مقتل محام بارز لصدام بعد خطفه في العراق
قالت الشرطة يوم الاربعاء ان مسلحين خطفوا وقتلوا أحد المحامين البارزين في فريق الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ليصبح ثالث محام يقتل من الفريق منذ بدء المحاكمة التي تساندها الولايات المتحدة. ويسدد قتل خميس العبيدي الرجل الثاني في فريق الدفاع عن صدام ضربة جديدة للجهود التي تساندها الولايات المتحدة لمحاكمة صدام عن جرائم ارتكبت ابان حكمه الذي كان يقوده السنة ويرجح أن يذكي شكاوى من أن العنف العرقي والطائفي يعوق اجراء محاكمة عادلة.
ويحاكم صدام وسبعة اخرون بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وذكر ضابط بالشرطة اكتفى بتعريف نفسه باسم النقيب صباح ان العبيدي أصيب بثمانية أعيرة نارية معظمها في الرأس وان جثته حملت اثار تعذيب وكانت ذراعاه مكسورين.
وقال جعفر الموسوي المدعي العام بالمحاكمة لرويترز ان قتل العبيدي لن يؤثر على المحاكمة أو يرجئها وأضاف أن العراق سيتحدى الارهاب.
يأتي هذا بعد يومين من مطالبة الموسوي بانزال عقوبة الاعدام بصدام وثلاثة من كبار مساعديه السابقين لدورهم في اجراءات صارمة اتخذت بحق قرويين شيعة اثر محاولة لاغتيال الرئيس المخلوع عام 1982.
وقالت الشرطة انه تم العثور على جثة العبيدي يوم الاربعاء قرب حي مدينة الصدر ببغداد الذي هو معقل لميليشيات تنتمي للاغلبية الشيعية التي طالما قمعت وتتولى الان الحكم.
وكانت جثة سعدون الجنابي أول محام يقتل من فريق الدفاع عن صدام قد ألقيت بنفس المنطقة. وقال جيران حينذاك ان رجالا قالوا انهم من قوات وزارة الداخلية هم الذين خطفوه.
ولم يستطع ضباط شرطة بارزون تأكيد تقرير يوم الاربعاء مفاده أن رجالا يرتدون ملابس الشرطة خطفوا العبيدي.
وخلافا لاعضاء فريق الدفاع الاخرين الذين يعيشون في الخارج فان العبيدي كان يعيش في العرق وكان يمثل ايضا أخي صدام غير الشقيق والمتهم معه في نفس القضية برزان التكريتي.
ولم تستطع الشرطة على الفور قول متى خطف لكنه كان في المحكمة خلال جلسة يوم الاثنين.
وقال خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع انه يجب وقف المحاكمة.
وقال لرويترز في عمان انه يطالب بوقف المحاكمة ونقل المدعى عليهم الى خارج العراق لانه لم يعد مكانا امنا وأضاف أنه يحمل الحكومتين الامريكية والعراقية والميليشيات على وجه الخصوص المسؤولية عن قتل العبيدي.
وقال مسؤول غربي مقرب من المحكمة ان العبيدي عرضت عليه الحماية لكنه رفضها وأضاف "لقد اختار الا يقبلها."
وتجري المحاكمة وسط أجواء من العنف الطائفي. وينتمي صدام ومساعدوه فضلا عن الكثير من محاميهم الى الاقلية من السنة العرب التي تتهم الحكومة التي يقودها الشيعة بدعم من الولايات المتحدة باضطهادها.
كان العبيدي قد صرح لرويترز اواخر العام الماضي بأنه يفضل البقاء في العراق خلال فترات استراحة المحكمة وتابع أن ما هو مقدر سيكون.
وفي الشهر الماضي لم تكن المرة الاولى التي يشكو فيها محامو الدفاع من تعرضهم لتهديدات من قبل ميليشيا شيعية مرتبطة بالحكومة.
وشهدت المحاكمة التي بدأت في اكتوبر تشرين الاول استقالة القاضي السابق وشكاوى من قبل جماعات مدافعة عن حقوق الانسان من أن العنف يجعل من المستحيل اجراء محاكمة نزيهة.
وقالت المحامية اللبنانية بشرى الخليل عضو فريق الدفاع لقناة الجزيرة الفضائية انها هي الاخرى تلقت تهديدات.
وبعد يوم واحد من بدء محاكمة صدام خطف المحامي سعدون الجنابي عضو فريق الدفاع من مكتبه وقتل. وفي نوفمبر تشرين الثاني عام 2005 قتل مسلحون المحامي عادل الزبيدي وأصابوا زميلا له فر فيما بعد من العراق.
وكان من المقرر أن يقدم محامو الدفاع مرافعاتهم الختامية عن كل من المتهمين الثمانية في العاشر من يوليو تموز.