانتهازها للتصريح الواقعي للرئيس برزاني حول عدم تجريم العلاقة مع اسرائيل فرصة جيدة للاتنتقام من الكورد لمساهمتهم في دك معاقل الدكتاتورية الصدامية التي يحنون الى ايامها.فاصدرت الهيئة بيانا ثوريا عبرت عن (قلقها) حول تصريحات الرئيس برزاني بشأن العلاقات مع اسرائيل .........الله اكبر!!
فلقد اكتشفت هذه الهيئة لتوها وبقدرة قادر ان هذا التصريح سبب اساءة الى مشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين وبالخصوص مشاعر الشعب العراقي والفلسطيني التي انجرحت......فجاة. اذ ان هذه المشاعر كانت مجمدة في ثلاجة الهيئة لسنوات عديدة وارتاءت هيئة العلماء ان تخرج هذه المشاعر من الثلاجة لتتعرض الى وهج الحقيقة ودفء الواقع.
لاندري اين كانت هيئة علماء المسلمين عندما......عندما ... من اين ابدأ؟؟ هل ابدأ من زيارة المرحوم السادات الى (اللقيطة) اسرائيل وخطبته في الكنيست ام ارجع الى قبل ذلك بسنوات عديدة عندما دعا المجاهد الاكبر حبيب برقيبة الذي كان يحرج الشباب ويمتحن مدى مواضبتهم على حفظ القران الكريم... حبيب برقيبة الذي دعى الى الاعتراف باسرائيل والعودة الى حدود 1948 الدعوة التي لو استمع اليها العرب في حينه لوفروا الكثير من الحروب والدماء......واهمها لفروا المشاعر والكرامة التي تتباكى عليها هيئة العلماء والتي تمرغت في الاوحال ...اين كانت الهيئة كل هذا الزمان ..في سبات اهل الكهف.
وهل اتحدث عن زيارة عبدالله كول وزير خارجية الجارة المسلمة تركيا ليمهد الطريق لزيارة رئيسه رجب طيب اردوغان الى اسرائيل.. ..ولماذا لم تنبس هيئة علماء المسلمين ببنت شفة عن العلاقة الاستراتيجية بين اسرائيل وتركيا؟؟
وماذا عن السفارات الاسرائلية في الدول العربية والاسلامية العديدة؟؟؟ لماذا لاتنجرح المشاعر ام انها تنجرح فقط عندما يتفوه الكوردي بالحق؟؟
الشعب الكوردي لن يسمح لاية جهة مثلما لم يسمح في السابق المساس بخياره الحر في الحياة واتخاذ القرار الذي يناسب مصالح الامة الكوردية ....وتحت اية ذريعة كانت.
قد يصف بعض المحللين تصرف هيئة العلماء هذه بالابتزاز السياسي ..وانا افضل ان اسميها بالاستمناء السياسي....ويا للعار.....فليس من حق هذه الهيئة التي اختطفت اسما لامعا وبراقا (المسلمين) لتضفي على نفسها الشرعية ومنحت نفسها حق الوصاية على الاخرين.. نعم ليس من حقها مصادرة الارادة الحرة للشعب الكوردي وتتظاهر بعنتريات لم تقتل ذبابة...... فلقد مر ذلك الزمان فللكورد مرجعيتهم المخولة بتحديد السياسة الكوردية في هذا العصر.