مدونات للاجيال ... الحلف الثلاثي ...كتابات - طالب الشطري.
مدونات للاجيال ... الحلف الثلاثي
كتابات - طالب الشطري
قليلون استوعبوا ماقالته اميركا بعد هجمات نيويورك من ان العالم تغير وقد ردد وزير خارجية قطر صدى هذا القول بعبارات مخيفة ايضا لم يتوقف عندها احد .
منطقتنا تاخذ اسمها من البعد والقرب عن اميركا وبريطانيا...الشرق الاوسط ...وصلها التغيير بصورة اعتقدنا انها ستتوقف عند حدود احتلال العراق ولم يكن قابلا للتصور ان يصل التغيير الى حد تغيير طبيعة الصراع في المنطقة بشان فلسطين.
كان يطرح على انه صراعا عربيا اسرائيليا او يهوديا اسلاميا او صليبيا اسلاميا او في اقصى الحالات صراعا بين الشرق والغرب...لقد صار هذا جزء من الماضي والصراع الان يصطف فيه الصليب ونجمة داوود والهلال قبالة شارات الشيعة ورموزهم ...حلف في الافق...بين اميركا واسرائيل ودول الهلال مصر والسعودية والاردن من جهة والشيعة على الجهة الاخرى هكذا مخطط للمنطقة ان تعيش قادم ايامها تحت عنوان الشرق الاوسط الجديد والذي تحول من معنى نشر الديموقراطية الى ادخال الطائفية كعنصر اساسي في وضع خطوط التماس.
لم يمر طويل وقت على تصريحات الملك عبد الله الثاني والرئيس حسني مبارك وشخصيات سعودية كبيرة حول الخطر الشيعي كهلال او حزام او تحالف او ولاء شيعي لايران وكانت الحرب الحالية على حزب الله بشكلها الاقصائي ستقع باسر الجنديين او عدمه فخارطة التحالفات تغيرت جذريا وحرب الجنديين لايمكن فهمها عربيا بدون المنظور الطائفي فمصر والسعودية والاردن ودول الخليج تخشى من تمدد مذهبي شيعي نتيجة الاعجاب بانجازات حزب الله من قبل الشعوب العربية وكان لابد من ايقاف هذه الكارثة على صعيد التركيبة المذهبية.
اعتقد ان مقايضة عربية اميركية جرت ...محو حزب الله من قبل اسرائيل بتاييد ومباركة ودعم ومشاركة عربية مقابل ايقاف تقدم شيعة العراق واقصائهم سياسيا والقضاء عليهم كوجود بشري لذلك سمعنا حديثا عن حماقة حزب الله وماشاكل كان التاريخ العربي كتاب مسطور من حكمة لقمان .
حزب الله مطلوب اميركيا اسرائيليا عربيا وايران مطلوبة غربيا اسرائيليا وشيعة العراق مطلوبون عربيا وسورية راعية وجود شيعي له رمزية كبيرة كونها كانت مركزا للخلافة الاموية فضلا عن حكمها العلوي مطلوبة اميركيا اسرائليا ...الراس الشيعي مطلوب ...لذا اختفى علماء الحجاز وعلماء مصر وعلماء اليمن من على شاشات التلفزة ومن حضر منهم تمتم بعبارات يفهم منها القول ان يااميركا ويا اسرائيل عليكما بهؤلاء واقضوا عليهم قضاء محتما.
كثيرون يصدمهم هذا الكلام ...نعم انه حلف بين الانظمة ...الشعوب ستجر اليه جرا وقد تقاوم مايعني ان المنطقة مقبلة على تحركات عنيفة ومن غير المستبعد ان بناء الحلف ربما احتاج الى حرب اخرى غير هذه الحرب اذا فشلت اسرائيل في محو حزب الله بالكامل ونفس هذه الحرب ستاخذ سياق حرب عام 1991 ضد العراق التي استمرت لعقد ونصف رغم استسلامه وتحويل الحرب الى امر واقع يلازمها تشريع قتل قادة حزب الله عبر سلاح الجو وقد يصدر قرار بتجريمهم والمطالبة بتسليمهم لمحكمة دولية اذا هي حرب ليست تقليدية بالمرة واذا انتهت على ترتيبات مؤقتة فان الامر لن يطول وكل اتفاق انما هو يشبه اتفاق خيمة صفوان الذي لم يخلص العراق من تتمات حرب الكويت.
الصليب ونجمة داوود والهلال ممثلا بمصر والسعودية والاردن حلف يراد له ان يكون ميدانيا بقيادة اسرائيل وسياسيا بامرة اميركا اما الفشل والنجاح فمايزال الحديث عنه مبكرا ...مفصل زمني اذا...تحول تاريخي ...حرب غير تقليدية بكل المقاييس ليس لجهة التوازن او نوع التسلح او اساليب المتحاربين انما بمعرفة اخلاق الحرب ...ففي الحروب التقليدية عادة ماتنفي الاطراف المتحاربة عن نفسها تهمة التعرض للمدنيين او تحمل الخصم المسئولية اما في هذه الحرب فالمندوب الاميركي في الامم المتحدة يشرعن قتل المدنيين اللبنانيين باعتباره اسلوب للدفاع عن النفس والطفل الاسرائيلي يوقع القنابل ويرسلها للطفل اللبناني .
هذه حرب شبيهة بحرب عام 1991 ضد العراق ...وقتها اشترك العرب ضد دولة عربية فوقعت تغيرات جذرية في المنطقة ...ثم تم شرعنة استهداف البنية العراقية حتى خوت الدولة على عروشها واحتفى المحتفون بسقوط تمثال وسط بغداد غير مدركين لمايحدث بعدها.
ماكانت تتخوف منه دول المنطقة عند اندلاع الثورة الايرانية وقع بعد ربع قرن بفعل تحطيم العراق وانهياره ومن ثم احتلاله وتمدد ايران داخله باتجاهين ...سياسي عبر وكلائها وعسكري من خلال تنظيماتها المخابراتية والعسكرية وهكذا فان المنطقة منقسمة ليس على الاشتراكية والراسمالية او القومية والدين او الثورية والمحافظة انما على شكل تشيع وتسنن انقساما اشتغل عليه الغرب طويلا ونجح فيه نجاحا باهرا وهذه النتائج يمكن رؤيتها في العراق ولبنان بجلاء.
كانت مدونة الخميني بالنص دستوريا على كون المذهب الاثني عشري المذهب الرسمي للدولة قد افزعت بقية الحركات الاسلامية وقذفت بها بعيدا عن طهران وكانت مدونة بيان شيعة العراق اسوء مايمكن ان يقع لجهة تقسيم المنطقة طائفيا وكانت الرعاية السعودية للمذهب الوهابي وتحولها الى دولة طائفية ومواصلة الازهر لنهجه في تقسيم المسلمين كل ذلك دعم فكرة تقسيم المنطقة على اساس طائفي وتشكيل حلف يهودي مسيحي اسلامي ضد طرف اسلامي .
معلوم ان حرب احتلال العراق قد وضعت شيعة العراق خارج بقية الموقف الشيعي من اميركا واسرائيل الا ان هذا الانقسام لايمكن اعتباره نهائيا ومن المتوقع انقلاب الموقف الشيعي في العراق ضد اميركا ليس بسبب العطف الطائفي وانما بسبب الضغط الشديد عليهم عربيا والتضحية بهم اميركيا.
ان مدونة ابن جبيرين ليست بذات قيمة بحد ذاتها انما المهم في الموضوع سماح الدولة السعودية بهذا النوع من الفتاوى كما ان مقولات عزيز الحكيم الرامية لتقسيم العراقيين الى اتباع لاهل البيت واتباع ليزيد ليست بذات قيمة بحد ذاتها لولا انه يلقى دعما ايرانيا على مستوى دعم دولة لدولة وليس لشخص او مليشيا.
ان الحلف الطائفي يتم التعامل به على المستوى الدولي عربيا على الاقل والشعوب ستلقن بثقافته تلقينا واذا كانت اسرائيل وبريطانيا وفرنسا قد تحالفت ضد مصر في العدوان الثلاثي فان اسرائيل ستكون الى جانب اكبر دولتين عربيتين في حلف رباعي او خماسي او أي رقم اخر الا انه في النهاية يجمع ثلاثية الصليب ونجمة داوود والهلال وغريب حقا قدرنا مع الثلاثية فهي حكمت الوان اعلام دولنا لقرن من الزمان وتلقينا تفسيرات شتى في الشعر والتاريخ ولم يجرؤ احد على التفكير بثلاثية الاب والابن والروح القدس والتي ستكون من الان فصاعدا اميركا اسرائيل العرب.
ايران وجماعة التشيع السياسي من قبيل عزيز الحكيم وحزب الدعوة سيجدون في هذا الحلف نجاحا قل نظيره ...ايران تحصل على حزام شيعي يقيها الضربات او تستخدمه في الاعيبها السياسية ومناوراتها وجماعة التشيع السياسي وخاصة عزيز الحكيم سيستخدمون هذا الفرز لصالح تعبئتهم القائمة على الطائفية واعتقد ان الخاسر الاكبر هي الجماهير التي تساق من حلف لاخر ومن حرب لاخرى ...
التسنن والتشيع...هذه اللعبة ...الحلف ...وفي وسط الملعب اميركا واسرائيل وايران والانظمة الخاوية ودمى مثل عزيز الحكيم واشباهه وجماهير تسوق ابنائها وبهائمها فداء للسادة كل السادة الورود.