الله ينصر حزبه
GMT 13:00:00 2006 الأربعاء 12 يوليو
علاء الدين الحلبي
--------------------------------------------------------------------------------
مع صباح هذا اليوم الشديد الحرارة على إسرائيل (جيشاً وحكومة وشعباً)، زفت لنا الأخبار أنباء عملية جديدة أخرى مشرفة للمقاومة اللبنانية الباسلة لحزب الله...
الله يفي بوعده:
لقد وعد الله المؤمنين المجاهدين الصادقين بالنصر ((إن تنصروا الله ينصركم))، ومن أصدق من الله وعداً... وهكذا يفي الله بوعده ويثبت لنا أن الطريق إلى النصر واحد وليس ثمة طرق؛ وهذا الطريق يتمثل في تقوى الله والإخلاص في العبادة له، والإعداد لملاقاة العدو بما نستطيع من قوة ومن رباط الخيل... بعيداً عن الخوف الهستيري من قوة العدو التي لا تقهر...
ولن يكون النصر عن طريق التفاوضات والمعاهدات التي أتقنت إسرائيل، وعبر تاريخها الطويل، الحنث بها والتنكر لها.
العرب من الماء إلى الماء عجزوا عن كسب معركة حقيقية 100% ضد إسرائيل، وها هم (ثلة) من الرجال (بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى) لا يتجاوز عددهم عشرات الآلاف، يرغمون إسرائيل أولاً على انسحاب مخزٍ من جنوب لبنان... ثم نراهم يضعون الأنف الصهيوني في الوحل ثانية، ويجبرونه على مبادلة أربعة (ثلاثة منهم ميتون) رجال بالمئات من الأسرى.
وحزب الله يفي بوعده أيضاً:
ابتهاجاً بعملية تبادل الأسرى التي أجراها حزب الله منذ فترة، وعد الشيخ نصر الله بأسر آخرين أحياء، وأن رجال المقاومة في المرة القادمة (سيخفون) يدهم قليلاً على الجنود الإسرائيليين كي يجلبوهم أحياء...
وقتها عتبت على تصريح نصر الله، وقلت لنفسي: لو ترك هذا الموضوع سراً كان أفضل كي لا يستعد العدو ويأخذ احتياطاته...
يبدو أن هذا الشيخ (والد الشهيد) يعرف الإسرائيليين أكثر مما نعرفهم نحن، ويبدو أيضاً أنه مؤمن بوعد الله بالنصر أكثر مما نؤمن به.
حزب الله كان أكبر من المذهب الديني، وكان أنبل من كل أوجاع الداخل ومثبطاته، وكان الأكثر مصداقية من الجميع.
التوقيت المعجزة:
في هذا الوقت الذي توحش فيه الجيش الإسرائيلي وكشر عن أنيابه في فلسطين، وراح يقتل كل يوم العشرات من الأطفال والنساء... رأى مهندسو حزب الله أن هذا هو الوقت المناسب جداً لتخفيف الضغط (العسكري والسياسي) على إخوانهم الفلسطينيين... وهكذا كان بالفعل...
انبطاحيو الداخل اللبناني:
الفرق بين حزب الله واللبنانيين الذين يدعون إلى التخلص من سلاح المقاومة شاسع وكبير، هو تماماً كالفرق بين قيادات المقاومة الفلسطينية الذين تقتنصهم طائرات العدو، وعملاء الداخل الفلسطيني الذين يخبرون العدو بمكان المجاهدين كي تقتنصهم طائراته.
هم في مأزق اليوم... انبطاحيو الداخل، الذين لم يعودوا يعتبرون إسرائيل عدواً، والذين توحدت طموحاتهم مع الطموحات الإسرائيلية والأمريكية، وصاروا يحلمون ليل نهار بحزب الله مجرداً من سلاحه، على الرغم من التاريخ الطويل والمشرف لحزب الله.
فرصة تاريخية لجنبلاط (وشركاه) أن يعودوا إلى رشدهم... إلى ذاكرتهم الوطنية... إلى كل الأخلاق والقيم والمبادئ...وأن يعلنوا وقوفهم مع كل هذا الشرف والرجولة والنبل والفروسية التي تتكلل بها المقاومة هذه الأيام...
لن يرحم التاريخ كل هذا الانبطاح... وحتى مزبلة التاريخ ربما لن تفسح مكاناً فيها لهؤلاء كي لا يدنسوها....
ولله الأمر من قبل ومن بعد
علاء الدين الحلبي
مسلم من بلاد الله الواسعة
alaadeenalhalaby@hotmail.com
--------------------------------------------------------------------------------