المهدي اللامنتظرلا عند اليهود! ولا عند الشيعة! ولا عند السنة! ولا عند البرتغال
عنوان ملفت لكتاب لمؤلف مغربي ، بدأت للتو قراءته وأحببت أن تشاركوني في ذلك بعد اذن الأخوة المشرفين ..
http://www.alhiwar.org/ar/index.php?...d=31&Itemid=29
تتبعنا في هذا الكتاب نشأة [أساطير الشرق] في صناعتها للآلهة البشرية [أبناء الآلهة] المبتذلين أحياناً على صورة (المُخلِّص المنقذ ) منذ فجر الحضارات في وادي الرافدين والنيل [] وسوريا وشبه الجزيرة العربية ثم سبرنا أنماط وأشكال تمظهر هذا المُخَلِّص المؤله [] كموروث متكيف، يتحول بالتهجين والتلفيق[]مع كل وافد طارئ يرد مع الفاتحين الجدد للمنطقة []. كيف تشكّل ( المفهوم العَوْداني ) عند المصريين في قصة ( إيزيس وأوزوريس ) ومع الرافدين في (تموز وأدونيس) ومع الفرس في ( ساوثيان ) الزرادشتية ومع الإغريق والرومان في (المُخَلِّص ) السوتري ( Soter) []ومع اليهود في ( المسيح الملك) ومع المسيحية في (الرجعة الثانية لقيام مملكة الرب). [] أمّا في الإسلام فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو المهدي بحق لا يماري فيه أحد [] ثم نشأت الأسطورة مع السياسة [وبدأ تفريخ المَهادي اللامنتظرة!. [] أمثال: ما ادعت : ( الكَيْسانية والمُخْتارية في محمد بن الحنفية العلوي، و الإسماعيلي السُّبْعي ، و الموسوي الإحدى عشري، و العبّاسي []. و الحسني النفس الزّكية والسفياني الصَّخْري! و القحطاني اليَمَني ..و الحمُّودي الإدريسي..الخ ) ثم أنماطهم لدى: الإنجليز ( الملك آرثر) والإسباني ( الملك روذريق)، والبرتغالي.( الملك دون سيباستيان)..[مهدي البرتغال الدّون سيباستيان.] وظهور من ادعى أنه الملك المفقود في المعركة [] : ثم كيف انتقلت أسطورته إلى البرازيل []. والتشابه الكبير بين هذه النمطية والنمطية الموسوية الإحدى عشرية من خلال كتابات بعض المعاصرين منهم. [].
ثم كيف استطاع هذا الموروث الوثني المتعدد الوجوه والأقنعة أن يتكيف مع هذه الطوارئ الحضارية والعقائدية في تقمصات وتمظهرات وإمساخات شتى إلا ليظل محافظاً على وجوده في العمق حتى وإن تقمّص الشكل الخارجي للوافد وعبّر عن نفسه من خلاله! ثم عرجنا إحاطة بالموضوع كله بما قيل في المهدي الحسني [خروج المهدي محمد النفس الزكية] وفتوى الإمام مالك بن أنس فيه يوم خروجه [فتوى مالك في النفس الزكية ومن خرج معه] وما تبعها من فشل [مقتل أعمام وأقارب النفس الزكية-] ما تقول الموسوية الإحدى عشرية بشأن مهديها هي!. [عقيدة الصدوق] ، ثم أهل السنة [هل للسنة مهدي] وأنواع وأوصاف المهادي لدى كل فريق [المهادي الأربعة]، ثم للمتصوفة مهديهم الآخر المعادي للفقهاء! [مهدي ابن عربي] ثم عرجنا على من أخرجها من المحدثين في مصنفاتهم [من خرجها] وعلى من أفردها بالتأليف أو ادعى لها التواتر! [من أفردها بالتأليف أو ادعى لها التواتر] كما فعل الشوكاني وغيره [وجمع منها الشوكاني] ثم لمن انتقدها كعبد الرحمن ابن خلدون ومن ردَّ عليه نقده كأحمد بن الصديق الغماري وغيره [الغماري وابن خلدون]
ثم عرضنا إلى الإخراج المسرحي للمهدوية في التاريخ كما في حادث الحرم موسم حج سنة 1400 هـ/1979 م [ثم حصلت حادثة مسجد الحرم الشهيرة موسم حج سنة 1400 هـ] وما أثاره الحادث مجدداً بين الفرقاء الخصوم لنعرض في النهاية إلى إبطال هذه الروايات متناً وسنداً وعلماً [في تعريف الصحيح] وما اكتنفه من مشاحة سواء بالنسبة لما قيل في الموضوع قديماً [القول القديم في الصحة] أو في تسبيع اصطلاح الصحة كما عند ابن الصلاح في القديم أو الشيخ الألباني في المحدثين [ابن الصلاح والألباني في التسبيع الاصطلاحي] لنثبت بما لا يدع مجالاً للشك عنوان غلاف الكتاب مع طرفة لها تعلق بالموضوع النقدي برمته [طرفة بين يدي القارئ] مع حادث الحرم الشهير موسم حج 1400 هـ/1979 م ولنخلص إلى طرد هذه الأسطورة من عقول المسلمين،[في المنهج النقدي الجديد]
وإلى الأبد [] .
(ملف على هيئة PDF Format)
نموذج من تخريج الروايات
الأحزاب الإسلامية ومهاديها
طرفة بين يدي القارئ
تحضرني هنا طرفة أحب أن يطلع عليها القارئ الكريم.
بدأ اهتمامي بالحديث سنة 1974 م، لما كان يصادفني في كتب الدعوة من استعمال لأحاديث، لا يرتاح المرء أن تكون قد صدرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم!. وبحكم تكويني العلمي يومها، لم أستطع هضم خلق التربة يوم السبت الوارد في صحيح مسلم، ولا حديث أبي ذر في ذهاب الشمس الوارد عند الشيخين وأصحاب السنن والمسانيد ولا غيرها من الروايات التي ليست من الغيبيات!. ومن كنت أسائله في مثل هذه المواضيع من شيوخ الوقت كان إما ظاهر العيّ !لا يقدم ولا يؤخر، أو من الولعين بتلك المماحكات التي لا تصدر سوى عمن لم يخامر منطق السوية مخه!. فعزمت على الالتحاق بالمدرسة الحسنية للحديث بمدينة الرباط. خضت غمار مبارتها وقبلت فيها. إلا أن حضوري لليوم الأول بها صادف لقائي بصديق قديم فتعجب من وجودي بالدار وأنا المتخصص في الفيزياء! في نظره!. فبادرني مستفسراً؟ فأعلمته بحالي ومآلي وبما كان وبخلفيات الموضوع. فما كان منه رحمه الله إلا أن قال:
إننا ندرس هنا كل شيء عدا الحديث!
فكان هذا فراق بيني وبين المدرسة!. ثم ذهبت للدراسة في الولاية المتحدة لتحضير ماجستير أرصاد.
لدى عودتي أسست مع بعض الاخوة الحاملين لهموم الدعوة: فرع جمعية " الدعوة إلى الله " بالرباط وهي جمعية تأسست بمبادرة شخصية من واعظ الحرم النبوي الشريف والمدرس بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الشيخ أبي بكر الجزائري. وظل الموضوع هاجسي ومختمراً في عقلي على أحر من جمر تزداد كل يوم أهميته لدي من خلال ما أراكم من قراءاتي.
ثم ظهر لي تجديد العزم ثانية على خوض مبارة الالتحاق بالمدرسة الحسنية للحديث، علّ الدار تكون قد تطورت منذ عهدي الأول بها !. قبلت مجدداً! إلا أن صدمتي بالحال كانت أفجع من تجربتي الأولى!. وهكذا قرّ القرار عندي: أن إذا لم تكن هناك جدوى من أخذ الحديث عن طريق الدرس المُؤكْدم !، فلِم لا نحيي الطريقة القديمة للمشايخ في مقر دار الدعوة ذاتها كتجسيد عملي لإحياء مثل هذه الدراسات؟.
وفعلاً استقدمنا المشايخ الذين توسمنا فيهم الإحاطة بمثل هذه الأمور إلى الدّار وجهزنا مكتبة متكاملة في علوم الحديث والرجال ..الخ، وظللنا على هذه الحال نستفيد من دروسهم إلى حلول موسم حج سنة 1400 هـ/1979 م، حيث توجهت لأداء مناسك الحج عازماً الالتحاق بالجامعة الإسلامية للتخصص في الحديث. فاستفسرت عن الموضوع وفاتحت فيه كل من الشيخ أبي بكر الجزائري والشيخ حماد الأنصاري رحمه الله، إلا أن ما علمت و عاينت من مناهج تدريس المادة من طرف أحد شيوخها في الحديث وهو: الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد صحبة بعض طلبتنا، ذهب بالبقية الباقية من حماسي لآخذ هذه المادة بين رحاب الجامعة
في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة
حديثي مع طلبتنا المسجلين بالجامعة وكذا مع الشيوخ أعطتني فكرة عن الدروس، جعلتني مرة أخرى ألوي ولا أعقِّب!. وشفيت تماماً من محاولة اللحاق بهذه المقابر مجدداً!.
قرّ قراري على أن هذا العلم، إن كان له أن تبعث فيه الحياة من جديد، ليستأنف دوره، حسب ما يتطلبه منطق العصر، دون الإخلال بالمرجعية، فلا بد من العمل أولاً على إخراجه من هذا النفق المظلم الذي دفنوه فيه لقرون!، وبأن لا مستقبل ينتظر له أبداً على يد أمثال هؤلاء المشايخ!.، في عصر الشفرة والإعلاميات، فلا هم سدنة مخلصين ولا هم مجتهدين مكدِّين!. ولا تنجح دعوة قط بمثل هذا الصنف من مرتزقة العلوم الشرعية! إلا من رحم الله. ولأنها أدوات لا تسعف سوى الكيس الفطن، وهي وبال كل الوبال على المَهين، أو الغبيّ العِييّ الخارج عن عصره ولا يكاد يُبين!.
لم أجد صعوبة تذكر بعد ذلك في متابعة هذا الحقل بعد أخذ مبادئه وأصوله من أصحابه، ثم من خلال قراءاتي الخاصة إلى أن تفرغت جزئياً لها أثناء اشتغالي بالتدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدّة، بكلية الأرصاد وحماية البيئة وزراعة المناطق الجافة، ثم ضمن بحثنا المشترك بالكلية في إطار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالتعاون مع الشيخ عبد المجيد الزنداني سني ( 1407 هـ/ 1986 م ~ 1410 هـ/ 1989 م )، مكنني من الإحاطة بمناهجه وبمناهج النقد الأخرى . في هذا المشروع، كان عليّ تخريج كل أحاديث الرعد والبرق والصواعق ذات الصلة بالموضوع جرحاً وتعديلاً.
قدم البحث في المؤتمر الدولي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة المنعقد بإسلام آباد بباكستان في الفترة ( 18 ~ 21 أكتوبر 1408 هـ/ 1987 م ) .
ثم جاء التفرغ الكامل بعد ذلك ابتداءً من صيف سنة 1411 هـ/ 1990 م حيث صدر لنا كتابان:
كيف يرد الخطأ على المفتين الكبار رواية ودراية لعدم إلمامهم بالعلم: الشيخ ابن باز والشيخ العثيمن نموذجاً ثم " كيف يرد الخطأ على المحدثين العاصرين الكبار رواية ودراية لعدم إلمامهم بالعلم: الشيخ الألباني نموذجاً ".
صدور الكتاب الأول، المفروض أنه يصحح خطأ ظاهراً! وفاحشاً وذو بعد تاريخي وعقدي، لأنه كان السبب في إخراج الكنيسة من حياة الأوروبيين في المحاكمة الشهيرة للفيزيائي الإيطالي غاليليو غاليلي في 22 حزيران 1632 م، بسبب الإشكالية حول ( دوران الأرض حول الشمس ) كما قال غاليليو أو العكس حسب آباء الكنيسة، هو بعينه ما تردّد في فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله وتابعه عليها الشيخ العثيمن. عدم تخصصهم في موضوع الفتوى والمفروض الرجوع عنها، إذا قامت الحجة على خلافها، لم يشفع لنا عندهم، بل ظاهر علينا، على عكس توقعنا، مَن هم في أمس الحاجة اليوم، كما بالأمس، إلى محاربة الأمية في العلوم البحتة وعلوم النقل سواء!. وعزاؤنا في كل هذا هو أنه طال الزمن أم قصر، فلا بد للشمس من أن تتمكن من حرق خيوط الغربال في آخر المطاف وهو ما لا نشك فيه طرفة عين!.
حادثة الحرم
ثم حصلت حادثة مسجد الحرم الشهيرة موسم حج سنة 1400 هـ/1979 م، التي ادعى فيها أحد الطلاب المنتسبين إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أنه المهدي المنتظر!، وشاهد إخراج مسرحيتها الهزلية سكان المعمورة قاطبة على شاشة تلفازهم مشدوهين!.
كان ذلك يوم الثلاثاء أول شهر المحرم وكان المؤلف شاهد عيان على الحادث وعلى من قام به. واتصل بالطلبة وقرأ رسائل جُهَيْمان منظر الجماعة واستفسر إبانها مشايخ الجامعة في الموضوع وبالخصوص الشيخ أبا بكر الجزائري ( الواعظ أيضاً بداخل الحرم النبوي الشريف، والرئيس الشرفي لجمعية " الدعوة إلى الله "التي كان المؤلف" كاتبها العام" في فرع مدينة الرباط المغربية ) والشيخ حماد الأنصاري رحمه الله..وهذه الحادثة هي أساس بحثي لهذا الموضوع منذ تلك الواقعة الكاريكاتورية!. وكانت قد ظهرت رسالة للطالب الهندي عبد العليم عبد العظيم نال بها درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة تحت عنوان: " الأحاديث الواردة في المهدي في ميزان الجرح والتعديل " جمع فيها الآثار الواردة في المهدي ودرس أسانيدها وما قاله الحفاظ في رجالها من جرح وتعديل وكذلك من صححها أو ضعفها..الخ. الرسالة اعتمدها الجهيمانون كمنيفستو لمهديهم وقاسوا دوره وإخراج مسرحية الحرم عليها: من مبايعة ما بين الركن والمقام والصلاة بالناس..الخ، بعد أن كانوا قد روّجوا لها بين أتباعهم من طلبة الجامعة.
هذا الحدث سقى الإشكالية المهدوية بدماء جديدة وبعث المسألة من جديد على محك الجدل، فظهرت فتاوى وكتب لا تخرج في مضمونها عن المِحَكّيْن السابقين، أي بين قابل لها اعتماداً على كثرة المأثور المروي في ذلك، ليجعلها من موجبات الاعتقاد، وبين رافض لها منطلقاً مما انطلق منه مُدّعي " العقلنة! " في الإسلام ( المعتزلة ومن نحى منحاهم أو نهج نهجهم من الأصوليين القليلي الأصالة! في الأغلب. ) بعدم حجية أخبار الآحاد! في مسائل الاعتقاد، التي لا تثبت سوى بالقَطعيّات وليس بالظّنيّات كما هو حال أخبار الآحاد!، لكن دون انشاغلهم أولاً بتحقيقها قبل الرجم بعقولهم خارج مجال العقول والمعقول!.
الانتصار للمذهب الأول ظهر في ذات السنة 1400 هـ على يد محمد إسماعيل تحت عنوان معكوس المنطوق والمنطق!: " المهدي حقيقة! لا خرافة ! ".
أما أصحاب الرأي الثاني الرافض فظهر واضحاً في كتاب صدر للشيخ عبد الله بن زيد آل محمود، رئيس الشؤون الدينية والمحاكم الشرعية في دولة قطر بعنوان: " لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر".
وعيب الشيخ آل محمود في مؤلفه هذا، هو أنه لا يقدم لما بين يديه من طروحات، ما يسندها به من دعائم سوى ما اعتادت المدرسة العبدوية ( نسبة إلى الشيخ محمد عبده : أنظر كتابنا: المدرسة العبدوية والتحضين الاستشراقي للفيروسات الثقافية: طه حسين نموذجاً.) ، التي أعياها الإلمام بالتراث ومناهجه، فلم تجد طريقة مثلى للتعامل معه سوى بالقطيعة! المعرفية إلى أن انقطعت دونه!. فأقوى مستند له لرفضها كمن في تعويله: إما على افتراضات مجانية أو تقريرات حرّة فضفاضة ومُرسلة من الشيخ محمد عبده ومن تابعه من تلامذته المباشرين كتلميذه رشيد رضا صاحب " مجلة المنار "، أو غير المباشرين أمثال: أحمد أمين كتاباته في " فجر الإسلام " و " ضحى الإسلام " أو محمد فريد وجْدي في موسوعته الموسومة: " دائرة معارف القرن العشرين "
يورد محمد فريد وجدي في دائرته ( 10 : 481 ) ما يلي بخصوص المهدي:
{ وقد ضَعّف كثير من أئمة المسلمين أحاديث المهدي واعتبروها مما لا يجوز النظر فيها!. وإننا إذ أوردناها مجتمعة لتكون بمرأى من كل باحث في هذا الأمر حتى لا يجرأ بعض الغلاة على التضليل بها على الناس! }
من تقريرات السيد ابن محمود:
يا معشر العلماء والمتعلمين والناس أجمعين أنه يجب علينا بأن يكون تعليمنا واعتقادنا قائماً على أنه: لا مهدي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما لا نبي بعده.
أو:
والحق الذي نعتقده وندعو الناس إلى العلم به والعمل بمُوجبه هو أن لا مهدي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما لا نبي بعده.
قلت: فليس العيب فيما قرره، بل في كيفية اختياره لحججه وبراهينه للتدليل على ذلك! مما عرض كتابه للانتقاد اللاذع والمصيب شكلاً في أكثره.
جاء الرد على كتاب ابن محمود من طرف الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد، المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في رسالة تحت عنوان: " الرّد على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي "، حيث تتبع ابن محمود في كتابه السابق مفنداً حججه الغير الصامدة أصلاً! لأي نقد إن في الشكل أم المضمون، لاعتماده التشكيك العبدوي الذي لا يقدم ولا يؤخر من قطمير في مثل هذه الأمور!.
وآخر ما صدر مما وقفت عليه في مثل هذا المنحى العبدوي وهذا الاتجاه المتدثر بدعوى العقلانية! الغير معقولة ولا مُعَقْلَنة! مقالة للثنائي حسن أحمد إبراهيم ( أستاذ تاريخ ورئيس قسم التاريخ والحضارة بالجامعة الإسلامية العالمية ـ ماليزيا. دكتوراه في التاريخ الحديث، كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن.) وإبراهيم أحمد زين (أستاذ مساعد في قسم معارف الوحي بالجامعة الإسلامية العالمية ـ ماليزيا. دكتوراه في مقارنة الأديان من جامعة تنبل بالولايات المتحدة الأمريكية.) تحت عنوان: " تطور فكرة المهدية في الصناعة الحديثية: دراسة في العلاقة بين التجديد والتقديس!".(قالا بأن هذه المقالة جزء من بحث يعدّانه للجامعة التي يدرسان بها وأنهما أقد فادا من الملاحظات التي قدمها لهما مدير الجامعة د. عبد الحميد أبو سليمان: مدير الجامعة.).
منهجهما العبدوي الذي لا يخطئ عبرا عنه بوضوح في الفقرة الآتية:
ولا بد أن نؤكد أن اتجاهنا في التحليل ينطلق من الآثار التي خلفها أهل العلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ضحَّ عندهم يَصِحُّ عندنا.!؟. أما حينما يصير الأمر متعلقاً بأصول الدين! وكيف يمكن أن تترتب هذه الأمور، وكيف يمكن الاحتجاج بهذه الأحاديث لإثبات أمر يتعلق بالعقائد، فهذا أمر يخرج من دائرة علم أهل الحديث!!!؟؟ برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دائرة أصول الدين!!؟؟، وليست بضاعتهم في هذا الشأن بالتي تفي بغرض الفهم!!!؟؟، فكلٌّ مُيسر لما خلق له!!!؟؟. وهذا يعني الفصل!!؟؟ بين مجال علم الحديث!؟ وعلم أصول الدّين! حتى يستقيم الفهم!!؟؟.
ومثل هذا الكلام الذي ينقض آخره أوله وتتشاكس مقدماته مع نتائجه، خاصية لهذا المنهج العقيم!. فكيف تصح الأحاديث عندهما كما صحّت عند أصحابها دون أن يترتب عليها عمل عندهما؟. ثم ما هي أصول الدين هذه المشاكسة كل المشاكسة للأصل الثاني من أصول الدين الذي يتحدثان عنه والذي لا يقيم ورناً لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم كمبلغ ومبين في آن، وصحّ كما يقولان وروده عنه صلى الله عليه وسلم!؟!..
ثم أخيراً هل تفي بضاعتهم المزجاة! في أصولهم التي لا تتأصل على السنة، التبيان!، الأصل الثاني، فيما أنكروا على أصحاب الحديث، الذين يجهلان بمناهجه ما تفوح رائحته من تعالمهم الواهم هذا؟. فهم قرآنيون لا يقدمون ولا يؤخرون، بل لا يملكون الجرأة حتى على الإفصاح بذلك لضعف متمسكه ومتمسكهم!.
بهذا نكون قد أحطنا القارئ الكريم بالإشكالية في أبعادها التاريخية والجغرافية والسياسية والبيئية وبالملابسات التي صاحبتها وواكبتها لدى كل الفرقاء المعنيين بها إلى يوم الناس هذا لنقفل الموضوع وإلى الأبد! إن شاء الله وبإذنه تعالى.
هل من المعقول في الإسلام؟
وتلوح أسئلة محيرة ومحرجة، موجعة ومؤرقة في آن، تستجدي كلها إجابات شافية:
كيف أمكن لأسطورة كأسطورة " المهدي" أن تنبت في البيئة الإسلامية مع أن الإسلام إنما جاء بالأساس لاجتثاث الأساطير من تفكير البشر وتحرير عقولهم من الخرافة والأسطورة سواء؟.
كيف يمكن التوفيق بين المهدوية ك "خلاصية" مستقبلية! والرسالة الخاتمة ل "محمد الخاتم"؟
كيف أمكنها أن تُحضَّن، لتعشِّش لأكثر من ثلاثمائة وألف من السنين، ويستمر إنتاج وإخراج مسرحياتها الرديئة على عتبات التاريخ ( آخرها الإخراج العبثي بالحرم المكي سنة 1979 م، الذي تناقله الإعلام العالمي لأسابيع كمسلسل في اللامعقول والذي عايشه المؤلف عن كثب في عين الكان من خلال ممثليه وحابكيه ومؤطريه ) وبآلاف الضحايا في كل مرة؟.
ثم كيف نفسر في وقعة الحرم المكي، أن التحضين كله وما سبقه من كتابة سيناريو وتحضير وإخراج، ويا للمفارقة ! إنما تم من داخل فصول ومدرجات كليات الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، بمرأى ومسمع من شيوخها بتورط ظاهر من بعضهم وممالئ من طرف ثاني و خفي أو غبي عند طرف ثالث؟.
يتبع ....................