البعث يقود ظاهرة بروز دعاة الإمامة ونيابتها في العراق
البعث يقود ظاهرة بروز دعاة الإمامة ونيابتها في العراق
لقد بات الوضع بحق مهزلة في العراق.. فكل من هب ودب رمى الخاكي وأطلق لحيته ولبس العمامة البيضاء والسوداء وسمى نفسه بدءا من حجة الإسلام والمسلمين ومرورا بآية الله العظمى ووصولا بالإمام الثالث عشر وأنشأ مواقع له في الإنترنت وأنشر فتاواه وتشدق بالإمام الحجة.. فأحدهم عّرف عن نفسه بأنه..
نائب الحجة الغائب
والثاني سيف الله المسلول
والثالث هو الإمام بعينه
والرابع إمام ثالث عشر
والخامس بقية الله الأعظم
والسادس الفتى الحسني
والسابع المؤيد بالإمداد الغيبي الإلهي
والثامن المنصور بمحمد
والتاسع قاهر الحديد
والعاشر ذو العلم البليغ
وهلم جرا.. لقد بات يسيطر على عقل العراقيين فئة من الدجالين آخر الزمن تقف ورائهم دوائر مشبوهة.. فما هي قصة العراقيين مع هذا الكم من الأئمة المنتشرين بدءا من البصرة ومرورا بالعمارة والناصرية ووصولا الى كربلاء والنجف وبغداد.. ولم نسمع من أمثال هؤلاء في المناطق السنية ولا الكردية فهل هي مؤامرة بعثية من أجل إشغال مناطق الجنوب الشيعية وإشعال نار الفتنة بين أبناء المذهب الواحد ليتسنى على البعثيين والصداميين والتكفيريين السيطرة عليهم.. هل هناك حقا بيئة فكرية مؤاتية في مناطق الجنوب والوسط لمثل هذه الأفكار النابعة من الدجل الخالص.. لا أصدق أن فئات من العراقيين صاروا يتعاطون مع هذا الكم الكبير من الدجالين المتلبسين بلباس الدين.. متى يعي العراقيين أن خلاصهم في عدم تشرذمهم وليس في مساندة دجال يتحدى علماء الحوزات ويسقطهم بدعوى عدم قبولهم لمناظرته ويدعى الأعلمية على الخلق أجمعين.. إنه السقوط الفكري والثقافي في هذه المرحلة التي تسود العراق.. إحتلال أمريكي غاشم بغيض يهيمن على صدره وتكفيريين من شذاذ الآفاق جاؤا ليسفكوا دم الشيعة وأنصار البعث وأيتام صدام أقسموا أن لا حياة للشيعة في العراق بعد اليوم.. ثالوث غادر يحيط بالعراقيين الشيعة في عموم العراق والشيعة منغمسون في اشتباكات فكرية وعسكرية مسلحة بين بعضهم البعض بحجج سخيفة وواهية يذهب دمهم هدرا لمصلحة هذا الثالوث الشرير وبعد كل ذلك نتشرذم ونتمحور حول دجالينا الذين نزعوا اللباس البعثي وتلبسوا بالعمائم ولو مؤقتا لإنجاز المهمة التي أنيطت على عاتقهم ألا وهو عودة البعث الصامد إلى الحكم في العراق الصريع..