الكتاب العرب وحزب الله جريدة الشرق الاوسط نموذجا
يذكرني الكتاب العرب هذه الايام بما كتبه أحدهم عن حال الصحفيين والكتاب أيام الانقلابات في العهود الماضية حيث ينتظر هؤلاء الكتاب ما ستسفر عنه نتائج الانقلاب فإن نجح الانقلابيون تبدأ اللعنات و الشتائم وتوصف العهد البائد بالعميل والرجعي وتبشر بالعهد الجديد الثوري والخير الذي سيدر على البلاد.
واذا ما فشلت المحاولة الانقلابية فيتم تجهيز المقالات الثانية التي تصف محاولات الانقلاب بالمؤامرة التي نفذها عملاء باعوا أنفسهم للاجنبي
هذا الوصف ينطبق بشكل او بآخر على موقف بعض الكتاب (الموظفين) الذي يعكس حال حكوماتهم وخصوصا موقف المملكة السعودية من حزب الله _ولاأدخل في اسباب هذا الموقف_
فلو ان المملكة السعودية شجبت العدوان ببيان رسمي لرأينا نفس الكتاب يبدلون مواقفهمونرى كتاباتهم مختلفة من الاحداث الجارية ويحملون الكيان الصهيوني مسؤولية الدمار والخراب الذي تفعله صواريخهم وطائراتهم في لبنان .
وهو مانراه من صحيفة الشرق الاوسط في مقالاتها منذ أن أعلنت المملكة السعودية موقفها من المقاومة الاسلامية وحملت حزب الله مسؤولية الاحداث الجارية ووصفت أسر الجنديين بالمغامرة حتى جهز كتاب الشرق الاوسط المقالات من النوع الثاني ومنهم بالطبع عبدالرحمن الراشد الذي يمكن تشبيهه بالموظف الحكومي الذي ينفذ سياسة الحكومة السعودية والمقالات لاتحتاج سوى الى تبديل الاسماء وجعل الجاني بريئا ومدافعا عن نفسه وجعل المدافع عن نفسه جانيا مغامرا لايعلم قواعد اللعبة ولايحتكم الى العقل
واليوم يشبه نصر الله بالطاغية صدام بلومه المتظاهرين (السذج ) والذين غلبتهم روح العاطفة على روح العقل وانهم لم يذقوا نار الحرب فاصبحوا ثوريين خارج نطاق النار
ويليه كاتب آخر _طارق عبدالحميد_الذي زاد في انتقاده لحزب الله من خلال مقالاتين مترادفتين في هذه الجريدة السعودية واضاف إليها سورية بعد ان جرى ماجرى بين وزير الخارجية السوري والسعودي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة
ولعل أحداث تلك الجلسات تذكرني بأحداث غزو الكويت وماجرى بين الوزراء أنذاك وستشهد القمة العربية_ إن انعقدت_ ماجرى بين وزراء الخارجية
لقد حول بعض أصحاب الاقلام مايملكونه من قدرة الى سلعة ومايقومون به مجرد أداء وظيفي ليس إلا!!!
وإذا كان القران الكريم قد ذم الشعراء غير المؤمنين جراء توظيف قدرتهم في غير الاتجاه الصحيح(والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) ولعل مصداق هؤلاء الشعراء ينطبق على مايفعله الكتاب (بالاجرة) في هذه الايام