العشائر تتكاتف لعزل الإرهابيين وجماعات مسلحة تتحالف ضد القاعدة
بعد ان بدأ الارهاب يضربهم علموا اخيرآ ان الله حق نسأل الله ان يهديهم
الفلوجة - الصباح
الفلوجة تدعو إلى منهج الحوار والسلام وترك مظاهر العنف
تواصل العشائر في منطقة الفلوجة والقصبات المحيطة بها التكاتف مع بعضها لعزل الجماعات التكفيرية ومحاربتها بالافادة من اعلان بعض فصائل المقاومة الوقوف ضد مجاميع القاعدة.وتدل هذه المؤشرات على الدور الايجابي الذي يلعبه المواطنون للوقوف مع الحكومة لسيادة القانون وفرض الامن.مصادر متعددة من داخل الفلوجة كشفت لـ”الصباح “
ان كتائب ثورة العشرين، والجيش الاسلامي، وجيش الخلافة الاسلامية، وسرايا المجاهدين اقرت مؤخرا عدم التعاون والتعامل مع الزرقاوي.واكدت مصادر اخرى في منطقة زوبع ان مجاميع الزرقاوي يشارفون على النهاية بعد تنامي الاصوات لطردهم وعدم التعاون معهم لما الحقوه من اذى وتصفية فضلا عن تشويه سمعة عشيرة زوبع العربية العريقة وبالاخص حالات الخطف والتسليب.
وفي الخالدية والكرمة ـ مناطق حول الفلوجة ـ هرب التكفيريون الى مناطق الجزيرة بعد ان لفظهم الاهالي وبعد وقوع قادتهم في قبضة القوات الامنية وبعد ان دخلت قوات الجيش العراقي فيهما.
وافاد مصدر من ناحية عامرية الفلوجة ـ جنوب غرب الفلوجة ـ انه تم الاربعاء الماضي الاتفاق مع القوات الاميركية بالخروج من الناحية وتسليم الامن فيها الى قوات الشرطة الذين ينتمون الى الناحية واغلبهم من عشيرة البوعيسى.
واوضح المصدر انه في عصر ذلك اليوم تعرضت احدى دوريات الشرطة الى هجوم بالاسلحة الخفيفة نفذته ثلاث سيارات نوع اوبل تقل ارهابيين... وتصدى احد افراد الشرطة للقوة الهاجمة وتمكن من حرق سيارتين وقتل ثلاثة ارهابيين هم عراقي ويمانيان واعتقال احد الارهابيين والاستيلاء على السيارة الثالثة.
وكان الشهيد الرائد احمد العرسان الزوبعي ـ قوات التدخل السريع ـ قد قتل 6 ارهابيين اثنان منهم سعوديان احدهما امير المجموعة واخر يماني والثلاثة الباقون عراقيون، حين حاصرته ثلاث سيارات تقل الارهابيين في منطقة العناز الا ان الارهابيين عادوا مرة اخرى بـ 25 سيارة تقل نحو 90 مسلحاً واستطاعوا قتل الرائد احمد مع ابنه.وفي السياق نفسه اباحت كتائب الشهيد حمزة العيساوي التابعة الى شرطة الفلوجة دماء الارهابيين والتكفيريين في المدينة وحملت منشورات وزعت امس في الفلوجة التكفيريين المدعومين من خارج العراق مسؤولية تصفية عدد من افاضل علماء الدين في المدينة منهم الشيخ حمزة العيساوي، والشيخ كمال نزال والشيخ عمر والشيخ شوكت.
ودعا المنشور اهالي القضاء للمشاركة في تشكيل مجاميع الفلوجة بغية التصدي لما وصفهم بـ”السفلة والكفرة والقتلة “ واعادة المدينة الى سابق عهدها المعروف بالكرم العربي الاصيل.
وذكرت مصادر في الفلوجة ان الجماعات التكفيرية اغتالت خيرة ابناء المدينة وشيوخها من العلماء في جامعة المدينة وشيوخ العشائر وهددت الاخرين الذين اضطروا للهجرة خارج العراق حفاظا على ارواحهم وعدد المصدر 15 عالماً وعلماً من الفلوجة تركوها دون عودة.وتدل المؤشرات الامنية في الفلوجة حالياً على وجود صحوة لدى الاهالي الذين كابدوا الامرين من جراء نشاطات العصابات الارهابية والتكفيرية ومن العمليات العسكرية المشتركة التي نفذتها القوات الاميركية مع القوات العراقية خلال عام 2004.
ويبدو ان مرحلة انتقالية صعبة تعيشها الفلوجة منذ اسابيع باتجاه ترك العمل المسلح والاندراج في سياق العمل السياسي وفتح الحوارات السلمية مع الحكومة بعد ان تكشفت لاهالي الفلوجة مخططات خارجية لجرّ مدينتهم نحو هاوية الحروب والاقتتال والتهجير.
واجمعت مصادرنا في الفلوجة على تصنيف المجاميع المسلحة فيها كالاتي:
عصابات اجرامية للتسليب والخطف بقصد الحصول على الاموال بعد تسلم الفدية والهجرة خارج العراق بعيدا عن طائلة الملاحقات والثارات العشائرية وهذه العصابات لا علاقة لها بالسياسة. وعصابات تنفذ عمليات ضدـ القوات الاجنبيةـ بشكل بسيط لكنها تقوم بالخطف والتسليب بشكل واسع بحجة الحصول على التمويل اللازم لـ”المقاومة “. وهذه تخلط عملها بين السياسة والاجرام ومجاميع من المقاومة الشريفة التي تقاتل القوات الاجنبية وتنآى بنفسها عن الاعمال الاجرامية” التسليب والخطف “ او قتل العراقيين... وهذه المجاميع لها غاية واحدة هي خروج القوات الاجنبية.. وهؤلاء بحاجة الى فتح حوار مباشر معهم،... الا انهم لايثقون بالمفاوضين خوفاً من التصفية.
وبينت المصادر ان مدينة الفلوجة لاتحتاج حالياً الى عملية عسكرية، وانما تحتاج الى تكثيف العمل الاستخباراتي الوطني لاعتقال رؤساء المجاميع الارهابية مع ضمان تعاون شيوخ العشائر والمواطنين.
من ناحية اخرى يناشد المواطنون وزعماء العشائر جميع الوجهاء وافخاذ العشائر التي ما زالت تحت سطوة المفهوم السلبي للمقاومة ان تعود الى صف الشعب ومقاومة الارهاب، وحددت مصادرنا ان عدداً من العشائر تقع تحت هيمنة ارهابيين يفرضون السطوة والطاعة بالقوة، وهؤلاء يمارسون عملية ابتزاز محطات الوقود للحصول على الاموال بعد ان انقطع التمويل الخارجي بفضل سيطرة القوات الاميركية على مداخل ومخارج الفلوجة.