كم قانا في العراق.... محسن راضي الدراجي
لو عددت قانات العراق ستجد المئات مثل تلك المجزرة الخبيثة البشعة, ورغم اني استنكر كمثل بقية عرب الله في
ارض الله تلك الجريمة, ولايمكن ان يرض بها اي انسان, فانها جريمة, وتتجاوز الاخلاق والحضارة والعرف الانساني
وكما قلت ادينها,بكل مشاعري, وقد اصبت بالذهول امام العالم المتحضر, الذي وصف هذه الجريمة, في فرنسا قال عنها
( عمل غير مبرر) وفي مصر العروبة قالوا عنها( عمل غير مسوؤل) ولكن انا اصفها بالعمل الوحشي المجرم, ولكن هذه
قانا في لبنان الجريح الذي يدفع ثمن مغامرة غير محسوبة, لجريمة غير محسوبة وغير مبرره اطلاقا في كل القيم, والعودة
الى قانات العراق, التي تتكرر يوميا, وبكل وحشيه وبلا قيم وثوابت, والعالم العربي يتفرج, والعالم الاسلامي مخفي وجهه
خلف الحقيقة, ولم تسمع همسة او استنكار, والعالم المتحضر صامت, بل العالم العربي يرسل حميره, لكي يفجر نفسه في
الاسواق الشعبية, والشغيلة في الصباح, والاعلام العربي الهمجي الوحشي المرتزق من الجزيرة وعواهرها, يصف تلك
بانه هولاء كانوا يستهدفون مركز شرطة او دورية امريكية, وهولاء الاعلام لم يرو تلك المدينة, بل تلقوا الخبر من بعض
الارهابين عبر بعض الاتصالات والاشرطة المسجلة التي ترسل الى الجزيرة المرتزقة,ولكن الان العالم يدين كل هذه
الجريمة بكل امكانياته, ولكن ادانة خجولة, و العالم العربي, قد سلط الضوء على هذه الجريمة البشعة, وقد بكى وهذه
دموع التماسيح, واستنكر و هو جالس في بيته لايستطيع ان يتحرك, به هنالك دول قد ضجت بصراخها في صوت
العروبة, وهي تنادي بالامة العربية, والرسالة الخالدة, ولكن الان قد وضعت راسها بين كفيها لكي لاتسمع انين قانا,
ولانها قد ساعدت في خراب العراق, وعملت قانات كثيرة, اذن قانا لبنان هي لعبة لها, وقانات العراق هي خرابها, واذا
جماهير مدينة الثورة( الصدر) تخرج تندد هذه الجريمة البشعة, هي دليل على صدق نوايا هذه المدينة وعمق
روابطها بالانسانية, والقيم, والثوابت التي تتحلى بها هذه المدينة, وهو دليل على ثوريتهم الحقيقية, ولكن اين البقية
الذي يرفعون الاعلام العربية, ويحملون البوابة الشرقية, اين هم؟ ورغم اني استنكر هذه الازدواجية, التي نحملها, الا
وهي بان حزب الله لم يحمل اي محبة تجاه العراق الجديد, ولم يكن موقفه واضح تجاه العملية السياسية, بل بالعكس
كان ضد العراق الجديد,لذلك نحن نبكي على قانا لبنان ولكن هم لم يبكوا على قانات العراق ,بل الكل غمض عينية على
جرائم العراق اليومية, وصارت قانات العراق فرجة, وصار استهداف المدنيين والابرياء في نظر الاعلام العربي البغيض
دعائية, وكسب مال على حساب الشعب العراقي, لذلك ايها الاعلام العربي, كم من قانا في العراق, وكم من صبرا وشاتيلا
في العراق, وكم من مقابر جماعية, وكم من جرائم بشعة ارتكبها النظام المقبور بحق الشعب العراقي, وكم من حروب
في العراق, ولكن لم تكن قانا في لبنان الا قطرة في بحر, ورغم كل الجرائم لكن لبنان احتضنت المحامية بشرى التي
تطاولت على الشعب العراقي, ورغم كل الجرائم ولكن لبنان احتضنت كل المؤتمرات القومية التي تطاولت على الشعب
العراقي,ذلك سيكون حزني على قانا لبنان كبير, لان الشارع العربي صار بيد الاعلام المرتزق, وصارت الابواق امثال
العطواني والبكري نعامات, ولكن السوأل الكبير الى من كان يعربد ويصهل ويزبد ويصرخ ويقول سوف ازلزل الارض
على الاعداء, وسوف اجعل الارض فيهم كذا وكذا, ولكن لم يعمل الا في خراب هذا البلد الجميل الا هو لبنان, ولكن اين
الشارع العربي من هذه الاحداث والدمار الذي حل في لبنان, ومثل ما يتفرجون على العراق ليصنعوا قانات, هم الان
يتفرجوا على لبنان لكي يروا قانا مجزرة جديدة ومذبحة جديدة, لذلك كم من قانا فيك ايها العراق العظيم.. ....