عملية بعلبك بداية الفصل الثاني من العدوان على لبنان
عملية بعلبك بداية الفصل الثاني من العدوان على لبنان
عبد الامير علي الهماشي
Sunday, 20 August 2006
اولمرت مازال يبحث عن نصر معنوي يقنع به جمهوره الذي شعر بخيبة أمل كبيرة منذ الثاني عشر من آب وهذه العملية أتت ليؤكد ما وعد به خلال خطابه في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي*) بمواصلة ملاحقة قادة حزب الله
عملية بعلبك أرادت من خلالها حكومة اولمرت أن تبعث أكثر من رسالة الى الداخل والخارج واُولى هذه الرسائل أن جيش الدفاع الاسرائيلي )عاد ليكون صاحب المبادرة في الاراضي اللبنانية وهو ما يغطي بعض العورات التي كشفتها حرب الايام الاثنين وثلاثين المفتوحة وليشبع غرور القيادة العسكرية
أما ثاني هذه الرسائل فهي للمجتمع الدولي وان الدولة العبرية هي الراعية والمنفذ للقرار 1701 إذا ما عجزت القوات الدولية عن تطبيقه ،ولتؤكد أنها المنتصرة من خلال هذا القرار الذي قبله حزب الله خوفا من تصدع الجبهة اللبنانية أكثر مما هي متصدعة
وثالث هذه الاشارات فهي لحزب الله ولقيادته من أنه لا أمان لقادته بعد اليوم من ملاحقة ألة الحرب الصهيونية
ورابعا فهي رسالة إقليمية إذا ما كان المستهدف هو الشيخ يزبك وكيل وممثل اية الله الخامنئي في لبنان حيث تهدف هذه العملية الى عقوبة معنوية لايران باستهادفها للشيخ يزبك للمرة الثانية في هذه الحرب وخصوصا بعد التسريبات الاعلامية التي أشارات الى أن الدولة العبرية كانت بصدد توجيه ضربة لايران بعد أسر الجنديين من قبل حزب الله لولا نصيحة الولايات المتحدة بضرب حزب الله أولا
ومع كل هذا وبعد فشل العملية التي كان ظاهرها منع تهريب السلاح الى حزب الله كما أشار متحدث باسم الخارجية (الاسرائيلية)فإن حكومة اولمرت مازالت تبحث عن شيء يحفظ لها ماء وجهها ولتضعها في موقف أفضل مما هي عليه داخليا وتفاوضيا مع حزب الله لاستعادة الاسيرين،ولكن يبدو أن الفشل ملاصق لهذه الحكومة منذ قرارها شن الحرب المفتوحة على لبنان
أما حزب الله الذي وافق على القرار 1701 خوفا من تصدع الجبهة الداخلية واسكاتا لمن يتربص به من القوى التي تريد النيل من شرعيته والتي استثمرت مقتل رفيق الحريري الى أبعد مايكون الاستغلال ،والتي تطمح في توظيف الوضع الدولي الراهن عن مافشلت في تحقيقه في الفترة الماضية،ولكن العملية العسكرية لحكومة اولمرت قد تعقد موقفها هذا
والمستفيد الاول من هذه العملية بعد فشلها هو حزب الله عمليا وسياسيا ،فمن الناحية العملية لايمكن لاحد ان يطالب حزب الله في هذه الفترة بنزع سلاحه دون ضمانات دولية (وكلنا يعلم عدم التزام الدولة العبرية باي ضمانات وهي التي مابرحت تفسر القرارات الدولية وفق وجهة نظرها الخاصة )إضافة الى خطاب اولمرت في الكنيست قد أكد هذا المعنى انه سيستهدف قادة حزب الله مما يجعل مبرر بقاء السلاح أو على الاقل تأخير النقاش في هذا الامر حتى حين
وهذا الامر يجعل رئيس الوزراء والفريق الحكومي في وضع المواجهة مع الاخر وليس ضد حزب الله ،أي يبقى النقاش مع الاطراف الخارجية بدلا من النقاش مع حزب الله
وهذا الامر يدعو الحكومة الى التعجيل في انسحاب الجيش (الاسرائيلي )من الجنوب اللبناني
هذا العملية ستجعل من موقف حزب الله السياسي والعسكري في موقف افضل من السابق وبحاجة الى تفسير القرار الدولي بالطريقة اللبنانية وليس الاسرائيلية والذي يدعو الى وقف العلميات العدائية
عبدالامير علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com