قصائد من شاعرة قشعمية وأديبة فى الشيخ عبداللطيف بن عقل بن ثوينى القشعم
أولا :
اود ان اعرف بالشيخ عبداللطيف والمكنى بأبو منصور هو امير القشعم بالمملكة العربية السعودية وهو شديد الفخر والإعتزاز بإنتمائه العراقى ومنبعه الأصلى ، رجل بكلمة ما تحمل الرجولة من معانى ، إلتقيته مرة وحدثنى بالتالى :يا أبن اخى والله لا تعلم بما أملك من حلال وأملاك فى المملكة العربية السعودية ومن جاه ولكن لا زلت أنتمى لبلاد النهرين ولى اكثر من اربعين جد مدفونين بالحلة ولى ثلاثة فقط فى السعودية ، وسوف يأتى اليوم الذى أرجع به ، وهو الحليف الخاص لعائلة الزغيلان الشبابية المسعودية والتى أنتمى إليها (ومن قوله لى هاتفيا أن القشعم لم تفقد بعبداللطيف الزغيلان رجلا بوفاته وانما فقدت عرباً) ، والتى تعد شخصيته الفذه بأنه هو الموحد لعموم قبائل القشعم ورفع كيانها بعد التفكك والإندثار والبعد عن التاريخ.
وإقتطفت بعض ما قيل فيه.
قصيدة للشاعرة سعدية الصران المخالي من القشعم بمناسبة زيارة الشيخ عبد اللطيف القشعم ديوان والدها قالت :
تقـول بنت اللـي لفـوه المعازيب * حيث أن أبويـا عن خـوالي نشـاد
ودلة عمامي مسك مع جوزة الطيب * و دلـة خوالي هـيل وريح الزبادي
يا مرحبا بالطـيب يا منـبع الطيب * اللـي لفانا بطـيب صقر البـوادي
يا مرحبا بالذيب و من نسله الذيب * إن كان يبغى ذيب جبنا له أعـداد
عبد اللطيف اللي للأنذال تخـريب * حيثه صعيب النفس جدام الأوغـاد
عبد اللطيف اللي للأجـواد تطبيب * حـيثه كريم النفس رأيـه سـداد
إن رادنا شباب و إن رادنـا شيـب * وإن رادنا مجموع أو رادنـا أحـاد..
ولو هو بغانا شرق أو شاف تغريب * حـنا معـاه جدودنـا والأحفاد ..
والله ما نمدحك حـق ترسة الجيب * لأنـك كبير وفـوق هذا الرشـاد
حياك يـوم أنك تجـينا بـترغيب * لـدراسـة التاريـخ لونه مبـاد
بمساعده رب الكتب و التجـاريب * دكتورنـا الفاضل عليه اجـتهـاد
تاريخ نخطي به ساعـات ونصـيب * دقايـق ،طـول الـزمن والآمـاد
تاريـخ عشنا بـه بلا أي تقريـب * لأنه بعيد وعـايـزاً لـه جـهـاد
تاريخ ابن جشعم رمـز الأعـاريب * فرسانهـم يوم الـوغى بالجـهـاد
دون الكرامة والشرف و الأصاحيب * ما يذكـرون السلـم ويا الحـياد
رجالهـم رجال مـن غـير تدريب * وأطفالهـم فرسـان يوم الطـراد
وشيبانهم للـرأي هم دوم تصويب * ما يخفضـون الرأس يوم العـوادي
ومن غير ما نسأل ومن غير ما نجيب * أجـدادي اللي معرفـة بالبلادي
منهـم أبو مطلـق ريـف المعازيب * ومنهـم أبو حـربي ذيب البوادي
وجزّا عنا ودعيس يعجب تعـاجيب * يوم المعـارك ما وجـد له أنـداد
ومنهـم أبو عرَّاك ومسند بتقريب * صـرَّان دوم مبيتهـم بالطـراد
وبناتهـم يا زين ستـر الرعابـيب * مـا فشَّـلنْ رجَّـالهـن بالـبلاد
وصلاة ربي عـد مـزن الهبـاهيب * علـى رسـولٍ هــادٍ للـعباد
وذكرت بنت الصران في رسالتها الشعرية :
تقول البنت التي حَلَّ بديوان والدها رجلٌ عزيز وكريم ونحن ضيوف عنده :
أن أعمامي وأخوالي كلٌ يدعم الآخر وهم كرماء وأعزاء .
يا مرحباً بالشيخ عبد اللطيف ، حللت أهلاً ووطأت سهلاً .
يا مرحباً بمن اجتمعت فيه صفات الرجولة والبطولة والشجاعة والطيب ،نحن أنصارك شيباً وشباباً الأجداد والأحفاد ،وأحلف بالله أن هذه الصفات حقيقة وأكثر من ذلك أيضاً ، وحاشا الله أن أدعي زوراً وبهتاناً لأن منـزلتك عالية وشأنك كبير ، أحيي فيك الخصال النبيلة وحبك لفروع القشعم وتدوين أمجادها وجمعها في كتاب موحد بمساعدة الخبير صاحب التجربة والاجتهاد الدكتور علي الشعيبي ، وهذا التاريخ فيه غالب ومغلوب وهو قديم يلزمه جهد ووقت ، وتاريخ ابن قشعم هو عنوان المجد والنضال ، وفرسانهم في ساحة القتال يجاهدون بضراوة للذود عن شرفهم وكرامتهم من غير أن يخضعوا للتدريب على القتال ، لأن لهم خبرة طويلة في هذا الميدان ،وهؤلاء أطفالهم تراهم يمتطون صهوة الجياد وهم حديثو السن ويمارسون رياضة السباق بمهارة عالية ، وشيوخهم أصحاب الحكمة والرأي السديد مرفوعي الهامة لا يهابون الأعداء ، وهذا الأمر لا يلزمه سؤال لأن أجدادي شهرتهم في جميع البلاد منهم : أبو مطلق ، وأبو حربي ، وأبو عراك ، و صران ، وبناتهم أخوات الرجال عزاً وكرامةً وشرفاً .
وقالت بنت الصران قصيدة أخرى تصرح فيها عدم نظمها للشعر إلا في الشيخ عبد اللطيف القشعم للوقار الذي يلفه والاتزان ورجاحة العقل والعبء الثقيل الذي يتحمله من أجل وحدة القبيلة والتواصل والتراحم :
بغيرك ما قلت الشعر وماني بقايـله * يا شيخ يا للي كل فعـلك نخايلـه
وبمثلك فقط يا شيخ ينقال شـعري * يا والـدي شـيَّال كل الثقـايلـه
وما أقول أنا شعري هوَّه يصـوغني * أبـيات شعرٍ وافـياتٍ كمـايلـه
أبيات لأبو منصور قطرات في بحـر * رجَّل كامل وافـيات خصـايلـه
يا ليت أبو الطيب أنهـج بمنهجـه * حتى أقـول الشعر بأول أوايـلـه
ويا ليت أبو تمـام يسمع كلامـي * يجي يعـدِّل من أشعاري عوايـلـه
والله أتمـنى الوّ أسلـوب البحـتري * عندي لـصار لكل بيت سبـايلـه
واهَـمّ أتمـنى الو لسان السديـري * عندي ، لكانت من روايع مثـايلـه
لكـن لـو أن الشعر كلـه يجـيني * أبيـات أبو منصور تصبح قلايـلـه
أكره مديـح الناس يا شيخ كلهـم * لكن أمامك بِعْـدِل الوضع مايـلـه
لكن أمامك يرسل الـعقل فكرتـه * تجتـال في الورق وتصير جايـلـه
تجـتال تحتاج اللـي يصـوغهـا * حتى يسجلها القلم بحروف هـايلـه
حروف أتغنى في صفـات و مزايـا * رجـلٍ شجاعٍ طيِّـباتٍ حمايـلـه
في فكـر تـثقيفي واضح بـيانـه * للي يعرفـون الـثقافـة وسايـلـه
في فكـر تـثقيفي صعبٍ بـياتـه * للي أفكاره حـاضرة تسقط و آيلـه
حروف اتراقص في حدايق فكركـم * نـبي أتعلَّـق في ثمـاره وسلايـلـه
وحروف تبنى من بقايا أفعـالكـم * الـطيـبات المستـنيرة فعـايـلـه
وحروف تعشق كل حرفٍ تقولـه * وحـروف ترسم لك صورة برسايلـه
تقول بنت الصران في رسالتها الشعرية الثانية:
لم يسبق لي أن نظمت ولن أنظم الشعر في إنسان غيرك أيها الشيخ الجليل الوقور الذي نعرف ونعهد أفعاله الحميدة ، أنت فقط الذي حزت على نظم شعري أيها الأب الحنون ، والشعر الجميل كامل المعاني ينساب من بين شفتي دون أن ألقى جهداً في نظمه ، وهذه الأبيات القليلة نقطة في بحر لا تفي حق قدر أبي منصور الرجل المتميز صاحب الشأن العظيم،كم أتمنى أن أنهج منهج أبي الطيب المتنبي أو أسلوب البحتري ولسان السديري
ويسمع كلامي أبو تمام الطائي كي تظهر أبيات شعري على أكمل وجه لعلها تفي حق أبي منصور.
إنني أكره مديح الناس كل الناس ولكن اتزان شخصيتك وجهودك الجبارة فجرت قريحتي الشعرية فراح القلم يرقص مترنماً على صفحات دفتري متجاوزاً القيود و مسجلاً مزايا وصفات الرجل الشجاع الشهم طيب الأعراق رجل الفكر والثقافة والنباهة .
وفي 25 كانون الأول سنة 1984 م ، قالت الشاعرة بنت الصران قصيدة ثالثة بعنوان : (تحية للهمام) نظمتها بالفصحى تحيي فيها الشيخ عبد اللطيف القشعم وتذكر صفاته و أفعاله والأمجاد التي سطرها في سجل التاريخ :
"حيِّ الهمام الذي يستنهض الهِمما " * حيِّ المقدم في الساحاتِ والعَـلَمـا
وحيِّ ذاك الذي قـد قـام قومـته * بكل فخـر لكي يدرك لـنا شممـا
حيِّ أبا النصرِ أن الـنصرَ طالـعه * وحيثما يقـدم على عليائـه قدمـا
لا لا يحـاول تزيـفاً لواقـعنـا * ولـو يحـاول تدليساً فـما غنمـا
وحيِّ من كان يشق العلـم يرفعـه * للخوض في التاريخ دوماً فما برمـا
يقرأ تصانيفـه يكـتب دلائـلـه * يعـود ، يستقصـي ومـا سئمـا
وهكذا العلـم تحقيقـاً ومـدرسة * و أدلـة ملـموسـة حَـرُمــا
لو كان رأيٌ بـلا برهـان نلمسه * كان الدلـيل، لأغـنى ذلك الأممـا
لكنما الإسلامُ لا يكـفي برأيهـم * مع العروبـة بُرهـاناً وقـد عُلِمـا
يقـولـون ذلك التاريخ مشـتركٌ * بين الـقبائـل أكبرهـا ومنعدمـا
فأين أنتـم من قـوم إذا غضبـوا * غضبَ الزمـانُ وإلا فهـو مبتسما
هـم الرجال إذا دارت دوائرهـا * فليس سوى جيشِ أعدائهم هُزِمـا
هـم الرجـال إذا غمزت قناتهـم * لـقيتهـم نـاراً تستبد الحِـمـما
هـم الرجال فلا تلق لهـم شبهـاً * بين الرجال ولـن تلـق بهـم أثمـا
هـم الرجال أسوداً في معاركهـم * لا يهـرعون إلى تعـداد ما غُنمـا
هـم الرجال شموعـاً في مجالسهـم * وسادةٌ يحملـون العِلْـمَ و العَلَمـا