من عاشوراء الصدر الاول.....
اللهم صلى على محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
الى من جاد بنفسه.....الى من جادت بعمرها وشبابها
فراشات نار ال الصدر..نار الاسلام والعراق..............................
دخل ابو صادق البيت مسرعا وهو يصيح:
ام صادق.....أمنة بوية....وينكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجميع يجالس الهم والحزن والتفكير بصادق الذي اعتقل منذ شهر بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الاسلامية.
اجابته أم صادق: ها حجي شالقضية...؟؟؟
اجاب بقوة لم يالفها حتى هو: بشارة والله بشارة...!!!!!
اجاب الجميع الذين تحلقوا حوله وهو وهم لايعلمون كيف تحلقوا !!كانت اجابتهم واحدة كانها صدى يتردد::
أكو خبر من صادق؟؟؟بشر.........
قال الاب: المختار بلغني باجر احضر ببغداد واستلم صادق،يردوني بالتاسعة صباحا بالامن العامة،،اجيبه واجي.
كلنا نروح وياك.....كان جواب ام صادق وزوجته ام جعفر،،اما جعفر ذو الثلاث سنوات وعلي ذو السنة الواحدة فلم يفقها شيئا الا التعلق بامهما.
لم تنم تلك الليلة ..كانت احلى ليالي عمرها الذي لم يتجاوز الواحدة والعشرين عاما....
غدا القاك.......وانظر محياك
شهر مر.....كانه عمر
اه اه من بعدك اه................
قضيتك انك العراق
لاترتضي الفراق
فراق الحسين ................
او الرافدين...............
او تستبدل ظلمة بنور الضياء.......................
بعد صلاة الفجر انطلقت السيارة بالجميع،كان الطريق من بغداد للناصرية اطول من كل مرة بكثير...كأن بغداد ارتحلت او ان الارض تمددت.
وصلت السيارة الامن العامة،،
نظر ابو صادق بالمراة عدل عقاله ورتب شماغه......
مرت بهم جنازة،واهلها صامتون كان مفردات الدموع والعويل حذفت من لغة حزنهم........
صاحت ام صادق: يمه صادق دخيل الحسين.............
صاح بها ابوصادق وهو يلتفت لها:
شبيك ما تعرفين الخير،،والله لو مو بالسيارة.
بوية صلوا على محمد،،،صاحت ام جعفر وقلبهم ازداد خفقانا وتوجسا...
صلى الجميع على محمد وال محمد ودخلوا...................
او قفهم موظف الاستعلامات موظف ضخم الجثة وشاربه كانه احراش ذئب ليس للنبل في محياه اي موطن...
صاح بابو صادق: شتريد شعندك؟؟؟...........
قال ابو صادق: عندي ابني صادق ابو جعفر..قالوا تعال اخذه،دقق اوراقهم بعيون لصوصية
زين ..........ادخلوا.............
اخر اوقفهم :شعدكم كلكم معزومين؟؟؟
اجاب ابو صادق بنفس الاجابة،،،، قال له: انت ادخل النسوان يبقن هنا،قابل ناكلهن،،؟؟؟؟
ربتت ام جعفر على كتفه: بويه ادخل انت،واحنا ننتظرك هنا.....
كان احد منتسبي الامن يوزع كارتات تحمل ارقاما وعلى مسافة منه حقائب قماشية كأنها حبلى ببشر،مرقمة هي الاخرى..........
عند ذاك لف ابو صادق شماغه على عقاله وشده تحت ذقنه....وائتزر بعباءته............
صاح به الموظف...شنو اسمه؟؟؟ اجاب ابو صادق :صادق عبد الحسين خضير،،،،
اجابه الزنيم: اي تعال رقم 313 ، كان لطف الله تعالى بابو صادق قد صرف ذهنه عن نفسه الى زوجته وزوجة ابنه...
قال:بويه..ادخل النسوان بالسيارة وارجع اخذه.....
شدعوه..خايف على قلوبهن ينكسرن؟؟؟عجل يابه اذا قلوبكم ضعاف على شنو تردون الحكم؟؟؟
لا ...اخذه وولي يالله....
لو خلي ابو صادق ونفسه في تلك اللحظة لتمدد بقرب وحيده،لضمه الى صدره....لشمه في كل مكان من جسمه........
لانتزع روحه واخرجها معه........
حمله على كتفه بعد ان وضع يده تحت وسطه،،،كان لسانه يردد بويه صادق،،بويه صادق
وعيناه تتكلمان بلغة بلت لحيته واخذت ترشح على جسد ابنه......
انه يحمله كما حمله من قبل...نفس اليدين ونفس الولد،،ولكن
كان ينام ليريح جسده،،اما الان فهو يريح امته وضميره.................
اليدان كانتا تحملان فطرة وبنوة،،اما الان فتحملان قضية مصداقها صادق..............
اوقفه الموظف يالله ادفع دينار ونصف،شنو بويه؟؟؟لم يعلم كيف اجابه وكيف دفع المبلغ،بعد ان اخبره الزنيم بانها فلوس الطلقات التي اعدم بها ابنه،ثم اضاف بلهجة الامر ممنوع تسوي فاتحة لو تشيعه،،أفتهمت؟؟؟؟
كانت ام جعفر شمسا في ذاك الليل،، كانت عيناها تخترق حجاب الدنيا لتصل اعلى عليين حيث روح ابو جعفر،كما كنت تخترق حجاب القماش الذي غطى الجسد الطاهر......
كانت تسمع بقلبها عينا ابا جعفر.....
شدت يدها على جعفر...وضمت الى صدرها علي...
كان ابو جعفر يقول لها.....الان جعفر وعلي قضيتك......
كانت تجيبه....نعم....ولن يتركا قضيتك الا ان احملهما كما يحملك ابو صادق...................