في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله الحكيم (1)
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب
آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحلقة الأولى)
"تعتبر الوحدة الاسلامية من أهم مستلزمات الوقوف في وجه التحدي الحضاري الغربي، والتي يجب على المسلمين جميعا ـ والحركة الاسلامية بشكل خاص ـ الاهتمام بها وتوفير ظروفها وتبيين مناهجها وأساليبها، والعمل على تحقيقها، بل يمكن أن نقول أنها الأرضية والقاعدة التي يمكن أن تقوم عليها جميع المستلزمات، ولا شك أن الرغبة الأكيدة في نفوس المسلمين، والأمل الكبير الذي يعيشه أبناء الأمة الاسلامية لتحقيق الوحدة يشكل أفضل أرضية يمكن أن يقام عليها بناء الوحدة الاسلامية، حيث تتطلع الأمة بإيجابية لاقامة هذا البناء . كما أن أعداء الاسلام والأمة الاسلامية يعملون باستمرار من أجل التركيز على نقاط الخلاف، وإبراز معالم التناقض والفرقة بين أبناء الأمة، بل يضعون العدسات المكبرة في كثير من الأحيان، ويطلقون الأصوات المنكرة، ويملأون الدنيا ضجيجا من أجل تأكيد ذلك"من آراء ومواقف الشهيد الحكيم"قدس سره الشريف."
تصادف هذه الأيام ونحن على إطلالة شهر رجب الأصب الذكرى السنوية للشهادة الحية والدامية لشهيد المحراب سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق حيث أستشهد وهو في محراب العبادة لصلاة الجمعة في الأول من رجب قبل ثلاث سنوات عام 1424هجري الموافق 2003م ، وهو صائما "رضوان الله تعالى عليه".
وبهذه المناسبة سوف تقام الاحتفالات التأبينية على روحه الطاهرة المباركة في العراق ودول العالم ومنها الجمهورية الاسلامية الايرانية ، حيث سيقيم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق حفلا تأبينيا كبيرا يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق 1 رجب 1427هجري الموافق 27/7/2006م من هذا الاسبوع في مدرسة الشهيد الصدر "قدس سره" في مدينة دولة آباد أحد ضواحي طهران والتي تتمتع بأغلبية عراقية أقامت فيها منذ أكثر من ربع قرن أثر التهجير القسري للنظام الديكتاتوري البعثي الصدامي البائد.
وسوف يحضر هذا الاحتفال حشد غفير من الجماهير العراقية المؤمنة الموحدة والشخصيات والعلماء والوجهاء والنخب والكوادر العراقية المقيمة في إيران ، بالاضافة الى السلك الدبلوماسي العراقي يتصدرهم سفير العراق في طهران الاستاذ المهندس محمد مجيد الشيخ الذي كان رئيسا لمكتب المرجع الشهيد الحكيم "قدس سره الشريف" ، بالاضافة الى مكاتب العلماء والمرجعيات الدينية في قم المقدسة وطهران وسائر القوى السياسية الاسلامية العراقية والشخصيات الكردية وممثلي الأحزاب الاسلامية والكردية العراقية في إيران.
وقد أقام مكتب المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق في إيران إحتفالات سابقة إحياءا لهذه الذكرى الأليمة في إيران في طهران وسائر المحافظات والمدن الإيرانية.
وفي هذه السنة وإحتفاء وإحياءا لهذه الذكرى الأليمة وتقديرا لهذه الشخصية القيادية العظيمة المتمثلة في شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم إرتأت اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع أن تتعرض الى لمحات من حياة هذا الرجل العظيم صاحب التاريخ الجهادي والنضالي الطويل والمتعدد الجوانب والأبعاد تخليدا له ولجهاده وما قام به لخدمة الشعب العراقي العظيم والأمة الاسلامية ، حيث بلا شك كان له دور كبير في تخليص الشعب العراقي من براثن الظلم والديكتاتورية والشمولية والإرهاب.
في الحلقة الأولى للبحث والذي عنوانه: "في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهادة شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، نحن أولا قبل التحدث عن حياته وسيرته وجهاده الطويل والذي أختتم بالسعادة والشهادة والتي هي حسن عاقبة المؤمن ، نود أن نسطر ما عاصرناه للمرجع الشهيد ولامسناه من تاريخ حياته الجهادية ونحن كنا معه في الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى أكثر من ربع قرن.
نعم ونحن في رحاب هذه الذكرى الدامية نرى الناس تتناقل علائم الظهور في يومنا هذا ومنها إستشهاد أشخاص أسمائهم محمد ذو النفس الزكية ، حيث أستشهد محمد بن النفس الزكية من أحفاد الامام الحسن المجتبى في زمن العباسيين ، وأستشهد محمد محمد الصدر (الشهيد الصدر الثاني) حيث ذكر لنا أحد تلامذته وأحد من عاصروه نقلا عن تلاميذه وممن رافقوه أنه قال أنا إبن النفس الزكية ، وسيقتلني هؤلاء الظلمة الطغاة البعثيين ، حيث أستشهد مع أولاده وبعدها أستشهد معه أكثر من سبعين شهيدا في ذلك الوقت في السجون وبالاعدام ، أما الشهيد الثالث الذي أستشهد وأعتبره الناس محمد ذو النفس الزكية ، فهو كما يتحدث الكثير من الناس فهو المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الذي أستشهد ومعه أكثر من ثماينين شهيدا من الذين حضروا معه صلاة الجمعة الدامية في الأول من شهر رجب وكان صائما يترقب الشهادة كما ترقبها جده أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
بعد أن شارك المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الشعب العراقي نضاله وجهاده حيث شارك في تأسيس اللبنات الأساسية للحركة الاسلامية في العراق مع كبار العلماء والنخب والشخصيات القيادية ، وشارك وهو في الحوزة العلمية في إرتقاء سلم المجد في بناء شخصيته الذاتية وإرتقائه الى مستوى الإجتهاد وتدريسه الفقه والأصول والتفسير في كلية الفقه في بغداد ، والعمل على تربية طلبة العلوم الدينية والخطباء والمبلغين وأن يساهم لبناء جسور التلاقي بين الحوزة والجامعة ، والمساهمة في العمل التبليغي والرسالي داخل العراق وخارجها ، والتصدي لبعثة الحج لوالده ولمدة تسع سنوات وقيادة المظاهرات والمسيرات التي كانت تخرج من النجف الأشرف الى كربلاء المقدسة والتي بسببها أعتقل وسجن ، رأى السيد الحكيم بعد إنتصار الثورة الاسلامية في إيران وإستشهاد المرجع الشهيد الامام السيد محمد باقر الصدر "رضوان الله تعالى عليه" والآلاف من الشهداء ، والآلاف من المعتقلين في السجون البعثية الرهيبة ، أن يهاجر خارج العراق ليمارس نشاطه الديني والسياسي والنضالي ضد النظام البعثي الصدامي الديكاتوري في العراق.
هاجر الى سورية خفية وبقي فيها مدة زمنية بسيطة إنتقل بعدها الى الجمهورية الاسلامية الفتية ، وبدأ بالتحرك الجهادي والنضالي بجمع شمل العراقيين والمعارضة العراقية حيث قام بالاتصال بكل الفصائل والحركات الاسلامية العراقية والقيادات العلمائية وتداول معهم الشأن العراقي خصوصا وإن الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية كانت في بداياتها.
رويدا رويدا إستطاع المرجع الشهيد أن يؤسس الى جانب سائر الحركات الاسلامية المعارضة تيارا دينيا وسياسيا للنضال والجهاد ضد النظام الغاشم في بغداد.فتأسس بوجوده المبارك حينها مكتب العراق ومكاتب أخرى لدعم وإسناد الثورة الاسلامية في العراق وتأسس بعدها المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق عام 1986م الذي ضم القوى والحركات الاسلامية المعارضة لنظام صدام ، وتأطرت النشاطات والفعاليات أيام الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية من قبل النظام الديكتاتوري البائد ، تأسس بعدها فيلق بدر وقام بإسناده ودعمه وواصل المرجع الشهيد نشاطاته وإتصالاته الدولية والإقليمية ليبين للعالم مظلومية الشعب العراقي بشيعته وسنته وأكراده ، وتحمل في هذا الطريق الكثير من الصعاب متوكلا على الله سبحانه وتعالى حيث قام بالاتصال برؤساء وملوك وأمراء الدول العربية الإقليمية ووضعهم بحقائق الوضع السياسي في العراق وأن الشعب العراقي بكل مكوناته يعيش الظلم والإضطهاد من قبل النظام البعثي الصدامي.
وخلال جهاده ونضاله ضد النظام الغاشم في بغداد قام النظام البائد بإعتقال العشرات من آل الحكيم منهم الفقهاء والمراجع والمجتهدين والمفكرين والمثقفين وأودعهم السجون الرهيبة وقام بإعدام أكثر من 90 شخص من هذه العائلة المباركة للضغط على السيد الشهيد لإثنائه عن جهاده ونضاله ، ولكنه صبر وإستقام وواصل العمل الدؤوب والجهاد الرسالي بشجاعة فإثنى عليه الامام الخميني الراحل قائلا بأنك إبن الاسلام الشجاع.
في أوائل الثمانينات من القرن العشرين الميلادي تعرضت أسرة الشهيد الحكيم الى حملة إعتقال وإبادة واسعة على يد النظام البعثي العفقلي وجلاوزته المجرمين مما لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا في العصر الحاضر ، ففي ليلة واحدة أعتقل النظام البعثي البائد أكثر من سبعين شخصا من أسرة الشهيد الحكيم رهائن بينهم من قارب الثمانين من العمر كآية الله العظمى المغفور له آية الله العظمى السيد يوسف نجل المرجع الديني الأعلى للطائفة الشيعية الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه".، وبينهم من لم يبلغ الحلم بعد ، وزج بهم جميعا في السجون دون أن توجه لهم أي تهمة ، الا لأنهم من أقرباء المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ولأنهم رفضوا الخضوع للنظام البائد وتنفيذ سياساته الهوجاء.وفي فترات لاحقة قتل منهم النظام البائد أكثر من ستة عشر شخصا ، بينهم مجتهدون وعلماء كبار ، كما أن عدد الشهداء منهم على يد طاغية العراق المخلوع زادوا على العشرين.
لقد جسدت أسرة الشهيد الحكيم مظلومية المؤمنين الرساليين عبر التاريخ ولاسيما الأسر العلمية منهم في أجلى صورها ، حيث تحملت ما تحملت من المصائب والآلام ، لا لشيء فعلته سوى إنتمائها لرسول الله محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" ، وإيمانها بالله عز وجل وصبرها وصمودها في تبليغ رسالات الله والدفاع عن المظلومين والمحرومين ومواجهة الطاغية ، ولأن من رجالها وعلمائها الأبطال من تحمل مسؤولية الدفاع عن الشعب العراقي المظلوم فهتف بندائه وصرخ في وجه الطاغية المخلوع بـ(لا) ، ذلك هو آية الله المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه".
وقد قام النظام الصدامي بإغتيال شقيقه المجاهد آية الله العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم في السودان في أواخر حقبة الثمانينات ولم يثنه ذلك عن مواصلة الطريق الذي إخططه لنفسه وسار عليه أجداده الأئمة المعصومين والعلماء الربانيين والمجاهدين في التاريخ على إمتداد تاريخ النضال الشيعي الرسالي ضد الحكومات الأموية والعباسية والحكومات الجائرة التي تعاقبت على حكم العراق.
إستمر جهادة ونضاله المبارك في الثمانينات والتسعينات والى قبيل سقوط النظام البعثي البائد ، حيث إستعد للعودة الى موطنه ومسقط رأسه النجف الأشرف ليواصل العمل الجهادي والرسالي وخدمة الشعب العراقي عن قريب بعد سقوط الصنم.
نعم خلال مدة ربع قرن قضاها المرجع الشهيد في الهجرة كان متوكلا على الله سبحانه وتعالى صابرا محتسبا رغم ما قام به النظام البعثي من حملة إعدامات متكررة لعلماء وفقهاء ومجاهدين من عائلة المرجع الامام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ، حيث أستشهدكما ذكرنا المئات من هذه العائلة ومنهم المراجع والكفاءات المؤمنة الرسالية المجاهدة ظلما وغدرا وعدوانا ، كما كان يقوم بنو أمية وبنو العباس بقتل شيعة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
هذا هو التاريخ الشيعي وهذا هو تاريخ حركة الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين وأصحابهم وأتباعهم على إمتداد التاريخ ، تاريخ ملؤه الجهاد والنضال والعمل الرسالي الدؤوب ومقارعة الظالمين والمستكبرين وإعتلاء كلمة الحق ومقاومة الباطل .
وكان آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، وخلال مسيرته الجهادية والنضالية ضد النظام الشمولي والديكتاتوري البعثي يؤمن بمجموعة مسائل وحقائق منها:
أولا : الإيمان الى أبعد الحدود بالشعب العراقي وقدرته على العطاء والتضحية ، وكان لا يرضى بأي إستهانة أو تقليل من قدرات هذا الشعب.
ثانيــا : التفاؤل والأمل بالمستقبل ، وكان هذا الأمر يظهر جليا في تحليله السياسي وإستخراجه لمنابع القوة والإيجابية من الأحداث.
ثالثــا : دقة النظر والتفكير بعمق وبعيدا عن السطحية في التحليل والرأي.
رابعــا: التوكل على الله والإيمان بأعلى الدرجات بقوة الله تعالى وهيمنته وإفهام المقابل أنه لا شيء في مقابل قدرة البارى عز وجل.
خامسـا: قول الحق ولو كان في ذلك إزعاج للآخرين.
سادسـا: فصل الحالة السنية عن الحالة البعثية المجرمة والصدامية والدفاع عن السنة.
سابعـا : دفاعه المستميت عن الشيعة في العراق ورفع مظلوميتهم.
وأخيرا لابد من أن أذكر خاطرتين من ذكرياتي في يوم شهادته الدامية حيث كان يوم الجمعة للأول من رجب عام 1424هجري الموافق عام 2003م وبعد أربعة شهور من عودته الى مسقط رأسه النجف الأشرف من هجرة دامت أكثر من 23 عاما. الخاطرة الأولى هي أنني كنت في إستقبال وفدا من مسئولين بلديات كربلاء وجامعة كربلاء والكوفة ومجموعات عراقية مختلفة في مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله الوارف" في طهران ، إذ رن جرس الهاتف النقال (المحمول) قرابة الساعة الثانية والنصف ظهرا بتوقيت طهران ، ليخبرني بأن السيد عبد العزيز الحكيم ينعى فقد شقيقه آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم في قناة االجزيرة ، فإصبت بالذهول والصدمة وأتصلت هنا وهناك وبعدها قمت بالإتصال بآية الله العظمى السيد المدرسي في كربلاء المقدسة ، وبعد جهد وعناء إستطعت التحدث معه ولما أخبرته بالخبر رأيته يعلم بالخبر وكان يحتبس دموعه ويعتصر قلبه حزنا وألما من شدة المصيبة والصدمة وقال لي نعم إن هذا هو طريق الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء ، فطلبت منه أن يقوم بإصدار بيان بهذه المناسبة وأن يتحدث مع القنوات الفضائية منها قناة العالم الإخبارية وقناة سحر حيث قمت بالتنسيق وقاموا بالإتصال بسماحته وكان أول مرجع وشخصية عراقية يعزي آل الحكيم بشهادة المرجع الكبير شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ، حيث تحدث لي السيد محسن إبن السيد عبد العزيز الحكيم حينها بأن السيد عبد العزيز الحكيم وعائلة آل الحكيم قد شكروا المرجع المدرسي في زيارتهم كربلاء المقدسة بعد التشرف بلقائه على مبادرته في الساعات الأولى لشهادة السيد محمد باقر الحكيم بالتحدث عن هذا المصاب الألم والجلل الذي أصاب العالم الاسلامي والعالم الشيعي في أول جمعة من شهر رجب عام 1424هجري.
أما الخاطرة الثانية فكنت في منزل سماحة السيد المرجع المدرسي أتابع سير الأحداث للشهادة الدامية للسيد الشهيد الحكيم ، وكانت الساعة الواحدة ليلا إذ رن جرس هاتف النقال وإذا بي أسمع الاستاذ الشيخ حسن إبن الشيخ جاسم الأسدي (الشيخ محسن الحسيني) يجهش بالبكاء وهو يتحدث معي بالهاتف ويقول لقد توفي أبي الشيخ أبومحمد ، لقد توفي والدي الشيخ جاسم الأسدي ، لقد توفي والدي الشيخ محسن الحسيني ، حينها أصبت بالصدمة الثانية بعد الصدمة التي حدثت لي بشهادة آية الله السيد محمد باقر الحكيم ، وعزيته بالمصاب وإتصلت بآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي وأخبرته بنبأ وفاة الشيخ الحسيني (جاسم الأسدي) وصعق بالخبر هو الآخر وقال إنا لله وإنا اليه راجعون وبعدها إتصلت بالسيد علاء آل طعمة (السيد علاء قطب) وسمعت منه تفاصيل الخبر وكيفية وفاة الشيخ الحسيني رحمة الله عليه وتغمد الله روحه الجنة وحشره مع الصديقين والشهداء والصالحين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا.
وفي ذلك اليوم وتلك الليلة لم أنم حتى الصباح حيث كنت أتابع هذا الحدث الكبير لأقدم خدمة متواضعة للسيد الشهيد الحكيم ، هذا الرمز وهذا القائد الاسلامي التاريخي الذي جعل من نفسه شمعة تذوب لتضيء للشعب العراقي المستقبل الزاهر والخروج من ظلام الديكتاتورية والإستبداد الدامس ، كذلك ذهبت لأتابع مراسيم الفاتحة التي ستقام للشيخ جاسم الأسدي في مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله الوارف".
في الحلقات القادمة نتابع معا إشراقة من حياة المرجع الشهيد الحكيم الذي كان له الدور البارز في تاريخ العراق السياسي الحديث وإسقاط النظام الديكاتوري الشمولي البعثي الصدامي في بغداد.
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
26/7/2006م
30جمادى الآخر 1427هجري