حسين الشهرستاني من السجن الى عتبة السلطة
حسين الشهرستاني الذي عين في موقع هام كوزير للنفط في الحكومة العراقية الجديدة يبلغ 64 عاما من العمر وهو عالم نووي سابق شيعي احتجز وعذب في سجون عراق صدام حسين.
وقال نائب رئيس البرلمان العراقي الشيخ خالد العطية متحدثا عن الشهرستاني الذي تابع علومه في روسيا وفي الكلية الملكية في لندن وفي جامعة طورنطو (كندا) انه "يتمتع بكل الكفاءات الضرورية وانه معروف بانه رجل "شريف وكفوء".
وبعد عودته الى العراق عمل شهرستاني كمستشار علمي للجنة الطاقة النووية العراقية حى عام 1979 يوم صار صدام حسين رئيسا للجمهورية.
عندها تعرض الشهرستاني للاعتقال والتعذيب في سجن ابو غريب السيئ الصيت قرب بغداد لانه رفض ان يحول اهتمامه من الطاقة النووية الى الاسلحة النووية.
وروى لفرانس برس وقائع توقيفه قائلا "تم توقيفي في 1980. تعرضت للتعذيب 22 يوما وليلة".
ونقل الشهرستاني بعدها الى سجن ابو غريب والقي به في زنزانة انفرادية طيلة عشر سنوات ولم يكن قادرا على الحديث الى اي شخص حتى فقد القدرة على الاحساس بمرور الوقت.
وقال "كان اصعب ما عانيته هو الصمت. لا يمكن لكم ان تتصوروا العذاب الذي يسببه ذلك".
وفي احد الايام في سنة 1990، تقدم سجين كان يوزع الطعام ويعمل في الحقيقة مع الاستخبارات من الشهرستاني قائلا "دكتور حسين، اعرف كل شىء عنك. البلد كلها تحترمك. اخبرني ان كان بامكاني مساعدتك".
وكان الشهرستاني في البدء مشككا، لكن مع الوقت بدأ يثق في هذا السجين. وفي شباط/فبراير 1991، وبعد اندلاع حرب الخليج، قررا الهرب. واتفقا على سرقة بذلة ضابط.
وقرر الرجلان الهرب ليلا مستفيدين من انقطاع الكهرباء بسبب الغارات الجوية الاميركية.
وقال الشهرستاني "احضر لي بذلة عقيد وهي اعلى رتبة في السجن".
واضاف "لم يتجرأ الحرس على توقيف السيارة. فتحوا البوابة. قبل ذلك تقدم حارس بسيط فصحت به +افتحوا البوابة، انا مستعجل+". وهكذا صار حرا مجددا.
وبعد تمكنه من الفرار عام 1991 اختار المنفى مع زوجته واولاده الثلاثة اولا في ايران ثم في بريطانيا حيث مارس التعليم.
ويعرف الرجل على نطاق واسع خارج العراق حيث يحظى بالاحترام كشيعي صاحب اراء مستقلة وهو الذي لا ينتمي الى الى اي تشكيلة سياسية.
وفي الربيع الماضي، طرح اسمه كاحد المرشحين لرئاسة الوزراء وحظي بدعم مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي.
وبعد الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2005 والتي فاز فيها بمقعد نيابي كمرشح على اللائحة الشيعية المحافظة انتخب شهرستاني نائبا لرئيس البرلمان العراقي.
وشدد الرجل في مقابلة اعطاها عام 2005 الى صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية على استقلاليته وقال "عملت بنشاط لمساعدة الشعب العراقي على التخلص من حكم صدام الدكتاتوري بيد انني انخرطت دوما اكثر في خدمة الشعب وفي تامين حاجاته الاساسية من العمل السياسي".
وولد شهرستاني عام 1942 في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة جنوب بغداد. وعاد من المنفى في نيسان 2003 قبل يومين من سقوط نظام صدام حسين على يد قوات التحالف الاميركي-البريطاني