مصادر من أسرة الزرقاوي رجحت مقتل إحدى زوجاته الثلاث في الغارة
مصادر من أسرة الزرقاوي رجحت مقتل إحدى زوجاته الثلاث في الغارة
شقيقة المتشدد الأردني تنتحب آملة بـ«خليفة جيد» يحل مكانه
عمان : فارس شرعان وليندا معايعة
قالت مصادر مقربة من عائلة ابو مصعب الزرقاوي ان «من المرجح» ان تكون احدى زوجاته الثلاث قتلت خلال الغارة الاميركية على مخبئه اول من امس. واضافت المصادر «من المرجح ان تكون احدى زوجات الزرقاوي قضت اثناء العملية».
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد اعلن في مقابلة مع قناة «العربية» ان امرأتين من مجموعة الزرقاوي قتلتا في الغارة. وقال المالكي ان «عدد الذين قتلوا هو سبعة بينهم اثنتان من النساء العاملات ضمن فريق الزرقاوي (..) كانتا تتجسسان وتقدمان المعلومات لحركة الزرقاوي».
وفي الزرقاء كانت ام قدامة، الشقيقة المفضلة للزرقاوي، تنتحب امس رافضة ان تصدق مقتله وتقول في منزلها «أملي ان يرسل الله للمجاهدين احدا افضل منه». وكانت الاخت الصغرى، وهي في الثلاثين من العمر، مقربة من شقيقها احمد فضيل نزال الخلايلة، الذي اتخذ العام 1991 اسم «ابو مصعب الزرقاوي» نسبة الى مسقط رأسه الزرقاء (28 كلم شمال).
وسألت، بينما كان طاقم قناة «الجزيرة» يستعد لاجراء مقابلة مع زوجها، «هل انتم متأكدون من وفاته»؟. واضافت وهي تبكي «لم يكن هناك اي اتصال مباشر معه». الا انها سرعان ما التقطت انفاسها لتقول «اذا كانت المعلومات صحيحة، فلا يمكنني الا ان اتوسل الى الله كي يرسل للمجاهدين احدا افضل منه».
وقد تعرف ابو مصعب العام 1990 في باكستان الى صالح الهاني (ابو قدامة) الذي فقد ساقه بانفجار لغم واشتكى امامه عدم امكان العثور على زوجة بسبب عاهته الجسدية. لكن ابو مصعب سرعان ما اجابه قائلا «لا تهتم للامر، ساعطيك شقيقتي زوجة لك» وطلب من شقيقته الصغرى المفضلة لديه والتي كانت في عامها السابع عشر المجيء الى باكستان. وتم ترتيب الزاوج وعاد الزوجان الى الاردن لاستئجار شقة مواجهة لمنزل العائلة في الزرقاء حيث تسكن شقيقتا الزرقاوي ووالدته التي توفيت في فبراير (شباط) 2004 .
وفي منزلهما المتواضع الواقع في حي المعصوم، ترفض الشقيقتان التحدث الى الصحافة مؤكدتان «احترامهما الكبير» لشقيقهما. ورفضتا امس مجددا التحدث الى الاعلام او الرد على المكالمات الهاتفية. وافاد مقربون من العائلة بان ابن احداهما واسمه محمد الحراحشة اوقفته السلطات الاردنية قبل شهر بتهمة اجراء اتصالات مع الزرقاوي.
وتم تعزيز الاجراءات الأمنية في الشارع حيث تسكن عائلة الزرقاوي في حين يقوم الاطفال في الشوارع المجاورة برشق الصحافيين والمصورين بالحجارة اثناء محاولتهم التقاط الصور. وقال احد السكان «يعتبر سكان الزرقاء ان الصحافيين اجانب ولذا يحاولون مهاجمتهم». واوضح آخر ان «سكان الزرقاء بغالبيتهم العظمى نددوا بالزرقاوي اثر اعتداءات عمان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي» التي اسفرت عن مقتل اكثر من 60 شخصا «لكنهم مستاؤون من قيام الاميركيين بقتله».
ومن جهته، يرفض الشقيق الاكبر للزرقاوي، واسمه صايل، الرد على الاتصالات الهاتفية، لكن امرأة ردت قائلة «ماذا تريدون منا؟ لقد اعلنا براءتنا منه علنا». وكانت المرأة تشير بذلك الى اعلان نشرته قبيلة بني حسن في الصحف الاردنية وقعه عديدون، بينهم صايل، للتنديد باعتداءات عمان.
وكان الزرقاوي في الثانية والعشرين عندما اقترن بابنة خاله بينما كان يعمل حاجبا في بلدية الزرقاء. وبعد ستة اشهر، توجه الى باكستان حيث عمل مدة ثلاثة اشهر صحافيا في مجلة «البيان المرصوص» التي اصدرها «المجاهدون» هناك. وفي اغسطس (اب) 2001 تزوج من فلسطينية وهي ابنة احد المقاتلين في افغانستان. وقد بقيت في الاردن حتى العام 2005 حين التحقت به في العراق وفقا لاحد المقربين منها. كما تزوج الزرقاوي بعراقية من الفلوجة العام 2004 .
وقال فراس الريالات أحد أصدقاء الزرقاوي لـ«الشرق الأوسط» انه «اذا كان الشيخ ابو مصعب قد استشهد فهذه أمنية بالنسبة له وهذا ما نتمناه جميعاً ونتمنى ان نكون في خندقه وركبه وجماعته». واضاف «ان علاقتي في البداية لم تكن قوية بالشيخ الزرقاوي، وفي احدى المرات حضر الى منزلي مع المرشد الروحي للتيار السلفي والمعتقل حالياً في الاردن، الشيخ ابو محمد المقدسي، وكان يتحلى بالهدوء والشهامة».