-
الصبر جميل
الصبر جميل
جواد المنتفجي
في سالف القدم والزمان ،
ولما كان الفجار والحراس ..
يأوون إلى مضاجعهم ،
ويغيب السفهاء واللصوص ...
كان وطني يلملم أشواقه ،
ويمشي عابرا الحقول الموحلة
كان يرتل دوما ما تيسرا له ..
عن تباريحه ساعات المحن ...
- (( الصبر مفتاح الفرج )) !!
وحينما كان يستكين ويستريح ..
اسفل ما جف من شجر
كان يشمر عن ساعديه ..
ليوضئا بسحر هالة فوقه غفت ..
كانت ثمة أصوات تنبعث منها
كشهيق راحت تشق أواخر الليل ،
وأضحت ترزح فيما حوله وتقول ...
- سبحان الله ...
يا كاظمين الغيظ في الصدور
- الله .. الله يا لشعبك الحبور
- الحمد لله على صبره الطويل ،
والذي لطالما كان دوما ..
للمظلومين مفتاح الفرج
- الحمد لله ..
لمن لم يركع يوما ..
لعبادة الجبت أو الوثن
فبشر الصابرين ممن كانوا
يتلون بعد دعواتهم ...
- (( نصرا من الله وفتح قريب))
وفجأة ينبلج الفجر المبين ...
كان كموقدة من نار حامية
غدت تجلجل الرؤوس العفنة ،
وجعلتها كعصف مأكول
لحظتها راح الوطن ...
يمسح من دموعه تارة ،
وفي أخرى كان بالله يستنير ...
- الحمد لله للسلام...
بعد ما عاد من هجرته ..
بعد ذاك الجوع ، وطول العطش
- سبحان لله ...
للوئام الذي بسط سطوته ...
كطير أبابيل..
أمسى يفتت مهاوي الجحور
كجمر من لهب ...
تلسع نواويس الطواغيت ،
وأوكار خفافيش الليل
- الحمد لله ...
على ألفة شعب كان مبتلى
بنجع دمه المسفوح ،
وحري أناته المتفجرة
يا لأجر للعيون التي تقرحت..
من فواجع هوادج الجثث الطافحة
كلما أمسى دمعها فوق الماء يخور
- سبحان الله ...
لاطياب المسك والحناء المنبعثة
من أطباق النذور والشموع
والطافية بين الفرات ودجلة
فنحن على علم ويقين
من أن صاحب العصر والزمان
( عجل الله فرجه )
سيظهر في نهاية الزمان ،
ومن أن كفيه الطاهرة ...
كالرمح ستثقب عيون ..
السفاحين الطغاة
بعد ما يأكلها الأسف الألم ...
كعصف مأكول يهزها الندم