معاناة لاتطاق من شحة الكهرباء والحرفيون يبحثون عن مهن بديلة
[align=justify]يعيش سكان مدينة الكوت شانهم شان جميع سكان اقضية ونواحي محافظة واسط في ظلام دامس حتى اصبح التيار الكهربائي ضيفا عزيزا يطول انتظاره لعشرين ساعة تقريبا وأحيانا يغيب الى يوم آخر وبدأ الواسطي يفقد الثقة بالوعود التي يطلقها المسؤولون عن الكهرباء
لمدة ثلاثة أعوام مضت وهم يتأملون بان التيار الكهربائي سيتحسن ومع ذلك اصبح المواطن يتحرق شوقا الى التيار الكهربائي تارة ويتحسر تارة اخرى لعدم انطفاء دور المسؤولين ما أدى الى فقدان الثقة بين المواطن والمسؤول. ولم يقف المواطن الواسطي مكتوف الأيدي فقد اعتمد على مولدات الديزل الأهلية ومع هذا فان زيادة الحمل على المولدات وارتفاع أسعار المحروقات أدى الى تقليل ساعات التشغيل وارتفاع سعر الأمبير الى ما بين سبعة وعشرة آلاف دينار بحجة زيادة ساعات التشغيل.
(أبو حسنين) أحد سكنة منطقة الحيدرية في الكوت قال لـ"الصباح" إنه بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر مولدة الديزل في المنطقة بادر الى شراء المولدة الصغيرة لكنه وجد أن الأمر اصبح لا يجدي نفعا خصوصا بعد ارتفاع سعر البنزين وصعوبة الحصول عليه واضطررنا الى مفاتحة صاحب الفندق الموجود في المنطقة بتجهيزنا بخمسة امبيرات لانه يملك مولدة ضخمة تكفي لتشغيل المنطقة لكنه اشترط بان يكون سعر الأمبير الواحد عشرة آلاف دينار بحجة ان ساعات تشغيل الديزل اكثر من بقية المولدات فلن نجد أمامنا سوى ان نرضخ لمطالب هذا الرجل.واضاف أبو حسنين أنا مدرس أتقاضى راتبا قدره (155) ألف دينار وبعد ان أعطي مبلغ المولد لن يتبقى لي سوى (105) آلاف وهذا لا يكفي للعيش لفترة عشرة أيام مع ارتفاع أسعار السوق الجنونية.
فيما يقول محمد كاظم (طالب جامعي): استبشرنا خيراً بإنجاز مشروع محطات الديزل التي تنفذها شركة لبنانية باشراف مباشر من قبل دائرة كهرباء المحافظة ولكن سمعنا بوجود هذه المولدات ونراها منصوبة منذ اكثر من عام الا اننا لم نرها تعمل وعندما توجهنا بالاستفهام عن عدم تشغيل هذه المولدات سمعنا حججاً مختلفة منها عدم توفر الوقود الكافي لتشغيلها تارة وعدم تشغيلها من قبل الشركة المنفذة لانها عادت الى لبنان تارة اخرى والضحية هو المواطن، بينما جميع منازل المسؤولين يصلها التيار الكهربائي دونما انقطاع.
وتساءل: ألم يضع المسؤولون خطة مسبقة لإنجاز نصب هذه المولدات ويضعوا في حساباتهم جميع ما ستحتاجه هذه المولدات.
الحاج باسم أبو احمد ( صاحب محل عطاريات في سوق الكوت ) يضع لومه على أعضاء مجلس المحافظة بوقوفهم مكتوفي الأيدي إزاء معاناة المواطن والانقطاع المتواصل في التيار الكهربائي بالرغم من انهم منتخبون من قبل الشعب وعليهم واجب اطلاع الشعب على كل صغيرة وكبيرة دون إخفائها إضافة الى عدم اتخاذهم الإجراءات القانونية بحق الجشعين من أصحاب المولدات كونهم يقررون ساعات التشغيل حسب أهوائهم ولساعات لا تتناسب وما يتقاضونه من أجور عالية بالرغم من انهم لا يشغلون المولدات أثناء الليل بسبب إغلاق المحال في وقت مبكر وقبل صلاة المغرب.
علي جابر ( بياع سمك ) يقول: ان سبب انقطاع التيار الكهربائي أثر سلبا في بيع السمك بسبب عزوف المواطنين عن شرائه لانهم لا يستطيعون الاحتفاظ به في الثلاجات التي بدت متوقفة بسبب انقطاع التيار الكهربائي إضافة الى إننا نحتاج الى الثلج للحفاظ على السمك من التلف وكل هذه الأمور مرتبطة بالتيار الكهربائي الذي اصبح ضيفا طال انتظاره.
أصحاب محال الحدادة في الحي الصناعي كان لهم رأي في انقطاع التيار الكهربائي كونهم لا يستطيعون مزاولة عملهم بدون كهرباء أو اعتمادهم على امبيرات قليلة من المولدات.
صلاح مهدي ( حداد في الحي الصناعي ) يقول: توقف عملنا بصورة كاملة وأصبحنا عاطلين رغم امتلاكنا محال كبيرة ومهنة وخبرة في العمل الا ان انقطاع التيار الكهربائي جعلنا عاطلين عن العمل منذ فترة طويلة وإذا استمر الحال الى فترة أطول سنموت جوعا وسنضطر الى تغيير اختصاص عملنا والاتجاه الى مهنة تكفي لسد متطلبات عوائلنا ولاتعتمد كثيراً على التيار الكهربائي.
حيدر التورنجي يقول: أنا صاحب محل (تورنة ) واحتاج الى تيار عال من الكهرباء لتشغيل الماكنة الا ان ما نعيشه هذه الأيام هو حالة مأساوية تنذر بالجوع وترك المهنة التي تعلمناها من أجدادنا وآبائنا التي لا نعرف غيرها مشيرا الى انه بدأ يفقد نشاطه وحيويته في العمل بسبب العطل الإجباري الذي سببه انقطاع التيار الكهربائي[/align]