التيار الصدري يتهم أميركا بالسعي لإطاحة حكومة المالكي
سياسيون عراقيون يعتبرون ما يجري أخطر من الحرب الأهلية ... التيار الصدري يتهم أميركا بالسعي لإطاحة حكومة المالكي
بغداد – خلود العامري الحياة - 05/08/06//
يتفق سياسيون عراقيون على ان العراق يعيش وضعاً حرجاً قريباً من الحرب الاهلية لكنه اخطر منها بكثير، خصوصاً بعد تفاقم عمليات التهجير الطائفي والقتل على الهوية التي باتت ربما عاملاً سلبياً يؤثر على استمرار فرص التعايش السلمي بين العراقيين لسنوات طويلة لاحقة، فيما يتهم التيار الصدري أميركا «بمحاولة الإطاحة بحكومة نوري المالكي وتشكيل حكومة إنقاذ للقضاء على الحركة الإسلامية في الشرق الأوسط».
ويرى النائب حارث العبيدي عضو «جبهة التوافق العراقية» (السنية) ان «ما يجري في العراق هو صورة لحرب اهلية محدودة لكنها ليست بين السنة والشيعة وانما هي حرب خفية بين جهات سياسية بعضها ذات صبغة دينية يطغى عليها النفس الطائفي»، ويؤكد ان ما يجري في العراق ناتج عن صراعات سياسية لعبت الميليشيات الحزبية والعناصر المسلحة التي وصفها بأنها «مرتبطة بأجندة خارجية» دوراً بارزاً فيها. واتهم القوات الاميركية بإفساح المجال امام الميليشيات والجماعات المسلحة لممارسة ادوار طائفية خارج نطاق الوحدة الوطنية في البلاد، ولفت الى ان «بعض الميليشيات الحزبية والجماعات المسلحة يرتبط مع قوات الاحتلال ويمارس دوراً رئيسياً في تحقيق اهداف اميركا في العراق لدفع البلاد الى الحرب الاهلية» وخلص الى ان «ما يدور في الساحة العراقية حرب محدودة بين عصابات مسلحة سياسية وحزبية بأجندة طائفية خارجية».
ويقول النائب راسم العوادي عن «الكتلة العراقية» بزعامة اياد علاوي ان «الحلول الممكنة لأزمة العراق تقتضي منح المصالحة الوطنية فرصة اكبر لتأخذ دورها وابعادها الحقيقية للقضاء على الفتنة التي ستؤول الى خسارة الجميع، بمن فيهم قادة الصراعات الطائفية في البلاد» ويصف الاحداث الطائفية في العراق بأنها «حرب أهلية غير معلنة» لا سيما مع اتساع نطاق عمليات الخطف والقتل الطائفي والتهجير القسري. ويؤكد النائب فلاح شنيشل، رئيس الكتلة الصدرية في المجلس النيابي، «ان ما يحدث في العراق ناتج عن تغيير المخطط الاستراتيجي الاميركي في البلاد» واتهم القوات الاميركية «بالتخطيط لعمليات إرهابية منظمة لجر البلاد الى حرب طائفية» وإفشال العملية السياسية وصولاً الى إسقاط الحكومة.
ويرى ان أسباب تغيير المخطط الاميركي في البلاد برز بعد مطالبة مجموعة من الكتل السياسية داخل البرلمان بجدولة انسحاب القوات الاميركية في العراق، مضيفاً ان «هذه المطالب تنطلق من الفقرة 12 من القرار 1546 الذي سمح بإنهاء الوجود الاميركي في البلاد بعد تشكيل حكومة ومجلس نيابي دائم منتخب ديموقراطياً».
ويقول ان «ما يجري في العراق هو أسوأ من الحرب الأهلية» لافتاً الى ان «الاميركيين بدأوا يدعمون فكرة تشكيل حكومة إنقاذ وطني لإعادة العراق الى المربع الاول وضمان استمرار بقائهم لسنوات طويلة في البلاد بهدف القضاء على الحركة الإسلامية في الشرق الأوسط».
وطالب شنيشل «بتفعيل دور لجنة الحوار في المجلس النيابي ومنع التدخل الاميركي والإقليمي في الشؤون الداخلية للبلاد».
وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد وصف العنف المتصاعد في العراق بأنه «حرب اهلية غير كلاسيكية»، فيما حذر السفير البريطاني في العراق وليام باتي من نشوب حرب أهلية، متهماً الميليشيات الشيعية بتأجيج الوضع في العراق ومطالباً بالحد من سلطتها «وعدم منحها الفرصة لتكون دولة داخل الدولة مثلما هو الحال في لبنان».
الحياة