قصيدة..انا بعثي.. (ومعاذ الله ان اكون لكن العنوان اقتضى)

عذرا فليس القصد ان اكون انا او انت بعثيا حاشى لله من هذه التسمية وهذا الانتماء .. لكن سياق الكلام جاء بصيغة المتكلم..


انا بعثي ..
وشعاري أمةً عربيةً مُفخِخِة..
ذات رساله خاطفة ..
أنا بعثي ,
ولدتُ في العفلق السابع ِمن نيسان ..
ورثتُ السيفَ من أبي
سيافاً يعملُ لدى
المتعفلق بالله السلطان ..
كنتُ جريئا في صغري
ألهو , أذبحُ بسيف أبي صغار الحيّ
وأصنعُ من جماجمهم تاجا
لولي العهد , وأرصّعهُ بالمرجان

وأشيّدُ من أصابعهم
الصغيره سياج قصرنا
ومن عظامهم أبني كلَ الجدران ..
حين كبرت في حضن سلطان الأمةِ
المتعفلقِ بالله
علمني ذبح الرعيةِ بالجملةِ والمجان
علمني مبادىء أرعاب السكان
وكيفية تفجير الكنائس
ونسف الجسور
ووضع عبوةِ ناسفةِِ
أمام مسجدِ ِأو دكان ..
علمني كيف أفخخ بغلاً أو كلباً أو قطةً
وأفتى لي أن الجهاد
فرض عين على الحيوان ..
علمني فلسفة البعث المعاصر
لمشاريع الدمار الهائل
وطريقة أنبعاث الدخان ..
درسني الأصول في نصب الهاون
والفقه في رمي الرّمان
علمني كيف نبيد أهل الجنوب
ونمحي مئات القرى من كردستان ..
وكيفَ نشيّد صرح المقابر
وننشرها ثقافةِ ِفي كل البلدان ..
وكيفَ ُنخلي البلادَ من أهلها
الطيبين كي ينعقُ فيها الغربان
حذرني من عمل الخير
وحب الناس , فهذا من عمل الشيطان ..
زيّف التأريخ لي . وغيّر االجغرافيا
وكفّر لي كل الأديان ..
علمني السلطان
كيفَ أغسلُ بالدولار أدمغة العربان
علمني ثقافة الصحراء في الغزو
وطريقة أحتلال أرض الجيران ..
علمني هندسة الملاجىء والحفر الضيقةِ
وطريقة الأختباء فيها كالجرذان
أفهمني أن البعث فكرُ متجدد
يصلحُ في كل زمان ومكان ..
وذكرني أن تأريخ الأمة
اليه يعود وأليه ينسبُ قحطان وعدنان
وذكرني أنه نبي هذا العصر
سينشرُ رسالتهِ في كل الأوطان
وأفهمني أن آيات نزلت فيه
بالأنجيل والتوراة والقرآن
وان آل المجيد هم أحفاد سومر وبابل
والأخرين جاءوا من سوء ستان
وأن أهل العوجه جنس راق
والباقي اما كاكات أو معدان
َو أن صبحه المعصومة أم المؤمنين
وأئمة هذا العصر برزان ووطبان
ألبسني اللحية وعلمني الخطف والغصب
وطريقة أشعال النيران ..
وحذرني من عدم الطاعة
فرأسي قد تقطع بذنب العصيان ..
أنا بعثي .. !

للشاعر: نضال الحار
سويسرا