هوليود سلفية لتشويه صورتنا:بروتوكولات الشيعة لحكم العالم!!!!
بروتوكولات الشيعة لحكم العالم
كتابات - المحامى سليمان الحكيم
طالعتنا صباح اليوم بعض وسائل الاعلام الالكترونية بوثيقة قالت أنها صادرة عن المجلس الأعلى للثورة الاسلامية فى العراق الذى يقوده السيد عبد العزيز الحكيم ويتبين من تلك الوثيقة أنها ملخص لاجتماع قيل أن قيادات الشيعة فى العالم قد عقدته وقررت فيه أن تحكم العالم , ومن الغريب أن تتسرب تلك الوثيقة على ما توحى به من خطورة من السيد الحكيم الى حزبه فى العراق ومن ثم الى الموقع الالكترونى فى لندن قبل أن يرجع من ايران باعتباره أحد الأقطاب الشيعة المؤتمرين هناك للسيطرة على الكرة الأرضية .
وتبدأ الوثيقة باعلان خبر عقد ما وصفته بممثلى شيعة العالم لمؤتمر فى مدينة قم ولعلّها لو ذكرت أنهم شيعة الدول الاسلامية لبدا الخبر معقولا ولكن الاستهلال بنشر الشيعة على مساحة العالم يكفى لعدم متابعة قراءتها وكشف التلفيق فى القصة برمتها , وتتابع الوثيقة بأن اقطاب الشيعة بعد نجاح تجربتهم فى العراق فقد قرروا تعميمها على السعودية والأردن , ولا نعرف ما هو معيار النجاح لدى واضعى الوثيقة للقول بأن تجربة الشيعة قد نجحت فى العراق ويحتمل أن يفكر بعض الشيعة فى نصرة اخوانهم من أتباع آل البيت المضطهدين فى السعودية ولكن ما لا يعرفه مزوّرو تلك الوثيقة أن الأردن وحتى فلسطين تخلوان تماما من أى مواطن شيعى فهى بلاد مغلقة على ابنائها من الطائفة السنية ما عدا قرية واحدة تدعى هونين وتقع فى شمال فلسطين وتم ضمها الى لبنان بعد اتفاقية سايكس - بيكو وبذلك خلت تلك البلاد التى يشيع فيها أسماء سفيان ومعاوية ويزيد من أى دالة على وجود شيعى .
و تنسب الوثيقة الى أقطاب التنظيم الشيعى العالمى قرارا بالتأكيد على الخطة الخمسينية والعشرينية دون أن تفصح لنا امعانا فى الغموض ماهية تلك الخطط وكأن من يعقد مؤتمرا بهذا العنوان الخطير ويتخذ تلك القرارات المرعبة يبالى بسرية خططه التى منها ما وضع لعشرين سنة وأخرى لخمسين سنة قادمة !
كما قرر هذا التنظيم بناء وحدات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية فى العالم وذلك عن طريق دس افرادها فى المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة وتخصيص ميزانية لتسليحها وتهيئتها لدعم اخوانهم فى السعودية والأردن ! والسؤال الذى فات ذكاء مزوّرى الوثيقة هو لماذا تحتاج وحدات مدسوسة فى التشكيلات الرسمية لدولة ما لميزانية للتسليح فى حين أنه يفترض بها استلام رواتب ومخصصات وحتى سلاح شخصى وهل أن جيوش الدول وأجهزتها الأمنية مقهى مشرع الأبواب لتدخله مجاميع ووحدات لتندس فى جوانبه ؟ وأى سرّ يبقى مصونا وهو معروف لمئات العناصر المكلفة بعملية الاندساس ؟
وتنص الخطة الشيعية للاستيلاء على العالم بالعمل على أن تحتل نساؤهم الوظائف التربوية والتعليمية وكأن الوصول الى تلك المواقع يمكن أن يتم فى حلكة ليل والناس نيام وكأن انتماء مئات المدرّسات الى الكادر التعليمى فى أية دولة هو بمثابة شن غارة مفاجئة على الوزارة ليصبح السلك التعليمى أمام قوة الأمر الواقع وكذلك تبدأ جاسوسات التنظيم ببث افكار الطائفة فى صفوف الأجيال الشابة بحرية وبلا حسيب ولارقيب .
وتكشف الوثيقة أن التنظيم الشيعى قد خطط أيضا لتصفية الرموز والشخصيات الدينية لأبناء العامة ودس العناصر الأمنية فى صفوفهم للاطلاع على خططهم ونواياهم , ولم أعرف ما المقصود بابناء العامة اللهم الا اذا كانت الفقرة مترجمة عن كتيّب بروتوكولات حكماء صهيون التى زورتها المخابرات القيصرية الروسية - الأوخرانا - على لسان يهود روسيا تبريرا لاضطهادهم اذ قد يكون تعبير - أبناء العامة - ترجمة رديئة لكلمة الأغيار التى تستعملها التوراة اليهودية للاشارة الى غير اليهود , وأما بقية فقرات الخطة فهى فاضحة فى تلفيقها وسذاجتها ولا تحتاج الى تعليق .
وكأى تنظيم مركزى مترابط لا تنسى الوثيقة مطالبة المرجعيات والحوزات العلمية بتقديم تقارير شهرية وخطة عمل سنوية الى رئاسة المؤتمر تتضمن المعوقات والانجازات فى بلدانهم , واذا كانت المرجعيات والحوزات وهى أعلى مراتب الطائفة الشيعية العلمية مرؤوسة ومكلفة بتقديم تقارير عن عملها التآمرى فمن تلك الجهة التى ترأس هذا التنظيم الدولى السرى ؟
و يعود المال ليظل هاجسا لهذا التنظيم الجهنمى فبعد تخصيصه ميزانية للجيش الذى يريد دسه فى جيوش الدول وذلك حسب البند الخامس فانه يقرر الآن انشاء صندوق مالى لرئاسة المؤتمر وله فروع فى كل دول العالم وتكون موارده من الحكومات وخاصة حكومة العراق ومن خمس السيد والتجار الأثرياء والجمعيات الخيرية والانسانية وكل ذلك من أجل دعم متطلبات المؤتمر الادارية والاعلامية والعسكرية, اى أن ممثلى هذا التنظيم سيخاطبون الجمعيات الانسانية والخيرية فى العالم طالبين منهم المعونة من أجل المصاريف الادارية للمؤتمر و طباعة نشراته الاعلامية وعملياته العسكرية وتسليح وحداته المقاتلة , وأن الحكومة العراقية ما عليها الا أن تفتح خزينتها لتدفع حصتها وكأنها حكومة محض شيعية لشعب كله شيعى ومن المؤكد أن مزّورى الوثيقة لم يسمعوا بصندوق النقد الدولى ولا بنادى باريس اللذين يرصدان كل حركة مالية حكومية فى العالم ولا يعرفوا أن فى وزارة المالية العراقية مستشار أميركى هو القيّم الحقيقى على المالية العراقية ولا يصرف سنت واحد منها الا بموافقته .
وفى البند الأخير من خطة المؤامرة الشيعية للسيطرة على العالم يقرر التنظيم شنّ حرب شاملة ضد الدول والسلطات والأحزاب وخاصة فى المجال الاقتصادى من خلال تشجيع الصادرات الايرانية ومقاطعة البضائع السعودية والأردنية والسورية والصينية ! ومن الواضح أن المستوى العلمى والثقافى لمزّورى الوثيقة قد هيأ لهم أن ايران عملاق اقتصادى بوسعه أن يكفى بلاده وأن يغنى عن التعامل الاقتصادى مع الصين وبقية الدول العربية وأن يموّل الى جانب خمس السيد وتبرعات التجار حربا شاملة ضد الدنيا كما ورد فى هذا البند .
حقيقة أنا لا أنزّه السيد عبد العزيز الحكيم عن أى مؤامرة يحيكها وتحمله الى سدّة الرئاسة فى اقليمه الطائفى فى جنوب العراق مثلا وذلك بعد أن استحال عليه منصب رئيس جمهورية العراق والذى كان طامعا فيه عشية رجعته من ايران كما لا أنزّه السلطة الايرانية عن دعمه فى مخططه هذا , ولكن أن ينسب الى الشيعة مثل هذا المخطط الساذج وأن يتصدر موقعا الكترونيا بارزا تكتب فيه اقلام مشهود لها بالثقافة والتنوّر فانه لا يعدو أن يدخل فى اطار الكوميديا السوداء والتافهة أو أن الخطاب السلفى الوهابى قد انحدر الى مزيد من الانحطاط الأخلاقى .
2006-6-21
